أبومرتضى
11-08-2004, 08:07 AM
رأي وموقف
عكاش والشعر الشيعي
عبد المحسن يوسف جمال
بينما كنت اتابع فرز الاصوات في انتخابات الرئاسة الاميركية، التي انشغل العالم بها، وقع نظري على احدى الصحف المحلية، ومانشيت يقول «عكاش يسأل الحمد عن شعر الشيعة السياسي».
وعكاش، هو النائب عبدالله عكاش، والحمد هو الدكتور رشيد الحمد وزير التربية والتعليم العالي.
قرأت الموضوع ولم اجد فيه شيئا يستحق ان تقوم السلطة التشريعية ممثلة بعكاش بتوجيه سؤال للسلطة التنفيذية ممثلة بوزير التعليم العالي، اللهم الا لحاجة في نفس النائب عكاش لم ولن يفصح عنها.
واحببت ان ادلي بدلوي في هذا الشهر الكريم، لعل فيه فائدة للقارئ، وتسلية للصائم، فالظاهر ان المواضيع الدسمة والمهمة ستكون بعيدة عن اسئلة بعض «النواب» في شهر القرآن.
السؤال موجه حول تدريس الادب العربي في مقرر متخصص في كلية الآداب حول مادة الشعر الاسلامي الاموي، وبالتالي هي مادة علمية بين استاذ المادة وطلبته، احب النائب عكاش ان يستفيد منها،وكان يمكن ان يتصل بأستاذ المادة مباشرة، او يطلب حضور المحاضرة «كمستمع»، الا انه آثر ان يسلي صيام السيد الوزير وان يخبر اهل الكويت عن روائع الشعر الشيعي السياسي، الذي تزخر به المكتبة العربية والمترجم الى لغات العالم كافة، وتزدان به جميع مكتبات الجامعات العالمية، وقدم العديد من الطلبة رسائل الماجستير والدكتوراه في تفاصيل مراحل هذا النوع من الشعر، ودراسات حول الشعراء الشيعة في تلك المرحلة السياسية من عمر الامة الاسلامية امثال: الشاعر دعبل الخزاعي، والكميت بن زياد، والفرزدق وغيرهم، ناهيك عن اشعار ائمة اهل البيت، عليهم السلام، الذين عاشوا في العصر الاموي، ولعل رائعة الفرزدق التي قالها في حق الامام زين العابدين، عليه السلام، حين انفرج له الناس كي يستلم الحجر الاسود، الذي عجز الخليفة الاموي عن استلامه لازدحام الطواف، والتي اغاظت الحاكم الاموي واخرجته عن صوابه، مما دفعه إلى سجن الشاعر الفرزدق، وخير دليل على تأثير الشعر الشيعي السياسي.
وهذه بعض أبيات القصيدة:
«هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضائره
العرب تعرف من انكرت والعجم».
اما رائعة دعبل الخزاعي التي كان يقولها كمعارضة سياسية فمنها:
«مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
ديار علي والحسين وجعفر
وحمزة والسجاد ذو الثفنات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا
وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخدَّ فاطم عنده
وأجريت دمع العين في الوجنات».
وحبذا لو اكمل النائب عكاش اسئلته الادبية حول شعر الخوارج، وشعر القدرية والاشاعرة والمرجئة والدهريين والمعتزلة والقرامطة والفاطميين والبويهيين والحمدانيين والمماليك والشعر الاندلسي حتى تكتمل الموسوعة الادبية في مضبطة مجلس الامة.
كما ان الشعر الجاهلي وفيه الكثير من الكفر والحديث عن المنكرات (التي لا يرتضيها النائب عكاش)، تدرس في مقررات الجامعة وبالاخص المعلقات السبع، التي افتخر بها الجاهليون ومازالت الجامعات والادباء يفتخرون بها ويدرسونها من خلال تدريس الادب العربي، بل ويعتبرونها من عيون الشعر العربي.
كما ان هناك الشعر السياسي الاموي، الذي قاله بعض الشعراء المحسوبين على «البلاط الاموي»، والذين غالوا في مدح الامويين لدرجة تحتاج الى سؤال من وزن اسئلة عكاش يوجه الى وزير التربية، خاصة ان شعرهم يدرس في الجامعة، ونستمر بالاسئلة الى ان نغطي كل المنهج الدراسي.
واتمنى على النائب عكاش ان يسأل زميله النائب خالد العدوة، فهو اديب ويحب الشعر العربي، ويحفظ الكثير منه، وقد يكون ملما بالكثير من الجوانب التي يفتقدها النائب عكاش.
اما نصيحتي لوزير التربية، فهي أن يترك اساتذة الجامعة ومناهجهم، وان يجيب النائب اجابة دبلوماسية لتغطية الجانب الدستوري، الذي كفل للنواب توجيه اسئلة الى الوزراء فيما يدخل في اختصاصهم وان كانت اسئلة من باب التسالي.
üüü
> ملاحظة:
الآن عرفت ضحالة الاتهام الموجه للاستاذة الجامعية الدكتورة نجمة ادريس، والطريقة الصبيانية في التعرض لأساتذة الجامعة ان لم يكن بطريق مباشر فعن طريق السلطة التشريعية واسئلة البرلمان، والتي خصصها المشرع كي يستفيد منها النواب لبناء امة قوية، وخلق شباب يكون ذخرا لمستقبل مشرق اصبح العلم فيه هو السلاح الاقوى.
ajamal1950@hotmail.com
http://www.alqabas.com.kw/writersarticlesdetails.php?aid=3416
عكاش والشعر الشيعي
عبد المحسن يوسف جمال
بينما كنت اتابع فرز الاصوات في انتخابات الرئاسة الاميركية، التي انشغل العالم بها، وقع نظري على احدى الصحف المحلية، ومانشيت يقول «عكاش يسأل الحمد عن شعر الشيعة السياسي».
وعكاش، هو النائب عبدالله عكاش، والحمد هو الدكتور رشيد الحمد وزير التربية والتعليم العالي.
قرأت الموضوع ولم اجد فيه شيئا يستحق ان تقوم السلطة التشريعية ممثلة بعكاش بتوجيه سؤال للسلطة التنفيذية ممثلة بوزير التعليم العالي، اللهم الا لحاجة في نفس النائب عكاش لم ولن يفصح عنها.
واحببت ان ادلي بدلوي في هذا الشهر الكريم، لعل فيه فائدة للقارئ، وتسلية للصائم، فالظاهر ان المواضيع الدسمة والمهمة ستكون بعيدة عن اسئلة بعض «النواب» في شهر القرآن.
السؤال موجه حول تدريس الادب العربي في مقرر متخصص في كلية الآداب حول مادة الشعر الاسلامي الاموي، وبالتالي هي مادة علمية بين استاذ المادة وطلبته، احب النائب عكاش ان يستفيد منها،وكان يمكن ان يتصل بأستاذ المادة مباشرة، او يطلب حضور المحاضرة «كمستمع»، الا انه آثر ان يسلي صيام السيد الوزير وان يخبر اهل الكويت عن روائع الشعر الشيعي السياسي، الذي تزخر به المكتبة العربية والمترجم الى لغات العالم كافة، وتزدان به جميع مكتبات الجامعات العالمية، وقدم العديد من الطلبة رسائل الماجستير والدكتوراه في تفاصيل مراحل هذا النوع من الشعر، ودراسات حول الشعراء الشيعة في تلك المرحلة السياسية من عمر الامة الاسلامية امثال: الشاعر دعبل الخزاعي، والكميت بن زياد، والفرزدق وغيرهم، ناهيك عن اشعار ائمة اهل البيت، عليهم السلام، الذين عاشوا في العصر الاموي، ولعل رائعة الفرزدق التي قالها في حق الامام زين العابدين، عليه السلام، حين انفرج له الناس كي يستلم الحجر الاسود، الذي عجز الخليفة الاموي عن استلامه لازدحام الطواف، والتي اغاظت الحاكم الاموي واخرجته عن صوابه، مما دفعه إلى سجن الشاعر الفرزدق، وخير دليل على تأثير الشعر الشيعي السياسي.
وهذه بعض أبيات القصيدة:
«هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضائره
العرب تعرف من انكرت والعجم».
اما رائعة دعبل الخزاعي التي كان يقولها كمعارضة سياسية فمنها:
«مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
ديار علي والحسين وجعفر
وحمزة والسجاد ذو الثفنات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا
وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخدَّ فاطم عنده
وأجريت دمع العين في الوجنات».
وحبذا لو اكمل النائب عكاش اسئلته الادبية حول شعر الخوارج، وشعر القدرية والاشاعرة والمرجئة والدهريين والمعتزلة والقرامطة والفاطميين والبويهيين والحمدانيين والمماليك والشعر الاندلسي حتى تكتمل الموسوعة الادبية في مضبطة مجلس الامة.
كما ان الشعر الجاهلي وفيه الكثير من الكفر والحديث عن المنكرات (التي لا يرتضيها النائب عكاش)، تدرس في مقررات الجامعة وبالاخص المعلقات السبع، التي افتخر بها الجاهليون ومازالت الجامعات والادباء يفتخرون بها ويدرسونها من خلال تدريس الادب العربي، بل ويعتبرونها من عيون الشعر العربي.
كما ان هناك الشعر السياسي الاموي، الذي قاله بعض الشعراء المحسوبين على «البلاط الاموي»، والذين غالوا في مدح الامويين لدرجة تحتاج الى سؤال من وزن اسئلة عكاش يوجه الى وزير التربية، خاصة ان شعرهم يدرس في الجامعة، ونستمر بالاسئلة الى ان نغطي كل المنهج الدراسي.
واتمنى على النائب عكاش ان يسأل زميله النائب خالد العدوة، فهو اديب ويحب الشعر العربي، ويحفظ الكثير منه، وقد يكون ملما بالكثير من الجوانب التي يفتقدها النائب عكاش.
اما نصيحتي لوزير التربية، فهي أن يترك اساتذة الجامعة ومناهجهم، وان يجيب النائب اجابة دبلوماسية لتغطية الجانب الدستوري، الذي كفل للنواب توجيه اسئلة الى الوزراء فيما يدخل في اختصاصهم وان كانت اسئلة من باب التسالي.
üüü
> ملاحظة:
الآن عرفت ضحالة الاتهام الموجه للاستاذة الجامعية الدكتورة نجمة ادريس، والطريقة الصبيانية في التعرض لأساتذة الجامعة ان لم يكن بطريق مباشر فعن طريق السلطة التشريعية واسئلة البرلمان، والتي خصصها المشرع كي يستفيد منها النواب لبناء امة قوية، وخلق شباب يكون ذخرا لمستقبل مشرق اصبح العلم فيه هو السلاح الاقوى.
ajamal1950@hotmail.com
http://www.alqabas.com.kw/writersarticlesdetails.php?aid=3416