ديك الجن
05-21-2011, 09:49 PM
الكاتب وطن
الجمعة, 20 مايو 2011
http://www.watan.com/upload/Sodays.jpg
حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس المسلمين من الفتن التي تُفرّقهم، وأوصاهم بالتمسك بالكتاب والسُّنة. مبيناً أنه حينما تكثر الفتن في الأُمّة والمتغيرات يلتبس الحق بالباطل، ويختلط الهدى بالضلال، وحينئذ لن تجد الأمة إلا في التمسك بالكتاب والسنة المستعصم. مضيفاً بأنه إزاء ما تعيشه بعض بلاد المسلمين من فتن وأحداث فإن كل غيور مهتم بشأن أمته يلاحظ أنه حدثت فتن وهناك مَنْ يشعل فتيلها، ويسكب الزيت على النار، ويعمل على إذكاء النعرات والعصبيات التي تفاقم الأوضاع سوءًا، وتمكّن لأعداء الأمة استغلالها لأغراض خطيرة.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام اليوم: إنه في هذا العصر، وبعد أن تسربت إلى صفوف الأمة ألوان من المسالك المنحرفة، وتسللت صنوف من الطرق الفاسدة، واختلط الحابل بالنابل، وتشعبت المناهج والغايات، وعمّت الفتن والابتلاءات، وتفرّقت الأمة شيعاً وأحزاباً، وتاهت في أيام الزمان أعواماً وأحقاباً، وثارت عليها عواصف التغيير والمستجدات، وهبّت عليها أعاصير التموجات والتحولات، وتداعت عليها الأمم، فإنه لا منجى للأمة إلا بالتمسك بكتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأردف "إن الوهن الذي أصاب الأمة، والضعف الذي حلّ عليها كالغمة، حتى انقلبت الموازين واختلفت المقاييس وانتكست الرايات واحلولكت الظلمات وعلت الفتن كأمواج البحار الهادرة وفشت في أفراد الأمة معضلات الأدواء؛ فعلا صوت الغوغاء فوق الحكماء، فالوحي كاف للذي يعنى به شاف لداء جهالة الإنسان. وإنّ امتطاء صهوة الأهواء والافتتان بالآراء والبُعد عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام لهو الضلال والخسران والخزي والحرمان؛ حيث الفتنة والمحن المتلاحقة الممتدة، قال تعالى {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}".
وأوضح فضيلته أن الله تعالى أمرنا بالرجوع إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم عند التنازع والاختلاف، يقول سبحانه {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا}. قال مجاهد رحمه في قوله تعالى {فردوه إلى الله والرسول}: أي فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. و أخرج أهل السنن من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة". ولذلك فإن الواجب على الأمة الرجوع في المشكلات، ولاسيما عند الأزمات، إلى الراسخين في العلم الصادقين في الدين؛ فهم أكثر الناس فقهاً وعلماً، وأعلم الناس بالحلال والحرام ومقاصد الأحكام الذين يعرفون المحكم من المتشابه؛ فالرجوع للعلماء الراسخين في العلم، ولاسيما في زمن الفتن والنوازل، ليس اختياراً بل هو فرض شرعي وأمر إلهي. ومن منارات ودلائل الاهتداء في الفتن البُعد عن كل ما يفضي إلى الفُرْقة والاختلاف، ومن ذلك ما يحصل من بعض المجادلات العقيمة التي تثير الشحناء والبغضاء؛ فقد كره النبي صلى الله عليه وسلم من المجادلة ما يفضي إلى الاختلاف والتفرق.
وقال فضيلته تتطلب الفتن الوعي والإدراك لما يحاك للأمة الإسلامية من مؤامرات ترمي إلى الإضرار بوحدتها والعبث بأمنها واستقرارها وتشحن النفوس نحو الفتنة والفُرْقة بدعوات مضللة وشائعات مغرضة تنال من الثوابت والمسلَّمات وتطول الإساءة للرموز والمحكمات أو المزايدة على الشريعة؛ ليتحقق للأعداء ما يريدون من إهدار للطاقات وتدمير للمقدرات وإشغال أمتنا عن كبرى قضاياها في ذكرى نكبتها، ولعل الغير يتفاءلون بالمصالحة والاتفاق بعد التجافي والافتراق. وإن من الفتن التي ضاعفت المحن وعلتها ودأبت على تأجيج جذوتها فتنة إذكاء النعرات الطائفية المقيتة المحتدة والعصبية الشتيتة الممتدة التي انحرفت عن الولاء الصحيح وفرقت صف الأمة الصريح.
إن ركوب موجة النعرات الطائفية الجانحة المتذرعة بحجج واهية، وفي هذه الآونة تحديداً، لم يكن من ديدنه إلا تصدير الفتن والقلاقل والبغضاء وصناعة الزوابع والشحناء وإفساد العلاقات البريئة بين أفراد المجتمع الواحد وبين أفراد الأمة جمعاء تشتيتاً للوحدة الإسلامية دون عقل رادع ولا ضمير وازع، وإن من المقلق للغيورين أن تلكم النعرات الرعناء قد أمر أمرها وازداد واتسع مدها وارتاد ولكن دون إنصاف أو سداد؛ حيث تتناول الحقائق المدللة الراسخة بالمغالطات الناسخة، وتتصدر الحق الصراح بالتمويه وأسانيد مبتورة الجناح، وإنه لا فوز للأمة وسعادة للخلق إلا بالدين الحق على هدي الوحيين الشريفين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وشدد فضيلته على أنه في خضم تلك الأمواج واستشرافاً لآفاق مستقبل أزهر أغر لزم المجتمعات والأمم أن تعيد صياغة أذهان الجيل من الشباب والفتيات وتنمية الوعي الإسلامي الصحيح لديهم في تواكب لأحداث العصر ومتطلباته وتطوراته وتحدياته واستنهاضهم للاعتزاز بالهديين الشريفين "كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام" تحقيقاً لوحدة الأمة وترسيخاً لأخوّة الإسلام.
وأفاد بأن من منارات الاهتداء عن الفتن تعظيم النصوص الشرعية ولزوم الثواب المرعية والاعتصام بالجماعة والحذر من كل من يريد إذكاء الفتن وتفاقم الأوضاع وتأجيج الفُرْقة والنزاع والشقاق والصراع والتجاوز على مكتسبات الأوطان ومقدرات الشعوب والبلدان والسعي بالفساد وعدم الانسياق المحموم والإغراق المذموم إزاء ما تبثه القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية؛ ما يبعث على التهييج والإثارة في غياب لصوت العقل والحكمة والنظر للمصالح العليا واعتبار المآلات، كما ينبغي الإقبال على العبادة والتزام الطاعة والإكثار من التوبة والاستغفار والإنابة والدعاء والضراعة.
ودعا الله أن يحفظ الأمة الإسلامية من شرور الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار والرخاء.
الجمعة, 20 مايو 2011
http://www.watan.com/upload/Sodays.jpg
حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس المسلمين من الفتن التي تُفرّقهم، وأوصاهم بالتمسك بالكتاب والسُّنة. مبيناً أنه حينما تكثر الفتن في الأُمّة والمتغيرات يلتبس الحق بالباطل، ويختلط الهدى بالضلال، وحينئذ لن تجد الأمة إلا في التمسك بالكتاب والسنة المستعصم. مضيفاً بأنه إزاء ما تعيشه بعض بلاد المسلمين من فتن وأحداث فإن كل غيور مهتم بشأن أمته يلاحظ أنه حدثت فتن وهناك مَنْ يشعل فتيلها، ويسكب الزيت على النار، ويعمل على إذكاء النعرات والعصبيات التي تفاقم الأوضاع سوءًا، وتمكّن لأعداء الأمة استغلالها لأغراض خطيرة.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام اليوم: إنه في هذا العصر، وبعد أن تسربت إلى صفوف الأمة ألوان من المسالك المنحرفة، وتسللت صنوف من الطرق الفاسدة، واختلط الحابل بالنابل، وتشعبت المناهج والغايات، وعمّت الفتن والابتلاءات، وتفرّقت الأمة شيعاً وأحزاباً، وتاهت في أيام الزمان أعواماً وأحقاباً، وثارت عليها عواصف التغيير والمستجدات، وهبّت عليها أعاصير التموجات والتحولات، وتداعت عليها الأمم، فإنه لا منجى للأمة إلا بالتمسك بكتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأردف "إن الوهن الذي أصاب الأمة، والضعف الذي حلّ عليها كالغمة، حتى انقلبت الموازين واختلفت المقاييس وانتكست الرايات واحلولكت الظلمات وعلت الفتن كأمواج البحار الهادرة وفشت في أفراد الأمة معضلات الأدواء؛ فعلا صوت الغوغاء فوق الحكماء، فالوحي كاف للذي يعنى به شاف لداء جهالة الإنسان. وإنّ امتطاء صهوة الأهواء والافتتان بالآراء والبُعد عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام لهو الضلال والخسران والخزي والحرمان؛ حيث الفتنة والمحن المتلاحقة الممتدة، قال تعالى {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}".
وأوضح فضيلته أن الله تعالى أمرنا بالرجوع إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم عند التنازع والاختلاف، يقول سبحانه {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا}. قال مجاهد رحمه في قوله تعالى {فردوه إلى الله والرسول}: أي فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. و أخرج أهل السنن من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة". ولذلك فإن الواجب على الأمة الرجوع في المشكلات، ولاسيما عند الأزمات، إلى الراسخين في العلم الصادقين في الدين؛ فهم أكثر الناس فقهاً وعلماً، وأعلم الناس بالحلال والحرام ومقاصد الأحكام الذين يعرفون المحكم من المتشابه؛ فالرجوع للعلماء الراسخين في العلم، ولاسيما في زمن الفتن والنوازل، ليس اختياراً بل هو فرض شرعي وأمر إلهي. ومن منارات ودلائل الاهتداء في الفتن البُعد عن كل ما يفضي إلى الفُرْقة والاختلاف، ومن ذلك ما يحصل من بعض المجادلات العقيمة التي تثير الشحناء والبغضاء؛ فقد كره النبي صلى الله عليه وسلم من المجادلة ما يفضي إلى الاختلاف والتفرق.
وقال فضيلته تتطلب الفتن الوعي والإدراك لما يحاك للأمة الإسلامية من مؤامرات ترمي إلى الإضرار بوحدتها والعبث بأمنها واستقرارها وتشحن النفوس نحو الفتنة والفُرْقة بدعوات مضللة وشائعات مغرضة تنال من الثوابت والمسلَّمات وتطول الإساءة للرموز والمحكمات أو المزايدة على الشريعة؛ ليتحقق للأعداء ما يريدون من إهدار للطاقات وتدمير للمقدرات وإشغال أمتنا عن كبرى قضاياها في ذكرى نكبتها، ولعل الغير يتفاءلون بالمصالحة والاتفاق بعد التجافي والافتراق. وإن من الفتن التي ضاعفت المحن وعلتها ودأبت على تأجيج جذوتها فتنة إذكاء النعرات الطائفية المقيتة المحتدة والعصبية الشتيتة الممتدة التي انحرفت عن الولاء الصحيح وفرقت صف الأمة الصريح.
إن ركوب موجة النعرات الطائفية الجانحة المتذرعة بحجج واهية، وفي هذه الآونة تحديداً، لم يكن من ديدنه إلا تصدير الفتن والقلاقل والبغضاء وصناعة الزوابع والشحناء وإفساد العلاقات البريئة بين أفراد المجتمع الواحد وبين أفراد الأمة جمعاء تشتيتاً للوحدة الإسلامية دون عقل رادع ولا ضمير وازع، وإن من المقلق للغيورين أن تلكم النعرات الرعناء قد أمر أمرها وازداد واتسع مدها وارتاد ولكن دون إنصاف أو سداد؛ حيث تتناول الحقائق المدللة الراسخة بالمغالطات الناسخة، وتتصدر الحق الصراح بالتمويه وأسانيد مبتورة الجناح، وإنه لا فوز للأمة وسعادة للخلق إلا بالدين الحق على هدي الوحيين الشريفين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وشدد فضيلته على أنه في خضم تلك الأمواج واستشرافاً لآفاق مستقبل أزهر أغر لزم المجتمعات والأمم أن تعيد صياغة أذهان الجيل من الشباب والفتيات وتنمية الوعي الإسلامي الصحيح لديهم في تواكب لأحداث العصر ومتطلباته وتطوراته وتحدياته واستنهاضهم للاعتزاز بالهديين الشريفين "كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام" تحقيقاً لوحدة الأمة وترسيخاً لأخوّة الإسلام.
وأفاد بأن من منارات الاهتداء عن الفتن تعظيم النصوص الشرعية ولزوم الثواب المرعية والاعتصام بالجماعة والحذر من كل من يريد إذكاء الفتن وتفاقم الأوضاع وتأجيج الفُرْقة والنزاع والشقاق والصراع والتجاوز على مكتسبات الأوطان ومقدرات الشعوب والبلدان والسعي بالفساد وعدم الانسياق المحموم والإغراق المذموم إزاء ما تبثه القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية؛ ما يبعث على التهييج والإثارة في غياب لصوت العقل والحكمة والنظر للمصالح العليا واعتبار المآلات، كما ينبغي الإقبال على العبادة والتزام الطاعة والإكثار من التوبة والاستغفار والإنابة والدعاء والضراعة.
ودعا الله أن يحفظ الأمة الإسلامية من شرور الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار والرخاء.