المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تساؤلات واقعية ..



سيد مرحوم
11-07-2004, 05:51 PM
تساؤلات واقعية ..

الحلقة الاولى



شبكة العراق الثقافية : محمد باقر




بسم الله الرحمن الرحيم

(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
كل عمليات التغيير التي اعترت الامم والمجتمعات كانت تنطلق من ثقافات وافكار ونظريات, ابتداءا من الديانات وحتى الافكار العلمانيه . ومن هذه النظريات ما استمر ومنها ما عفى عليها الزمان. فكل امة تنهض بمستوى افكارها ونظرياتها وتنام او تموت بمستوى ضعفها واضمحلالها وعدم امكانية مواكبة متغيرات الحياة ومتطلباتها . ومن هنا يأتي السؤال الكبير , هل ان نهاية الحضارات والامبراطوريات السابقة كان لضعف في افكارها ونظرياتها ام لفساد اعترى زعمائها ومفكريها , ام ان قيود الزمان والمكان هي التي نخرتها ولم تستطع ان تواكب الحياة فكانت نهاياتها الى الموت والفناء (ولكل امة اجل )
فالاسلام كفكره ونظريه نمت وترعرعت في ظل عصمة الرسول وقيادته حتى بلغت المشرقين ودامت ثلاثة عشر قرنا رغم مظاهر الملك والوراثة التي اعترت مسيرتها بعد الخلافة (الراشده) وحتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي . فما هي اسباب ضعف وانهيار الحضارة الاسلامية, وبأعتباري شيعيا اماميا نرجع سبب هذا الانهيار الى انحراف الرساله عن مسارها الذي اختطه لها الرسول والرساله من خلال خروجها الى (الخليفه ابو بكر ) ولم تستمر بخط الرساله الى الامام علي (ع) بأعتقاد الشيعه ومن خلال ذلك مكنت معاويه من ان يصل الى الحكم ويؤسس الدوله الامويه والنظام الوراثي الذي استمر الى نهايه القرن التاسع عشر الميلادي , فكامت الفتره الامويه من اخطر المراحل التي التي تخللت الرساله الاسلاميه والتي اسست لتمزيق المسلمين ونشوء المذاهب .
ورغم ذلك انطلقت الرساله الاسلاميه الى ان عمت المشرقين .
وهنا نريد ان نشير الى مرحلة الدوله الامويه ونقول ان معاويه قد اخذ بالنظريه الاسلاميه وانطلق بها ولم يتبنى نظريه غير النظريه الاسلاميه ومن هذا فقد اقبل العالم وقت ذاك على ان يدين بهذه النظريه الاسلاميه ويترك ما كان يدين به او يرفض ما مان موجودا غيرها . واليوم نرى المسلمين قد اصبحوا ضعافا يكاد يتخطفهم الناس من حولهم , فلماذا هم بهذا الضعف والوهن هل هناك عجز في نظريتهم ام اننا دائما نلقي بهذا الضعف على الحكومات والطغات وندين بنظريه المؤامره في انها السبب المباشر في ما وصلنا اليه .وكاننا دما لاحيلة لها في ان تبعد الاخطار من حولها أو ان تقاوم من اجل وجودها ,الم يشر الامام الحسين (ع) في خطابه الذي رفعه ايام نهضته في زمن يريد حيث قال (لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ,بل خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ان آمر بالمعروف وان انهى عن المنكر ) ان الامام قد حدد الخلل في الامة ولم يشر بخطابه الى يزيد , لان الاصل هنا الامة وان يزيد هو ظاهرة افرزها ضعف الامه (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (كيف ما تكونوا يولى عليكم ) والامة هنا ليس الناس وحدهم بدون دور للفاعلين منها واصحاب الفكر والنظر الذين يحركون الامة ويمارسوا دورهم في توعيتها وتثقيفها لتقف في الاتجاه الآخر مقابل الطغات والحكومات الظالمة, فمن ياترى كان السبب في ضعف الامة وهوانها .
نحن نعيش الآن فترة العلوم الظنية بأعتبار غياب المعصوم منذ اكثر من الف سنه , ومن ذلك الحين والاجتهاد قائم والحكومات تتوالى والانظمة تتغير والنظريات تتداخل ,فهل كنا معصومين من ان ندخل الخلل في النظريه من باب الاجتهاد (والمصيب له اجران والمخطئ له اجر ) وما اكثر الاجتهاد الذي ادى الى كوارث في التأريخ الاسلامي في ظل غياب المؤسساتيه ومراكز الابحاث التي ترصد وتقيم المسار التأريخي لحركتنا في نجاحاتها واخفاقاتها . ان الرسول (ص) قد حذرنا من وعاظ السلاطين واخوف ما اخاف على امتي العلماء والامراء اذا فسدوا .
فهل لنا ان نتسائل او نسائل ولاة الامر منا ومن هم في قمة الهرم ومن يعطونا هدانا في حياتنا , هل تحملوا مسؤلياتهم تجاه الله والامه أم اكتفوا بأسقاط الواجب وأبراء الذمه حسب تعبيرالشائع .
نحن اليوم نعيش تحت رحمة الظلم والاضطهاد والتشرد والتشرذم بسبب كل الضعف والوهن فهل بالامكان ايقاف هذه الرحى التي سحقتنا وهل بالامكان انبعد هذا الشبح عن ابناءنا والاجيال القادمة اعتقد ان هذه المهمة مناطه بالمثقفين والمفكرين والعلماء من ان يتحملوا مسؤلياتهم ويبحثوا عن عن الضعف في ثقافتنا التي انتجت امة سادت عليها كل الامم,نحن لانجيد قراءة تاريخنا ولا نتعظ بالاخرين الذين سبقونا واصبحوا يتطلعون الى المستقبل ولا يلتفتوا الى الماضي الا لأخذ العضه والعبره اما نحن فما زلنا نتفاخر بالماضي وبالعنتريات ولا نرمق المستقبل ولا نعيش الحاضر ,حياتنا في ظل كل هذا القهر ان نجلس لنندب حضنا ونجتر الماضي

سيد مرحوم
11-09-2004, 02:24 PM
تساؤلات واقعية ..المنبروملكيته للامة أم لمن يحتله

الحلقة الثانية



شبكة العراق الثقافية : محمد باقر

بسمه تعالى ..في هذه الحلقة سنتناول المنبر بأعتباره من اهم عوامل توعية وتثقيف الامة بالنظريه الاسلامية ,بل لربما كان من اهم العناصر المحركه لقطاع واسع من الامة خصوصا وقد سيطرت الاميه بكل مضامينها على مجتمعاتنا في العقود السابقه وحتى اليوم . وقد امتلئ التاريخ الاسلامي بالرموز والشخصيات التي لعبت دورا بارزا في نشر الرساله وكذلك الاحداث التي حصلت في التأريخ, اورثتنا مناسبات كثيره أعتدنا ان نقيم احتفالات لتجديد ذكراها واستلهام العضة والعبره منها , ويشهد الواقع اقبال الامة بشكل واسع على حظور مثل هذه المناسبات التي كان للمنبر بها دورا متميزا , فالناس تقبل على هذه المنابر لآسباب شتى منها المعرفه أو الثواب أو للقاء اخوه والاصدقاء في مثل هذه التجمعات خصوصا وأن مجتمعنا ينعم ايضا بحس اجتماعي عالي .

ومن هنا كان المنبر يشكل اهميه لا يمكن الاستهانة بها خصوصا اذا كانت الاميه متفشية بشكل خطير , لهذا يكون المنبر هو المصدر المعرفي للامة . وهنا نريد ان نقييم اداء المنبر وخصوصا المنبر الحسيني عند الشيعه .

ان الملاحظ في المنبر الحسيني افتقاده للتوجيه والاداره والاشراف , فهو كيفي الى حد ما وذاتي في اغلب الاحيان , ان الخطيب عادة يطرح مايريد ان يطرحه لا ان يلاحظ حاجة الامة في الطرح , فهناك عملية تركيز في بعض الطروحات على جوانب الخلافات التأريخيه في المسيره الاسلاميه مما يعزز روح التمزق في جسد الامة الاسلاميه , واخطر ما في المنبر هو جانب المأساة التي يتم التركيز على الجانب العاطفي في الانسان ,الذي يولد في عمق المتلقي احساسا بالكراهيه والحقد ليس للذين قتلوا الحسين (ع) بتلك الصوره البشعة والتي تعبرعن مدى رفضهم للحسين (ع) ونهجه الذي يتجاوز الواقعة (واقعة كربلاء ) تأريخيا الى ان يصل الى الحاضر, الى من هو ليس بشيعي وكأن الثار قائم و القتله موجودون بامتدادهم , لان المنبر يركز على ان واقعة كربلاء ليست الا نتيجه لخروج الرسالة عن مسارها وهي من نتاج السقيفه , وكأن غير الشيعي هو الامتداد الحي لتلك المأساة ونحن لا نحاول طمس هذه الحقيقة التأريخيه بخصوص السقيفه أو موضوع الخلافه فهما الحق فيما نعتقد , لكن المشكلة في العمليه الايحائيه التي يمارسها الكثير من الخطباء خصوصا وان الخطيب يلتقي بالامة من خلال المنبر مباشرة ويحاول ان يبرز كل انفعالاته من خلال اداءه الصوتي المتميز (النعي) وما يصحب ذلك من افتعال استثارة الحضور عاطفيا حتى يصلوا الى مرحله البكاء والبكاء العالي, ونعتقد ان هذا الاسلوب قد ساهم بشكل فعال في رفض الآخر وعدم امكانيه التعايش معه , ونحن نقصد بذلك الجسد الاسلامي بشتى مذاهبه و رغم اننا في بعض الاحيان نسمع من يتحدث بالوحده والاخوة الا سلاميه فهناك من يدعوا الى الطائفيه بمبررات الأنحراف والضلال والفرقه الناجيه الوحيده . وهذا الامر يكشف عن حالة التشرذم في واقعنا وعدم وجود اي منهجيه في عملية الطرح وليس هناك خطابا موحدا .مما يجعل غير الشيعي متحيرا في تكوين صوره واضحه عن الشيعه وتوجهاتهم , خصوصا وان هناك المتربصين بنا الذين يطرحون مفهوم التقيه على انه ( التظاهر للناس بخلاف ما نبطن) وهذا المثال يمكن ان يؤكد عدم وضوحنا ونساهم في تأكيد تفسيرهم للتقيه وذلك من خلال التناقض في الطرح وغياب التوجيه وعدم تحمل المسؤليه فكيف يمكن لنا ان نغير قناعات الآخرين عنا أو ان نسهم في عملية التقارب ونبذ الخلافات في درب الوحده الاسلاميه أو حتى أن ندعي ذلك .
اما جانب غياب الاداره والتوجيه ,نلاحط ان من يدرس مقدارا في الحوزه أو من يمتلك بعض المعرفة من الثقافة الاسلاميه او عنده مقدره على التحدث ومن يمتلك صوتا جميلا ويجيد الاداء هؤلاء هم من يرتقي المنبر والادهى من ذلك ربما كان الصوت احد اسباب ولادة الخطيب .
والامر الآخر اننا لا ندري هل ان الخطيب يرتقي المنبر بعد ان يأخذ تصريحا من جهه او دائرة ما ولا نقصد هنا تأميم المنبر من جانب الحكومات حتى يتحول الى وعاظ السلطان بل نقصد مؤسساتنا الاسلاميه من مرجعية الى غيرها .وهل ان احدى هذه الجهات قد اعدت له منهاجا وحددت له مواضيعا الامة بحاجة لها ,أم ان المسأله كيفيه بحته, ان غياب التوجيه في طرح المواضيع التي تهم الامة يعني غياب الهدفيه في عملية التربية وتجعل الخطيب في احسن حالاته مجتهدا في حاجة الامة , ومن هنا شاعت المواضيع التي ليس لها اية صله في واقع الناس وحاجاتها , وهكذا تتحولت المنابر الى منابر عبثيه لا تنتج امة بمستوى رسالتها الاسلاميه ولا تلبث حتى ينكمش الناس من حولها .

وشئ اخر هو موضوع التمويل في قضيه المنابر فقد تحول المنبر الى مهنة للاسترزاق وليس دعوة في طريق الرساله ونحن هنا لانعيب عملية كسب الرزق فهي حاجه انسانيه طبيعية لكن استقلال الخطيب ماديا يعني انه لايخضع الى جهه كالمرجعيه وغيرها تشرف على ادائه وطروحاتة وتقوم بعملية التقويم والنقد وتصحح اعوجاجه أوتعاقبه او تمنعه من ارتقاء المنبر ثانيا , وهذا الامر ادى الى ان يتحول المنبر في بعض الاحيان الى منبر لتسقيط الآخرين أو الدعوه الى البعض , أوالتركيز على الخلافات الشخصيه مما يفقد المنبر احترامة وقدسيته في نفوس الناس ودوره الحقيقي تجاه الامة.

اما الجانب الخطير الآخر في هذا الموضوع فهو الامة , فان هذه السلبيات في المنابر قد اعتاد عليها الناس واستطابوها لذلك نرى الامه لا تهتم الا بالمنابر التي نشأت وتربت عليها وترفض اية عملية تغيير فيها فلو ان المنابر افتقدت الجانب الصوتي (النعي) لرأيت الناس تنفض عنها حتى وان كانت الطروحات تمس صميم حاجات الامة ومشاكلها وتعتبرها منابر المثقفين (استهزاءا) وهذا الامر لطالما ثقف له الخطباء للاسف .

والسؤال المهم.. متى يتصدى المعنيون بهذه الامة من علمائها لاصلاح هذا الخلل الكبير , فالمنبر الحسيني هو اساس في وعي الامة بنظريتها , واذا لم نتدارك هذا الامر فأن المنابرفي الفضائيات اليوم تزاحمنا في عملية التثقيف ..(و)ستكون (حينها)خسارتنا عظيمة .(وقفوهم انهم مسؤولون)

سيد مرحوم
11-11-2004, 05:33 PM
تساؤلات واقعية.. ازمة القدوة في المرجعية

الحلقة الثالثة

شبكة العراق الثقافية : محمد باقر

بسمه تعالى ..بعث الله الانبياء برسالاته الى الخلق منذ بدء الخليقة ابتداءا من ادم (ع) وختاما بمحمد (ص) وتحملوا اعباء الرسالة على مدى التأريخ وذاقوا بسببها الوان العذاب فما استكانوا وما وهنوا في اداءها وان بلغ الامر في بعضهم بالقتل , وهكذا كان اوصياءهم من اجل ان يحافظوا على الرسالة من الانحراف , فلا بد ان يكون العلماء على هدي الانبياء والرسل واوصياءهم بأعتبار ان العلماء هم ورثة الانبياء لانهم الاعلم بالرسالة ومضامينها , ولا يقتصر دورهم في بيان احكامها فحسب , بل لابد ان يتعدى ويجسد بسلوكياتهم وحركتهم كما كان الرسل من قبل , لان الناس تحتاح في الواقع الى النموذج كقدوة يجسد الرسالة من خلال شخوصها كونهم انبياء أم رسل أم علماء وقادة . وهكذا كان الرسول محمد (ص) من خلال وصف القران اوشهادة التأريخ على سلوكه وحركته وهو الذي شهد له قومه قبل الرساله بالصادق الامين . ورغم كل صفات الكمال التي اتصف بها الرسول (ص) فالرسالة والقياده من خلالها تؤكد على صفتين مهمتين هما الشجاعة والحكمة ,
فالحكمة تحتاجها الرسالة في في عملية التبليغ لتنوع مستويات المجتمع (بعثنا نكلم الناس على قدر عقولها ) وفي ظل المتغيرات الواقعية , والشجاعة ضرورة للصبر على التبليغ وتحمل الاذى والثبات على المبدئيه وعدم تقديم التنازلات الافي حدود قاعدة التزاحم بين المهم والاهم من مقتضيات المصلحه , ونحن نتحدث عن هذه الصفات ليس للمعصوم فقط بل من يتحمل المسؤلية من بعدهم , فالانبياء والرسول واوصياءهم هم القدوة والنموذج لحاجة الانسان لذلك , ومن هنا كان قوله تعالى (ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) ووصف الله تعالى نبيه ايضا (وما انا الا بشر مثلكم ) وهذه الصفه البشرية لها تأثير كبير في تحمل اعباء الرسالة والاندفاع في اداها من قبل الناس خصوصا اذا كان الرسول يتحرك بينهم ويشاركهم اعباء الحياة والرسالة .اذا كان لابد للانسان من نموذج وقاعدة يتعرف من خلالها على حمله الرساله من العلماء والقادة الحقيقين.فالحكمة والشجاعه من الصفات الملازمه لحملة الرساله , لان المتغيرات وسعه الحياة وتداخلها وسعه مفرداتها بحاجة الى الحكمة لتحديد الوسيله الملائمة لتبليغ الرسالة ومن هنا نلاحظ تعدد ادوار اللأئمه (ع) تبعا لتغير الظروف السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية , فليس هناك نسق واحد في عملية تبليغ الرسالة في ظل تغير الظروف , لذلك نرى الحسين حسنيا في زمن معاويه لا يختلف مع اخيه الحسن في صلحه وهو حسينيا في عهد يزيد , ولا يقييم موقفه هذا بالتناقض هو السائر في خط العصمة والتشريع للحياة .
وهنا نريد ان نقيس اداء العلماء بأعتبارهم ورثة الانبياء على ضوء ما توافرنا عليه من نماذج سلوكيه وحركيه لنتعرف مع من بنسجم مع النموذج ومن يدعي ذلك .نحن اليوم نعيش في زمن تتناقض فيه المواقف رغم وحدة الظرف . فالبعض يؤمن بالحركه وان ادى الى التضحية بالنفس والآخر لايرى ذلك , والامة في حيره من امرها , فالخميني (رحمه الله ) يفضل ان يكون حسينيا على من يرى دوره حسنيا , ربما بأعتبار اختلاف المكان والظروف الاجتماعية والسياسيه , فكل يتحدث عن بلده ولكل بلد خصوصية يختلف بها عن غيره , لكن ان نرى محمد باقر الصدر (رحمه الله) ينهض ويستشهد ولا نرى لغيره أية حركه رغم وحدة الزمان والمكان . البعض يعزوا هذه التباينات في المواقف الى ايمان بعضهم بولاية الفقيه العامه والبعض الآخر بالولايه الخاصه , و الامة هي التي تقع عليها تبعات هذه النظريه التي تبحث في أروقة الحوزة العلمية حول ماللفقيه من ولايه على الامة ,هل هي في حجم ما للامام المعصوم ,ام انها مقيدة ومحدوده وضيقه تحدد حركة الفقيه في الواقع , وربما هناك من يؤمن ان كل رايه قبل رايه الامام (ع) هي رايه ضلال , فلا ترفع لنا رايه قبله , وكأننا نعيش في خارج الزمان والمكان , في ضوء هذه المقولة نستطيع ان نسقط نهضه الخميني (رحمه الله) وثورته .ومن جانب آخر ولي امر المسلمين تتعدى ولايته كل الحدود الجغرافية والمذهبيه وعلى الجميع السمع والطاعه , في حين لا تصل رعايتة الفعلية من باب الولايه الى من هو في مدينة فضلا عن دولته , وعلي (ع) في ظل ولايته وخلافته يقول (ااقنع من نفسي ان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر او اكون اسوة لهم في جشوبه العيش ....الخ) او قوله (ع) ولعل في الحجاز او اليمامه من لاطمع له بالقرص ولا عهد له
بالشبع ..الخ ) والحقوق الشرعيه لاتتسع ربما الا للطلبه ولشؤون المرجعيه وحاشيتها !!! هكذا كان يمارس علي(ع) النموذج والقدوة ولايته على الامه . كم لنا من الفقهاء من يرينا محمد (ص) او علي (ع) في سلوكه وحركته وهو الذي يصفه احد اصحابه (كان فينا كأحدنا .....الخ ) . خطبه على مسجد الكوفه تشهد كم كان يتحدث الى الناس ويشعرهم بوجوده وحياته . وكم لنا من الفقهاء والمراجع من يصلي بالناس جماعه وعقب لصلاته بحديث للناس لمن هم اشد ضمأ لمفرده من مفرداته الشريفه يجود بها على الامه غير ما يجودون به من مد الايادي للتقبيل والحصول على البركات والتشرف بالنظر الى وجوههم الكريمه النورانيه التي عجزت الشمس من ان تقبل ثناياهم بخيوطها الذهبيه . كان بعض الحكام كان يسعى للحصول على التأييد الذي يمثل الدعم الشعبي من خلال تشرفهم بزيارتهم او حتى لثم اياديهم , والبعض قد اشار وربما طلب منهم التوجيه والنصح وربما اكثر من ذلك لكن الجواب كان هو المقوله الشهيره (انهم لا يرون ذلك وان الناس عبيد الدنيا ) والغريب بالامر انهم كيف استقرأوالواقع كله أمن مستشاريهم السياسيين أو الاجتماعيين أو الاقتصاديين أم من خلال أئمه الجوامع وبعض الوكلاء في بعض المساجد التي كان يرتادها الكثير من كبار السن والبسطاء من الناس الذين لا هم لهم في الامور السياسيه والاجتماعية . فمن أين حصلوا على هذه النتيجه في الامه ,( ربما هم اعرف بالامه بحق لأنهم من رباها ورعاها فهو اعلم بغرسه ومن هنا لاحق لنا بمسائلتهم عن سبب ضعفنا وتشريدنا وقهرنا وقتلنا ) ومشكلتنا اليوم اننا لاندري من نتبع والكل يدعي انه هو الاعلم وهذا ما يخبرنا به ابنائهم او حاشيتهم وهؤلاء من لانشك بأنهم ينقلون عن المرجع فأن شككنا بهم فبمن نعتمد . فالبعض منهم يرفض البعض وربما يسقطه بكل بساطه وكأنه المختص وحده برسالة محمد (ص) ,

ومن هذا الباب فهناك البعض ممن تجاوز حدوده مثل محمد باقر الصدر من باب طرح مرجعيته طوليا وعرضيا وكان لا بد له من ان يراعي الحدود من باب الادب والتقاليد والاعراف , لا ان يراعوا هم الجوانب العلميه البحته ويقيموا على اساس هذه الظوابط ,

وربما غسل الاناء ثلاثا بعد ان شرب منه الخميني أو ابنه , الذي اساء لحرماتهم بأهتمامه بالسياسه .

ولعل هناك من يتصف بالسذاجه لانه ترك علياءهم ونزل الى الناس واقام الصلاة المليونيه , وان كان اتبعه الذين هم اراذلنا بادي الرأي ...!!!

وهناك من يدعي انه منهم اهل البيت وهم منه براء , لانه تجاوز حدود الصمت والوقار واراد ان يبدل علياءهم بعلياء في عقول ونفوس الامه الحائره .

ولكن شاء الله تعالى ان يرفعهم , فبعد ان حقق البعض منهم في الواقع ما حقق والبعض رفع وهو مخضب بدم الشهادة الذي أخرس البعض .

وهنا نعود الى البدايه في صفاة الحكمة والشجاعه , ونقول هل ان ذنب الامة فيما تعانيه من جهل وضعف وقهر بسبب غياب الشجاعه في تحمل المسؤليات , ام غياب الحكمة في انتاج الوسائل التي تحتاجها الظروف المتغيرة , ام ان من يقوم على هذه الامه لا يملك الصفتين معا بالاضافة الى لم يكن امينا على الامة والرساله بمستوى جحم الرساله والامه .

(انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا)

سيد مرحوم
11-13-2004, 08:05 PM
تساؤلات واقعية ... واقع الحوزة ببساطة

الحلقة الرابعة

شبكة العراق الثقافية : محمد باقر

بسمه تعالى ..هناك اليوم في كل العالم مراكز دراسات وابحاث حول المناهج التعليمية في المدارس والجامعات واشراف مستمر على تقييم فاعليه هذه المناهج , لانها تعتبر الاساس والقاعدة في نهضة وتطور المجتمعات . بل ان الامر تعدى ذلك حتى اصبحت في الفلك السياسي حيث باشرت امريكا بالضغط على بعض الدول في تغيير مناهجها التعليميه التي تعتقد انها كانت السبب في خلق تيارات وبحسب تسميتها لها ارهابيه أو فدائية أو استشهادية .
ان المناهج التعليمية التي تغذي الانسان في مجال الفكر لها الدور الكبير في تكوين رؤى الانسان واعتقاده وبالتالي سلوكة في الواقع ومن هنا تكمن خطورة هذه المناهج , ان البناء الفكري للانسان هو الذي يحدد نوع علاقته بالله والكون وأخيه الانسان .
ما يهمنا نحن هو النظام التعليمي في الحوزات فهو المحرك الاساس والمكون لعقائدنا وانتمائنا وسلوكنا في الواقع , ولسنا هنا في مجال مناقشة هذا الامر علميا بل نحن نريد ان نشير الى الواقع الذي تعيشه الحوزة .
ان الطالب في الحوزة يبدأ دراسته دون سقف زمني محدد مع غياب التخصص فهو بين البداية والاجتهاد فضلا عن المرجعية وهذا الامر يتبع امكانيتة العقلية وكذلك رغبته بالدراسه وبما ان السقف الزمني غير محدد وان العطاء جار ومستمر فليس هناك من يحاسبة على تقصيرة فالدرس وليس هناك عقوبة او فصل , فهو يختار مادته ومدرسه وله كل الحرية في الاطالة , فهناك ربما من درس وتوفي عن عمر مديد دون ان يعرف او يقدم للناس او للمجتمع الذي هو حق لهم , وربما يعتقد البعض ان هذه العلوم التي يتلقونها هي علوم لهم خاصة ليس من واجبه ان يخدم بها الناس رغم ما كان يحصل عليه من العطاء الذي يغطي نفقاته وعياله من خلال التفرغ للدرس , وبعضهم وجد في نفسه القدرة على الخطابة دون تخصص فأختص هو بنفسه , وهناك من وجد له مسجدا وحصل على تزكية أو وكالة من مرجع فلزم المسجد حتى الممات دون اشراف من أحد على اداءه وعلى ماذا يقدم للناس , وربما كانت هذه المساجد والوكلاء هي مناطق جباية الحقوق الشرعية !!!
ان الحوزات عندنا هي خاصة لبعض البيوتات فهي لآل فلان وآل فلان وكانها ملك عقيم أو هكذا جعلوا واقعها , فكل عائلة أو مرجع له مدرسة خاصة به وله حواشي حولة , والغريب ان كل مرجع لا علاقة له بآخر ,لاعلميا ولا اقتصاديا ولا حتى على مستوى العلاقات الشخصية , فهم لايلتقون أو يتزاورون ليحلوا اشكالا فقهيا أو لتنضيج بعض الآراء والطروحات الفقهيه , وربما تجمعهم االوفيات من باب الواجبات الاجتماعية . ولعلهم لا يطلعوا على آراء بعضهم البعض من خلال المؤلفات , ولا تستغرب ,
وليس هناك مناهج تخضع للبحث والدراسه والتعديل بل هم خير من وصف القرآن (هذا ما وجدنا عليه آباءنا ....) وبفضل هذا تحولوا الى طبقة اجتماعية تصالحت على قيم هي اعلى من قيم الناس فلا يرون الناس الا من موقع اعلى ولا يراهم الناس الا من موقع ادنى بل تعدت هذه العدوى الى اهل مدنهم . وهم على قناعة تامة ان مهمتهم هي الحفاظ على تراث اللآباء والاجداد دون ان يحاولوا ان يدرسوا او يلحظوا النتيجة التي وصلت لها الامة من خلال تربيتهم لها على هذا النهج , ولم يحاولوا ان يقييموا مسيرتهم التي تجاوزت الالف عام ليقفوا على نقاط الضعف والخلل في تراجع الامة وضعفها والتشرذم الذي ينخر الجسد الاسلامي , نعم هناك بعض الاضاءات في محاولة الاصلاح ولكن للاسف لم تكن هذه المحاولات على مستوى التوجه العام والنهج بل كانت من افراد معدودين ومتفرقين على سعة الزمن الطويل , ولا يستطيعوا ان يسبحوا ضد التيار الذي يسر دون هدف ونتيجه .
والامر الآخر انك لا تجدهم كما الناس يصارعون الحياة في تفاصيلها ويساوون الناس في الخروج للشارع وممارسة الحياة كما الناس ليتعرفوا على مشاكلهم ويعايشوها . بل تجدهم دائما في ابراجهم العاجيه والناس تلتمس البركات في التشرف بخدمتهم , فهم لا يعرفون الواقع الا من خلال نقل الابناء والحاشيات التي تجيد فن التملق والتزلف , لتكون امينه في نقل واقع الناس وحاجاتهم .
ومن ميزة هذا المجتمع المغلق انه ابتلي بمرض لا يبرأ منه , ألا وهو الحسد الذي ينخر الوحده بينهم ويطال كل القيم التي يتدارسونها في الكتاب أو السنة . فلا تجد أحدا فيهم يدعى ان غيره الاعلم , بل ان احدهم يعتقد انه الاعلم وربما تجاوز الامر الى اسقاط احدهم اللآخر سواء كانوا هم أو حواشيهم , وكأنهم في صراع لآخذ الزعامة . لا ينشدون التكامل فيما بينهم بل وصلوا دون وعي الى تعزيز النزعه الفرديه والتناحر وبالتالي انقسام الامة فيما بينهم ,لان مقومات هذه النزعة الفردية متوفرة من خلال الاستقلال المادي لكل واحد منهم والمتمثله بالحقوق الشرعيه التي لا تشرف عليها مؤسسه ولا يعلم كم هي ومن يتصرف بها ومن يستحقها وماذا قدمت هذه الحقوق للامة من مشاريع او خدمات وهل وصلت الى مستحقيها , أم انها كانت لبناء الجو الخاص بالمرجع وحاشيته وطلبته ووكلاءه .
نريد ان نسأل أما آن الاوان الى الخروج من هذه الدوامه التي أتت على الامة الاسلاميه , أما آن الاوان ليتوحدوا ويتكاملوا ويدركوا ان العزة في ذلك , اما آن الاوان لكي يعاد النظر في المناهج ويعلم الطالب كم سنة يحتاج ليكمل مراحلة الدراسية حتى نعرف متى يبدأ عطاؤه وكم يحتاج طالب العلم ليبلغ الاجتهاد مثلما في الدراسات الاكادمية , وكم يحتاج الطالب ليكون وكيلا وخطيبا ومعلما وداعية اسلامي , اما آن الاوان لنرى المرجع ابا ومربيا وناصحا ,,,يسير في الاسواق ويأكل الطعام كما الانبياء والرسل أما آن لنا لنعرف انه بشر يخطئ ويصيب وغير معصوم ولا يوحى اليه , لا على مستوى اللفظ بل على مستوى التعامل .
نحن نتحدث في هذا الشكل أيمانا منا بالحجم الحقيقي للمرجعيه ودورها الذي لا يمكن ان يلعبه غيرها . لانهم ورثة الانبياء