مجاهدون
11-07-2004, 04:20 PM
http://www.asharqalawsat.com/2004/11/07/images/books.264326.jpg
هل من الضروري أن تتدخل الولايات المتحدة في كل أنحاء العالم حتى تحافظ على أمنها؟ ومع اشتداد حدة الجدل حول دور أميركا في العالم أثناء الحملة الرئاسية التي حسمت للتو، يستعرض إيفان إيلاند، المتخصص في الأمن القومي والسياسات الدفاعية الأميركية، بصورة نقدية، نزعات العسكرة والتدخل المتنامية في السياسة الخارجية الأميركية، وذلك في كتابه: الأمبراطورية عارية، الذي صدر في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، من دار نشر المعهد المستقل. وقال إيلاند:
«أغلب الأميركيين لا يفكرون في بلادهم كإمبراطورية. ولكن الولايات المتحدة ظلت توسع الرقعة التي تسيطر عليها في الخارج منذ بداية القرن. وتقوم سياسة الأمن القومي الأميركية، وخاصة منذ نهاية الحرب الباردة، على عكس المبادئ التي يؤمن بها الليبراليون والمحافظون، وهي تضر بالأمن الأميركي والحريات المدنية».
ويتابع إيلاند تاريخ التدخل العسكري الأميركي في كل أنحاء العالم منذ الحرب الأميركية الإسبانية وحتى غزو العراق واحتلاله، والتوسع المستمر للإمبراطورية الأميركية في الخارج وقواعدها العسكرية منذ بداية القرن العشرين.
ويقول إيلاند في كتابه: «ان المحافظين يجب أن يقفوا ضد بناء إمبراطورية أميركية، لأن الحروب الخارجية تؤذي الاقتصاد الأميركي، وهو العامل الأساسي في التوسع الحكومي حتى في المجالات غير الأمنية. التوسع الإمبريالي، الذي تمارسه أميركا الآن، كان هو السبب في تدهور وسقوط كثير من الإمبراطوريات في كل الحقب التاريخية، وربما يكون هو سبب نهاية أميركا كقوة عظمى كما حدث لبريطانيا العظمى».
ويدعو المؤلف الليبراليين أن يقفوا كذلك ضد بناء إمبراطورية أميركية، لأن كثيرا من «الحروب العادلة» تخاض في واقع الأمر لأسباب اخرى، وتصبح بمرور الزمن لا هي إنسانية ولا عادلة، فضلا عن أنها عديمة الأثر، يضاف إلى ذلك أن الحروب الخارجية تؤدي إلى التضييق على الحريات المدنية وتزيد من ثروة الشركات الكبرى التي تهبط عليها عقودات الحرب.
ويقول إيلاند أن كل الأميركيين يجب أن يقفوا ضد بناء الإمبراطورية لأنها تقلل من الأمن الداخلي لما يترتب عليها من ردود فعل إرهابية، وبما تخلقه من رئاسة إمبراطورية وبما تدخله من تشوهات على نظم الضبط والتحكم الأميركية. ويضيف إيلاند كذلك أن السياسة الأميركية كانت إمبراطورية تحت قيادة كثير من الرؤساء، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، رغم أن إخضاع أميركا من قبل الاستعمار البريطاني أعطى الأميركيين شعورا معاديا للإمبريالية. ويقول إيلاند:
«مع أن إدارة بوش الحالية أكثر عدوانية من أية إدارة أميركية أخرى منذ فترة رونالد ريغان، إلا أن كل الإدارات الأميركية التي حكمت بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيها إدارة كلينتون، حاولت المحافظة على الهيمنة الأميركية في العالم».
ويستعرض إيلاند في كتابه أحداثا كثيرة من السياسات الأميركية الفاشلة في مجالات البناء الوطني، والمهام «الإنسانية»، وتلك المتعلقة «بحفظ السلام»، في أفغانستان والصرب، وهايتي، والبوسنة وكوسوفو، فضلا عن الكوارث التي كانت تؤيدها الولايات المتحدة في لبنان والصومال والعراق.
ويستقصي إيلاند السياسة القائمة على ضبط النفس التي اتبعها الآباء المؤسسون. وخلال أكثر من 175 سنة من تاريخها الذي وصل إلى 225 سنة، استطاعت الولايات المتحدة، رغم بعض الهنات، أن تنأى بنفسها عن الحروب الخارجية. وهو يرى أن أميركا لو استطاعت أن تتمسك بجيش صغير، وأبقته داخل الحدود، وبحكومة قليلة النفقات، لصارت أكبر قوة إقتصادية في العالم، وازدهرت داخلها بصورة عامة الحريات المدنية. واستطاعت الولايات المتحدة، حتى بعد الحرب العالمية الثانية أن تخفض حجم جيشها الذي كان ضخما جدا. خلال الحرب الباردة فقط تخلت الولايات المتحدة نهائيا وبصورة كلية عن سياستها الخارجية التقليدية من أجل تبني سياسة إحتواء الإتحاد السوفياتي وبدأت تكون التحالفات التي غطت كل أنحاء العالم وبدأت تكوين الإمبراطورية الأميركية.
ولكن إيلاند يقول أن هذه التحالفات كان يجب أن تنتهي بنهاية الحرب الباردة. ويشير إلى أن الولايات المتحدة إختارت بدلا عن ذلك تقوية حلف الناتو، من حيث الرقعة الجغرافية والمهام العسكرية، كما وسعت من أحلاف شرق آسيا، وتورطت في أراضي البلقان غير الإستراتيجية، وأقامت قواعد عسكرية شبه دائمة في دول آسيا الوسطى التي كانت تابعة فيما سبق للإتحاد السوفياتي، أحيت من جديد تحالفها مع الفلبين، عززت من أحلافها غير الرسمية مع إسرائيل وتايوان، وغزت واحتلت العراق وأفغانستان باسم محاربة الإرهاب.
يدعو إيلاند إلى العودة من جديد لسياسة الولايات المتحدة الخارجية الأصلية، التي كانت تركز على التجارة الدولية وتقوية الروابط الثقافية، مع التقليل إلى اقصى مدى من نزعات التدخل في شؤون الآخرين. ويحذرمن ردود الأفعال الإرهابية من شاكلة 11 سبتمبر «أيلول»، والتي تنتج عن التورط في الحروب الأهلية الخارجية بابعادها الإثنية والدينية، مما يخلق رعبا شاملا داخل البلاد. وعندما يسود هذا الخوف الشامل فإن الدولة توسع من صلاحياتها على حساب الجمهورية نفسها. وهذا ربما يكون أكثر الشرور التي يمكن أن تترتب على بناء الإمبراطورية.
هل من الضروري أن تتدخل الولايات المتحدة في كل أنحاء العالم حتى تحافظ على أمنها؟ ومع اشتداد حدة الجدل حول دور أميركا في العالم أثناء الحملة الرئاسية التي حسمت للتو، يستعرض إيفان إيلاند، المتخصص في الأمن القومي والسياسات الدفاعية الأميركية، بصورة نقدية، نزعات العسكرة والتدخل المتنامية في السياسة الخارجية الأميركية، وذلك في كتابه: الأمبراطورية عارية، الذي صدر في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، من دار نشر المعهد المستقل. وقال إيلاند:
«أغلب الأميركيين لا يفكرون في بلادهم كإمبراطورية. ولكن الولايات المتحدة ظلت توسع الرقعة التي تسيطر عليها في الخارج منذ بداية القرن. وتقوم سياسة الأمن القومي الأميركية، وخاصة منذ نهاية الحرب الباردة، على عكس المبادئ التي يؤمن بها الليبراليون والمحافظون، وهي تضر بالأمن الأميركي والحريات المدنية».
ويتابع إيلاند تاريخ التدخل العسكري الأميركي في كل أنحاء العالم منذ الحرب الأميركية الإسبانية وحتى غزو العراق واحتلاله، والتوسع المستمر للإمبراطورية الأميركية في الخارج وقواعدها العسكرية منذ بداية القرن العشرين.
ويقول إيلاند في كتابه: «ان المحافظين يجب أن يقفوا ضد بناء إمبراطورية أميركية، لأن الحروب الخارجية تؤذي الاقتصاد الأميركي، وهو العامل الأساسي في التوسع الحكومي حتى في المجالات غير الأمنية. التوسع الإمبريالي، الذي تمارسه أميركا الآن، كان هو السبب في تدهور وسقوط كثير من الإمبراطوريات في كل الحقب التاريخية، وربما يكون هو سبب نهاية أميركا كقوة عظمى كما حدث لبريطانيا العظمى».
ويدعو المؤلف الليبراليين أن يقفوا كذلك ضد بناء إمبراطورية أميركية، لأن كثيرا من «الحروب العادلة» تخاض في واقع الأمر لأسباب اخرى، وتصبح بمرور الزمن لا هي إنسانية ولا عادلة، فضلا عن أنها عديمة الأثر، يضاف إلى ذلك أن الحروب الخارجية تؤدي إلى التضييق على الحريات المدنية وتزيد من ثروة الشركات الكبرى التي تهبط عليها عقودات الحرب.
ويقول إيلاند أن كل الأميركيين يجب أن يقفوا ضد بناء الإمبراطورية لأنها تقلل من الأمن الداخلي لما يترتب عليها من ردود فعل إرهابية، وبما تخلقه من رئاسة إمبراطورية وبما تدخله من تشوهات على نظم الضبط والتحكم الأميركية. ويضيف إيلاند كذلك أن السياسة الأميركية كانت إمبراطورية تحت قيادة كثير من الرؤساء، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، رغم أن إخضاع أميركا من قبل الاستعمار البريطاني أعطى الأميركيين شعورا معاديا للإمبريالية. ويقول إيلاند:
«مع أن إدارة بوش الحالية أكثر عدوانية من أية إدارة أميركية أخرى منذ فترة رونالد ريغان، إلا أن كل الإدارات الأميركية التي حكمت بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيها إدارة كلينتون، حاولت المحافظة على الهيمنة الأميركية في العالم».
ويستعرض إيلاند في كتابه أحداثا كثيرة من السياسات الأميركية الفاشلة في مجالات البناء الوطني، والمهام «الإنسانية»، وتلك المتعلقة «بحفظ السلام»، في أفغانستان والصرب، وهايتي، والبوسنة وكوسوفو، فضلا عن الكوارث التي كانت تؤيدها الولايات المتحدة في لبنان والصومال والعراق.
ويستقصي إيلاند السياسة القائمة على ضبط النفس التي اتبعها الآباء المؤسسون. وخلال أكثر من 175 سنة من تاريخها الذي وصل إلى 225 سنة، استطاعت الولايات المتحدة، رغم بعض الهنات، أن تنأى بنفسها عن الحروب الخارجية. وهو يرى أن أميركا لو استطاعت أن تتمسك بجيش صغير، وأبقته داخل الحدود، وبحكومة قليلة النفقات، لصارت أكبر قوة إقتصادية في العالم، وازدهرت داخلها بصورة عامة الحريات المدنية. واستطاعت الولايات المتحدة، حتى بعد الحرب العالمية الثانية أن تخفض حجم جيشها الذي كان ضخما جدا. خلال الحرب الباردة فقط تخلت الولايات المتحدة نهائيا وبصورة كلية عن سياستها الخارجية التقليدية من أجل تبني سياسة إحتواء الإتحاد السوفياتي وبدأت تكون التحالفات التي غطت كل أنحاء العالم وبدأت تكوين الإمبراطورية الأميركية.
ولكن إيلاند يقول أن هذه التحالفات كان يجب أن تنتهي بنهاية الحرب الباردة. ويشير إلى أن الولايات المتحدة إختارت بدلا عن ذلك تقوية حلف الناتو، من حيث الرقعة الجغرافية والمهام العسكرية، كما وسعت من أحلاف شرق آسيا، وتورطت في أراضي البلقان غير الإستراتيجية، وأقامت قواعد عسكرية شبه دائمة في دول آسيا الوسطى التي كانت تابعة فيما سبق للإتحاد السوفياتي، أحيت من جديد تحالفها مع الفلبين، عززت من أحلافها غير الرسمية مع إسرائيل وتايوان، وغزت واحتلت العراق وأفغانستان باسم محاربة الإرهاب.
يدعو إيلاند إلى العودة من جديد لسياسة الولايات المتحدة الخارجية الأصلية، التي كانت تركز على التجارة الدولية وتقوية الروابط الثقافية، مع التقليل إلى اقصى مدى من نزعات التدخل في شؤون الآخرين. ويحذرمن ردود الأفعال الإرهابية من شاكلة 11 سبتمبر «أيلول»، والتي تنتج عن التورط في الحروب الأهلية الخارجية بابعادها الإثنية والدينية، مما يخلق رعبا شاملا داخل البلاد. وعندما يسود هذا الخوف الشامل فإن الدولة توسع من صلاحياتها على حساب الجمهورية نفسها. وهذا ربما يكون أكثر الشرور التي يمكن أن تترتب على بناء الإمبراطورية.