مرجان
05-07-2011, 02:08 AM
د. ياسر الصالح - الراي
من مؤشرات الخلل الفكري عند بعض الأفراد والمجاميع في ساحتنا السياسية هو قبولهم للجمع بين المتناقضات في أذهانهم وفي خطابهم، فلا يجدون غضاضة مثلا بأن يروا في أسامة بن لادن شيخاً مجاهداً وشهيداً وفي الوقت نفسه يطالبون بشدة وشراسة للتوحد مع الدولة الخليجية الأشد عداء لأسامة بن لادن، الدولة التي تعتبر الحليف اللدود للولايات المتحدة قاتلة بن لادن... أوليس هذا ما تتبناه وتعلنه المجموعة التأزيمية الفتنوية المحلية مجموعة «إلا الكونفدرالية»؟
هذه المجموعة نفسها كانت ولا تزال تنادي بتطبيق الديموقراطية في بلدنا بشكل كامل غير منقوص، وهي وتحت حجة دعم الديموقراطية والحقوق تدعم الجموع المتماهية معها فكرياً في سورية ومنها من يحمل السلاح ضد نظام الحكم هناك، وهذه المجموعة حاملة شعار الديموقراطية نفسها تطالبنا وبقوة في الوقت نفسه ودون أن يرف لها جفن بالتوحد مع أنظمة لا تعرف أي تطبيق للديموقراطية والحقوق المرتبطة بها، بل نظامها السياسي مبني على السمع والطاعة كأساس للعلاقة في الحكم.
هذه المجموعة الفتنوية «إلا الكونفيدرالية» ترى وبكل أريحية بأن من حقها أن تحاسب وتستجوب رئيس الوزراء رأس السلطة التنفيذية وأحد الأشخاص الرئيسيين في الأسرة الحاكمة، وأن من حقها أن تتكلم عنه بألفاظ شديدة وتحاسبه عن أخطاء بدرت من أحد الوزراء، هكذا بكل تشدد، حتى وصل بهم الحال ليسموا أنفسهم بمجموعة «إلا الدستور» كعنوان عن دفاعهم عن الدستور وعن تفاصيل الحقوق والمكتسبات الدستورية والشعبية، هكذا بكل تشدد، ولكن هذه المجموعة نفسها تريد أن تتوحد مع دول ليس فيها رائحة لدستور ولا خيال سراب له ولا نية قريبة أو بعيدة لوضعه بصيغة مكتوب أو بأي صيغة، وتتفاخر هذه المجموعة كذلك وبكل تبجح بأنها المدافع الشرس
والرئيسي عن كل فلس من الأموال العامة وأنهم فرسان النزال في هذا المضمار، ولكنهم يريدون التوحد مع دول لا يعلم ميزانية الدولة فيها وتفاصيلها ألا أفراد قلائل ولا تخضع هذه الميزانية لأي رقابة شعبية بأي شكل من الأشكال... هكذا هي هذه المجموعة، لا تبدي أي شعور بوجود أي تناقض على الإطلاق في مواقفها.
من مظاهر خطورة هذه المجموعة في بلدنا هو تحالفها العملي مع متبنيات الخط الفكري لأسامة بن لادن، ويتضح هذا في الربط الذي ظهر بين بعض قواعد هذه المجموعة وعمليات التجنيد للأفراد الذين ذهبوا للعراق بقصد تفجير أنفسهم وتم إلقاء القبض على بعضهم عندنا وفي العراق، وقد تم الحديث بهذا الصدد عن وجود رابط بين واجهات سياسية محلية وبين محرضين وانتحاريين، وكذلك فإن هذه الواجهة السياسية تم ربطها بعمليات تمويل للمجاميع التكفيرية في العراق وسورية عبر دولة ثالثة وذلك تحت أغطية تمويهية يحمل بعضها عناوين حسابات لمصاريف ثقافية وتربوية وأكاديمية.
هذه المجموعة الفتنوية التأزيمية تمثل خطورة على جملة من المستويات: الفكرية والسياسية والأمنية والثقافية الدينية، فكيف هو السبيل للتعامل معها حكومياً بالدرجة الأولى، وشعبياً من خلال الشرائح المختلفة، بطريق المساندة؟
ومضة
لم أفرح عند سماعي خبر مقتل أسامة بن لادن، وأرى بأن قتله لا يمثل نصراً نوعياً للولايات المتحدة ولا يمثل بالتأكيد هزيمة ساحقة لتنظيم «القاعدة» كما يروج الإعلام الغربي، كل ما في الأمر هو أن الأميركيين بعد عملية الاغتيال هذه أصبح لديهم فرصة لإدخال المنطقة وربما العالم في أجواء تصعيدية يحاولون من خلالها تحقيق مكاسب وهيبة فقدوها بسبب الثورات التي اطاحت بحلفاء رئيسيين لهم وتتهدد آخرين من الحلفاء «المعتدلين المعتلين».
د. ياسر الصالح
كاتب وأكاديمي كويتي
yasseralsaleh@hotmail.com
twitter:@dryasseralsaleh
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=273813&date=07052011
من مؤشرات الخلل الفكري عند بعض الأفراد والمجاميع في ساحتنا السياسية هو قبولهم للجمع بين المتناقضات في أذهانهم وفي خطابهم، فلا يجدون غضاضة مثلا بأن يروا في أسامة بن لادن شيخاً مجاهداً وشهيداً وفي الوقت نفسه يطالبون بشدة وشراسة للتوحد مع الدولة الخليجية الأشد عداء لأسامة بن لادن، الدولة التي تعتبر الحليف اللدود للولايات المتحدة قاتلة بن لادن... أوليس هذا ما تتبناه وتعلنه المجموعة التأزيمية الفتنوية المحلية مجموعة «إلا الكونفدرالية»؟
هذه المجموعة نفسها كانت ولا تزال تنادي بتطبيق الديموقراطية في بلدنا بشكل كامل غير منقوص، وهي وتحت حجة دعم الديموقراطية والحقوق تدعم الجموع المتماهية معها فكرياً في سورية ومنها من يحمل السلاح ضد نظام الحكم هناك، وهذه المجموعة حاملة شعار الديموقراطية نفسها تطالبنا وبقوة في الوقت نفسه ودون أن يرف لها جفن بالتوحد مع أنظمة لا تعرف أي تطبيق للديموقراطية والحقوق المرتبطة بها، بل نظامها السياسي مبني على السمع والطاعة كأساس للعلاقة في الحكم.
هذه المجموعة الفتنوية «إلا الكونفيدرالية» ترى وبكل أريحية بأن من حقها أن تحاسب وتستجوب رئيس الوزراء رأس السلطة التنفيذية وأحد الأشخاص الرئيسيين في الأسرة الحاكمة، وأن من حقها أن تتكلم عنه بألفاظ شديدة وتحاسبه عن أخطاء بدرت من أحد الوزراء، هكذا بكل تشدد، حتى وصل بهم الحال ليسموا أنفسهم بمجموعة «إلا الدستور» كعنوان عن دفاعهم عن الدستور وعن تفاصيل الحقوق والمكتسبات الدستورية والشعبية، هكذا بكل تشدد، ولكن هذه المجموعة نفسها تريد أن تتوحد مع دول ليس فيها رائحة لدستور ولا خيال سراب له ولا نية قريبة أو بعيدة لوضعه بصيغة مكتوب أو بأي صيغة، وتتفاخر هذه المجموعة كذلك وبكل تبجح بأنها المدافع الشرس
والرئيسي عن كل فلس من الأموال العامة وأنهم فرسان النزال في هذا المضمار، ولكنهم يريدون التوحد مع دول لا يعلم ميزانية الدولة فيها وتفاصيلها ألا أفراد قلائل ولا تخضع هذه الميزانية لأي رقابة شعبية بأي شكل من الأشكال... هكذا هي هذه المجموعة، لا تبدي أي شعور بوجود أي تناقض على الإطلاق في مواقفها.
من مظاهر خطورة هذه المجموعة في بلدنا هو تحالفها العملي مع متبنيات الخط الفكري لأسامة بن لادن، ويتضح هذا في الربط الذي ظهر بين بعض قواعد هذه المجموعة وعمليات التجنيد للأفراد الذين ذهبوا للعراق بقصد تفجير أنفسهم وتم إلقاء القبض على بعضهم عندنا وفي العراق، وقد تم الحديث بهذا الصدد عن وجود رابط بين واجهات سياسية محلية وبين محرضين وانتحاريين، وكذلك فإن هذه الواجهة السياسية تم ربطها بعمليات تمويل للمجاميع التكفيرية في العراق وسورية عبر دولة ثالثة وذلك تحت أغطية تمويهية يحمل بعضها عناوين حسابات لمصاريف ثقافية وتربوية وأكاديمية.
هذه المجموعة الفتنوية التأزيمية تمثل خطورة على جملة من المستويات: الفكرية والسياسية والأمنية والثقافية الدينية، فكيف هو السبيل للتعامل معها حكومياً بالدرجة الأولى، وشعبياً من خلال الشرائح المختلفة، بطريق المساندة؟
ومضة
لم أفرح عند سماعي خبر مقتل أسامة بن لادن، وأرى بأن قتله لا يمثل نصراً نوعياً للولايات المتحدة ولا يمثل بالتأكيد هزيمة ساحقة لتنظيم «القاعدة» كما يروج الإعلام الغربي، كل ما في الأمر هو أن الأميركيين بعد عملية الاغتيال هذه أصبح لديهم فرصة لإدخال المنطقة وربما العالم في أجواء تصعيدية يحاولون من خلالها تحقيق مكاسب وهيبة فقدوها بسبب الثورات التي اطاحت بحلفاء رئيسيين لهم وتتهدد آخرين من الحلفاء «المعتدلين المعتلين».
د. ياسر الصالح
كاتب وأكاديمي كويتي
yasseralsaleh@hotmail.com
twitter:@dryasseralsaleh
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=273813&date=07052011