المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لتكن زوجتك عراقية او ايرانية او هندية فان ذلك لن يغير من واقعك الانساني



بهلول
04-30-2011, 07:00 AM
http://iranarab.net/wp-content/uploads/2011/01/141-300x225.jpg


تعليق على ما نشره موقع اخباري بان زوجة نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلق ايرانية .


بقلم : مصدق مصدق بور

لفت انتباهي الخبر الذي نشر مؤخرا بان زوجة نائب رئيس الوزراء العراقي السيد صالح المطلق تنحدر من اصول ايرانية وان المطلق نادرا ما كان يبوح بهذا السر للاخرين لاعتبارات واسباب عدة ربما احد هذه الاسباب هو موقفه العدائي السابق للدولة الكبيرة والجارة الصديقة والشقيقة للعراق اي ايران .

تمعنت مليا في هذا الخبر واحسست بعجز كبير عن المرور من امامه مرور الكرام رغم ان الموضوع يرتدي على الاكثر ثوبا عائليا يخص السيد المطلق وزوجته وأولا وأخيرا .

أول ما تبادر الى ذهني ان توقيت نشر هذا الخبر بغض النظر عن صحته او عدم صحته يأتي بعد اسابيع قليلة على اجتياز السيد صالح المطلق مفازة كبيرة للوصول الى منصب نائب رئيس الوزراء العراقي فلم افكر قط في السابق ان يقفز المطلق الى منصب نائب لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولم يكن توقعي ذلك من باب الكراهية له او التدخل في شأن دولة مجاورة وعزيزة لكن من منطلق القناعات التي توصلت اليها في ظل المعطيات والمؤشرات التي كانت تلوح امامي كمراقب سياسي ومتابع للحدث العراقي .

بعض المراقبين الذين تابعوا هذا الخبر -طبعا غير المؤكد – قالوا ان هذا الخبر اذا كان صحيحا ، فليس مستبعدا ان يكون المطلق نفسه وراء البوح بهذا السر رغبة منه في توجيه رسالة ودية الى جيرانه الايرانيين ليخبرهم على الاقل، ان مرد مواقفه السابقة والمتضاربة حيال ايران ، هو تعلقه بين فكي كماشة …

الواقع ، ليس عيبا ان تكون السيدة الماجدة حرم السيد المطلق ايرانية او تنحدر من اصول ايرانية وهي من عائلة “بوشهريان ” التي تنتمي الى مدينة بوشهر المعروفة بمفاعلها النووي المثير للجدل ، لان ذلك ليس ظاهرة شاذة بل طبيعية مثلما هو الحال للكثير من القيادات العراقية الذين تزوجوا من ايرانيات عندما كانوا يقيمون في ايران طيلة فترة النضال ضد نظام الديكتاتور السابق وان اسرهم تتحدث في عقر بيوتها باللغة الفارسية وحتى سياسيين عراقيين امضوا سنوات طويلة من فترة نضالهم في ايران مع عوائلهم مثل الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني وغيرهما ممن يتحدثون بالفارسية بطلاقة . كما ان الحال هو نفسه بالنسبة للعديد من القيادات الايرانيةالتي اختارت المنفى العراقي ملاذا في سنوات جهادهم ضد نظام الشاه واقاموا عقودا زمنية طويلة قرب العتبات المقدسة في العراق مثل الامام الخميني الراحل حيث له احفاد ولدوا في العراق والاسرة باكملها تتكلم بالعربية وكذلك العديد من الشخصيات البارزة على سبيل المثال وليس الحصر ، الدكتور علي لاريجاني رئيس البرلمان وشقيقه الشيخ آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية الحالي وآية الله السيد هاشمي شاهرودي رئيس السلطة القضائية السابق وعلي اكبر صالحي وزير الخارجية بالانابة وآية الله الشيخ محمد علي التسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية و علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان و…

ان ابرز ما ترمز اليه هذه الظاهرة الطبيعية التي لا اعرف لماذا يتكرها البعض فهو: عمق التواصل والتصاهر بين الشعبين العراقي والايراني بحكم رابطة الجوار ورابطة الدين المشترك ورابطة المصير الواحد . كما تعبر عن ان الشعبين الايراني والعراقي كانا طوال تاريخهما قلبا واحدا وهدفا واحدا وشريكين صادقين في السراء والضراء اذ كان احدهما عونا للاخر يحتضنه على ارضه ويأويه في بيته ويقاسمه زاده في الايام الحالكة التي تداولت على البلدين.

انما العيب هو في اخفاء مثل هذه الحقائق التي تعتبر سر فشل القوى الكبرى ومن يسبح في منظومتها لفك الارتباط العضوي بين الشعبين الايراني والعراقي .

والعيب ايضا عندما نسمع من بعض الذين يجهلون التاريخ كلاما يعيرون به ايران وينعتونها بالصفوية اشارة الى الدولة الصفوية التي حكمت ايران قبل قرون .

في حين يقول التاريخ ان الصفويين كانوا ينحدرون من اصول عربية وجاءوا الى ايران وحكموها حقبة من الزمن ويعتز بهم الايرانيون قاطبة ولم يتذمروا يوما كأن يقولوا انهم عرب حكمونا لانهم خلدوا مآثر طيبة تشهد عليها اليوم عاصمتهم مدينة اصفهان التي تعرف بفضلهم بنصف العالم و يعتبرون ايضا من بناة ومؤسسي ايران اليوم بمفهومها الجغراقي والسياسي بعد ان مزق المغول اوصالها .

مسك الختام : لتكن عيالك ايرانية او عراقية او هندية او فرنسية ، بشرط ان تكون مسلمة ، فلن يغير ذلك شيئا من واقعك الانساني ، بل سيضفي عليك بعدا انسانيا آخر.

لقد كان الرسل والانبياء والملوك يتخذون من زيجاتهم ، هذا الرباط المقدس وسيلة يبتغون منها فضلا الهيا يتمثل بتقوية ارتباطهم الانساني بسائر بني البشر ويقيهم الشرور والغدر . اما هذا الكلام غير الحضاري الذي نسمعه من افواه عربية فانه من موروث صدام وحزبه المقبور الذي فكك عنوة الالاف من العوائل العراقية التي جسدت زيجاتها صفحات مشرقة من الوحدة الوطنية في العراق .


مصدق بور


MOSADEGH_2009@HOTMAIL.COM