سيد مرحوم
11-02-2004, 11:41 AM
المعارضة في نهج علي عليه السلام
http://images.google.ae/images?q=tbn:PVWe2GxRZMsJ:www.mozn.net/mohrm/30367.jpg
أرض السواد - طاهر الخزاعي
مارس الإمام علي عليه السلام المعارضة كما مارس الحكم وواجه معارضة لحكمه , فلنحاول التزود من علي في ذكراه ..
علي عليه السلام معارِضاً :
* كان علي (ع) بعد وفاة الرسول (ص) معارِضا للحكم الاسلامي بحقبه الثلاث . لكنه (ع) مثَّل النوع البنَّاء من المعارضة . . إذ تُرجح كتب التأريخ أن بيعة علي(ع) للخليفة الأول كانت بعد ستة أشهر مضت من الخلافة .. في هذه الفترة جاء أبو سفيان الى علي(ع) قائلا : مُد يدك لأبايعك !!!
فتنة كبرى خطط لها أبو سفيان ... علي يدركها جيداً .. فقال له ما قال ... وانطلق حينها ليبايع أبا بكر . فيكون بذلك قد فقأ عين الفتنة - كما قال هو عليه السلام - وليجسد منهجه الاسلامي عملا : ) لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا عليَّ خاصـــــــة ).
* الخليفة الثاني يستشير الامام (ع) في الذهاب مع الجيش لمحاربة الفرس ... علي (ع) كان يرى أحقيته للخلافة ( وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ) ... فماهو الموقف إذن ؟ لو كان أي شخص مكان علي (ع) لأشار على عمر أن يذهب الى الحرب عسى أن يتخلص منه وتعود الامور اليه ... لكن عليا أشار على عمر بعدم الذهاب لأن الاعاجم ستندفع نحوه وتتفكك عرى المسلمين وربما تكون هزيمة لا تحمد عقباها على الاسلام كله ( كن قطبا واستحري العرب بالرحى فأن الاعاجم ستقول هذا رأس العرب ... ) هذا علي (ع) المعارض , كان هدفه في هكذا ظروف تجميد الخلاف من أجل أمر الاسلام والوطن الاسلامي .
* أما مع عثمان بن عفان فتذكر لنا كتب التاريخ أنه (ع) بعث ولديه الحسن والحسين لحماية الخليفة !! بالرغم أن عليا كان أشد اعتراضا من ذي قبل ... عثمان يولي الوليد بن عقبة على الكوفة !! وقد أجمع المفسرون على أن ( إن جاءكم فاسق بنبأ ...) نزلت في الوليد بن عقبة !!
عثمان - أيضا - يولي عبد الله بن أبي سرح على مصر لمدة 10سنوات !! وقد أصدر رسول الله (ص) أمرا بهدر دم بن أبي سرح هذا ( اقتلوه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة ) !! كل هذا ونرى كلمة علي(ع) الشهيرة بعد مقتل عثمان مخاطبا الثوار : ( استأثر - أي عثمان - فأساء الأثرة وجزعتم فأسئتم الجزع ) .
الخلاصة : كان علي (ع) معارِضا موجِها يسير وفق منهجه " لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا عليَّ خاصــــــــة " .
علي (ع) معارَضا :
بعد أن تسلم علي (ع) زمام الخلافة واجه معارضة من النوعين البناء والهدام . يتمثل البَناء في الاعتراض على ولاته .. فكان يسمع من معارضيه ويصحر لهم ويحقق في دعاواهم فيعزل ولاة ويتوعد آخرين .
والمعارضة الهدامة لعلي (ع) كانت على نوعين .. لخصها (ع) في منهجه في التعامل معهم : ( ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه ) .
النوع الاول : - من طلب الحق فأخطأه - وهم الخوارج .. بذل علي (ع) كل ما بوسعه من التفاوض معهم ومجاراتهم عسى أن ينتبهوا الى خطأهم , لكنهم أبوا الا القتال فقاتلهم ... كان الخوارج يملكون الارادة والمبدأ لكنهم لم يملكوا الوضوح .. هم طلبوا الحق " لا حكم الا لله " لكنهم أخطأوا عندما كفَّروا عليا وقاتلوه .. لذا قال (ع) : لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه .
النوع الثاني المعارض لعلي (ع): وهم من طلب الباطل فأصابه ( معاوية ) .. هذه المعارضة هدامة والامر واضح جلي عندها .. لذلك تصدى لها علي (ع) بكل حزم وقوة .
تعالوا معي لنرى بعضا من مشاهد تعامل علي (ع) مع معارضيه:
المشهد الاول : يمنع جيش معاوية الماء عن علي وأصحابه .. وعندما يسيطر علي (ع) على مشارب المياه , لا يمنع معارضيه منها !! نعم : علي لا يمنع حكم الماء الشرعي " الاباحة " .
المشهد الثاني : جيشت أم المؤمنين جيشا لمحاربة علي (ع) فكانت معركة الجمل وانتصر علي وأراد أصحاب علي (ع) أن تكون نساء المحاربين سبايا , ورفض علي قائلا : أيكم يرضى أن تكون أم المؤمنين من نصيبه ؟!! فكمت الافواه , واُخرست الألسن .. ثم بعث بأم المؤمنين الى المدينة في أروع ما يكون ....
المشهد الثالث : خاطب علي (ع) الزبير بن العوام في يوم الجمل قائلا معاتبا ومذكرا له بموقفه : ( عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق !! فما عدى مما بدا ؟! ) .. ثم يأتي القاتل بسيف الزبير فرحا الى علي (ع) يريد منه البشارة والمكافأة - ونوط الشجاعة ! - .. فماالموقف إذن ؟
لقد قال علي (ع) بكل أسى : ( سيف طالما جلَّى الكرب عن وجه رسول الله !!!) .
المشهد الرابع : وقف عليه السلام على جثة طلحة , وطلحة هذا أهم أركان جيش الجمل المقاتل ضد علي , وقف عليه السلام حزينا كئيبا قائلا : ( لقد أصبح أبو محمد "طلحة" بهذا المكان غريبا . أما والله لقد كنت أكره أن أرى بطون قريش تحت الرماح ) !!
علي المنتصر كئيب حزين !!! علي يبكي على خصومه الذين ألبوا الدنيا عليه وجيَّشوا الجيوش لقتله ! ..
هكذا كان (ع) يتأسف على هؤلاء الابطال الذين كانوا يدافعون عن الاسلام , وقد أصبحوا معارضة له وهم يعرفون تماما من هو علي (ع) .
لكننا نراه (ع) فرحا منتشيا بنصر الله عندما قتل عمرو بن ود ...
لم يرض علي عليه السلام في أنصاف الحلول من مثل أن يقر لمعاوية بولاية الشام ! ولو على سبيل التخلص منه بعد أن تستتب الأمور وتقوى شوكة دولة علي وقد أشار بعض أصحابه عليه بذلك ,, وهي اشارة لا تخلو من وعي سياسي ودبلوماسية سياسية رفيعة المستوى في زماننا هذا وكل زمان ! الا أن علياً عليه السلام أبى ذلك , لأن معاوية ممن يطلب الباطل عن سبق اصرار وتعمد , وليس لهذه المفردات موقع في قاموس علي السياسي , فالسياسة عنده تعني الثبات على المبدأ طالما أن معاوية ليس كسابقيه ممن تولى الحكومة قبل الامام ! السلطة عند علي كعفطة عنز - على حد تعبيره - الا أن يقيم حقاً ويدحض باطلاً .. واقرار معاوية ومناصفة الحلول ماهي الا اقرار للباطل ..
هل نتعلم من علي نحن أتباعه ولا نقبل أنصاف الحلول أو على الأقل لا نقر الباطل ولا نتعاون مع الشيطان بحجج لا يقبلها نهج علي ومبدأ علي ؟! .. لنمارس ما تعلمناه من علي ولنتوحد على حقنا ضد الباطل الذي يُراد لنا هذه الأيام من خلال المشاريع الفتنوية ولنحاول أن نستحضر - عفطة العنز - التي صارت عجلاً يُعبد من دون الله !!
هذا هو علي (ع) وهذا هو منهجه , منهج الاسلام .. فسلام عليك أبا الحسن يوم ولدت في الكعبة بيت الله ويومكنت معارِضا ومعارَضا تطبق منهج الحق وسلام عليك يوم أستشهدت في بيت الله .. وسلامٌ عليك يوم تُبعث حيا .
http://images.google.ae/images?q=tbn:PVWe2GxRZMsJ:www.mozn.net/mohrm/30367.jpg
أرض السواد - طاهر الخزاعي
مارس الإمام علي عليه السلام المعارضة كما مارس الحكم وواجه معارضة لحكمه , فلنحاول التزود من علي في ذكراه ..
علي عليه السلام معارِضاً :
* كان علي (ع) بعد وفاة الرسول (ص) معارِضا للحكم الاسلامي بحقبه الثلاث . لكنه (ع) مثَّل النوع البنَّاء من المعارضة . . إذ تُرجح كتب التأريخ أن بيعة علي(ع) للخليفة الأول كانت بعد ستة أشهر مضت من الخلافة .. في هذه الفترة جاء أبو سفيان الى علي(ع) قائلا : مُد يدك لأبايعك !!!
فتنة كبرى خطط لها أبو سفيان ... علي يدركها جيداً .. فقال له ما قال ... وانطلق حينها ليبايع أبا بكر . فيكون بذلك قد فقأ عين الفتنة - كما قال هو عليه السلام - وليجسد منهجه الاسلامي عملا : ) لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا عليَّ خاصـــــــة ).
* الخليفة الثاني يستشير الامام (ع) في الذهاب مع الجيش لمحاربة الفرس ... علي (ع) كان يرى أحقيته للخلافة ( وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ) ... فماهو الموقف إذن ؟ لو كان أي شخص مكان علي (ع) لأشار على عمر أن يذهب الى الحرب عسى أن يتخلص منه وتعود الامور اليه ... لكن عليا أشار على عمر بعدم الذهاب لأن الاعاجم ستندفع نحوه وتتفكك عرى المسلمين وربما تكون هزيمة لا تحمد عقباها على الاسلام كله ( كن قطبا واستحري العرب بالرحى فأن الاعاجم ستقول هذا رأس العرب ... ) هذا علي (ع) المعارض , كان هدفه في هكذا ظروف تجميد الخلاف من أجل أمر الاسلام والوطن الاسلامي .
* أما مع عثمان بن عفان فتذكر لنا كتب التاريخ أنه (ع) بعث ولديه الحسن والحسين لحماية الخليفة !! بالرغم أن عليا كان أشد اعتراضا من ذي قبل ... عثمان يولي الوليد بن عقبة على الكوفة !! وقد أجمع المفسرون على أن ( إن جاءكم فاسق بنبأ ...) نزلت في الوليد بن عقبة !!
عثمان - أيضا - يولي عبد الله بن أبي سرح على مصر لمدة 10سنوات !! وقد أصدر رسول الله (ص) أمرا بهدر دم بن أبي سرح هذا ( اقتلوه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة ) !! كل هذا ونرى كلمة علي(ع) الشهيرة بعد مقتل عثمان مخاطبا الثوار : ( استأثر - أي عثمان - فأساء الأثرة وجزعتم فأسئتم الجزع ) .
الخلاصة : كان علي (ع) معارِضا موجِها يسير وفق منهجه " لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا عليَّ خاصــــــــة " .
علي (ع) معارَضا :
بعد أن تسلم علي (ع) زمام الخلافة واجه معارضة من النوعين البناء والهدام . يتمثل البَناء في الاعتراض على ولاته .. فكان يسمع من معارضيه ويصحر لهم ويحقق في دعاواهم فيعزل ولاة ويتوعد آخرين .
والمعارضة الهدامة لعلي (ع) كانت على نوعين .. لخصها (ع) في منهجه في التعامل معهم : ( ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه ) .
النوع الاول : - من طلب الحق فأخطأه - وهم الخوارج .. بذل علي (ع) كل ما بوسعه من التفاوض معهم ومجاراتهم عسى أن ينتبهوا الى خطأهم , لكنهم أبوا الا القتال فقاتلهم ... كان الخوارج يملكون الارادة والمبدأ لكنهم لم يملكوا الوضوح .. هم طلبوا الحق " لا حكم الا لله " لكنهم أخطأوا عندما كفَّروا عليا وقاتلوه .. لذا قال (ع) : لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه .
النوع الثاني المعارض لعلي (ع): وهم من طلب الباطل فأصابه ( معاوية ) .. هذه المعارضة هدامة والامر واضح جلي عندها .. لذلك تصدى لها علي (ع) بكل حزم وقوة .
تعالوا معي لنرى بعضا من مشاهد تعامل علي (ع) مع معارضيه:
المشهد الاول : يمنع جيش معاوية الماء عن علي وأصحابه .. وعندما يسيطر علي (ع) على مشارب المياه , لا يمنع معارضيه منها !! نعم : علي لا يمنع حكم الماء الشرعي " الاباحة " .
المشهد الثاني : جيشت أم المؤمنين جيشا لمحاربة علي (ع) فكانت معركة الجمل وانتصر علي وأراد أصحاب علي (ع) أن تكون نساء المحاربين سبايا , ورفض علي قائلا : أيكم يرضى أن تكون أم المؤمنين من نصيبه ؟!! فكمت الافواه , واُخرست الألسن .. ثم بعث بأم المؤمنين الى المدينة في أروع ما يكون ....
المشهد الثالث : خاطب علي (ع) الزبير بن العوام في يوم الجمل قائلا معاتبا ومذكرا له بموقفه : ( عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق !! فما عدى مما بدا ؟! ) .. ثم يأتي القاتل بسيف الزبير فرحا الى علي (ع) يريد منه البشارة والمكافأة - ونوط الشجاعة ! - .. فماالموقف إذن ؟
لقد قال علي (ع) بكل أسى : ( سيف طالما جلَّى الكرب عن وجه رسول الله !!!) .
المشهد الرابع : وقف عليه السلام على جثة طلحة , وطلحة هذا أهم أركان جيش الجمل المقاتل ضد علي , وقف عليه السلام حزينا كئيبا قائلا : ( لقد أصبح أبو محمد "طلحة" بهذا المكان غريبا . أما والله لقد كنت أكره أن أرى بطون قريش تحت الرماح ) !!
علي المنتصر كئيب حزين !!! علي يبكي على خصومه الذين ألبوا الدنيا عليه وجيَّشوا الجيوش لقتله ! ..
هكذا كان (ع) يتأسف على هؤلاء الابطال الذين كانوا يدافعون عن الاسلام , وقد أصبحوا معارضة له وهم يعرفون تماما من هو علي (ع) .
لكننا نراه (ع) فرحا منتشيا بنصر الله عندما قتل عمرو بن ود ...
لم يرض علي عليه السلام في أنصاف الحلول من مثل أن يقر لمعاوية بولاية الشام ! ولو على سبيل التخلص منه بعد أن تستتب الأمور وتقوى شوكة دولة علي وقد أشار بعض أصحابه عليه بذلك ,, وهي اشارة لا تخلو من وعي سياسي ودبلوماسية سياسية رفيعة المستوى في زماننا هذا وكل زمان ! الا أن علياً عليه السلام أبى ذلك , لأن معاوية ممن يطلب الباطل عن سبق اصرار وتعمد , وليس لهذه المفردات موقع في قاموس علي السياسي , فالسياسة عنده تعني الثبات على المبدأ طالما أن معاوية ليس كسابقيه ممن تولى الحكومة قبل الامام ! السلطة عند علي كعفطة عنز - على حد تعبيره - الا أن يقيم حقاً ويدحض باطلاً .. واقرار معاوية ومناصفة الحلول ماهي الا اقرار للباطل ..
هل نتعلم من علي نحن أتباعه ولا نقبل أنصاف الحلول أو على الأقل لا نقر الباطل ولا نتعاون مع الشيطان بحجج لا يقبلها نهج علي ومبدأ علي ؟! .. لنمارس ما تعلمناه من علي ولنتوحد على حقنا ضد الباطل الذي يُراد لنا هذه الأيام من خلال المشاريع الفتنوية ولنحاول أن نستحضر - عفطة العنز - التي صارت عجلاً يُعبد من دون الله !!
هذا هو علي (ع) وهذا هو منهجه , منهج الاسلام .. فسلام عليك أبا الحسن يوم ولدت في الكعبة بيت الله ويومكنت معارِضا ومعارَضا تطبق منهج الحق وسلام عليك يوم أستشهدت في بيت الله .. وسلامٌ عليك يوم تُبعث حيا .