Osama
04-25-2011, 08:16 AM
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures%5C2011%5C04%5C25%5C721add3d-dfd9-4096-aa52-3804cfb23f5a_main.jpg
جاسم الخرافي: كان نموذجا.. وعلى مثله تبكي العيون
أحمد الفهد: اتحاد أطياف المجتمع في عزائه يعطينا درسا في الوحدة الوطنية
يوسف المطيري وحمد الخلف
يفنى الرجال وتبقى سيرهم العطرة شواهد على عطائهم وعظمتهم، والليلة الماضية كانت سيرة المرحوم ناصر الخرافي ساطعة في ليل المحبة، في الحفل التأبيني الذي دعا إليه التحالف الإسلامي الوطني في جمعية الثقافة الاجتماعية، بمناسبة مرور أسبوع على رحيل فقيد الكويت.
وما بين الشعر وكلمات الوفاء لرمز الوفاء توالت فقرات حفل التأبين الذي شهد حضورا حاشدا من مختلف الأطياف المجتمعية.
باق
وقال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي إن ناصر الخرافي ذهب بجسده، لكنه موجود معنا والدليل تركه لأرث من المبادئ والخلق والحس الوطني وكل ما يمكن إيصاله للجيل القادم، مشيرا إلى أن أهل الكويت أساسهم الوحدة الوطنية والحمية والألفة هي المقياس.
ولفت إلى أن الجميع ذاهب إلى أجله «والمحظوظ» من يخلف كما خلف الفقيد بومرزوق، معبرا عن امتنانه وتقديره لكل من واسى آل الخرافي بالعزاء، لأن المواساة كان لها أبلغ الأثر في نفوسنا، ونمتن لكل شعوب الدول الصديقة وما عبروا به من محبة ودعاء للفقيد.
وأشار الخرافي إلى أنه في رثاء الفقيد لا نعلم ما نقول حيث تخوننا الكلمات ولم يدر بخلدي أن أقف لأرثي أخي ناصر وبالرغم من إيماني بأن الموت حق، لقد كانت لوفاته وقع الصاعقة لأنه كان لي الصديق والشقيق في رحلة العمر وكان رفيقا لدربي ونشق درب الحياة الصعب معا نفرح ونحزن معا ولم يفرقنا سوى رحيله.
واستطرد: «لا أعلم بما أبدأ بناصر الشقيق أم الصديق أم ناصر البار بأهله أم ناصر رمز العطاء وقصة النجاح والمحب لوطنه وعاشق المقاومة».
وشكر الخرافي سماحة السيد حسن نصر الله على رسالته التي أثرت أكبر التأثير وأتاحت توضيح عشق ناصر للمقاومة التي نفخر بها والكرامة التي تتحقق ليس فقط للبنان، إنما للأمتين العربية والإسلامية.
وزاد إن ناصر عرفنا فيه الشهامة والرجولة ورفق الخلق ولطف المعشر، ولن ننسى ما غمرنا به من أخلاق كريمة والابتسامة التي «ننظر لها الآن وتتقطع قلوبنا»، مبينا انه نموذج للكرم والسخاء وعفة اللسان ونعم المواطن لوطنه ونعم الآل لأسرته ونعم الإنسان، فعلى مثله تبكي العيون.
وأكد ان الفقيد كان يردد أن المال والجاه إلى زوال ولا يبقى سوى العمل الصالح وحب الناس، مبينا أننا نلتمس حب الناس بتنظيم التأبين لأخينا بومرزوق وهذه المحبة خففت علينا هول الصدمة وفاجعتنا بالرحيل. وأشار إلى أن الناس يرون فيه الذكاء وحب الوطن وكان معلما في عالم الأعمال، وكلمة الشرف أساس عمله وكذلك الوطنية التي لم يقتصر فيها على البلاد فقط، بل امتدت للأمتين العربية والإسلامية. وختم الخرافي بقوله: «عزاؤنا أنك حي في قلوبنا»، داعيا المولى عز وجل أن يتقبل الفقيد في فسيح جنانه.
كلمات التأبين لا تكفيه
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التنمية والإسكان الشيخ أحمد الفهد ان الإنسان لا يستطيع أن يقول في بداية كلمته سوى «إنا لله وإنا إليه راجعون» و«لا حول ولا قوة إلا الله»، مشيرا إلى أن الشخصية التي نؤبنها عم لي ووالد بحكم قربي من هذه الشخصية الكريمة التي قدمت الإرشادات والنصح لما فيه خير أمتنا وشعبينا العربي والإسلامي. وقال إن التأبين رد للمعروف والجميل ونشكر القائمين على التأبين نيابة عن رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وجميع الحضور.
ولفت إلى أن العم بومرزوق لا تكفيه كلمات التأبين، لكن التجمع في التأبين هو دليل التضحية الواضحة في التكاتف والتراحم وعمل الخير وهو قدوة فعلا للجميع.
ولفت إلى أن مواقف المرحوم لا نختلف عليها، سواء بالمقاومة أو بفعل الخير أو بالاقتصاد، لكن خصلة يتميز بها العم بومرزوق هي العمل من أجل الوطن والبحث عن المبادرات وفتح الأسواق الخارجية متمسكا بمبادئه العربية، مبينا ان المرحوم حريص على أداء دوره المجتمعي عبر صندوق آل الخرافي في شتى المباني في البلاد. وقال: اليوم نطمئن بأن في هذا الوطن رجالات يحملون المسؤولية في استمرار سيرته الوطنية الحبيبة لدى جميع الأقطار.
وذكر أن الجميع يسير على القدر والحضور في عزاء ناصر الخرافي كأمواج البحر أمر بعيد عن وحدتنا الوطنية ويؤكد أن «ما للكويتيين إلا الكويتيون»، داعيا الجميع الى الاعتبار والاتعاظ.
وذكر أن الاشاعات التي ظهرت على المرحوم جاء ردها سريعا من حكومة مصر وشباب ثورتها، مبينا أن في يوم الحق لا يبقى سوى كلمة الحق.
وتساءل: لماذا لا نتعظ من حشود المعزين من الفرقاء خارج الكويت في لبنان الذين اتحدوا في عزاء الخرافي، مؤكدا اننا وحدة وطنية واحدة وعلينا أن نستفيد من هذه الدروس عبر الوحدة الوطنية. وأكد أن من تجمع من البشر والكوكبة ليقول وداعا للعم بومرزوق واتحاد جميع أطياف المجتمع في عزاء ناصر الخرافي يعطينا درسا في وحدتنا الوطنية، داعيا الله عز وجل بان يحقن دماء المسلمين والرحمة للفقيد.
مشاعر
إلى ذلك، قال رجل الأعمال علي المتروك إن الموافقة على المشاركة في الحفل التأبيني أصعب من الرفض، ففي مواقف معينة لن يجد المتحدث الكلمات المناسبة التي يعبر بها عما يجتاح نفسه من مشاعر وأحاسيس، وما هذه المشاركة وما هذا الجهد المتواضع إلا تعبير عما يربطني بهذه الأسرة الكريمة من علاقات متينة وموروثة وموغلة في القدم.
حس إنساني
وتابع: لن أتحدث بإسهاب عن المرحوم ناصر الخرافي كرجل أعمال إلا في ما قاله يوما، وأنا معه على مائدة الغداء في بيته، حيث قلت له متسائلا: ألا ترى أن هذا التوسع في أعمالك التجارية وهذه المشاريع في أكثر من بلد يتم على حساب راحتك الشخصية ويضغط على أعصابك ولا يترك لك وقتا لتخلو فيه إلى نفسك؟ فأجابني قائلا: ما تقوله صحيح، بل هو عين الصواب ولكن عزائي الوحيد أنني أوظف ما يزيد على 150 ألف موظف في أماكن مختلفة من العالم وهؤلاء يعيلون أسرا معظمها فقيرة وبحاجة إلى العيش الكريم وإحساسي بهذا الجانب الإنساني يفوق متاعبي وانشغالي ويغمرني بالرضا والسعادة، فشعرت بأن هذا الرجل يملك حسا إنسانيا مرهفا ظهر جليا في رده على ذلك التساؤل.
وأشار إلى أن ميزة المرحوم ناصر الخرافي في العمل التجاري أنه نقل الكويت التي تعيش في قلبه إلى خمسة وعشرين بلدا بمشاريعه الحيوية والناجحة كأحسن سفير يحمل بقلبه وطموحه قضية وطنه الكويت، ومن هنا أتت أهمية تلك المشاريع التي عمل المرحوم الفقيد على إقامتها.
وزاد المتروك: لقد كان إلى جانب هذا صاحب مواقف مبدئية خرجت من جلباب الطائفية البغيضة واستشرفت مستقبل الأمة الإسلامية بكل أطيافها فراح يغرد خارج السرب وقد سألته: أهذه المواقف عن عقيدة في نفسك أم خدمة لأغراض معينة؟ فالتفت إلي - رحمه الله - وأمطره بشآبيب الرحمة والغفران التفاتة ذات معنى، وقال: إنها مواقف تنبع عن عقيدة راسخة وقد كلفتني كثيرا من المتاعب، بل ذات ثمن باهظ.
لحمة وطنية
وقال النائب عبد الله الرومي ان حفل التأبين يعبر عن تلاحم أهل الكويت ولحمتهم الوطنية، مشيرا إلى أن معرفته بناصر الخرافي ليست قديمة انما ما أدهشنا فعلا الحضور في عزائه فلم أشهد مثله أبدا سواء من الكويتيين أو غيرهم.
من جانبه، قال رجل الأعمال جواد بوخمسين ان الاجتماع اليوم لذكرى مؤثرة لتأبين أحد أبناء الكويت ممن نذر نفسه لفعل الخير وأكرمه الله بالسمة الطيبة، موضحا أن الشهامة والرجولة صفات قلما تجدها في إنسان إلا أنها تجتمع في ناصر الخرافي.
مدرسة اقتصادية
من جانبه، قال الوزير السابق عبد الوهاب الوزان ان الرجال الأفذاذ أبناء وأبطال الوطن يقاسون بما يقدمونه من مساهمات وتضحيات للوطن.
وأضاف أن الجميع فجع بالفقيد ناصر الخرافي ليس على المستوى المحلي بل على مستوى الدول العربية والإسلامية وحضور العزاء ليس مجاملة إنما حبا وتقديرا لشخص ناصر الخرافي.
وقال عبد النبي العطار ممثلا عن الجمعية الثقافية الاجتماعية اننا لا نستعرض مناقب الفقيد ولكن نحن نثق بأن أمثال ناصر الخرافي منتشرة في بلد الخير من الجهراء إلى الأحمدي وكيفان، مشيرا إلى أن ثقافة أن تكون كويتيا أخرجت ناصر الخرافي وكثيرا من أمثاله وإبرازه فضل من الله. وأعلن عن إطلاق اسم ناصر الخرافي على المسرح الرئيسي للجمعية الثقافية الاجتماعية.
الوحدة الوطنية
من جهته، قال النائب عدنان عبد الصمد إن الزاهد لا يملك شيئا وحتى لا تكون عبدا لما تملك في الدنيا وهنا لا تخشى في الله لومة لائم لأن المبادئ ستكون شامخة وعندها يكون العلو والشموخ وناصر الخرافي.
وأشار إلى أن المقاومة أصبحت همه الأكبر وجهاده الأوسع في جميع أنحاء العالم لتأكيد مشروعيتها من خلال مفاوضته مع كبريات الصحف الأميركية..
وقال رجل الأعمال حسن حجيج ان المرحوم كان يتوجع من رؤيته لشهداء فلسطين وأصر على أن يكون الإعمار في لبنان وأي منطقة تهدم من قبل الإسرائيليين. وأضاف إن المرحوم بادر لإعمار لبنان والتفت إلى جميع مشاريع التنمية وإعادة الإعمار في لبنان، حيث شملت أهل المدن والفلاحين. وأشار إلى أن وصيته بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والدفاع عن أراضينا العربية ما زالت تصدح في أرجاء لبنان.
نبذ الفتنة
بدوره، قال الأمين العام للتحالف الإسلامي الوطني الشيخ حسين معتوق إن الفقيد ناصر الخرافي لمسنا منه الإنسانية والمروءة في الدول العربية والإسلامية وعاش آهات المحتاجين والفقراء ورغبته الملحة في الوحدة الإسلامية والوطنية ونبذ الفتنة الطائفية، مشيرا إلى أن هذا كان كل همه.
من جهته قال النائب مرزوق الغانم: كنت أتمنى أن يكون الحديث عن غير فارس الوحدة الوطنية، وما يهون علي هذا الأمر أن الحديث عن ناصر الخرافي غير معني بصلة القرابة. وأوضح الغانم أن المرحوم اختار طريق الحق منهجا ومسلكا لم يحد عنه رغم قلة سالكيه والشوك المنتشر فيه.
وبين أن المرحوم قام بنشر إعلانات في أهم الصحف الأميركية والبريطانية تتضمن صور أطفال غزة ومخاطبة الرئيس الأميركي السابق بالسؤال: من الإرهابي؟ قائلا «من تجرأ على ذلك غير ناصر الخرافي الذي جرؤ على ذلك من الحكام العرب».
دعم المقاومة
ولفت إلى أن المرحوم دعم المقاومة الإسلامية الشرعية في لبنان علنا، وليس في السر غير آبه بذلك، ونستشهد بكلام نصر الله عندما قال «شعورنا بخسارة المرحوم كبيرة، لأنه كان يدعو للتلاقي بين المسلمين، وصوتا للصمود ورائدا للإعمار، ونشهد أن هذا الحب والدفاع كان في سبيل الله، وليس في شيء من حطام الدنيا». واستطرد الغانم «جزاك الله خيرا يا سماحة السيد».
وأكد أن المرحوم وقف أمام سراق المال العام إبان فتنة تأبين وواجههم غير آبه من نفوذهم وإعلامهم الفاسد الذين كانوا يريدون فتنة طائفية أطفأها المرحوم وجسدها الآن بوحدتنا الوطنية الحالية، ونحن نؤبنه الآن. وبين أنه في أحلك الظروف يتجلى سمو ناصر الخرافي بفعله، مشيرا إلى أننا فقدنا أبا حنونا على الضعفاء، موجها كلمة صادقة تخرج من القلب «يا أيها الشرفاء أنتم للوفاء عنوان وللإخلاص درس وتأبينكم حرف في العنوان الذي تحملونه بصدوركم».
رجال ونساء
خصصت خيمة للرجال احتوت على أكثر من 2000 شخص، فيما كان عدد الحضور من النساء يقارب ألفا، خصصت لهن مقاعد داخل مسرح الجمعية الثقافية الاجتماعية.
دموع
انهمرت دموع أبناء الفقيد ناصر الخرافي، والنائب مرزوق الغانم، وبعض الحضور بعد مشاهدتهم لقطات من الفيلم الوثائقي عن حياته.
فيلم وثائقي
عرض فيلم مصور عن حياة المرحوم ناصر الخرافي، حيث استعرض نشأته ومراحل حياته وبداية استثماراته والشركات التي عكست حجم عطائه للكويت والدول العربية، وتضمن الفيديو إشادة الشعب المصري ونبيه بري بمناقب الفقيد، وكذلك لقطات من عزائه.
نجاحه قصة نجاح للكويت
أكدت المحامية فوزية الصباح إن قصة نجاح المرحوم ناصر الخرافي جزء من قصة نجاح الكويت التي رفع اسمها عاليا بمساهماته الخيرية ومواقفه الإنسانية، لذلك خسرت الكويت رجلا من خيرة رجالها، وخسر الوطن العربي رجلا اقتصاديا لا يمكن تعويضه، وخسرت المقاومة رجلا ناصريا، نصرها بكل شجاعة في أحلك الظروف، في زمن صافح فيه بعض القادة العرب سرا وعلنا قتلة الأطفال في لبنان وفلسطين.
وأضافت لم يؤسس العم ناصر الخرافي رحمه الله أكبر الشركات والمشاريع العالمية فقط، بل أسس ورسخ في أذهاننا الأخلاق والمبادئ التي ورثها عن عائلته معروفة بالخير منذ القدم، فزادها وزادنا فخرا وجودا وعطاء ووطنية.
وأشارت إلى أنه لم يبحث عن الأوسمة، ولا عن المناصب السياسية ولا عن الأضواء الكاشفة، لأنه أرقى وأكبر منها بكثير، وها هو العم ناصر الخرافي عاش كبيرا ومات كبيرا، وبفضل مواقفه الشريفة والمشرفة وقراراته الثابتة والشامخة، توافد آلاف المعزين من مختلف الجنسيات والأجناس والأعمار على ديوان الخرافي العامر.
جاسم الخرافي: كان نموذجا.. وعلى مثله تبكي العيون
أحمد الفهد: اتحاد أطياف المجتمع في عزائه يعطينا درسا في الوحدة الوطنية
يوسف المطيري وحمد الخلف
يفنى الرجال وتبقى سيرهم العطرة شواهد على عطائهم وعظمتهم، والليلة الماضية كانت سيرة المرحوم ناصر الخرافي ساطعة في ليل المحبة، في الحفل التأبيني الذي دعا إليه التحالف الإسلامي الوطني في جمعية الثقافة الاجتماعية، بمناسبة مرور أسبوع على رحيل فقيد الكويت.
وما بين الشعر وكلمات الوفاء لرمز الوفاء توالت فقرات حفل التأبين الذي شهد حضورا حاشدا من مختلف الأطياف المجتمعية.
باق
وقال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي إن ناصر الخرافي ذهب بجسده، لكنه موجود معنا والدليل تركه لأرث من المبادئ والخلق والحس الوطني وكل ما يمكن إيصاله للجيل القادم، مشيرا إلى أن أهل الكويت أساسهم الوحدة الوطنية والحمية والألفة هي المقياس.
ولفت إلى أن الجميع ذاهب إلى أجله «والمحظوظ» من يخلف كما خلف الفقيد بومرزوق، معبرا عن امتنانه وتقديره لكل من واسى آل الخرافي بالعزاء، لأن المواساة كان لها أبلغ الأثر في نفوسنا، ونمتن لكل شعوب الدول الصديقة وما عبروا به من محبة ودعاء للفقيد.
وأشار الخرافي إلى أنه في رثاء الفقيد لا نعلم ما نقول حيث تخوننا الكلمات ولم يدر بخلدي أن أقف لأرثي أخي ناصر وبالرغم من إيماني بأن الموت حق، لقد كانت لوفاته وقع الصاعقة لأنه كان لي الصديق والشقيق في رحلة العمر وكان رفيقا لدربي ونشق درب الحياة الصعب معا نفرح ونحزن معا ولم يفرقنا سوى رحيله.
واستطرد: «لا أعلم بما أبدأ بناصر الشقيق أم الصديق أم ناصر البار بأهله أم ناصر رمز العطاء وقصة النجاح والمحب لوطنه وعاشق المقاومة».
وشكر الخرافي سماحة السيد حسن نصر الله على رسالته التي أثرت أكبر التأثير وأتاحت توضيح عشق ناصر للمقاومة التي نفخر بها والكرامة التي تتحقق ليس فقط للبنان، إنما للأمتين العربية والإسلامية.
وزاد إن ناصر عرفنا فيه الشهامة والرجولة ورفق الخلق ولطف المعشر، ولن ننسى ما غمرنا به من أخلاق كريمة والابتسامة التي «ننظر لها الآن وتتقطع قلوبنا»، مبينا انه نموذج للكرم والسخاء وعفة اللسان ونعم المواطن لوطنه ونعم الآل لأسرته ونعم الإنسان، فعلى مثله تبكي العيون.
وأكد ان الفقيد كان يردد أن المال والجاه إلى زوال ولا يبقى سوى العمل الصالح وحب الناس، مبينا أننا نلتمس حب الناس بتنظيم التأبين لأخينا بومرزوق وهذه المحبة خففت علينا هول الصدمة وفاجعتنا بالرحيل. وأشار إلى أن الناس يرون فيه الذكاء وحب الوطن وكان معلما في عالم الأعمال، وكلمة الشرف أساس عمله وكذلك الوطنية التي لم يقتصر فيها على البلاد فقط، بل امتدت للأمتين العربية والإسلامية. وختم الخرافي بقوله: «عزاؤنا أنك حي في قلوبنا»، داعيا المولى عز وجل أن يتقبل الفقيد في فسيح جنانه.
كلمات التأبين لا تكفيه
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التنمية والإسكان الشيخ أحمد الفهد ان الإنسان لا يستطيع أن يقول في بداية كلمته سوى «إنا لله وإنا إليه راجعون» و«لا حول ولا قوة إلا الله»، مشيرا إلى أن الشخصية التي نؤبنها عم لي ووالد بحكم قربي من هذه الشخصية الكريمة التي قدمت الإرشادات والنصح لما فيه خير أمتنا وشعبينا العربي والإسلامي. وقال إن التأبين رد للمعروف والجميل ونشكر القائمين على التأبين نيابة عن رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وجميع الحضور.
ولفت إلى أن العم بومرزوق لا تكفيه كلمات التأبين، لكن التجمع في التأبين هو دليل التضحية الواضحة في التكاتف والتراحم وعمل الخير وهو قدوة فعلا للجميع.
ولفت إلى أن مواقف المرحوم لا نختلف عليها، سواء بالمقاومة أو بفعل الخير أو بالاقتصاد، لكن خصلة يتميز بها العم بومرزوق هي العمل من أجل الوطن والبحث عن المبادرات وفتح الأسواق الخارجية متمسكا بمبادئه العربية، مبينا ان المرحوم حريص على أداء دوره المجتمعي عبر صندوق آل الخرافي في شتى المباني في البلاد. وقال: اليوم نطمئن بأن في هذا الوطن رجالات يحملون المسؤولية في استمرار سيرته الوطنية الحبيبة لدى جميع الأقطار.
وذكر أن الجميع يسير على القدر والحضور في عزاء ناصر الخرافي كأمواج البحر أمر بعيد عن وحدتنا الوطنية ويؤكد أن «ما للكويتيين إلا الكويتيون»، داعيا الجميع الى الاعتبار والاتعاظ.
وذكر أن الاشاعات التي ظهرت على المرحوم جاء ردها سريعا من حكومة مصر وشباب ثورتها، مبينا أن في يوم الحق لا يبقى سوى كلمة الحق.
وتساءل: لماذا لا نتعظ من حشود المعزين من الفرقاء خارج الكويت في لبنان الذين اتحدوا في عزاء الخرافي، مؤكدا اننا وحدة وطنية واحدة وعلينا أن نستفيد من هذه الدروس عبر الوحدة الوطنية. وأكد أن من تجمع من البشر والكوكبة ليقول وداعا للعم بومرزوق واتحاد جميع أطياف المجتمع في عزاء ناصر الخرافي يعطينا درسا في وحدتنا الوطنية، داعيا الله عز وجل بان يحقن دماء المسلمين والرحمة للفقيد.
مشاعر
إلى ذلك، قال رجل الأعمال علي المتروك إن الموافقة على المشاركة في الحفل التأبيني أصعب من الرفض، ففي مواقف معينة لن يجد المتحدث الكلمات المناسبة التي يعبر بها عما يجتاح نفسه من مشاعر وأحاسيس، وما هذه المشاركة وما هذا الجهد المتواضع إلا تعبير عما يربطني بهذه الأسرة الكريمة من علاقات متينة وموروثة وموغلة في القدم.
حس إنساني
وتابع: لن أتحدث بإسهاب عن المرحوم ناصر الخرافي كرجل أعمال إلا في ما قاله يوما، وأنا معه على مائدة الغداء في بيته، حيث قلت له متسائلا: ألا ترى أن هذا التوسع في أعمالك التجارية وهذه المشاريع في أكثر من بلد يتم على حساب راحتك الشخصية ويضغط على أعصابك ولا يترك لك وقتا لتخلو فيه إلى نفسك؟ فأجابني قائلا: ما تقوله صحيح، بل هو عين الصواب ولكن عزائي الوحيد أنني أوظف ما يزيد على 150 ألف موظف في أماكن مختلفة من العالم وهؤلاء يعيلون أسرا معظمها فقيرة وبحاجة إلى العيش الكريم وإحساسي بهذا الجانب الإنساني يفوق متاعبي وانشغالي ويغمرني بالرضا والسعادة، فشعرت بأن هذا الرجل يملك حسا إنسانيا مرهفا ظهر جليا في رده على ذلك التساؤل.
وأشار إلى أن ميزة المرحوم ناصر الخرافي في العمل التجاري أنه نقل الكويت التي تعيش في قلبه إلى خمسة وعشرين بلدا بمشاريعه الحيوية والناجحة كأحسن سفير يحمل بقلبه وطموحه قضية وطنه الكويت، ومن هنا أتت أهمية تلك المشاريع التي عمل المرحوم الفقيد على إقامتها.
وزاد المتروك: لقد كان إلى جانب هذا صاحب مواقف مبدئية خرجت من جلباب الطائفية البغيضة واستشرفت مستقبل الأمة الإسلامية بكل أطيافها فراح يغرد خارج السرب وقد سألته: أهذه المواقف عن عقيدة في نفسك أم خدمة لأغراض معينة؟ فالتفت إلي - رحمه الله - وأمطره بشآبيب الرحمة والغفران التفاتة ذات معنى، وقال: إنها مواقف تنبع عن عقيدة راسخة وقد كلفتني كثيرا من المتاعب، بل ذات ثمن باهظ.
لحمة وطنية
وقال النائب عبد الله الرومي ان حفل التأبين يعبر عن تلاحم أهل الكويت ولحمتهم الوطنية، مشيرا إلى أن معرفته بناصر الخرافي ليست قديمة انما ما أدهشنا فعلا الحضور في عزائه فلم أشهد مثله أبدا سواء من الكويتيين أو غيرهم.
من جانبه، قال رجل الأعمال جواد بوخمسين ان الاجتماع اليوم لذكرى مؤثرة لتأبين أحد أبناء الكويت ممن نذر نفسه لفعل الخير وأكرمه الله بالسمة الطيبة، موضحا أن الشهامة والرجولة صفات قلما تجدها في إنسان إلا أنها تجتمع في ناصر الخرافي.
مدرسة اقتصادية
من جانبه، قال الوزير السابق عبد الوهاب الوزان ان الرجال الأفذاذ أبناء وأبطال الوطن يقاسون بما يقدمونه من مساهمات وتضحيات للوطن.
وأضاف أن الجميع فجع بالفقيد ناصر الخرافي ليس على المستوى المحلي بل على مستوى الدول العربية والإسلامية وحضور العزاء ليس مجاملة إنما حبا وتقديرا لشخص ناصر الخرافي.
وقال عبد النبي العطار ممثلا عن الجمعية الثقافية الاجتماعية اننا لا نستعرض مناقب الفقيد ولكن نحن نثق بأن أمثال ناصر الخرافي منتشرة في بلد الخير من الجهراء إلى الأحمدي وكيفان، مشيرا إلى أن ثقافة أن تكون كويتيا أخرجت ناصر الخرافي وكثيرا من أمثاله وإبرازه فضل من الله. وأعلن عن إطلاق اسم ناصر الخرافي على المسرح الرئيسي للجمعية الثقافية الاجتماعية.
الوحدة الوطنية
من جهته، قال النائب عدنان عبد الصمد إن الزاهد لا يملك شيئا وحتى لا تكون عبدا لما تملك في الدنيا وهنا لا تخشى في الله لومة لائم لأن المبادئ ستكون شامخة وعندها يكون العلو والشموخ وناصر الخرافي.
وأشار إلى أن المقاومة أصبحت همه الأكبر وجهاده الأوسع في جميع أنحاء العالم لتأكيد مشروعيتها من خلال مفاوضته مع كبريات الصحف الأميركية..
وقال رجل الأعمال حسن حجيج ان المرحوم كان يتوجع من رؤيته لشهداء فلسطين وأصر على أن يكون الإعمار في لبنان وأي منطقة تهدم من قبل الإسرائيليين. وأضاف إن المرحوم بادر لإعمار لبنان والتفت إلى جميع مشاريع التنمية وإعادة الإعمار في لبنان، حيث شملت أهل المدن والفلاحين. وأشار إلى أن وصيته بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والدفاع عن أراضينا العربية ما زالت تصدح في أرجاء لبنان.
نبذ الفتنة
بدوره، قال الأمين العام للتحالف الإسلامي الوطني الشيخ حسين معتوق إن الفقيد ناصر الخرافي لمسنا منه الإنسانية والمروءة في الدول العربية والإسلامية وعاش آهات المحتاجين والفقراء ورغبته الملحة في الوحدة الإسلامية والوطنية ونبذ الفتنة الطائفية، مشيرا إلى أن هذا كان كل همه.
من جهته قال النائب مرزوق الغانم: كنت أتمنى أن يكون الحديث عن غير فارس الوحدة الوطنية، وما يهون علي هذا الأمر أن الحديث عن ناصر الخرافي غير معني بصلة القرابة. وأوضح الغانم أن المرحوم اختار طريق الحق منهجا ومسلكا لم يحد عنه رغم قلة سالكيه والشوك المنتشر فيه.
وبين أن المرحوم قام بنشر إعلانات في أهم الصحف الأميركية والبريطانية تتضمن صور أطفال غزة ومخاطبة الرئيس الأميركي السابق بالسؤال: من الإرهابي؟ قائلا «من تجرأ على ذلك غير ناصر الخرافي الذي جرؤ على ذلك من الحكام العرب».
دعم المقاومة
ولفت إلى أن المرحوم دعم المقاومة الإسلامية الشرعية في لبنان علنا، وليس في السر غير آبه بذلك، ونستشهد بكلام نصر الله عندما قال «شعورنا بخسارة المرحوم كبيرة، لأنه كان يدعو للتلاقي بين المسلمين، وصوتا للصمود ورائدا للإعمار، ونشهد أن هذا الحب والدفاع كان في سبيل الله، وليس في شيء من حطام الدنيا». واستطرد الغانم «جزاك الله خيرا يا سماحة السيد».
وأكد أن المرحوم وقف أمام سراق المال العام إبان فتنة تأبين وواجههم غير آبه من نفوذهم وإعلامهم الفاسد الذين كانوا يريدون فتنة طائفية أطفأها المرحوم وجسدها الآن بوحدتنا الوطنية الحالية، ونحن نؤبنه الآن. وبين أنه في أحلك الظروف يتجلى سمو ناصر الخرافي بفعله، مشيرا إلى أننا فقدنا أبا حنونا على الضعفاء، موجها كلمة صادقة تخرج من القلب «يا أيها الشرفاء أنتم للوفاء عنوان وللإخلاص درس وتأبينكم حرف في العنوان الذي تحملونه بصدوركم».
رجال ونساء
خصصت خيمة للرجال احتوت على أكثر من 2000 شخص، فيما كان عدد الحضور من النساء يقارب ألفا، خصصت لهن مقاعد داخل مسرح الجمعية الثقافية الاجتماعية.
دموع
انهمرت دموع أبناء الفقيد ناصر الخرافي، والنائب مرزوق الغانم، وبعض الحضور بعد مشاهدتهم لقطات من الفيلم الوثائقي عن حياته.
فيلم وثائقي
عرض فيلم مصور عن حياة المرحوم ناصر الخرافي، حيث استعرض نشأته ومراحل حياته وبداية استثماراته والشركات التي عكست حجم عطائه للكويت والدول العربية، وتضمن الفيديو إشادة الشعب المصري ونبيه بري بمناقب الفقيد، وكذلك لقطات من عزائه.
نجاحه قصة نجاح للكويت
أكدت المحامية فوزية الصباح إن قصة نجاح المرحوم ناصر الخرافي جزء من قصة نجاح الكويت التي رفع اسمها عاليا بمساهماته الخيرية ومواقفه الإنسانية، لذلك خسرت الكويت رجلا من خيرة رجالها، وخسر الوطن العربي رجلا اقتصاديا لا يمكن تعويضه، وخسرت المقاومة رجلا ناصريا، نصرها بكل شجاعة في أحلك الظروف، في زمن صافح فيه بعض القادة العرب سرا وعلنا قتلة الأطفال في لبنان وفلسطين.
وأضافت لم يؤسس العم ناصر الخرافي رحمه الله أكبر الشركات والمشاريع العالمية فقط، بل أسس ورسخ في أذهاننا الأخلاق والمبادئ التي ورثها عن عائلته معروفة بالخير منذ القدم، فزادها وزادنا فخرا وجودا وعطاء ووطنية.
وأشارت إلى أنه لم يبحث عن الأوسمة، ولا عن المناصب السياسية ولا عن الأضواء الكاشفة، لأنه أرقى وأكبر منها بكثير، وها هو العم ناصر الخرافي عاش كبيرا ومات كبيرا، وبفضل مواقفه الشريفة والمشرفة وقراراته الثابتة والشامخة، توافد آلاف المعزين من مختلف الجنسيات والأجناس والأعمار على ديوان الخرافي العامر.