زهير
04-22-2011, 08:02 AM
سماحة السيد محمود الشريف: لا نميز بين سني وشيعي من ذرية النبي.. وبرهم جميعا واجب
نقيب الأشراف في مصر لـ «النهار»: المصريون متيمون بحب آل البيت عليهم السلام... وأرض الكنانة محروسة بمراقدهم
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/04/22/2a627a43-e3a1-40b9-8668-1ee6e00fe167_mainotherNew.jpg
القاهرة - مصطفى ابراهيم
أكد سماحة السيد الشريف محمود الشريـــف نقيب السادة الأشـــراف في مصر أن حبس الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء يثبت أن القانون يسري على الجميع وأن عنوان المرحلة المقبلة هو سيادة القانون وسير العدالة على الصغير والكبير، مطالباً بأن يأخذ القانون مجراه وداعياً الشباب إلى الصبر للحفاظ على مكتسبات الثورة المصرية المجيدة والحفاظ على أمن الوطن والمواطنين.
واستنكر الشريف ما حدث من هدم لأضرحة آل البيت والصالحين داعياً السلفيين الذين نسب إليهم ذلك الفعل إلى الحوار وعدم التعامل بعنف، نافــياً ما نشـر على لســانــه في بعض الصحف التي نشرت توعده للسلفيين بوجود قائمة كاملة بمقار ومساجــد ومستشفيات السلفيين سيستخدمها عنـد اللــزوم مؤكداً أن هذا الكلام لم يصدر منه.
وأيد ترشيح د. مصطفى الفقي لجامعة الدول العربية، مشيداً بقدرات وخبرات وعلم د. الفقي، مؤكداً أن الجامعة العربية في حاجة إلى تغيير الدماء، وتفعيل دورها في المرحلة المقبلة. وأكد الشريف أن الثورات العربية أسبابها تكاد أن تكون واحدة وتتمثل في الفساد والاستبداد وعدم تداول السلطة، ناصحاً الحكام العرب بالاستجابة لمطالب الشعوب، مشدداً على أن طموحات الشعوب تتحقق بمشيئة الله ولو بعد حين.
وكشف نقيب أشراف مصر عن سعي النقابة لتكوين اتحاد عربي إسلامي لأبناء البيت النبوي في العصر الحديث، ومرحباً بالتعاون مع الأشراف في جميع بقاع العالم بغض النظر عن مذهبهم أو فكرهم، ومرحباً أيضاً بالأشراف من الشيعة والسلفيين والإخوان وباقي التيارات المذهبية والفكرية.
ولفت إلى أن النسب الشريف للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعصم حامله، موضحاً أن الحساب على الأعمال ليس بالأنساب ولكن بالأعمال والسلوكيات التي يحاسب عليها القانون في الدنيا، ويتولى الله الحساب عليها في الآخرة، مؤكداً أن عمل النقابة لا يتسرب إليه الشك نافياً ما يقوله المغرضون من أن النقابة تعطي بطاقات بالنسب لعلية القوم أو مقابل أموال، موضحاً ً أن من يقول ذلك ممن أرادوا الحصول على شرف النسب النبوي كذباً وزوراً وفشلوا.
وأعلن الشريف تأييده للتعديلات الدستورية والبيان الدستوري والقوانين المنظمة للحياة السياسية في مصر، داعياً لأن تكون الجمهورية المقبلة برلمانية ومطالباً بفترة انتقالية حتى تقوى الأحزاب وتعتاد على هذا النظام.
وطالب بأن تتوافر صفات تقوى الله والإخلاص وحب مصر وامتلاك برنامج كفيل بالرقي بمصر في الرئيس القادم للكنانة.
والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف الحالي ونائب النقيب السابق السيد أحمد كامل ياسين وتم انتخابه من قبل المجلس الأعلى للأشراف بالإجماع بعد وفاة ياسين، كما انه برلماني عريق وعضو سابق في البرلمان العربي وحصل على درع ذهبي من المحررين البرلمانيين لحسن تعاونه وأدائه في مجلس الشعب المصري، وإلى نص الحوار...
ماذا تقول عن الاعتداء على أضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين؟
- نستنكر الاعتداءات التي وقعت على بعض الأضرحة والمقامات في بعض المحافظات والتي قام بها بعض أعضاء الجماعات الإسلامية الذين شذوا عن الفكر الصحيح للدين الإسلامي، وقاموا بهدم أو حرق أو الإساءة إلى هذه الأماكن الطيبة.
وهذه التصرفات تسئ إلى روح التسامح والمحبة التي يتحلى بها المصريون، وأؤكد أن العنف الذي تعرضت له هذه الأماكن هو خروج عن الدين والعقل والإنسانية، وقد شوه هذا التصرف غير المسؤول صورة السلف الصالح وصورة الإسلام، وأجد أن الحل الأمثل هو بناء جسور الحوار بين التيارات الدينية المختلفة.
ونحن لا ننكر إننا نعيش حالة من الفوضى بعد ثورة 25 يناير خاصة فوضى الانفلات الأمني.. ولكن لم أتصور أن تصل هذه الفوضى إلى أضرحة آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولياء الله الصالحين، لمصلحة من يتم الاعتداء على هذه الأضرحة والمقامات أن هدمها أو حرقها خروج على الدين والعقل والإنسانية يجب محاسبة من قام بهذا الاعتداء كما قال العالم الجليل الدكتور علي جمعه مفتي الجمهورية.
ذكرت بعض الصحف أنكم قلتم بوجود قائمة كاملة بمقرات ومساجد ومستشفيات السلفيين ستستخدمها عند اللزوم.. فما صحة ذلك؟
هذا الكلام غير صحيح وعار تماماً من الصحة ولم يصدر مني أي شيء من هذا القبيل وقد أصدرت بياناً كذبت فيه ما ذكر على لساني كذباً، بل ودعوت في هذا البيان إلى مبادرة لجمع الصوفيه والسلفية من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين والبعد عن العنف الذي يهدد أمن وسلامة البلاد.
كما أن ذلك لا يصدر ممن ينتسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ديناً أو نسبا شريفاً، فقد كان النبي «ص» حليماً ورحيماً حتى مع أعدائه، ونحن في النقابة نتعامل مع شباب مصر كلهم كأبنائنا حتى وإن أخطأوا في حقنا أو أساءوا إلينا، وهل إذا أخطأ الابن هل يقتله أبوه، أم ينصحه ويقومه بالأسلوب الحسن الهادئ، وهذا ما نحرص عليه، والأخلاق الحميدة التي تعلمناها من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هي التي تأمرنا وتلزمنا بذلك.
وليس لنا من رد على من يتجرأ بالكلام علينا وإنما نأمل من كل من يريد أن يستوضح أمراً أن يتفضل إلينا ويتحدث معنا لعل في ذلك ما يبعد بعض الشبهات بيننا ونحن لا نحمل ضغينة لأحد وإنما نقول أهلا وسهلا لكل من يريد الوصول معنا إلى سواء السبيل.
ونحن يسعدنا أن نتصف بلقب سماحة الذي ينادى به نقيب الأشراف ونحرص على الآن نكون متسامحين ونتحلى بهذه السماحة فعلاً وان لا يخالف وصفنا أو لقبنا سلوكنا.
ما رأيكم فيمن يهاجم المتصوفة؟
التصوف الحق هو « التخلي عن كل خلق دَنِى، والتحلي بكل خلق سني» فهو معاملة الله بحسن العبادة، ومعاملة العباد بحسن الخلق، وقد مورس التصوف في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة والتابعين ومن بعدهم حتى وإن غاب الاسم أو المصطلح، وهذا هو التصوف الحق وغير ذلك من الأخطاء أو المخالفات ترد على صاحبها، ولا تلصق بالتصوف الحق.
حد الحرابة
ما رأيكم فيمن يقوم بأعمال البلطجة والفوضى والاعتداء والفساد في الأرض؟
لا يسعني أن أقول إلا قول الحق تبارك وتعالى في سورة المائدة } إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم» هذا هو حكم الحق تبارك وتعالى فيمن يمارس البلطجة وترويع الآمنين وخلق فوضى بين أبناء الوطن، وقد امتن الله على قريش بنعمة الأمن في قوله تعالى «لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها» ونلحظ في هذا الحديث أن النبي «ص» قدم نعمة الأمن على عافية البدن وأيضاً القوت، وهذا يبين نعمة الأمن والأمان وعلى من يبدد ذلك الأمن أو يضر به أن يتحمل العقاب الشديد.
ماذا تقول عن حرق المصحف؟
حرق المصحف عمل جبان وإجرامي قامت به قلة من الحاقدين على الإسلام منهم القس الأميركي المتطرف تيري جونز وعلى الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إيجاد آلية للتعامل مع قضايا التطرف والعنف والإرهاب الموجة إلى الأمتين العربية والإسلامية.
وعليهم التعامل بجدية وقوة مع من يسيئون للإسلام وكتابه المقدس، ولا يوجد مؤمن حقاً من أي دين يقبل بحرق كتاب مقدس سواء آمن به أم لا.
بماذا ترد على من يقولون إن المنهج الإسلامي غير صالح للتطبيق في عصرنا الحالي؟
الدين الإسلامي منهج كامل شامل لجميع مشاكل وقضايا الوجود والحياة والإنسان وصالح لكل زمان ومكان والأخذ به يؤدي إلى الأمن والأمان والاستقرار والبعد عن العنف والغلو والتطرف والإرهاب.
والله عز وجل هو خالق الكون ويعلم ما يصلحه وما يناسبه، «ولذلك قال الله تعالى « ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير»، وقال أيضاً « ألا له الخلق والأمر»، فخالق الخلق أقدر على وضع ورسم المنهج الذي يصلح شؤونهم والبعد عن منهج الله يجلب الضرر والزلل وتكون نتائجه وخيمة.
بماذا تعلق على التحقيق مع مبارك ونجليه وحبسهما على ذمة التحقيقات؟
ذلك يؤكد أن الثورة تحقق أهدافها وأنه لا أحد فوق القانون ولا حصانة لأحد ضد السؤال أو المساءلة، والقانون يأخذ مجراه مع الجميع بدون تمييز او محاباة أو مجاملة لأحد، ويؤكد أننا في عصر جديد وفي عهد يسوده القانون والعدل والتحقيق العادل سيثبت إذا كانوا مدانين أم لا، وعلينا الصبر والتريث وإعطاء جهة التحقيق القضاء وقتها الكافي ليكون الحكم عادلاً ومنصفاً.
بماذا تفسر نشوب الثورات في مصر وعدة بلدان عربية؟
الأسباب معلومة للجميع وتتمثل في الفساد والاستبداد وعدم تداول السلطة، حيث إن الحكام يكونون في أعوامهم الأولى في أفضل حالاتهم، وعندما يطول البقاء على الكراسي وفي المناصب يتغيرون، ويظنون أن المنصب باق ولن يزول، وينتج عن ذلك فساد كبير وممارسات سيئة، وللحق أقول إن لكل فرد له إيجابياته عليه مآخذ أو سلبيات، والتاريخ يشهد بما للمرء وما أخذ عليه.
وكيف ترى مستقبل ربيع الثورات العربية التي ما زالت مشتعلة في ليبيا واليمن وسورية؟
أتوقع لها النجاح في تحقيق مطالبها، لأن إرادة الشعب نافذة وتحقق أهدافها بتوفيق الله، وعلى العقلاء أن يستوعبوا أن الشعب إذا أراد شيئاً وأصر عليه فإنه يتحقق على أرض الواقع وإن طال الوقت.
ما رأيكم في إعلان مصر ترشيح د. مصطفى الفقي لامانة الجامعة العربية؟
أؤيد هذا الترشيح والدكتور مصطفى يمتلك خبرات كبيرة في العمل العربي والسياسي والدبلوماسي، وعلمه غزير وشخصية محترمة جداً ومحبوب عربياً، كما أنه الآن يترأس البرلمان العربي وبالتالي فإن المسؤولين العرب يعرفونه ويحتكون به عن قرب، وبالتالي يعرفون فكره علمه وخبرته، والجامعة العربية في حاجة لتجديد الدماء لتفعيل دورها في المرحلة المقبلة للتعاطي مع المستجدات والتحديات التي تواجهها الأمة العربية.
كيف ترى وضع مصر بعد ثورة 25 من يناير؟
أرى اننا في الوقت الحاضر في أشد الحاجة الى الحفاظ على مكتسبات ثورة شباب 25 يناير والحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، ولا نعطي الفرصة للمتربصين بنا، وان نقف في وجه كل من يحاول العبث بمستقبل مصر، لقد أعادت ثورة الشباب لمصر مكانتها العالمية الى جانب الاحترام والتقدير لها ولأبنائها.
وأؤكد للجميع أن مصر ستعبر المرحلة الحالية وتعود أقوى مما كانت وأذكر الناسين بأن مصر مرت بظروف وأزمات شبيهة بل وقد تكون أشد من الوضع الحالي ولكن مصر مرت من هذه الظروف وعادت إلى وضعها الطبيعي في المنطقة، وأذكر الناسين بعصر المماليك وكانت سلبياته كثيرة جداً، ومرت منه مصر بسلام ولذلك أنا متفائل، وواثق أن الله سيعيننا لعبور تلك المرحلة بسلام إن شاء الله.
هناك من يريد الوقيعة بين الشعب والجيش في مصر.. فما رأيكم؟
الجيش كان له دور كبير في حماية الثورة واحتضنها واستجاب لمطالبها وأعلن تفهمه لها في البيان الأول، وقد أعلن المجلس العسكري في أكثر من مرة انه يحمي الثورة الى جانب حماية البلاد وانه لا يريد البقاء في الشارع أو في السلطة وأنه يريد العودة إلى ثكناته، وأكد كذلك أنه لن يدعم احداً من مرشحي الرئاسة.
ما هي النصيحة التي توجهها لشباب الثورة؟
ضرورة الاتفاق والتعاون بين التيارات والائتلافات التي خرجت من الثورة، والصبر وعدم التسرع والثقة في الجيش وعدم التعجل في الأحكام، وعليهم أن يأخذوا الخبرة من الكبار، ولا ينكر أحد أن الشباب كان لهم الدول الأكبر في الثورة ولكن لا يجب التسرع أو التخوين بدون ضابط وبداع وغير داع، وهذا ما يحتاج إلى المراجعة.
ما ريك في التعديلات الدستورية وما أعقبه البيان الدستوري والقوانين المنظمة للحياة السياسية؟
في مجملها جيدة جداً، ونسأل الله أن تؤتي ثمارها وأن تحقق لمصر وشعبها ما يحلمون به، وأن يكون المستقبل أفضل بمشيئة الله تعالى.
وأيهما تفضل هل النظام الرئاسي أم البرلماني؟
النظام البرلماني، ولكنه يحتاج بعض الوقت، ولذلك نحن نحتاج مرحلة انتقالية حتى تقوى الأحزاب وتستطيع ان تمارس دورها بطريقة صحيحة.
مواصفات رئيس مصر
ما هي المواصفات المطلوبة لرئيس الجمهورية القادم؟
يجب أن تتوافر فيه العديد من الصفات منها على سبيل المثال لا الحصر تقوى الله والإخلاص والحب للوطن والكفاءة والقدرة على إدارة مهام وشؤون الوطن , والإسلام وجميع الأديان السمـاوية دعت إلى الحكـم بما أنزل الله وحذرت من الحكم بغير ما انزل الله فقد دعا الإسلام وجميع الأديان السماوية إلى العدل والحكم بالحق والاعتدال وعلى الحاكم البعد عن الهوى.
وان يكون ورعاً حليماً أميناً صالحاً منصفاً، يؤدي الامانة الى اهلها ويحكم بين الناس بالعدل وان يكون بصيراً بجميع الاحوال والاوضاع المحيطة بالأمة وان يكون متفوقاً على غيره مطلعاً على مصالح الأمة ويدرك مصالحها ويعلم أمورها وحاجاتها.
فمن ترى أنه تتوافر فيه هذه الصفات ممن أعلنوا ترشحهم؟
عندما يعلنون برامجهم اختار طبقاً للبرنامج الأفضل والذي أجد أن برنامجه يكفل التقدم لمصر على جميع المستويات.
لكن البرامج تكاد أن تكون متشابهة؟
عندما تعلن التفاصيل والمراحل التنفيذية يتبين من الأفضل والأقدر على تولي زمام الأمور في مصر، لأن رئاسة مصر ليست كرئاسية ناد رياضي مع احترامي لرؤساء الأندية الرياضية لكن المسؤولية كبيرة وتبعاتها رهيبة.
البعض يطالب بتغيير المادة الثانية من الدستور.. فما رأيكم؟
حذرت نقابة السادة الأشراف من قبل فى بيان لها من المساس بالمادة الثانية من الدستور والتى تنص على ان الدين الرسمي لمصر هو الدين الإسلامي وان الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشـريع، لأن الإسلام اكثر الاديان السماوية سماحة مع الأديان الأخرى وقد عاش أبناء جميع الأديان في ظل الدولة الإسلامية اكثر من 14 قرناً يتمتعون بممارسة عقائدهم الدينية دون تدخل وحافظت على دور عبادتهم وحرياتهم الشخصية في الزواج والطلاق وغير ذلك.
ماذا ترى للخروج من الازمة الحالية والمقبلة؟
مطلوب تضافر الجهود من اجل تحقيق الخير كل الخير لمصرنا العزيزة الغالية من خلال بدء حوار وطني حقيقي حول مستقبل مصر وكيفية تأسيس دولة حديثة.
ماذا تقول عن دور الشرطة فى المرحلة الحالية والمقبلة؟
مطـلوب سرعة تفعيل دور رجال الشرطة بالشـارع المصري حفاظاً على الامـن الداخلى للوطـن والمواطن، وعلى جميع المواطنين التعاون معها لحفظ الأمن ولتحقيق الاستقرار في ربوع البلاد.
من هم السادة الاشراف؟
يرجع نسب الأشراف الي البيت البنوي الشريف فهم من ذرية السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيدنا الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وولديهما الإمام الحسن والإمام الحسين عليهم جميعاً السلام.
وكيف انتشروا في الأرض؟
بعد بزوغ فجر الإسلام على الجزيرة العربية واتساع الدولة الإسلامية في عصر الراشدين خرج المسلمون الأوائل إلى الأراضي الشاسعة والبلدان الجديدة ينشرون دين الله ويعلمون أهل البلاد المفتوحة أبجدية الدين الإسلامي وقيمه وفضائله العظيمة وكان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الكرام يقودون هذه المسيرة السامية ويؤسسون المراكز الفكرية والحضارية التي تبث الشعاع الرباني والنور المحمدي في كل اقاصي البلاد بالأدب الجم وسعة الصدر والحكمة والقدوة والموعظة الحسنة.
ولم تكن مصر بعيدة عن هذا الإشعاع الجديد وقد فتحت صدرها للفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص وكانت هذه هي البداية حيث توالت بعد ذلك الهجرات العربية طوال فترة حكم الدولة الطولونية والاخشيدية والفاطمية، وجاء أغلبها في العصر الأموي والعباسي فرارا من الظلم الذي تعرض له كثير من الأشراف حيث هاجر كثير منهم إلى مصر ووجدوا كل ترحيب وتكريم من الحكام والمحكومين وخير دليل على ذلك عندما اختارت السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين بنت السيدة فاطمة رضوان الله عليهم جميعاً مصر لتكون مقراً لها بعد استشهاد الإمام الحسينu)) في معركة كربلاء حيث جاءت عام 61 هـ وذريتها موجودة حتى اليوم.
قدوم أهل البيت للكنانة
لكن هناك خلاف تاريخي على مجيىء أهل البيت إلى مصر؟
بل ثابت تاريخياً أن السيدة زينب بنت الامام على بن ابي طالب قدمت إلى مصر بعد موقعة كربلاء بالعراق استشهاد الحسين رضي الله عنه- حيث خيرها يزيد بن معاوية بين الاقامة بدمشق وبين التوجه الى حيث تشاء فاختارت الرجوع الى المدينة المنورة ومن معها-الامام علي زين العابدين اصغر ابناء الامام الحسين وكان من ذريته معظم اشراف مصر- الا ان والي المدينة اشتكى من اقامتها في المدينة المنورة بدعوى انها تهيج الخواطر عليه، لذلك توجهت السيدة زينب الى مصر وعندما وصل الخبر الى والي مصر حين ذاك توجه هو والعلماء والصالحون الى العباسية مركز بلبيس في محافظة الشرقية لاستقبالها، سنة 60 هجرية، وخصص لها قصراً لإقامتها وايضا يرجع قدوم الاشراف لمصر الى انه عندما قتل الحجاج جماعة من الاشراف فتفرقوا-آل البيت- في البلاد ولم يتخلف في مكة غير الامام محمد الجواد بن الامام علي الرضا، ولم تكن هجرة ال البيت دفعة واحدة بل كانت على فترات متطاولة ممتدة بامتداد عهد بني أمية في الملك ومن ورثه عنهم من العباسيين حتى سقطت الخلافة العباسية في بغداد على يد المغول سنة 56هجرية/1258ميلادية، ولذا كانت الدواعي متوفرة على العناية بالأنساب لدى السادة الأشراف بعد أن تفرقوا في البلدان- مصر، المغرب، تونس، ليبيا،... الخ- من بطش الظالمين فكانوا يثبتون بعناية ويشهدون على صحتها ويعتمدون أنسابهم من الرؤساء والحكام.
ومن أهل البيت الذين قدموا إلى مصر أيضاً الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط والسيدة نفيسة بنت الحسن التي قدمت إلى مصر عام 193هـ وقد تزوجت من إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق ومنهم السيدة رقية بنت علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق والسيدة عائشة بنت جعفر الصادق ومن هذه السلالة الطاهرة السيد أحمد البدوي الذي أقام في طنطا ومات فيها والسيد أبو الحسن الشاذلي توفى سنة 656 هـ في البحر الأحمر والسيد إبراهيم الدسوقي الذي أقام في دسوق حتى وفاته والسلطان أبو العلا وله مسجد مشهور في بولاق وتوفى عام 890 هـ والده السلطان حسن الأكبر وهناك شارع يحمل اسمه في حي عابدين والسيد عبدالرحيم القنائي في قنا والسيد يوسف الحجاج الحسيني الذي أقام في الأقصر والسيد أبو القاسم الطهطاوي الحسيني الذي ولد في طهطا وكان من أقطاب التصوف في عصره.
ومصر- المحروسة بإذن الله - تمتلئ بأولياء الله الصالحين من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا دعاة هداية وصلاح ورشاد ومحبة على مر تاريخهم الطويل، والمصريون متيمون بحب آل البيت النبوي، وتراب مصر وسمائها تعطرا بالنفحات النبوية للعترة الطاهرة، زهزؤها مزجه المسك والعنب عندما تنفسوه.
نقيب الأشراف في مصر لـ «النهار»: المصريون متيمون بحب آل البيت عليهم السلام... وأرض الكنانة محروسة بمراقدهم
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2011/04/22/2a627a43-e3a1-40b9-8668-1ee6e00fe167_mainotherNew.jpg
القاهرة - مصطفى ابراهيم
أكد سماحة السيد الشريف محمود الشريـــف نقيب السادة الأشـــراف في مصر أن حبس الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء يثبت أن القانون يسري على الجميع وأن عنوان المرحلة المقبلة هو سيادة القانون وسير العدالة على الصغير والكبير، مطالباً بأن يأخذ القانون مجراه وداعياً الشباب إلى الصبر للحفاظ على مكتسبات الثورة المصرية المجيدة والحفاظ على أمن الوطن والمواطنين.
واستنكر الشريف ما حدث من هدم لأضرحة آل البيت والصالحين داعياً السلفيين الذين نسب إليهم ذلك الفعل إلى الحوار وعدم التعامل بعنف، نافــياً ما نشـر على لســانــه في بعض الصحف التي نشرت توعده للسلفيين بوجود قائمة كاملة بمقار ومساجــد ومستشفيات السلفيين سيستخدمها عنـد اللــزوم مؤكداً أن هذا الكلام لم يصدر منه.
وأيد ترشيح د. مصطفى الفقي لجامعة الدول العربية، مشيداً بقدرات وخبرات وعلم د. الفقي، مؤكداً أن الجامعة العربية في حاجة إلى تغيير الدماء، وتفعيل دورها في المرحلة المقبلة. وأكد الشريف أن الثورات العربية أسبابها تكاد أن تكون واحدة وتتمثل في الفساد والاستبداد وعدم تداول السلطة، ناصحاً الحكام العرب بالاستجابة لمطالب الشعوب، مشدداً على أن طموحات الشعوب تتحقق بمشيئة الله ولو بعد حين.
وكشف نقيب أشراف مصر عن سعي النقابة لتكوين اتحاد عربي إسلامي لأبناء البيت النبوي في العصر الحديث، ومرحباً بالتعاون مع الأشراف في جميع بقاع العالم بغض النظر عن مذهبهم أو فكرهم، ومرحباً أيضاً بالأشراف من الشيعة والسلفيين والإخوان وباقي التيارات المذهبية والفكرية.
ولفت إلى أن النسب الشريف للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعصم حامله، موضحاً أن الحساب على الأعمال ليس بالأنساب ولكن بالأعمال والسلوكيات التي يحاسب عليها القانون في الدنيا، ويتولى الله الحساب عليها في الآخرة، مؤكداً أن عمل النقابة لا يتسرب إليه الشك نافياً ما يقوله المغرضون من أن النقابة تعطي بطاقات بالنسب لعلية القوم أو مقابل أموال، موضحاً ً أن من يقول ذلك ممن أرادوا الحصول على شرف النسب النبوي كذباً وزوراً وفشلوا.
وأعلن الشريف تأييده للتعديلات الدستورية والبيان الدستوري والقوانين المنظمة للحياة السياسية في مصر، داعياً لأن تكون الجمهورية المقبلة برلمانية ومطالباً بفترة انتقالية حتى تقوى الأحزاب وتعتاد على هذا النظام.
وطالب بأن تتوافر صفات تقوى الله والإخلاص وحب مصر وامتلاك برنامج كفيل بالرقي بمصر في الرئيس القادم للكنانة.
والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف الحالي ونائب النقيب السابق السيد أحمد كامل ياسين وتم انتخابه من قبل المجلس الأعلى للأشراف بالإجماع بعد وفاة ياسين، كما انه برلماني عريق وعضو سابق في البرلمان العربي وحصل على درع ذهبي من المحررين البرلمانيين لحسن تعاونه وأدائه في مجلس الشعب المصري، وإلى نص الحوار...
ماذا تقول عن الاعتداء على أضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين؟
- نستنكر الاعتداءات التي وقعت على بعض الأضرحة والمقامات في بعض المحافظات والتي قام بها بعض أعضاء الجماعات الإسلامية الذين شذوا عن الفكر الصحيح للدين الإسلامي، وقاموا بهدم أو حرق أو الإساءة إلى هذه الأماكن الطيبة.
وهذه التصرفات تسئ إلى روح التسامح والمحبة التي يتحلى بها المصريون، وأؤكد أن العنف الذي تعرضت له هذه الأماكن هو خروج عن الدين والعقل والإنسانية، وقد شوه هذا التصرف غير المسؤول صورة السلف الصالح وصورة الإسلام، وأجد أن الحل الأمثل هو بناء جسور الحوار بين التيارات الدينية المختلفة.
ونحن لا ننكر إننا نعيش حالة من الفوضى بعد ثورة 25 يناير خاصة فوضى الانفلات الأمني.. ولكن لم أتصور أن تصل هذه الفوضى إلى أضرحة آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولياء الله الصالحين، لمصلحة من يتم الاعتداء على هذه الأضرحة والمقامات أن هدمها أو حرقها خروج على الدين والعقل والإنسانية يجب محاسبة من قام بهذا الاعتداء كما قال العالم الجليل الدكتور علي جمعه مفتي الجمهورية.
ذكرت بعض الصحف أنكم قلتم بوجود قائمة كاملة بمقرات ومساجد ومستشفيات السلفيين ستستخدمها عند اللزوم.. فما صحة ذلك؟
هذا الكلام غير صحيح وعار تماماً من الصحة ولم يصدر مني أي شيء من هذا القبيل وقد أصدرت بياناً كذبت فيه ما ذكر على لساني كذباً، بل ودعوت في هذا البيان إلى مبادرة لجمع الصوفيه والسلفية من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين والبعد عن العنف الذي يهدد أمن وسلامة البلاد.
كما أن ذلك لا يصدر ممن ينتسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ديناً أو نسبا شريفاً، فقد كان النبي «ص» حليماً ورحيماً حتى مع أعدائه، ونحن في النقابة نتعامل مع شباب مصر كلهم كأبنائنا حتى وإن أخطأوا في حقنا أو أساءوا إلينا، وهل إذا أخطأ الابن هل يقتله أبوه، أم ينصحه ويقومه بالأسلوب الحسن الهادئ، وهذا ما نحرص عليه، والأخلاق الحميدة التي تعلمناها من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هي التي تأمرنا وتلزمنا بذلك.
وليس لنا من رد على من يتجرأ بالكلام علينا وإنما نأمل من كل من يريد أن يستوضح أمراً أن يتفضل إلينا ويتحدث معنا لعل في ذلك ما يبعد بعض الشبهات بيننا ونحن لا نحمل ضغينة لأحد وإنما نقول أهلا وسهلا لكل من يريد الوصول معنا إلى سواء السبيل.
ونحن يسعدنا أن نتصف بلقب سماحة الذي ينادى به نقيب الأشراف ونحرص على الآن نكون متسامحين ونتحلى بهذه السماحة فعلاً وان لا يخالف وصفنا أو لقبنا سلوكنا.
ما رأيكم فيمن يهاجم المتصوفة؟
التصوف الحق هو « التخلي عن كل خلق دَنِى، والتحلي بكل خلق سني» فهو معاملة الله بحسن العبادة، ومعاملة العباد بحسن الخلق، وقد مورس التصوف في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة والتابعين ومن بعدهم حتى وإن غاب الاسم أو المصطلح، وهذا هو التصوف الحق وغير ذلك من الأخطاء أو المخالفات ترد على صاحبها، ولا تلصق بالتصوف الحق.
حد الحرابة
ما رأيكم فيمن يقوم بأعمال البلطجة والفوضى والاعتداء والفساد في الأرض؟
لا يسعني أن أقول إلا قول الحق تبارك وتعالى في سورة المائدة } إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم» هذا هو حكم الحق تبارك وتعالى فيمن يمارس البلطجة وترويع الآمنين وخلق فوضى بين أبناء الوطن، وقد امتن الله على قريش بنعمة الأمن في قوله تعالى «لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها» ونلحظ في هذا الحديث أن النبي «ص» قدم نعمة الأمن على عافية البدن وأيضاً القوت، وهذا يبين نعمة الأمن والأمان وعلى من يبدد ذلك الأمن أو يضر به أن يتحمل العقاب الشديد.
ماذا تقول عن حرق المصحف؟
حرق المصحف عمل جبان وإجرامي قامت به قلة من الحاقدين على الإسلام منهم القس الأميركي المتطرف تيري جونز وعلى الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إيجاد آلية للتعامل مع قضايا التطرف والعنف والإرهاب الموجة إلى الأمتين العربية والإسلامية.
وعليهم التعامل بجدية وقوة مع من يسيئون للإسلام وكتابه المقدس، ولا يوجد مؤمن حقاً من أي دين يقبل بحرق كتاب مقدس سواء آمن به أم لا.
بماذا ترد على من يقولون إن المنهج الإسلامي غير صالح للتطبيق في عصرنا الحالي؟
الدين الإسلامي منهج كامل شامل لجميع مشاكل وقضايا الوجود والحياة والإنسان وصالح لكل زمان ومكان والأخذ به يؤدي إلى الأمن والأمان والاستقرار والبعد عن العنف والغلو والتطرف والإرهاب.
والله عز وجل هو خالق الكون ويعلم ما يصلحه وما يناسبه، «ولذلك قال الله تعالى « ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير»، وقال أيضاً « ألا له الخلق والأمر»، فخالق الخلق أقدر على وضع ورسم المنهج الذي يصلح شؤونهم والبعد عن منهج الله يجلب الضرر والزلل وتكون نتائجه وخيمة.
بماذا تعلق على التحقيق مع مبارك ونجليه وحبسهما على ذمة التحقيقات؟
ذلك يؤكد أن الثورة تحقق أهدافها وأنه لا أحد فوق القانون ولا حصانة لأحد ضد السؤال أو المساءلة، والقانون يأخذ مجراه مع الجميع بدون تمييز او محاباة أو مجاملة لأحد، ويؤكد أننا في عصر جديد وفي عهد يسوده القانون والعدل والتحقيق العادل سيثبت إذا كانوا مدانين أم لا، وعلينا الصبر والتريث وإعطاء جهة التحقيق القضاء وقتها الكافي ليكون الحكم عادلاً ومنصفاً.
بماذا تفسر نشوب الثورات في مصر وعدة بلدان عربية؟
الأسباب معلومة للجميع وتتمثل في الفساد والاستبداد وعدم تداول السلطة، حيث إن الحكام يكونون في أعوامهم الأولى في أفضل حالاتهم، وعندما يطول البقاء على الكراسي وفي المناصب يتغيرون، ويظنون أن المنصب باق ولن يزول، وينتج عن ذلك فساد كبير وممارسات سيئة، وللحق أقول إن لكل فرد له إيجابياته عليه مآخذ أو سلبيات، والتاريخ يشهد بما للمرء وما أخذ عليه.
وكيف ترى مستقبل ربيع الثورات العربية التي ما زالت مشتعلة في ليبيا واليمن وسورية؟
أتوقع لها النجاح في تحقيق مطالبها، لأن إرادة الشعب نافذة وتحقق أهدافها بتوفيق الله، وعلى العقلاء أن يستوعبوا أن الشعب إذا أراد شيئاً وأصر عليه فإنه يتحقق على أرض الواقع وإن طال الوقت.
ما رأيكم في إعلان مصر ترشيح د. مصطفى الفقي لامانة الجامعة العربية؟
أؤيد هذا الترشيح والدكتور مصطفى يمتلك خبرات كبيرة في العمل العربي والسياسي والدبلوماسي، وعلمه غزير وشخصية محترمة جداً ومحبوب عربياً، كما أنه الآن يترأس البرلمان العربي وبالتالي فإن المسؤولين العرب يعرفونه ويحتكون به عن قرب، وبالتالي يعرفون فكره علمه وخبرته، والجامعة العربية في حاجة لتجديد الدماء لتفعيل دورها في المرحلة المقبلة للتعاطي مع المستجدات والتحديات التي تواجهها الأمة العربية.
كيف ترى وضع مصر بعد ثورة 25 من يناير؟
أرى اننا في الوقت الحاضر في أشد الحاجة الى الحفاظ على مكتسبات ثورة شباب 25 يناير والحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، ولا نعطي الفرصة للمتربصين بنا، وان نقف في وجه كل من يحاول العبث بمستقبل مصر، لقد أعادت ثورة الشباب لمصر مكانتها العالمية الى جانب الاحترام والتقدير لها ولأبنائها.
وأؤكد للجميع أن مصر ستعبر المرحلة الحالية وتعود أقوى مما كانت وأذكر الناسين بأن مصر مرت بظروف وأزمات شبيهة بل وقد تكون أشد من الوضع الحالي ولكن مصر مرت من هذه الظروف وعادت إلى وضعها الطبيعي في المنطقة، وأذكر الناسين بعصر المماليك وكانت سلبياته كثيرة جداً، ومرت منه مصر بسلام ولذلك أنا متفائل، وواثق أن الله سيعيننا لعبور تلك المرحلة بسلام إن شاء الله.
هناك من يريد الوقيعة بين الشعب والجيش في مصر.. فما رأيكم؟
الجيش كان له دور كبير في حماية الثورة واحتضنها واستجاب لمطالبها وأعلن تفهمه لها في البيان الأول، وقد أعلن المجلس العسكري في أكثر من مرة انه يحمي الثورة الى جانب حماية البلاد وانه لا يريد البقاء في الشارع أو في السلطة وأنه يريد العودة إلى ثكناته، وأكد كذلك أنه لن يدعم احداً من مرشحي الرئاسة.
ما هي النصيحة التي توجهها لشباب الثورة؟
ضرورة الاتفاق والتعاون بين التيارات والائتلافات التي خرجت من الثورة، والصبر وعدم التسرع والثقة في الجيش وعدم التعجل في الأحكام، وعليهم أن يأخذوا الخبرة من الكبار، ولا ينكر أحد أن الشباب كان لهم الدول الأكبر في الثورة ولكن لا يجب التسرع أو التخوين بدون ضابط وبداع وغير داع، وهذا ما يحتاج إلى المراجعة.
ما ريك في التعديلات الدستورية وما أعقبه البيان الدستوري والقوانين المنظمة للحياة السياسية؟
في مجملها جيدة جداً، ونسأل الله أن تؤتي ثمارها وأن تحقق لمصر وشعبها ما يحلمون به، وأن يكون المستقبل أفضل بمشيئة الله تعالى.
وأيهما تفضل هل النظام الرئاسي أم البرلماني؟
النظام البرلماني، ولكنه يحتاج بعض الوقت، ولذلك نحن نحتاج مرحلة انتقالية حتى تقوى الأحزاب وتستطيع ان تمارس دورها بطريقة صحيحة.
مواصفات رئيس مصر
ما هي المواصفات المطلوبة لرئيس الجمهورية القادم؟
يجب أن تتوافر فيه العديد من الصفات منها على سبيل المثال لا الحصر تقوى الله والإخلاص والحب للوطن والكفاءة والقدرة على إدارة مهام وشؤون الوطن , والإسلام وجميع الأديان السمـاوية دعت إلى الحكـم بما أنزل الله وحذرت من الحكم بغير ما انزل الله فقد دعا الإسلام وجميع الأديان السماوية إلى العدل والحكم بالحق والاعتدال وعلى الحاكم البعد عن الهوى.
وان يكون ورعاً حليماً أميناً صالحاً منصفاً، يؤدي الامانة الى اهلها ويحكم بين الناس بالعدل وان يكون بصيراً بجميع الاحوال والاوضاع المحيطة بالأمة وان يكون متفوقاً على غيره مطلعاً على مصالح الأمة ويدرك مصالحها ويعلم أمورها وحاجاتها.
فمن ترى أنه تتوافر فيه هذه الصفات ممن أعلنوا ترشحهم؟
عندما يعلنون برامجهم اختار طبقاً للبرنامج الأفضل والذي أجد أن برنامجه يكفل التقدم لمصر على جميع المستويات.
لكن البرامج تكاد أن تكون متشابهة؟
عندما تعلن التفاصيل والمراحل التنفيذية يتبين من الأفضل والأقدر على تولي زمام الأمور في مصر، لأن رئاسة مصر ليست كرئاسية ناد رياضي مع احترامي لرؤساء الأندية الرياضية لكن المسؤولية كبيرة وتبعاتها رهيبة.
البعض يطالب بتغيير المادة الثانية من الدستور.. فما رأيكم؟
حذرت نقابة السادة الأشراف من قبل فى بيان لها من المساس بالمادة الثانية من الدستور والتى تنص على ان الدين الرسمي لمصر هو الدين الإسلامي وان الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشـريع، لأن الإسلام اكثر الاديان السماوية سماحة مع الأديان الأخرى وقد عاش أبناء جميع الأديان في ظل الدولة الإسلامية اكثر من 14 قرناً يتمتعون بممارسة عقائدهم الدينية دون تدخل وحافظت على دور عبادتهم وحرياتهم الشخصية في الزواج والطلاق وغير ذلك.
ماذا ترى للخروج من الازمة الحالية والمقبلة؟
مطلوب تضافر الجهود من اجل تحقيق الخير كل الخير لمصرنا العزيزة الغالية من خلال بدء حوار وطني حقيقي حول مستقبل مصر وكيفية تأسيس دولة حديثة.
ماذا تقول عن دور الشرطة فى المرحلة الحالية والمقبلة؟
مطـلوب سرعة تفعيل دور رجال الشرطة بالشـارع المصري حفاظاً على الامـن الداخلى للوطـن والمواطن، وعلى جميع المواطنين التعاون معها لحفظ الأمن ولتحقيق الاستقرار في ربوع البلاد.
من هم السادة الاشراف؟
يرجع نسب الأشراف الي البيت البنوي الشريف فهم من ذرية السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيدنا الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وولديهما الإمام الحسن والإمام الحسين عليهم جميعاً السلام.
وكيف انتشروا في الأرض؟
بعد بزوغ فجر الإسلام على الجزيرة العربية واتساع الدولة الإسلامية في عصر الراشدين خرج المسلمون الأوائل إلى الأراضي الشاسعة والبلدان الجديدة ينشرون دين الله ويعلمون أهل البلاد المفتوحة أبجدية الدين الإسلامي وقيمه وفضائله العظيمة وكان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الكرام يقودون هذه المسيرة السامية ويؤسسون المراكز الفكرية والحضارية التي تبث الشعاع الرباني والنور المحمدي في كل اقاصي البلاد بالأدب الجم وسعة الصدر والحكمة والقدوة والموعظة الحسنة.
ولم تكن مصر بعيدة عن هذا الإشعاع الجديد وقد فتحت صدرها للفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص وكانت هذه هي البداية حيث توالت بعد ذلك الهجرات العربية طوال فترة حكم الدولة الطولونية والاخشيدية والفاطمية، وجاء أغلبها في العصر الأموي والعباسي فرارا من الظلم الذي تعرض له كثير من الأشراف حيث هاجر كثير منهم إلى مصر ووجدوا كل ترحيب وتكريم من الحكام والمحكومين وخير دليل على ذلك عندما اختارت السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين بنت السيدة فاطمة رضوان الله عليهم جميعاً مصر لتكون مقراً لها بعد استشهاد الإمام الحسينu)) في معركة كربلاء حيث جاءت عام 61 هـ وذريتها موجودة حتى اليوم.
قدوم أهل البيت للكنانة
لكن هناك خلاف تاريخي على مجيىء أهل البيت إلى مصر؟
بل ثابت تاريخياً أن السيدة زينب بنت الامام على بن ابي طالب قدمت إلى مصر بعد موقعة كربلاء بالعراق استشهاد الحسين رضي الله عنه- حيث خيرها يزيد بن معاوية بين الاقامة بدمشق وبين التوجه الى حيث تشاء فاختارت الرجوع الى المدينة المنورة ومن معها-الامام علي زين العابدين اصغر ابناء الامام الحسين وكان من ذريته معظم اشراف مصر- الا ان والي المدينة اشتكى من اقامتها في المدينة المنورة بدعوى انها تهيج الخواطر عليه، لذلك توجهت السيدة زينب الى مصر وعندما وصل الخبر الى والي مصر حين ذاك توجه هو والعلماء والصالحون الى العباسية مركز بلبيس في محافظة الشرقية لاستقبالها، سنة 60 هجرية، وخصص لها قصراً لإقامتها وايضا يرجع قدوم الاشراف لمصر الى انه عندما قتل الحجاج جماعة من الاشراف فتفرقوا-آل البيت- في البلاد ولم يتخلف في مكة غير الامام محمد الجواد بن الامام علي الرضا، ولم تكن هجرة ال البيت دفعة واحدة بل كانت على فترات متطاولة ممتدة بامتداد عهد بني أمية في الملك ومن ورثه عنهم من العباسيين حتى سقطت الخلافة العباسية في بغداد على يد المغول سنة 56هجرية/1258ميلادية، ولذا كانت الدواعي متوفرة على العناية بالأنساب لدى السادة الأشراف بعد أن تفرقوا في البلدان- مصر، المغرب، تونس، ليبيا،... الخ- من بطش الظالمين فكانوا يثبتون بعناية ويشهدون على صحتها ويعتمدون أنسابهم من الرؤساء والحكام.
ومن أهل البيت الذين قدموا إلى مصر أيضاً الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط والسيدة نفيسة بنت الحسن التي قدمت إلى مصر عام 193هـ وقد تزوجت من إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق ومنهم السيدة رقية بنت علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق والسيدة عائشة بنت جعفر الصادق ومن هذه السلالة الطاهرة السيد أحمد البدوي الذي أقام في طنطا ومات فيها والسيد أبو الحسن الشاذلي توفى سنة 656 هـ في البحر الأحمر والسيد إبراهيم الدسوقي الذي أقام في دسوق حتى وفاته والسلطان أبو العلا وله مسجد مشهور في بولاق وتوفى عام 890 هـ والده السلطان حسن الأكبر وهناك شارع يحمل اسمه في حي عابدين والسيد عبدالرحيم القنائي في قنا والسيد يوسف الحجاج الحسيني الذي أقام في الأقصر والسيد أبو القاسم الطهطاوي الحسيني الذي ولد في طهطا وكان من أقطاب التصوف في عصره.
ومصر- المحروسة بإذن الله - تمتلئ بأولياء الله الصالحين من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا دعاة هداية وصلاح ورشاد ومحبة على مر تاريخهم الطويل، والمصريون متيمون بحب آل البيت النبوي، وتراب مصر وسمائها تعطرا بالنفحات النبوية للعترة الطاهرة، زهزؤها مزجه المسك والعنب عندما تنفسوه.