المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مآسي البحرين تتفاقم



بركان
04-21-2011, 01:03 AM
د. جلال آل رشيد - الدار

مقلقةٌ جدا، على المستوى الإنساني، وعلى المستوى الحضاري، تلك الأوضاع المأساوية الخطيرة التي بدأت تتفاقم في البحرين على مستويات متعددة، فقد وصلت الأمور في الآونة الأخيرة إلى هدم عدد من المساجد التابعة للطائفة الإسلامية الشيعية التي تشكل غالبية سكان أهل البحرين، وإطلاق الرصاص وطلقات الشوزن وقنابل الغاز على مسيرات دينية غير سياسية أصلا، وهي التي انطلقت بمناسبة ذكرى وفاة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في مناطق وقرى بحرينية متعددة، وهي سياسة لم يمارسها الاستعمار في العالم العربي وقت وقوعه تحت نير احتلاله سابقا، ومع ذلك، فإننا نجد أن السلطات البحرينية تلجأ لها بدلا من أن تساهم في بناء مساجد الله وتعميرها، كما تطورت سياسات الاعتقال الخطيرة إلى التعذيب الوحشي الذي أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين البحرينيين في المعتقلات من تأثير ذلك التعذيب.

كما نجد أن التقارير الدولية التي تصدرها جهات دولية متعددة من ضمنها منظمة العمل الدولية ILO، وفي رسالة إلى السلطات البحرينية، عبّرت من خلالها عن قلقها بشأن التطورات في البحرين، خاصة بعد ورود معلومات عن «ممارسات التمييز» المناهضة للعمل النقابي بحق قادة وأعضاء الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين (...) علما بأن هذا الكلام تقوله منظمة العمل الدولية، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وليست تابعة لوزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية!

وتستمرّ الرسالة ذاتها في ذكر تفاصيل عديدة من ضمنها الإشارة إلى تسريح أكثر من 300 عامل بحريني، بالإضافة إلى «تسريح جماعي» لعمال عدة شركات تابعة للحكومة، منها شركة ألومنيوم البحرين، إضافة إلى جهات حكومية أخرى.


كما أشارت عشرات المواقع على الإنترنت، منها موقع «القناة» على سبيل المثال، بعد نحو أسبوعين فقط من رسالة منظمة العمل الدولية، إلى أن أعداد المفصولين عن عملهم يربو على 2000 من العمال البحرينيين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات السلمية في البحرين، منهم 22 من القادة النقابيين. فإذا قمنا بالمقارنة بين الرقمين المذكورين أعلاه لأعداد المفصولين من أعمالهم «ظلما»، وكلمة «ظلم» واردة في نص رسالة منظمة العمل الدولية المشار لها، وهو رقم 300 عامل الوارد في رسالة منظمة العمل الدولية في 5 ابريل، وبين الرقم الآخر وهو 2000 مفصول من عمله الوارد في تاريخ 18 أبريل؛ نجد أن الرقم يتفاقم بشكل خطير بين التاريخين!


ولذلك، فإن العالم كله متهم، ولا سيما الدول التي تستطيع وقف هذه المظلمة الإنسانية الكبرى، في الوقت الذي تكتفي فيه بالتوبيخ اللفظي غير المؤثر، كما نرى لدى الإدارة الأميركية على سبيل المثال، بدلا من توجيه رسائل جدية لوقف ظلم أهل البحرين في جميع مجالات الظلم والتنكيل المذكورة، ولدعم تنمية الديمقراطية في البحرين بدلا من معاقبة من يقومون بالمطالبة بحقوقهم السياسية والقانونية والنقابية المشروعة في بلدهم.


drjr68@yahoo.com