د. حامد العطية
04-16-2011, 09:57 PM
أيها المالكي ويا قادة شيعة العراق في أعناقكم دين كبير لشيعة البحرين والخليج فمتى السداد؟
د. حامد العطية
هم سادة العطاء، بين كل الشيعة، وعطاؤهم لكل الشيعة، في لبنان وإيران والعراق، في كل عام يأتون للزيارة، وفي حقابئهم الحق المعلوم، ليقدموه لأخوانهم، مع أنهم أحوج له، فالقلة بينهم أثرياء، وغالبيتهم مستورون، وفقراؤهم كثر، رأيتهم في الثمانينات يسكنون بيوت الطين في قرى القطيف والاحساء، ويشربون مياه الآبار الملوثة، ويعاني أطفالهم من الأمراض المزمنة، لأن حكومات الخليج الظالمة تنهب نفطهم، وتضن عليهم بالماء الصافي والطبابة والدواء، لكنهم لم يضنوا على أخوانهم العراقيين بمالهم.
اسألكم يا علماءنا الأجلاء في العراق ألم تصلكم الحقوق الشرعية من أهلنا في البحرين والسعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان؟
واسأل قادتنا السياسيين وبالأخص اولئك الذين عاشوا في المنافي سنين طوال، في لندن ودمشق وغيرها، وأولهم رئيس الوزراء المالكي هل نسيتم أفضال أخواننا في المذهب من البحرين وغيرها عليكم؟
إن نسيتم أو تناسيتم فسأذكركم، ساسرد عليكم روايتين، كل واحدة منهما دليل ناصع على نخوة وشهامة الخليجيين الشيعة وتضحياتهم في سبيل رفعة دينهم والحفاظ على مذهبهم وأهله.
أولهما مشروع وضعته لإنشاء جامعة خاصة في لبنان، يمولها شيعة الخليج، وتكون الدراسة فيها متاحة للجميع، مع اعطاء الأولوية للمحرومين من فرص التعليم الجامعي من اللبنانيين والعراقيين المهجرين والمهاجرين، وبعد دراسة جدوى الموضوع اتصلت ببعض معارفي من شيعة الخليج، الذين رحبوا بالفكرة وتحمسوا لها، لأنهم هم أيضاً يشكون من قلة فرص التعليم العالي، المتاحة لأبناءهم وبناتهم، خاصة في السعودية والبحرين، وابدوا استعدادهم الكامل لتمويلها، ومن اجل ضمان تنفيذ المشروع فاتحت بعض علماء الدين العراقيين بالفكرة، وكانت استجابتهم في البدء إيجابية، ثم تبين لي إنه مجرد سوء فهم، فقد ظنوا بأن المقصود هو جامعة أو حوزة دينية، وبعد ابلاغهم بأن المراد هو إنشاء جامعة حديثة لتدريس الطب والهندسة والعلوم وغيرها من حقول المعرفة فتر حماسهم، وبعد حين اضطررت للتخلي عن المشروع.
والقصة الثانية رواها لي قريب عزيز، قتله أحد العراقيين المعممين في كندا ظلماً وعدواناً بحز رأسه، وداخل سيارة الأجرة التي كان يسترزق منها، مخلفاً وراءه أرملة شابة وثلاثة أيتام صغار، قبل ذلك بسنوات قلال لجأ هو وعائلته لكندا، بعد قضاء عشرين عاماً مع والده في المنفى بدمشق، وكان القريب الوفي طيلة ثمان سنين قضيتها في سوريا، اخبرني رحمه الله وهو صادق بأنه في مواسم الزيارة يأم الخليجيون الشيعة مرقد السيدة زينب عليها السلام في ضواحي دمشق للزيارة والتبرك، ويحملون معهم الحقوق الشرعية، ويسلمونها إلى وكلاء مراجع الدين في المدينة، وتقدر تلك الأموال بالملايين سنوياً، أحد هؤلاء الخليجيين خرج على هذا العرف، فهو بعد وصوله حاملاً حقيبة مليئة بالنقود زار أول وكيل شرعي وتحادث معه، ثم انصرف بالحقيبة وما فيها، وتكرر الأمر مع بقية الوكلاء الشرعيين، ويبدو أن هذا الخليجي الشيعي لم يرق له حديث أولئك الوكلاء الشرعيين، ولعله لم يجد أحداً بينهم مؤهلاً لاستلام الحقوق الشرعية، بعد زيارة آخر وكيل شرعي استدل على إحدى الحسينيات، وهنالك طلب من الحاضرين أن يأتوه بالعراقيين الذين هم بحاجة لمعونة مالية، وسرعان ما تناقل العراقين الخبر: خليجي يوزع حقوقاً شرعية في الحسينية، فهرعوا إلى المكان.
يضيف قريبي المغدور: جلس الخليجي وسط الحسينية، وبدأ بمقابلة العراقيين المهاجرين والمهجرين، وكان يسأل كل واحد منهم: كم تحتاج؟ ولأي غرض؟ وبعد أن يستمع للإجابة يخرج رزمة من المال من حقيبته، ويعدها، ثم يسلم المبلغ للمحتاج، البعض طلب مبلغاً من المال لسد دين أو دفع أجرة البيت أو حتى الزواج، ولم يبخل الخليجي على أحد من العراقيين، وكان في غاية التهذيب واللطف في تعامله، حتى أتى على آخر ما في الحقيبة من أموال. أتذكر بأني سألت قريبي رحمه الله إن كان قد ترك لهم الحقيبة أيضاً، ولا أتذكر إجابته.
اليوم فقط قرأت عن الشهيد البحريني علي المؤمن وكفالته لأيتام العراقيين...عليك السلام يا علي المؤمن وعلى أهلك وشعبك.
هؤلاء هم شيعتنا في البحرين والسعودية والكويت، هم دافعو الحقوق الشرعية، الذين أعانوا العراقيين الهاربين من جحيم الطاغية صدام، وهم الذين جاهدوا مع العراقيين ضد النظام البعثي الطاغوتي بأموالهم، وهم المبادرون والسباقون لتكفل أيتامنا.
اكرر السؤال وبصيغة مختلفة: يا قادة الشيعة في العراق، في الدين والسياسة، وبالأخص العائدين من المنافي بعد السقوط، وأولهم المالكي، في اعناقكم دين عظيم لشيعة البحرين والخليج الذين جاهدوا معكم بأموالهم فمتى السداد ولم الجحود؟
15 نيسان 2011م
د. حامد العطية
هم سادة العطاء، بين كل الشيعة، وعطاؤهم لكل الشيعة، في لبنان وإيران والعراق، في كل عام يأتون للزيارة، وفي حقابئهم الحق المعلوم، ليقدموه لأخوانهم، مع أنهم أحوج له، فالقلة بينهم أثرياء، وغالبيتهم مستورون، وفقراؤهم كثر، رأيتهم في الثمانينات يسكنون بيوت الطين في قرى القطيف والاحساء، ويشربون مياه الآبار الملوثة، ويعاني أطفالهم من الأمراض المزمنة، لأن حكومات الخليج الظالمة تنهب نفطهم، وتضن عليهم بالماء الصافي والطبابة والدواء، لكنهم لم يضنوا على أخوانهم العراقيين بمالهم.
اسألكم يا علماءنا الأجلاء في العراق ألم تصلكم الحقوق الشرعية من أهلنا في البحرين والسعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان؟
واسأل قادتنا السياسيين وبالأخص اولئك الذين عاشوا في المنافي سنين طوال، في لندن ودمشق وغيرها، وأولهم رئيس الوزراء المالكي هل نسيتم أفضال أخواننا في المذهب من البحرين وغيرها عليكم؟
إن نسيتم أو تناسيتم فسأذكركم، ساسرد عليكم روايتين، كل واحدة منهما دليل ناصع على نخوة وشهامة الخليجيين الشيعة وتضحياتهم في سبيل رفعة دينهم والحفاظ على مذهبهم وأهله.
أولهما مشروع وضعته لإنشاء جامعة خاصة في لبنان، يمولها شيعة الخليج، وتكون الدراسة فيها متاحة للجميع، مع اعطاء الأولوية للمحرومين من فرص التعليم الجامعي من اللبنانيين والعراقيين المهجرين والمهاجرين، وبعد دراسة جدوى الموضوع اتصلت ببعض معارفي من شيعة الخليج، الذين رحبوا بالفكرة وتحمسوا لها، لأنهم هم أيضاً يشكون من قلة فرص التعليم العالي، المتاحة لأبناءهم وبناتهم، خاصة في السعودية والبحرين، وابدوا استعدادهم الكامل لتمويلها، ومن اجل ضمان تنفيذ المشروع فاتحت بعض علماء الدين العراقيين بالفكرة، وكانت استجابتهم في البدء إيجابية، ثم تبين لي إنه مجرد سوء فهم، فقد ظنوا بأن المقصود هو جامعة أو حوزة دينية، وبعد ابلاغهم بأن المراد هو إنشاء جامعة حديثة لتدريس الطب والهندسة والعلوم وغيرها من حقول المعرفة فتر حماسهم، وبعد حين اضطررت للتخلي عن المشروع.
والقصة الثانية رواها لي قريب عزيز، قتله أحد العراقيين المعممين في كندا ظلماً وعدواناً بحز رأسه، وداخل سيارة الأجرة التي كان يسترزق منها، مخلفاً وراءه أرملة شابة وثلاثة أيتام صغار، قبل ذلك بسنوات قلال لجأ هو وعائلته لكندا، بعد قضاء عشرين عاماً مع والده في المنفى بدمشق، وكان القريب الوفي طيلة ثمان سنين قضيتها في سوريا، اخبرني رحمه الله وهو صادق بأنه في مواسم الزيارة يأم الخليجيون الشيعة مرقد السيدة زينب عليها السلام في ضواحي دمشق للزيارة والتبرك، ويحملون معهم الحقوق الشرعية، ويسلمونها إلى وكلاء مراجع الدين في المدينة، وتقدر تلك الأموال بالملايين سنوياً، أحد هؤلاء الخليجيين خرج على هذا العرف، فهو بعد وصوله حاملاً حقيبة مليئة بالنقود زار أول وكيل شرعي وتحادث معه، ثم انصرف بالحقيبة وما فيها، وتكرر الأمر مع بقية الوكلاء الشرعيين، ويبدو أن هذا الخليجي الشيعي لم يرق له حديث أولئك الوكلاء الشرعيين، ولعله لم يجد أحداً بينهم مؤهلاً لاستلام الحقوق الشرعية، بعد زيارة آخر وكيل شرعي استدل على إحدى الحسينيات، وهنالك طلب من الحاضرين أن يأتوه بالعراقيين الذين هم بحاجة لمعونة مالية، وسرعان ما تناقل العراقين الخبر: خليجي يوزع حقوقاً شرعية في الحسينية، فهرعوا إلى المكان.
يضيف قريبي المغدور: جلس الخليجي وسط الحسينية، وبدأ بمقابلة العراقيين المهاجرين والمهجرين، وكان يسأل كل واحد منهم: كم تحتاج؟ ولأي غرض؟ وبعد أن يستمع للإجابة يخرج رزمة من المال من حقيبته، ويعدها، ثم يسلم المبلغ للمحتاج، البعض طلب مبلغاً من المال لسد دين أو دفع أجرة البيت أو حتى الزواج، ولم يبخل الخليجي على أحد من العراقيين، وكان في غاية التهذيب واللطف في تعامله، حتى أتى على آخر ما في الحقيبة من أموال. أتذكر بأني سألت قريبي رحمه الله إن كان قد ترك لهم الحقيبة أيضاً، ولا أتذكر إجابته.
اليوم فقط قرأت عن الشهيد البحريني علي المؤمن وكفالته لأيتام العراقيين...عليك السلام يا علي المؤمن وعلى أهلك وشعبك.
هؤلاء هم شيعتنا في البحرين والسعودية والكويت، هم دافعو الحقوق الشرعية، الذين أعانوا العراقيين الهاربين من جحيم الطاغية صدام، وهم الذين جاهدوا مع العراقيين ضد النظام البعثي الطاغوتي بأموالهم، وهم المبادرون والسباقون لتكفل أيتامنا.
اكرر السؤال وبصيغة مختلفة: يا قادة الشيعة في العراق، في الدين والسياسة، وبالأخص العائدين من المنافي بعد السقوط، وأولهم المالكي، في اعناقكم دين عظيم لشيعة البحرين والخليج الذين جاهدوا معكم بأموالهم فمتى السداد ولم الجحود؟
15 نيسان 2011م