أمان أمان
04-16-2011, 04:36 PM
د . ياسر الصالح - الراي
العراق الجديد الحالي هو ليس عراق صدام وحقبة العقود الاربعة التي سبقته، العراق الآن هو عراق مسالم مع جارته الكويت يحترم حدودها ويسعى لأفضل العلاقات معنا
نود لو أننا نرى تبلور اتفاقية أمنية على مستوى الدول المطلة على الخليج لتضم بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي إيران والعراق
نحن الآن على مفترق طرق استراتيجية في ما يخص بلدنا وعموم المنطقة، وبسبب موقعنا على رأس الخليج تتنازعنا تجاذبات إقليمية غير مسبوقة خصوصاً بعد ما حدث ويحدث من ثورات في المحيط، فبعد أن كانت خيارات تحالفاتنا وعلاقاتنا واضحة ومحسومة الاتجاهات أصبحت هذه الخيارات مفتوحة على آفاق جديدة بحكم الواقع الديناميكي المتحرك الذي استجد.
ما يجري في البحرين واليمن وما يتبعه من استقطابات إقليمية تتوزع بين المؤيد للحكومات والمؤيد للمعارضة والمتذبذب بينهما، ومحاولة الكويت للقيام بدور الوساطة الوسطية الذي لم ترض عنه بعض الأطراف الإقليمية حيث أظهرت ذلك جلياً عبر أبواقها في الداخل، وأيضاً، بعد ما ظهر أخيراً من دراسات كان أهمها دراسة د. صلاح البندر التي ألقاها أخيراً، والموجود تسجيل لها على اليوتيوب، حيث يوضح فيها ما تم رسمه للمنطقة ومنها بلدنا فقد كان أحد المشاركين الرئيسيين في وضع هذه الخطط بحكم موقعه المهم آنذاك، وظهور الأصوات الداخلية المتناغمة مع ما عرضه من هذا المخطط ساعدت بإعطاء مصداقية إضافية لكلامه كشفت بطريقة لا تدع مجالاً للتشكيك بوجود هذه الخطط وأيضاً بطبيعتها ومعالمها.
بعد كل هذه المعطيات نرى بأنه قد حان الأوان لتبني خيارات استراتيجية تتواءم مع هذه المعطيات وتضمن مصلحة بلدنا حكماً وشعباً.
العراق الجديد الحالي هو ليس عراق صدام وحقبة العقود الاربعة التي سبقته، العراق الآن هو عراق مسالم مع جارته الكويت يحترم حدودها ويسعى لأفضل العلاقات معنا رغم ما أصاب شعبه وخصوصاً جنوبه من جراحات في فترة حكم صدام المجرم، فالعراق الحالي بكل مكوناته، ما عدا الفلول التي مازالت مرتبطة نفسياً بالنظام البائد، لا يبدي ولا يضمر إلا كل مشاعر المودة والاحترام لبلدنا حكماً وشعباً.
ان هذا العراق الجديد يطمح لتطبيق نظام ديموقراطي تعددي يستشعر، كما نحن، بأن القوى المناوئة للديموقراطية في الإقليم لا ينبغي أن يترك لها العنان للتدخل في الشؤون الداخلية للدول بشكل مباشر عبر القوة الخشنة أو بشكل غير مباشر عبر القوى الناعمة السياسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية للتأثير على الواقع الذي اختارته وارتضته الشعوب في هذه الدول، ومن هذا المنطلق يكون بيننا وبين الواقع الجديد في العراق مشتركات استراتيجية ينبغي استثمارها وتحويلها إلى واقع وذلك من خلال الدخول مع العراق في اتفاقيات أمنية، كما اتفاق درع الجزيرة مثلاً، لحماية أمننا ونظامنا الذي ارتضاه شعبنا ووضع على أساسه الدستور.
فبالإضافة إلى رؤيتنا بضرورة القيام بهذه الخطوة المهمة مع العراق نود لو أننا نرى تبلور اتفاقية أمنية على مستوى الدول المطلة على الخليج لتضم بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي إيران والعراق، بحيث تكون هذه الاتفاقية صمام أمان يتم من خلالها الحفاظ على أمن جميع الدول في المنطقة من أي اعتداءات خشنة أو ناعمة بينية أو من خارج الاقليم، ويترك للحراكات السياسية الطبيعية في داخل كل دولة ومن دون تدخلات خارجية بأن تصيغ واقعها السياسي كما تراه ضمن ضوابط حقوق الانسان.
إن اقتراحنا بالدخول في اتفاقيات امنية مع العراق الشقيق ليس بدعا من القول، فلو تجاوزنا حقبة السنين العجاف الاخيرة والتي كان حكم البعث المجرم من ضمنها فإن التاريخ غير البعيد السابق لهذه الحقبة كان قد شهد مواقف مشرقة اتخذها الاشقاء في العراق لم تكن معركة الجهراء إلا احداها.
ومضة
ضمن الأمور التي أفخر بها وأضعها وساماً على صدري هو مدح العرفان الذي سطرته بحق الانسان الشريف المنصف العم ناصر الخرافي، واعترف امامه الآن بأن قلمي قد أصبح عاجزاً عن مواكبة مواقفه المضيئة... فعذراً أبا مرزوق.
د. ياسر الصالح
كاتب وأكاديمي كويتي
yasseralsaleh@hotmail.com
twiter:@dryasseralsaleh
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=269486
العراق الجديد الحالي هو ليس عراق صدام وحقبة العقود الاربعة التي سبقته، العراق الآن هو عراق مسالم مع جارته الكويت يحترم حدودها ويسعى لأفضل العلاقات معنا
نود لو أننا نرى تبلور اتفاقية أمنية على مستوى الدول المطلة على الخليج لتضم بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي إيران والعراق
نحن الآن على مفترق طرق استراتيجية في ما يخص بلدنا وعموم المنطقة، وبسبب موقعنا على رأس الخليج تتنازعنا تجاذبات إقليمية غير مسبوقة خصوصاً بعد ما حدث ويحدث من ثورات في المحيط، فبعد أن كانت خيارات تحالفاتنا وعلاقاتنا واضحة ومحسومة الاتجاهات أصبحت هذه الخيارات مفتوحة على آفاق جديدة بحكم الواقع الديناميكي المتحرك الذي استجد.
ما يجري في البحرين واليمن وما يتبعه من استقطابات إقليمية تتوزع بين المؤيد للحكومات والمؤيد للمعارضة والمتذبذب بينهما، ومحاولة الكويت للقيام بدور الوساطة الوسطية الذي لم ترض عنه بعض الأطراف الإقليمية حيث أظهرت ذلك جلياً عبر أبواقها في الداخل، وأيضاً، بعد ما ظهر أخيراً من دراسات كان أهمها دراسة د. صلاح البندر التي ألقاها أخيراً، والموجود تسجيل لها على اليوتيوب، حيث يوضح فيها ما تم رسمه للمنطقة ومنها بلدنا فقد كان أحد المشاركين الرئيسيين في وضع هذه الخطط بحكم موقعه المهم آنذاك، وظهور الأصوات الداخلية المتناغمة مع ما عرضه من هذا المخطط ساعدت بإعطاء مصداقية إضافية لكلامه كشفت بطريقة لا تدع مجالاً للتشكيك بوجود هذه الخطط وأيضاً بطبيعتها ومعالمها.
بعد كل هذه المعطيات نرى بأنه قد حان الأوان لتبني خيارات استراتيجية تتواءم مع هذه المعطيات وتضمن مصلحة بلدنا حكماً وشعباً.
العراق الجديد الحالي هو ليس عراق صدام وحقبة العقود الاربعة التي سبقته، العراق الآن هو عراق مسالم مع جارته الكويت يحترم حدودها ويسعى لأفضل العلاقات معنا رغم ما أصاب شعبه وخصوصاً جنوبه من جراحات في فترة حكم صدام المجرم، فالعراق الحالي بكل مكوناته، ما عدا الفلول التي مازالت مرتبطة نفسياً بالنظام البائد، لا يبدي ولا يضمر إلا كل مشاعر المودة والاحترام لبلدنا حكماً وشعباً.
ان هذا العراق الجديد يطمح لتطبيق نظام ديموقراطي تعددي يستشعر، كما نحن، بأن القوى المناوئة للديموقراطية في الإقليم لا ينبغي أن يترك لها العنان للتدخل في الشؤون الداخلية للدول بشكل مباشر عبر القوة الخشنة أو بشكل غير مباشر عبر القوى الناعمة السياسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية للتأثير على الواقع الذي اختارته وارتضته الشعوب في هذه الدول، ومن هذا المنطلق يكون بيننا وبين الواقع الجديد في العراق مشتركات استراتيجية ينبغي استثمارها وتحويلها إلى واقع وذلك من خلال الدخول مع العراق في اتفاقيات أمنية، كما اتفاق درع الجزيرة مثلاً، لحماية أمننا ونظامنا الذي ارتضاه شعبنا ووضع على أساسه الدستور.
فبالإضافة إلى رؤيتنا بضرورة القيام بهذه الخطوة المهمة مع العراق نود لو أننا نرى تبلور اتفاقية أمنية على مستوى الدول المطلة على الخليج لتضم بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي إيران والعراق، بحيث تكون هذه الاتفاقية صمام أمان يتم من خلالها الحفاظ على أمن جميع الدول في المنطقة من أي اعتداءات خشنة أو ناعمة بينية أو من خارج الاقليم، ويترك للحراكات السياسية الطبيعية في داخل كل دولة ومن دون تدخلات خارجية بأن تصيغ واقعها السياسي كما تراه ضمن ضوابط حقوق الانسان.
إن اقتراحنا بالدخول في اتفاقيات امنية مع العراق الشقيق ليس بدعا من القول، فلو تجاوزنا حقبة السنين العجاف الاخيرة والتي كان حكم البعث المجرم من ضمنها فإن التاريخ غير البعيد السابق لهذه الحقبة كان قد شهد مواقف مشرقة اتخذها الاشقاء في العراق لم تكن معركة الجهراء إلا احداها.
ومضة
ضمن الأمور التي أفخر بها وأضعها وساماً على صدري هو مدح العرفان الذي سطرته بحق الانسان الشريف المنصف العم ناصر الخرافي، واعترف امامه الآن بأن قلمي قد أصبح عاجزاً عن مواكبة مواقفه المضيئة... فعذراً أبا مرزوق.
د. ياسر الصالح
كاتب وأكاديمي كويتي
yasseralsaleh@hotmail.com
twiter:@dryasseralsaleh
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=269486