مقاوم
04-16-2011, 03:43 PM
شعلان شريف - القدس العربي
2011-04-15
http://www.alquds.co.uk/today/15qpt886.jpg
طلبت السلطات البحرينية من أسرة الشابة آيات القرمزي أن تقدم بلاغاً عنها بأنها مفقودة، وذلك بعد اسبوع من اعتقالها من منزل أقاربها من قبل الشرطة. هذا ما ذكرته أسرة الشابة البالغة عشرين عاما.
وقالت والدة 'آيات' إن المجموعة التي قامت باعتقال آيات أبلغتهم حينها أن عليهم مراجعة مركز شرطة 'الحورة' في اليوم التالي لمعرفة مصيرها. وقد ذهبت الأسرة إلى المركز المذكور لكن المسؤولين هناك حولوهم إلى مركز آخر. وهكذا ظلت الأسرة تتنقل بين مراكز الشرطة. وفي نهاية الأمر قالت لهم الشرطة أن لا أحد يعلم بمكان 'آيات' وأن عليهم أن يسجلوا بلاغاً عن فقدانها. وأثار هذا الطلب الذي رفضته العائلة مخاوف حقيقية على مصير الشابة البالغة من العمر عشرين عاماً.
بداية القصة
آيات حسن القرمزي شابة في العشرين من عمرها، تدرس في معهد إعداد المعلمات وتنظم الشعر باللهجة البحرينية. شاركت آيات في الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) الماضيين للمطالبة بالمزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية. وأثناء الاحتجاجات ألقت آيات قصيدة في دوار اللؤلؤة الذي كان مركز الاحتجاجات، والذي قامت السلطات لاحقاً بإزالة النصب الذي يتوسطه. وتضمنت القصيدة هجاءً مباشراً لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
منذ ذلك الحين تلقت آيات الكثير من التهديدات. وتقول والدتها السيدة سعدة في حديثها لإذاعة هولندا العالمية 'كانت الرسائل التي تتلقاها آيات مليئة بالكلام البذيء جداً والتهديدات وخـُصصت صفحات على الفيس بوك لشتمها. وقد قامت بإبلاغ الشرطة البحرينية بتلك التهديدات لكنها تعرضت للسخرية والإهانة في مركز الشرطة. وقد احتفظت بالرسائل التي وصلتها وأبلغتها إلى منظمات حقوق الإنسان'.
عائلة معارضة
عائلة القرمزي لها تاريخ في معارضة النظام. ففي التسعينيات اعتقل والد آيات، الشاعر حسن القرمزي، بسبب قصيدة أيضا، كما سبق لبعض أشقائها أن اعتقلوا. وبسبب هذه التجارب وبسبب التهديدات فقد غادرت آيات بيت والديها واختبأت في بيت أحد الأقارب.
تقول الوالدة: 'في إحدى الليالي أواخر شهر آذار (مارس) داهمت المنزل مجموعة من شرطة مكافحة الشغب ومعهم مجموعة بزي مدني. وسألوا عن آيات فقلنا لهم إننا لا نعرف مكانها منذ (أيام الدوار). وقد فتشوا جميع الغرف وأرهبوا الأطفال وهددونا جميعا ثم غادروا'.
ليلة الرعب
لم تكن تلك هي الزيارة الأخيرة ففي الليلة التالية تعرض المنزل للمداهمة مرة أخرى: 'هذه المرة كان عددهم أكبر، الذين دخلوا المنزل فقط كانوا حوالي 15 شخصاً بعضهم بزي الشرطة وبعضهم بالزي المدني، وفي الخارج كان هناك العديد من الشرطة والسيارات. كسروا أبواب الغرف، عبثوا بكل شيء. أخرجوا الجميع من غرف نومهم بما في ذلك الأطفال. حطموا الكثير من الاثاث، سرقوا بعض الأموال، سرقوا ساعة ذهبية، وصادروا كثيرا من الأشياء الموجودة في غرفة آيات، أقراص كمبيوتر وصوراً وكتباً'.
تروي الأم أن أحد أفراد المجموعة ويبدو أنه قائدهم، قال لأفراد الأسرة مهدداً: 'سأخرج إلى الشارع لأدخن سيجارة وحين أعود ستخبرونني بمكان آيات. وإلا فإن لدينا أوامر من فوق بأن نهدم البيت على رؤوسكم'.
يتهدج صوت أم آيات وهي تستعيد تلك اللحظات المرعبة: 'كان الأطفال يرتجفون من الخوف والنساء تبكي. وحينها قلنا لهم إننا سنذهب معهم إلى مكان اختباء آيات'.
ذهب والدا آيات بصحبة الشرطة إلى منزل أقربائها حيث تختبئ. تقول الأم: 'كانت تشعر بأنها ستعتقل في تلك الليلة. وجدناها مستعدة وقد وضعت فوطتها على رأسها وعباءتها على كتفيها. قالوا لنا إن علينا أن نذهب في اليوم التالي إلى مركز شرطة الحورة'.
مصير مجهول
الأيام التالية كانت جحيما بالنسبة للأسرة. فمركز شرطة الحورة، أرسلهم إلى قسم التحقيقات، وهذا بدوره حولهم إلى مركز الشرطة في مدينة حمد، الذي أعادهم إلى مركز الحورة. وهكذا ظلت الأسرة في دوامة لا تعرف شيئا عن مصير ابنتهم الشابة.
تقول الأم: 'في إحدى زياراتنا التالية قالوا لنا إنها في قسم التحقيقات وقالوا لي أن علي أن أجلب ملابس لها، بدلة واحدة فقط، بالفعل سلمت الملابس إلى قسم التحقيقات لكنهم لم يخبروني شيئا عنها.
وفي زيارة لاحقة لهم أنكروا أن تكون آيات لديهم وحولونا مرة أخرى إلى الشرطة. وأخيرا قالت الشرطة إن علينا أن نسجل بلاغا بأنها مفقودة. قلنا كيف نسجلها مفقودة وأنتم أخذتموها من أمام عيوننا؟'
السلامة الوطنية
انتهت الاحتجاجات البحرينية نهاية عنيفة بدخول قوات 'درع الجزيرة' الخليجية بقيادة سعودية في التاسع عشر من آذار (مارس) الماضي. وقامت أجهزة الأمن بإخلاء ساحة اللؤلؤة مركز الاحتجاجات، وإزالة النصب الذي أصبح رمزاً للاحتجاجات. وبعد ذلك أعلنت القيادة البحرينية فرض حالة 'السلامة الوطنية' أي الطوارئ، ومنعت الصحافيين الأجانب من دخول البلاد، بعد أن طردت معظم من كان منهم موجوداً هناك.
ومنذ ذلك الحين اعتقل الكثيرون ممن شاركوا في الاحتجاجات. كما فصل العديد من وظائفهم، وبينهم أساتذة جامعيون وأطباء ومدرسون وموظفون حكوميون. كما قررت الدولة وقف المنح الدراسية عن الطلبة البحرينيين في الخارج الذين ساندوا الاحتجاجات.
وحسب مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهو منظمة مستقلة، فقد بلغ عدد المعتقلين والمفقودين 400 شخص بينهم عشر نساء، وأن غالبية المعتقلين لا يـُعرف مكان احتجازهم.
' شاعر عراقي
2011-04-15
http://www.alquds.co.uk/today/15qpt886.jpg
طلبت السلطات البحرينية من أسرة الشابة آيات القرمزي أن تقدم بلاغاً عنها بأنها مفقودة، وذلك بعد اسبوع من اعتقالها من منزل أقاربها من قبل الشرطة. هذا ما ذكرته أسرة الشابة البالغة عشرين عاما.
وقالت والدة 'آيات' إن المجموعة التي قامت باعتقال آيات أبلغتهم حينها أن عليهم مراجعة مركز شرطة 'الحورة' في اليوم التالي لمعرفة مصيرها. وقد ذهبت الأسرة إلى المركز المذكور لكن المسؤولين هناك حولوهم إلى مركز آخر. وهكذا ظلت الأسرة تتنقل بين مراكز الشرطة. وفي نهاية الأمر قالت لهم الشرطة أن لا أحد يعلم بمكان 'آيات' وأن عليهم أن يسجلوا بلاغاً عن فقدانها. وأثار هذا الطلب الذي رفضته العائلة مخاوف حقيقية على مصير الشابة البالغة من العمر عشرين عاماً.
بداية القصة
آيات حسن القرمزي شابة في العشرين من عمرها، تدرس في معهد إعداد المعلمات وتنظم الشعر باللهجة البحرينية. شاركت آيات في الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) الماضيين للمطالبة بالمزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية. وأثناء الاحتجاجات ألقت آيات قصيدة في دوار اللؤلؤة الذي كان مركز الاحتجاجات، والذي قامت السلطات لاحقاً بإزالة النصب الذي يتوسطه. وتضمنت القصيدة هجاءً مباشراً لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
منذ ذلك الحين تلقت آيات الكثير من التهديدات. وتقول والدتها السيدة سعدة في حديثها لإذاعة هولندا العالمية 'كانت الرسائل التي تتلقاها آيات مليئة بالكلام البذيء جداً والتهديدات وخـُصصت صفحات على الفيس بوك لشتمها. وقد قامت بإبلاغ الشرطة البحرينية بتلك التهديدات لكنها تعرضت للسخرية والإهانة في مركز الشرطة. وقد احتفظت بالرسائل التي وصلتها وأبلغتها إلى منظمات حقوق الإنسان'.
عائلة معارضة
عائلة القرمزي لها تاريخ في معارضة النظام. ففي التسعينيات اعتقل والد آيات، الشاعر حسن القرمزي، بسبب قصيدة أيضا، كما سبق لبعض أشقائها أن اعتقلوا. وبسبب هذه التجارب وبسبب التهديدات فقد غادرت آيات بيت والديها واختبأت في بيت أحد الأقارب.
تقول الوالدة: 'في إحدى الليالي أواخر شهر آذار (مارس) داهمت المنزل مجموعة من شرطة مكافحة الشغب ومعهم مجموعة بزي مدني. وسألوا عن آيات فقلنا لهم إننا لا نعرف مكانها منذ (أيام الدوار). وقد فتشوا جميع الغرف وأرهبوا الأطفال وهددونا جميعا ثم غادروا'.
ليلة الرعب
لم تكن تلك هي الزيارة الأخيرة ففي الليلة التالية تعرض المنزل للمداهمة مرة أخرى: 'هذه المرة كان عددهم أكبر، الذين دخلوا المنزل فقط كانوا حوالي 15 شخصاً بعضهم بزي الشرطة وبعضهم بالزي المدني، وفي الخارج كان هناك العديد من الشرطة والسيارات. كسروا أبواب الغرف، عبثوا بكل شيء. أخرجوا الجميع من غرف نومهم بما في ذلك الأطفال. حطموا الكثير من الاثاث، سرقوا بعض الأموال، سرقوا ساعة ذهبية، وصادروا كثيرا من الأشياء الموجودة في غرفة آيات، أقراص كمبيوتر وصوراً وكتباً'.
تروي الأم أن أحد أفراد المجموعة ويبدو أنه قائدهم، قال لأفراد الأسرة مهدداً: 'سأخرج إلى الشارع لأدخن سيجارة وحين أعود ستخبرونني بمكان آيات. وإلا فإن لدينا أوامر من فوق بأن نهدم البيت على رؤوسكم'.
يتهدج صوت أم آيات وهي تستعيد تلك اللحظات المرعبة: 'كان الأطفال يرتجفون من الخوف والنساء تبكي. وحينها قلنا لهم إننا سنذهب معهم إلى مكان اختباء آيات'.
ذهب والدا آيات بصحبة الشرطة إلى منزل أقربائها حيث تختبئ. تقول الأم: 'كانت تشعر بأنها ستعتقل في تلك الليلة. وجدناها مستعدة وقد وضعت فوطتها على رأسها وعباءتها على كتفيها. قالوا لنا إن علينا أن نذهب في اليوم التالي إلى مركز شرطة الحورة'.
مصير مجهول
الأيام التالية كانت جحيما بالنسبة للأسرة. فمركز شرطة الحورة، أرسلهم إلى قسم التحقيقات، وهذا بدوره حولهم إلى مركز الشرطة في مدينة حمد، الذي أعادهم إلى مركز الحورة. وهكذا ظلت الأسرة في دوامة لا تعرف شيئا عن مصير ابنتهم الشابة.
تقول الأم: 'في إحدى زياراتنا التالية قالوا لنا إنها في قسم التحقيقات وقالوا لي أن علي أن أجلب ملابس لها، بدلة واحدة فقط، بالفعل سلمت الملابس إلى قسم التحقيقات لكنهم لم يخبروني شيئا عنها.
وفي زيارة لاحقة لهم أنكروا أن تكون آيات لديهم وحولونا مرة أخرى إلى الشرطة. وأخيرا قالت الشرطة إن علينا أن نسجل بلاغا بأنها مفقودة. قلنا كيف نسجلها مفقودة وأنتم أخذتموها من أمام عيوننا؟'
السلامة الوطنية
انتهت الاحتجاجات البحرينية نهاية عنيفة بدخول قوات 'درع الجزيرة' الخليجية بقيادة سعودية في التاسع عشر من آذار (مارس) الماضي. وقامت أجهزة الأمن بإخلاء ساحة اللؤلؤة مركز الاحتجاجات، وإزالة النصب الذي أصبح رمزاً للاحتجاجات. وبعد ذلك أعلنت القيادة البحرينية فرض حالة 'السلامة الوطنية' أي الطوارئ، ومنعت الصحافيين الأجانب من دخول البلاد، بعد أن طردت معظم من كان منهم موجوداً هناك.
ومنذ ذلك الحين اعتقل الكثيرون ممن شاركوا في الاحتجاجات. كما فصل العديد من وظائفهم، وبينهم أساتذة جامعيون وأطباء ومدرسون وموظفون حكوميون. كما قررت الدولة وقف المنح الدراسية عن الطلبة البحرينيين في الخارج الذين ساندوا الاحتجاجات.
وحسب مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهو منظمة مستقلة، فقد بلغ عدد المعتقلين والمفقودين 400 شخص بينهم عشر نساء، وأن غالبية المعتقلين لا يـُعرف مكان احتجازهم.
' شاعر عراقي