على
11-01-2004, 12:20 PM
خلال شهر رمضان الكريم يفتقد بعض السعوديين الشعور باجتماع العائلة حول موائد الافطار. فهم مغتربون عن وطنهم ويشعرون بالحنين إليه وإلى أسرهم ومجتمعهم. هذا الحنين تزداد وطأته عندما يحين وقت الإفطار فيجد المغترب نفسه وحيداً.
هؤلاء السعوديون يعانون الغربة ونظرة الغير اليهم بعنصرية خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة, وكذلك الخوف من تغير نظرتهم إلى مجتمعهم حين يعودون إلى ديارهم. لكن ما يثلج صدورهم هو أحلامهم وطموحاتهم في العودة والتطوير والتغيير.
هشام عبدالوهّاب في الخامسة والعشرين. عاش في مراحل مختلفة من حياته بين مصر والسعودية والولايات المتحدة الأميركية والإمارات, وحالياً يعمل في شركة "يونيليفر" في البرازيل, حيث يسكن وحده.
يقول هشام: "أعتقد أن العيش خارج العالم العربي على الأقل لعام واحد أمر رائع. فحين ينظر الناس إلى أوطانهم من الخارج تصبح لديهم قدرة أفضل على رؤية المشكلات التي تواجهها مجتمعاتهم". ويتابع: "حين عدت إلى السعودية وجدت نفسي أفقد تلك المقدرة على رؤية المشكلات بموضوعية, فأنا أغوص في الأحداث اليومية الحياتية من دون رؤية شمولية لما يحدث. كي يحدث تغيير فعلي في المجتمع لا بد من أن يأتي أفراد لهم خبرة في مجتمعات أخرى".
ويستطرد هشام قائلاً: "أنا أعتزم العودة إلى السعودية. فأنا أشعر أنني أدين لها خصوصاً أن الحكومة السعودية تكفلت بتعليمي حين كان بالإمكان أن تستثمر هذه الأموال في جامعات جديدة داخل السعودية. لا أريد أن أكون من ضمن تلك الفئة المتعلمة والمتدربة التي تعيش خارج بلادها".
وعن الصعوبات التي يواجهها خارج بلاده, يقول هشام: "بعد أحداث الأعوام الثلاثة الأخيرة أصبحت كمية الانتقاد الموجهة لبلادي تؤثر فيّ تأثيراً سلبياً. فكل وسائل الإعلام الأجنبية تسيطر عليها أفكار ضد السعودية. لم أشعر بمثل ذلك طوال التسعة عشر عاماً التي عشتها خارج السعودية قبل الأحداث الأخيرة... فالآن أصبح كل شيء مختلفاً".
يسكن مشعل أنور (23 عاماً) لندن منذ أحد عشر عاماً مع أسرته. وهو يدرس حالياً الإعلام, ويحاول أن يندمج في المجتمع البريطاني من دون جدوى. يقول: "تقطن عائلتي لندن لأن التعليم فيها أرقى. وأجد أن اتخاذ قرار العيش في بلد أجنبي هو أمر صائب لأنه يمكنني كشاب من ممارسة أفكاري بحرية ومن دون عوائق. لكنني أعتزم العودة إلى إحدى البلاد العربية. ربما تكون السعودية لأنها لا تلزم الفرد بنظام الضرائب بخلاف لندن التي تفرض 5,17 في المئة على كل شيء. وقد تكون دبي لأنها مدينة أكثر انفتاحاً".
ويتابع مشعل قائلاً: "هناك الكثير من الصعوبات التي يواجهها المغترب بعيداً من وطنه الأمّ. فقد يواجه رجال شرطة عنصريين أو أناساً إذا نظرت إليهم يأخذون الأمر بعدوانية وذلك بسبب نظرتهم الفوقية إليك بسبب عرقك المختلف. اجتماعياً من الصعب أن تثق بالغير وأن تدخل في معرفة أشخاص جدد. لا تعجبني فكرة الاندماج في المجتمع البريطاني فطقوسهم مختلفة وهم لا يحبون مساعدة الغير بخلاف السعوديين الذين يحبون المساعدة وأنا أشعر بالأمان عندما أكون محاطاً بأهلي وناسي".
وائل أبو منصور في الخامسة والعشرين من العمر ويعيش في الولايات المتحدة منذ ستة أعوام مع زوجته وابنته. يتابع دراسته الجامعية في قسم نظم المعلوماتية الالكترونية ولكنه يعيش في حالة خوف من انطباعاته حين يعود إلى الوطن: "على رغم الجوانب السلبية في المعيشة في الخارج أجد أن التجربة جيدة. ففي ذلك فرصة للتعرف على ثقافات متنوعة ومعايشة بيئة توجد فيها أعراق مختلفة, إضافة إلى الحصول على فرصة فريدة للدراسة في جامعات مهمة".
ويتابع وائل: "لا أعتقد أنني أنتمي إلى هذه البلاد. المعيشة مفيدة وهم متطورون أكثر من بلادنا في نواح معينة. لكن حبي لوطني وعائلتي وأصدقائي يبعدني عن فكرة الهجرة. فأنا أريد أن أشارك في عملية تطوير مجتمعي بما لدي من قدرات. أشعر بالحنين إلى الوطن والأسوأ من ذلك أن السعوديين اليوم يعاملون بارتياب وسلبية بعد أحداث الحادي عشر من ايلول. نحن نشعر في بعض الأحيان أننا غير مرغوبين هنا, والأدهى أن ذلك يؤدي إلى إحساس بذنب وباقتراف جريمة لم نرتكبها!".
ويضيف وائل: "أكثر ما يقلقني حالياً أنني كلما بقيت بعيداً عن وطني كلما بدأت أتصور حياة خيالية هناك. فأنا أبدأ بتكوين آرائي الخاصة عن الحياة والعمل والمجتمع. أخشى أن أعود إلى بلدي فأجد أن كل ما صوّره عقلي يخالف الواقع. تلك التوقعات التي وضعتها قد تؤدي إلى نوع من الصدمة التي قد يعيشها أي فرد حين يعود إلى مجتمعه حتى".
هاني عناية (26 عاماً) يسكن في الولايات المتحدة منذ العام 8199. نال شهادة الماجستير في الهندسة الكهربائية ويتابع الدكتوراه. وما يشجعه على العيش هناك هو طموحه في المساهمة في تطوير بلاده حين يعود. يقول هاني: "بعد أعوام عدة من الدراسة في الولايات المتحدة أتطلع بشوق إلى اليوم الذي ستعرف فيه جامعاتنا مراكز متقدمة للأبحاث وأن يكون فيها تقدم كبير في مجال التقنية المعلوماتية. حياتي خارج وطني هي حياة عادية لكن ما أعاني منه هو صعوبة الحصول على التأشيرة للدخول مرة أخرى إلى اميركا ما يدفعني إلى البقاء هناك".
ويتابع قائلاً: "لا بد للمغترب حين يعود إلى دياره من أن يمر بمرحلة الصدمة الاجتماعية لكنها فترة موقتة. الكثيرون يعودون إلى أوطانهم بعد العيش في أميركا فيبدأون بالتذمر وانتقاد اختلال النظام لكن سرعان ما يعود الإنسان إلى التأقلم".
ويختتم هاني حديثه قائلاً: "خلال سنوات دراستي الجامعية تمسكت بالكثير من تقاليدنا وقيمنا, وفي الوقت نفسه عاينت القيم الأخرى. فعلى سبيل المثال أعتقد أن مشكلتنا في تأخر البحث العلمي تكمن في قيمنا وتركيبتنا الاجتماعية. فمن المثير أن يوافق كثيرون في بلداننا نظرياً على وجود الكثير من العادات السيئة لكنهم يمعنون في الاستمرار فيها".
أما تغريد السعيد فطموحاتها ومخططاتها من نوع مختلف. ولدت تغريد في الرياض العام 1979 ثم انتقلت للعيش في أميركا العام 1999 الى ان أكملت دراسة الماجستير, ثم انتقلت الى أبو ظبي مع زوجها. وبعد أن عاشت وعانت في الغربة ثم عادت إلى بلد عربي تشعر بحماسة فائضة لتحقيق الكثير في العالم العربي. وعلى رغم انها لا تعيش في السعودية, فإنها تشعر بواجب قوي حيالها.
تقول تغريد: "أرى أنني حققت احد أهم أهدافي وهو الدراسة والحصول على شهادة من أميركا. أنا بحاجة إلى العودة إلى هناك من فترة إلى أخرى لأكون مواكبة لآخر المستجدات في "التقنية التصويرية" التي درستها إضافة إلى تخصصي الجامعي في المعلوماتية. واعتقد أن فرصة تحقيق الكثير في دول الخليج العربي أفضل منها في أميركا لأن التنافس هنا أقل. إنني عازمة على القيام بالكثير من المشاريع المشتركة بين السعودية والإمارات. وعلى رغم الفروقات بين الدولتين إلا أنني أراهما دولة واحدة في قلبي".
وتضيف: "تم ابتعاثي من السعودية للدراسة في الخارج لذلك أشعر بأن من واجبي القيام بعمل أساهم فيه بتطوير بلادي. وفي الوقت نفسه أرى مستقبلي وعائلتي هنا في الإمارات ولذلك أنا أجد أنني بحاجة إلى أن أخدم الدولتين".
هؤلاء السعوديون يعانون الغربة ونظرة الغير اليهم بعنصرية خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة, وكذلك الخوف من تغير نظرتهم إلى مجتمعهم حين يعودون إلى ديارهم. لكن ما يثلج صدورهم هو أحلامهم وطموحاتهم في العودة والتطوير والتغيير.
هشام عبدالوهّاب في الخامسة والعشرين. عاش في مراحل مختلفة من حياته بين مصر والسعودية والولايات المتحدة الأميركية والإمارات, وحالياً يعمل في شركة "يونيليفر" في البرازيل, حيث يسكن وحده.
يقول هشام: "أعتقد أن العيش خارج العالم العربي على الأقل لعام واحد أمر رائع. فحين ينظر الناس إلى أوطانهم من الخارج تصبح لديهم قدرة أفضل على رؤية المشكلات التي تواجهها مجتمعاتهم". ويتابع: "حين عدت إلى السعودية وجدت نفسي أفقد تلك المقدرة على رؤية المشكلات بموضوعية, فأنا أغوص في الأحداث اليومية الحياتية من دون رؤية شمولية لما يحدث. كي يحدث تغيير فعلي في المجتمع لا بد من أن يأتي أفراد لهم خبرة في مجتمعات أخرى".
ويستطرد هشام قائلاً: "أنا أعتزم العودة إلى السعودية. فأنا أشعر أنني أدين لها خصوصاً أن الحكومة السعودية تكفلت بتعليمي حين كان بالإمكان أن تستثمر هذه الأموال في جامعات جديدة داخل السعودية. لا أريد أن أكون من ضمن تلك الفئة المتعلمة والمتدربة التي تعيش خارج بلادها".
وعن الصعوبات التي يواجهها خارج بلاده, يقول هشام: "بعد أحداث الأعوام الثلاثة الأخيرة أصبحت كمية الانتقاد الموجهة لبلادي تؤثر فيّ تأثيراً سلبياً. فكل وسائل الإعلام الأجنبية تسيطر عليها أفكار ضد السعودية. لم أشعر بمثل ذلك طوال التسعة عشر عاماً التي عشتها خارج السعودية قبل الأحداث الأخيرة... فالآن أصبح كل شيء مختلفاً".
يسكن مشعل أنور (23 عاماً) لندن منذ أحد عشر عاماً مع أسرته. وهو يدرس حالياً الإعلام, ويحاول أن يندمج في المجتمع البريطاني من دون جدوى. يقول: "تقطن عائلتي لندن لأن التعليم فيها أرقى. وأجد أن اتخاذ قرار العيش في بلد أجنبي هو أمر صائب لأنه يمكنني كشاب من ممارسة أفكاري بحرية ومن دون عوائق. لكنني أعتزم العودة إلى إحدى البلاد العربية. ربما تكون السعودية لأنها لا تلزم الفرد بنظام الضرائب بخلاف لندن التي تفرض 5,17 في المئة على كل شيء. وقد تكون دبي لأنها مدينة أكثر انفتاحاً".
ويتابع مشعل قائلاً: "هناك الكثير من الصعوبات التي يواجهها المغترب بعيداً من وطنه الأمّ. فقد يواجه رجال شرطة عنصريين أو أناساً إذا نظرت إليهم يأخذون الأمر بعدوانية وذلك بسبب نظرتهم الفوقية إليك بسبب عرقك المختلف. اجتماعياً من الصعب أن تثق بالغير وأن تدخل في معرفة أشخاص جدد. لا تعجبني فكرة الاندماج في المجتمع البريطاني فطقوسهم مختلفة وهم لا يحبون مساعدة الغير بخلاف السعوديين الذين يحبون المساعدة وأنا أشعر بالأمان عندما أكون محاطاً بأهلي وناسي".
وائل أبو منصور في الخامسة والعشرين من العمر ويعيش في الولايات المتحدة منذ ستة أعوام مع زوجته وابنته. يتابع دراسته الجامعية في قسم نظم المعلوماتية الالكترونية ولكنه يعيش في حالة خوف من انطباعاته حين يعود إلى الوطن: "على رغم الجوانب السلبية في المعيشة في الخارج أجد أن التجربة جيدة. ففي ذلك فرصة للتعرف على ثقافات متنوعة ومعايشة بيئة توجد فيها أعراق مختلفة, إضافة إلى الحصول على فرصة فريدة للدراسة في جامعات مهمة".
ويتابع وائل: "لا أعتقد أنني أنتمي إلى هذه البلاد. المعيشة مفيدة وهم متطورون أكثر من بلادنا في نواح معينة. لكن حبي لوطني وعائلتي وأصدقائي يبعدني عن فكرة الهجرة. فأنا أريد أن أشارك في عملية تطوير مجتمعي بما لدي من قدرات. أشعر بالحنين إلى الوطن والأسوأ من ذلك أن السعوديين اليوم يعاملون بارتياب وسلبية بعد أحداث الحادي عشر من ايلول. نحن نشعر في بعض الأحيان أننا غير مرغوبين هنا, والأدهى أن ذلك يؤدي إلى إحساس بذنب وباقتراف جريمة لم نرتكبها!".
ويضيف وائل: "أكثر ما يقلقني حالياً أنني كلما بقيت بعيداً عن وطني كلما بدأت أتصور حياة خيالية هناك. فأنا أبدأ بتكوين آرائي الخاصة عن الحياة والعمل والمجتمع. أخشى أن أعود إلى بلدي فأجد أن كل ما صوّره عقلي يخالف الواقع. تلك التوقعات التي وضعتها قد تؤدي إلى نوع من الصدمة التي قد يعيشها أي فرد حين يعود إلى مجتمعه حتى".
هاني عناية (26 عاماً) يسكن في الولايات المتحدة منذ العام 8199. نال شهادة الماجستير في الهندسة الكهربائية ويتابع الدكتوراه. وما يشجعه على العيش هناك هو طموحه في المساهمة في تطوير بلاده حين يعود. يقول هاني: "بعد أعوام عدة من الدراسة في الولايات المتحدة أتطلع بشوق إلى اليوم الذي ستعرف فيه جامعاتنا مراكز متقدمة للأبحاث وأن يكون فيها تقدم كبير في مجال التقنية المعلوماتية. حياتي خارج وطني هي حياة عادية لكن ما أعاني منه هو صعوبة الحصول على التأشيرة للدخول مرة أخرى إلى اميركا ما يدفعني إلى البقاء هناك".
ويتابع قائلاً: "لا بد للمغترب حين يعود إلى دياره من أن يمر بمرحلة الصدمة الاجتماعية لكنها فترة موقتة. الكثيرون يعودون إلى أوطانهم بعد العيش في أميركا فيبدأون بالتذمر وانتقاد اختلال النظام لكن سرعان ما يعود الإنسان إلى التأقلم".
ويختتم هاني حديثه قائلاً: "خلال سنوات دراستي الجامعية تمسكت بالكثير من تقاليدنا وقيمنا, وفي الوقت نفسه عاينت القيم الأخرى. فعلى سبيل المثال أعتقد أن مشكلتنا في تأخر البحث العلمي تكمن في قيمنا وتركيبتنا الاجتماعية. فمن المثير أن يوافق كثيرون في بلداننا نظرياً على وجود الكثير من العادات السيئة لكنهم يمعنون في الاستمرار فيها".
أما تغريد السعيد فطموحاتها ومخططاتها من نوع مختلف. ولدت تغريد في الرياض العام 1979 ثم انتقلت للعيش في أميركا العام 1999 الى ان أكملت دراسة الماجستير, ثم انتقلت الى أبو ظبي مع زوجها. وبعد أن عاشت وعانت في الغربة ثم عادت إلى بلد عربي تشعر بحماسة فائضة لتحقيق الكثير في العالم العربي. وعلى رغم انها لا تعيش في السعودية, فإنها تشعر بواجب قوي حيالها.
تقول تغريد: "أرى أنني حققت احد أهم أهدافي وهو الدراسة والحصول على شهادة من أميركا. أنا بحاجة إلى العودة إلى هناك من فترة إلى أخرى لأكون مواكبة لآخر المستجدات في "التقنية التصويرية" التي درستها إضافة إلى تخصصي الجامعي في المعلوماتية. واعتقد أن فرصة تحقيق الكثير في دول الخليج العربي أفضل منها في أميركا لأن التنافس هنا أقل. إنني عازمة على القيام بالكثير من المشاريع المشتركة بين السعودية والإمارات. وعلى رغم الفروقات بين الدولتين إلا أنني أراهما دولة واحدة في قلبي".
وتضيف: "تم ابتعاثي من السعودية للدراسة في الخارج لذلك أشعر بأن من واجبي القيام بعمل أساهم فيه بتطوير بلادي. وفي الوقت نفسه أرى مستقبلي وعائلتي هنا في الإمارات ولذلك أنا أجد أنني بحاجة إلى أن أخدم الدولتين".