موالى
10-31-2004, 06:01 PM
للإفطار آداب لو التزمنا بها لفزنا بالصحة والرشاقة
كما لكل شيء آداب وسلوك.. فللطعام آداب وسلوك، ليس فقط من اجل الظهور بمظهر لائق، ولا اتباع الاتيكيت وانما من اجل صحتنا في الدرجة الاولى.
وفي رمضان، حيث تكثر الولائم والغبقات وتتنوع اصناف الطعام، ويتبارى الجميع في ذلك.. هناك امور عديدة ينبغي ان ندركها ونعيها من اجل سلامتنا، وحتى لا نتعرض للسمنة، فتزداد اوزاننا في شهر يمضي ونبقى نحن نعاني.
فما هذه الامور، وكيف نتجنب السمنة، وما السلوك الامثل للتغذية؟
بدأت استشارية التغذية وجدان محمد الحلو والمعنية بتقديم نظم تغذوية علاجية للحالات المرضية المزمنة المرتبطة بالتغذية مثل السمنة، بدأت الحديث موضحة انواع السمنة فقالت:
ـ السمنة الموضعية منها انواع، سمنة الكمثرى وهي سمنة المنطقة السفلى من الجسم، والسمنة التفاحية وهي في المنطقة العليا من جسم الانسان، والسمنة الجزعية. وتصنيف السمنة بدلالة توزيع الدهون له اهميته، لان لها دلالات مرضية. فالسمنة العلوية «التفاحية» مرتبطة بامراض القلب والشرايين والسكر. اما السمنة الانثوية الكمثرية السفلية فمرتبطة باختلال الهرمونات الجنسية عند المرأة.
دلالات تشخيصية
كذلك هناك النحافة المرضية، مثل امراض سوء التغذية كفقر الدم والكساح ولين العظام، فلا يجب ان نصل الى هذه المراحل المرضية والتي نسميها دون السريرية، مثل نقص الفيتامينات والمعادن عموما، فقبل ان نصل الى مرحلة المرض نعالج هذا الجانب وله اعراضه المرضية السريرية الاولية قبل ان يصل المرض الى صورته الكاملة، كذلك قصور وظائف الكبد والكلى وحصوات الكلى، ومرض السكر ومنه ما يمكن معالجته والتحكم فيه بالتغذية دون الحاجة الى دواء. كذلك اختلال دهون الدم من الامراض التي يمكن الوقاية منها ومعالجتها بالتغذية مثل ارتفاع الكولسترول او الدهون الثلاثية التي تشجع على امراض تصلب الشرايين وحدوث الجلطات، فلابد ان نتدارك هذا قبل حدوثه.. ما قبل تصلب شرايين القلب والجلطة. ونسميها في هذه الحالة الوقاية الثانوية.
ومن ذلك ايضا امراض الجهاز الهضمي، مثل حموضة المعدة وعسر الهضم والقولون العصبي، وهو ليس مرضا عضويا بل نفسي جسمي.
وتضيف د. وجدان موضحة بعض المؤشرات والعوارض الظاهرة المساعدة على التشخيص فتقول:
ـ توزيع الدهون والشكل الظاهري للسمنة وامكان تركز الشحم لها مدلول تشخيصي حتى لسبب السمنة، فمن لديه مرض يسمى متلازمة كوشنج يرتفع هرمون الكورتيزون فتكون سمنته علوية ويتخلل نسيج الدهن شرائط حمراء والنساء التي لديها ارتفاع في هرمون الاندروجينز وهرمون التستسترون يظهر الشعر في وجهها مع السمنة العلوية، والمرأة ما حول سن انقطاع الدورة وتغير العمر في الاربعينات والخمسينات تظهر عندها السمنة في النصف السفلي من الجسم والبطن، لان هرمون التستسترون يرتفع وتقل هرمونات المبايض، كذلك السمنة الناتجة عن كسل الغدة الدرقية تكون مغايرة في الشكل تماما فتظهر في الاكتاف والصدر، هذا فيما يتعلق بتوزيع الشحم ومدلوله التشخيصي للسمنة.
> هذا عن توزيع الدهون ودلالاته، فماذا عن الاسباب التي تؤدي الى السمنة تقول د. وجدان:
شهر رمضان شهر عبادة ومن فضل الله ان جعل الطعام وسيلة للتعبد بالصوم والامتناع عن الطعام، والناس تتناسى ان الافطار ايضا عبادة، فعندما امتنع عن الطعام والشراب بآداب واحكام الاسلام، فان للافطار ايضا آدابا اسلامية لو التزمنا بها لفزنا حقا بالصحة والرشاقة.
ولكن ما نراه ويحدث الآن ان الانسان يصوم فقط بالامتناع عن الطعام وليس الصوم بمعنى استحضاره كعبادة وقربى الى الله، ولهذا يقبل على الطعام في الافطار كتعويض لحالة الحرمان الشديدة وهي الصوم، فهذا نتيجة فراغ ديني.
أسباب السمنة
فإذا عددنا اسباب السمنة في رمضان فهي:
- الحياة القعودية في رمضان، بمعنى ان الناس يقضون معظم الوقت اثناء الصوم في النوم او الجلوس امام التلفزيون، ومقلون في العمل والحركة ويتخذون من الصوم ذريعة لعدم أداء أي نشاط حركي.
- حالة الصيام.. او حالة الجوع تجعل الانسان يشعر انه سوف يأكل كل شي، فيمضي ثلث وقته وهو صائم في اعداد ما سيفطر عليه، فيعد كمية كبيرة من المأكولات وولائم من اطباق الطعام، ووجود هذه الكمية يشجعه على اكل ما اعد.
- نوعية الطعام فلو تأملنا طعامنا نحن في الدول العربية نغرق في الاطعمة الدسمة الغنية بالطاقة، ولكنها للاسف غير مغذية، الكنافة واللقيمات والحلويات ليس لها قيمة غذائية، فهي مغذية للطاقة ولكنها فقيرة تغذويا فلا تحتوي على فيتامينات B أو C أو D.
- الاطعمة الدسمة والمقلية مثل الكبة والسمبوسة فحتى اللحوم والروبيان تُقلى، اما الاطعمة الدسمة ففي وصفة اعدادها مثل الهريس والجريش والمكبوس والمطبق، حيث يضاف لها الدهن حتى تكون لذيذة الطعم حتى تستمرئه النفس، بالرغم من ان الطعام الزكي ليس بالضرورة هو الطعام الدسم او الغني بالبهارات والتوابل، فالمعدة تكون رقيقة جدا اثناء الصوم وتحتاج الى التعامل معها برفق، وليتنا نتعرض للسمنة فقط، ولكن ندخل انفسنا في مشاكل خطيرة للجهاز الهضمي تعوقنا عن الصوم بسلاسة في اليوم التالي، كذلك تعيقنا عن العبادة ايضا.
- طريقة الأكل.. وهذه بالاضافة الى ما سبق من كثرة الاصناف والولائم ونوعيات الاكل، فما يحدث عندما يؤذن المؤذن، لننظر ما نفعل، هناك من يبدأ طعامه بالحلويات، وهذا يجعل نظام الجسم مبنياً على بناء الشحم فما يأكله الانسان بعد ذلك يخزن في مراكز الشحم، لأن الانسان الذي يبدأ طعامه بوجبة دسمة او غنية بالسكر ترفع هرمون الانسولين، وهو من اقوى الهرمونات البانية للنسيج الدهني في جسم الانسان فحتى لو تناول طعاما صحيحا بعد ذلك فانه يؤدي الى بناء متواتر للشحوم في جسم الانسان. فبدء الافطار بالحلويات من اسوأ العادات الغذائية.
ثم طريقة الأكل، حيث ينكب الانسان على آلطعام ويزدرد الطعام دون مضغ كاف.
- تأتي بعد ذلك الغبقة، فياليتنا نترك معدتنا في سلام، فالغبقة بين الافطار والسحور، ويأكل فيها الفرد مجاملة وهو شبعان، فلا يحسب حسابا للزيارات والمجاملات ويترك فراغا في معدته بالقدر الذي يكفي لتناول الحلوى في الزيارات او في الغبقة.
- وسبب اخر هو التبكير في السحور، فالوقت الزمني بين الوجبات غير كاف لتصريف الطعام الذي تناولناه.
والادهى ان هناك من يأكل وجبة واحدة، فهل تعلم ان من يعتمد في تغذيته على وجبة واحدة يكون سمينا جدا، لان نظام الجسم يتصور ان هناك مجاعة، فيزداد نظام بناء الشحم ويضعف نظام حرق الشحم، وتسمى هذه متلازمة السمنة الناجمة عن تناول وجبة واحدة في اليوم. وهذا عكس اعتقاد الكثيرين فهو مفهوم خاطئ.
حتى لا نصاب بالسمنة
تلك كانت الاسباب الرئيسية للسمنة في رمضان، فكيف يمكن تجنبها، تقول د. وجدان:
ـ «ولكم في رسول الله اسوة حسنة» فلنتأسَ به ونتبع منهجه، فكان صلى الله عليه وسلم يفطر قبل ان يصلي على رطبات، فان لم يجد فعلى تمرات فان لم يجد فعلى حسوات من الماء.. فابدأ افطارك ببضع رطبات فهو طعام وشراب، فالرطب غني بالسكر والماء، فيروي الجسم ارتواء لطيفا فلا تعب من الماء عبا، كما انه يغذي خلايا المخ لسرعة امتصاص سكره، وحتى نعطي الجسم فرصة لامتصاص هذا السكر نصلي قبل ان نفطر، وهكذا تستقر حالة الجسم المضطربة نتيجة نقص السكر وتسكن الجوارح وتستقر الشهية.
فالافطار اذاً يكون على الرطب او التمر او حسوات الماء وتعني رشفات من الماء، فكثرة الماء تؤذي المعدة واحيانا تودي الى القيء.
- الخطوة الثانية ان نبدأ الطعام بقليل من الحساء الدافئ وليس الحار حتى ينشط الجهاز الهضمي الخامل وتنشيط العصارة.
- ثم نتناول الطبق الاساسي، وافضل طعام في رمضان للمعدة الساكنة هو التشريب وهو معروف في كل الدول العربية، فهي وجبة كاملة عبارة عن خبز رقاق مع شوربة اللحم او الدجاج وخضار مسلوق، مع قدر من السلطة، وإذا اراد ان يأكل حلوا فليأخذ قطعة واحدة مثلا من اللقيمات او الغريبة وما شابه.
- وفي اثناء التزاور لا بد ان نقدم الاطعمة اصحيحة، فليس ضروريا ان اقدم الحلويات، فلتقدم فواكه، وسلطات لطيفة مثل الروب مع الخيار او الفتوش والتبولة، فتستكمل متطلبات الجسم من الاغذية، ونعتبر الغبقة مكملة لوجبة الإفطار، فلا نملأ المعدة بالطعام، فهذا خطر على الوزن والجهاز الهضمي.
ـ يجب ان نؤخر السحور، فهذا يعطي فرصة للجسم ان يصرف الطعام تصريفا فسيولوجيا، كما ان تأخير السحور لا يجعل الإنسان يتعرض لمعاناة أثناء الصوم، فيشعر بحيوية ونضارة أثناء النهار.
وكي نتقي السمنة لا بد من الحركة في رمضان ومزاولة الرياضة، والمشي قبل الإفطار بساعة، كما نرى أنه لا بأس به للأسوياء، ولكن الحالات الأخرى لها اعتبارات أخرى، وافضل رياضة للإنسان السليم والمريض في رمضان هي المشي فهو رياضة ممتازة وتقي من السمنة ومشاكل الجهاز الهضمي، فقد بُني جسم الإنسان على ضرورة الحركة، فالمشي ثم المشي فقط كفيل بالوقاية من أمراض كثيرة.
توصية غذائية
> هل توصين بأغذية معينة كاستشارية تغذية؟
ـ ليأكل الإنسان ما راقت له نفسه، ولكن ألا يصل لمرحلة التخمة، وان يتجنب المقليات وقت الافطار، فليتركها في الغبقة، فيفضل الهريس والجريش والبرياني في الإفطار، وعموما كل المأكولات جيدة، ولكن يفضل المطبوخ في الفرن أو المرق بأنواعه من الأرز واليخنى والمعكرونة، ويجب ان تكون وجبة السحور خفيفة لئلا يتعرض الصائم لمشاكل، والا فسوف يعطش ويتعرض لعسر هضم ويتأذى اثناء النوم وليس له مسعف.
الشاي والقهوة
> البعض يعتاد شرب الشاي بعد السحور اعتقادا بانه يمنع العطش أثناء النهار، فما تعليقك على هذا؟
ـ لا غضاضة في تناول الشاي والقهوة طالما كان الإنسان غير مسرف، فالشاي مهضم ومنعش للجهاز الهضمي ومنشط للمخ والقدرات العقلية، ويمنع العطش ويحمي من الصداع أثناء الصوم، فكيف يتجنب الشخص المعتاد على شرب الشاي والقهوة الصداع أثناء الصوم.. يشرب كوبا من الشاي أو القهوة قبل النوم، وسوف ينام لان التأثير المنبه للشاي أو القهوة يحتاج الى فترة ويكون هو قد نام، مع مراعاة ان يكون الشاي خفيفا وليس داكنا مغليا.
كما لكل شيء آداب وسلوك.. فللطعام آداب وسلوك، ليس فقط من اجل الظهور بمظهر لائق، ولا اتباع الاتيكيت وانما من اجل صحتنا في الدرجة الاولى.
وفي رمضان، حيث تكثر الولائم والغبقات وتتنوع اصناف الطعام، ويتبارى الجميع في ذلك.. هناك امور عديدة ينبغي ان ندركها ونعيها من اجل سلامتنا، وحتى لا نتعرض للسمنة، فتزداد اوزاننا في شهر يمضي ونبقى نحن نعاني.
فما هذه الامور، وكيف نتجنب السمنة، وما السلوك الامثل للتغذية؟
بدأت استشارية التغذية وجدان محمد الحلو والمعنية بتقديم نظم تغذوية علاجية للحالات المرضية المزمنة المرتبطة بالتغذية مثل السمنة، بدأت الحديث موضحة انواع السمنة فقالت:
ـ السمنة الموضعية منها انواع، سمنة الكمثرى وهي سمنة المنطقة السفلى من الجسم، والسمنة التفاحية وهي في المنطقة العليا من جسم الانسان، والسمنة الجزعية. وتصنيف السمنة بدلالة توزيع الدهون له اهميته، لان لها دلالات مرضية. فالسمنة العلوية «التفاحية» مرتبطة بامراض القلب والشرايين والسكر. اما السمنة الانثوية الكمثرية السفلية فمرتبطة باختلال الهرمونات الجنسية عند المرأة.
دلالات تشخيصية
كذلك هناك النحافة المرضية، مثل امراض سوء التغذية كفقر الدم والكساح ولين العظام، فلا يجب ان نصل الى هذه المراحل المرضية والتي نسميها دون السريرية، مثل نقص الفيتامينات والمعادن عموما، فقبل ان نصل الى مرحلة المرض نعالج هذا الجانب وله اعراضه المرضية السريرية الاولية قبل ان يصل المرض الى صورته الكاملة، كذلك قصور وظائف الكبد والكلى وحصوات الكلى، ومرض السكر ومنه ما يمكن معالجته والتحكم فيه بالتغذية دون الحاجة الى دواء. كذلك اختلال دهون الدم من الامراض التي يمكن الوقاية منها ومعالجتها بالتغذية مثل ارتفاع الكولسترول او الدهون الثلاثية التي تشجع على امراض تصلب الشرايين وحدوث الجلطات، فلابد ان نتدارك هذا قبل حدوثه.. ما قبل تصلب شرايين القلب والجلطة. ونسميها في هذه الحالة الوقاية الثانوية.
ومن ذلك ايضا امراض الجهاز الهضمي، مثل حموضة المعدة وعسر الهضم والقولون العصبي، وهو ليس مرضا عضويا بل نفسي جسمي.
وتضيف د. وجدان موضحة بعض المؤشرات والعوارض الظاهرة المساعدة على التشخيص فتقول:
ـ توزيع الدهون والشكل الظاهري للسمنة وامكان تركز الشحم لها مدلول تشخيصي حتى لسبب السمنة، فمن لديه مرض يسمى متلازمة كوشنج يرتفع هرمون الكورتيزون فتكون سمنته علوية ويتخلل نسيج الدهن شرائط حمراء والنساء التي لديها ارتفاع في هرمون الاندروجينز وهرمون التستسترون يظهر الشعر في وجهها مع السمنة العلوية، والمرأة ما حول سن انقطاع الدورة وتغير العمر في الاربعينات والخمسينات تظهر عندها السمنة في النصف السفلي من الجسم والبطن، لان هرمون التستسترون يرتفع وتقل هرمونات المبايض، كذلك السمنة الناتجة عن كسل الغدة الدرقية تكون مغايرة في الشكل تماما فتظهر في الاكتاف والصدر، هذا فيما يتعلق بتوزيع الشحم ومدلوله التشخيصي للسمنة.
> هذا عن توزيع الدهون ودلالاته، فماذا عن الاسباب التي تؤدي الى السمنة تقول د. وجدان:
شهر رمضان شهر عبادة ومن فضل الله ان جعل الطعام وسيلة للتعبد بالصوم والامتناع عن الطعام، والناس تتناسى ان الافطار ايضا عبادة، فعندما امتنع عن الطعام والشراب بآداب واحكام الاسلام، فان للافطار ايضا آدابا اسلامية لو التزمنا بها لفزنا حقا بالصحة والرشاقة.
ولكن ما نراه ويحدث الآن ان الانسان يصوم فقط بالامتناع عن الطعام وليس الصوم بمعنى استحضاره كعبادة وقربى الى الله، ولهذا يقبل على الطعام في الافطار كتعويض لحالة الحرمان الشديدة وهي الصوم، فهذا نتيجة فراغ ديني.
أسباب السمنة
فإذا عددنا اسباب السمنة في رمضان فهي:
- الحياة القعودية في رمضان، بمعنى ان الناس يقضون معظم الوقت اثناء الصوم في النوم او الجلوس امام التلفزيون، ومقلون في العمل والحركة ويتخذون من الصوم ذريعة لعدم أداء أي نشاط حركي.
- حالة الصيام.. او حالة الجوع تجعل الانسان يشعر انه سوف يأكل كل شي، فيمضي ثلث وقته وهو صائم في اعداد ما سيفطر عليه، فيعد كمية كبيرة من المأكولات وولائم من اطباق الطعام، ووجود هذه الكمية يشجعه على اكل ما اعد.
- نوعية الطعام فلو تأملنا طعامنا نحن في الدول العربية نغرق في الاطعمة الدسمة الغنية بالطاقة، ولكنها للاسف غير مغذية، الكنافة واللقيمات والحلويات ليس لها قيمة غذائية، فهي مغذية للطاقة ولكنها فقيرة تغذويا فلا تحتوي على فيتامينات B أو C أو D.
- الاطعمة الدسمة والمقلية مثل الكبة والسمبوسة فحتى اللحوم والروبيان تُقلى، اما الاطعمة الدسمة ففي وصفة اعدادها مثل الهريس والجريش والمكبوس والمطبق، حيث يضاف لها الدهن حتى تكون لذيذة الطعم حتى تستمرئه النفس، بالرغم من ان الطعام الزكي ليس بالضرورة هو الطعام الدسم او الغني بالبهارات والتوابل، فالمعدة تكون رقيقة جدا اثناء الصوم وتحتاج الى التعامل معها برفق، وليتنا نتعرض للسمنة فقط، ولكن ندخل انفسنا في مشاكل خطيرة للجهاز الهضمي تعوقنا عن الصوم بسلاسة في اليوم التالي، كذلك تعيقنا عن العبادة ايضا.
- طريقة الأكل.. وهذه بالاضافة الى ما سبق من كثرة الاصناف والولائم ونوعيات الاكل، فما يحدث عندما يؤذن المؤذن، لننظر ما نفعل، هناك من يبدأ طعامه بالحلويات، وهذا يجعل نظام الجسم مبنياً على بناء الشحم فما يأكله الانسان بعد ذلك يخزن في مراكز الشحم، لأن الانسان الذي يبدأ طعامه بوجبة دسمة او غنية بالسكر ترفع هرمون الانسولين، وهو من اقوى الهرمونات البانية للنسيج الدهني في جسم الانسان فحتى لو تناول طعاما صحيحا بعد ذلك فانه يؤدي الى بناء متواتر للشحوم في جسم الانسان. فبدء الافطار بالحلويات من اسوأ العادات الغذائية.
ثم طريقة الأكل، حيث ينكب الانسان على آلطعام ويزدرد الطعام دون مضغ كاف.
- تأتي بعد ذلك الغبقة، فياليتنا نترك معدتنا في سلام، فالغبقة بين الافطار والسحور، ويأكل فيها الفرد مجاملة وهو شبعان، فلا يحسب حسابا للزيارات والمجاملات ويترك فراغا في معدته بالقدر الذي يكفي لتناول الحلوى في الزيارات او في الغبقة.
- وسبب اخر هو التبكير في السحور، فالوقت الزمني بين الوجبات غير كاف لتصريف الطعام الذي تناولناه.
والادهى ان هناك من يأكل وجبة واحدة، فهل تعلم ان من يعتمد في تغذيته على وجبة واحدة يكون سمينا جدا، لان نظام الجسم يتصور ان هناك مجاعة، فيزداد نظام بناء الشحم ويضعف نظام حرق الشحم، وتسمى هذه متلازمة السمنة الناجمة عن تناول وجبة واحدة في اليوم. وهذا عكس اعتقاد الكثيرين فهو مفهوم خاطئ.
حتى لا نصاب بالسمنة
تلك كانت الاسباب الرئيسية للسمنة في رمضان، فكيف يمكن تجنبها، تقول د. وجدان:
ـ «ولكم في رسول الله اسوة حسنة» فلنتأسَ به ونتبع منهجه، فكان صلى الله عليه وسلم يفطر قبل ان يصلي على رطبات، فان لم يجد فعلى تمرات فان لم يجد فعلى حسوات من الماء.. فابدأ افطارك ببضع رطبات فهو طعام وشراب، فالرطب غني بالسكر والماء، فيروي الجسم ارتواء لطيفا فلا تعب من الماء عبا، كما انه يغذي خلايا المخ لسرعة امتصاص سكره، وحتى نعطي الجسم فرصة لامتصاص هذا السكر نصلي قبل ان نفطر، وهكذا تستقر حالة الجسم المضطربة نتيجة نقص السكر وتسكن الجوارح وتستقر الشهية.
فالافطار اذاً يكون على الرطب او التمر او حسوات الماء وتعني رشفات من الماء، فكثرة الماء تؤذي المعدة واحيانا تودي الى القيء.
- الخطوة الثانية ان نبدأ الطعام بقليل من الحساء الدافئ وليس الحار حتى ينشط الجهاز الهضمي الخامل وتنشيط العصارة.
- ثم نتناول الطبق الاساسي، وافضل طعام في رمضان للمعدة الساكنة هو التشريب وهو معروف في كل الدول العربية، فهي وجبة كاملة عبارة عن خبز رقاق مع شوربة اللحم او الدجاج وخضار مسلوق، مع قدر من السلطة، وإذا اراد ان يأكل حلوا فليأخذ قطعة واحدة مثلا من اللقيمات او الغريبة وما شابه.
- وفي اثناء التزاور لا بد ان نقدم الاطعمة اصحيحة، فليس ضروريا ان اقدم الحلويات، فلتقدم فواكه، وسلطات لطيفة مثل الروب مع الخيار او الفتوش والتبولة، فتستكمل متطلبات الجسم من الاغذية، ونعتبر الغبقة مكملة لوجبة الإفطار، فلا نملأ المعدة بالطعام، فهذا خطر على الوزن والجهاز الهضمي.
ـ يجب ان نؤخر السحور، فهذا يعطي فرصة للجسم ان يصرف الطعام تصريفا فسيولوجيا، كما ان تأخير السحور لا يجعل الإنسان يتعرض لمعاناة أثناء الصوم، فيشعر بحيوية ونضارة أثناء النهار.
وكي نتقي السمنة لا بد من الحركة في رمضان ومزاولة الرياضة، والمشي قبل الإفطار بساعة، كما نرى أنه لا بأس به للأسوياء، ولكن الحالات الأخرى لها اعتبارات أخرى، وافضل رياضة للإنسان السليم والمريض في رمضان هي المشي فهو رياضة ممتازة وتقي من السمنة ومشاكل الجهاز الهضمي، فقد بُني جسم الإنسان على ضرورة الحركة، فالمشي ثم المشي فقط كفيل بالوقاية من أمراض كثيرة.
توصية غذائية
> هل توصين بأغذية معينة كاستشارية تغذية؟
ـ ليأكل الإنسان ما راقت له نفسه، ولكن ألا يصل لمرحلة التخمة، وان يتجنب المقليات وقت الافطار، فليتركها في الغبقة، فيفضل الهريس والجريش والبرياني في الإفطار، وعموما كل المأكولات جيدة، ولكن يفضل المطبوخ في الفرن أو المرق بأنواعه من الأرز واليخنى والمعكرونة، ويجب ان تكون وجبة السحور خفيفة لئلا يتعرض الصائم لمشاكل، والا فسوف يعطش ويتعرض لعسر هضم ويتأذى اثناء النوم وليس له مسعف.
الشاي والقهوة
> البعض يعتاد شرب الشاي بعد السحور اعتقادا بانه يمنع العطش أثناء النهار، فما تعليقك على هذا؟
ـ لا غضاضة في تناول الشاي والقهوة طالما كان الإنسان غير مسرف، فالشاي مهضم ومنعش للجهاز الهضمي ومنشط للمخ والقدرات العقلية، ويمنع العطش ويحمي من الصداع أثناء الصوم، فكيف يتجنب الشخص المعتاد على شرب الشاي والقهوة الصداع أثناء الصوم.. يشرب كوبا من الشاي أو القهوة قبل النوم، وسوف ينام لان التأثير المنبه للشاي أو القهوة يحتاج الى فترة ويكون هو قد نام، مع مراعاة ان يكون الشاي خفيفا وليس داكنا مغليا.