موالى
10-31-2004, 05:40 PM
الناس تريد أفعالاً جدية وإنجازات حقيقية
كتب عبدالله النيباري:
من مصائب العرب أن حكامهم وحكوماتهم قد أجادوا صياغة الخطابات المليئة بالشعارات الجميلة والوعود المتفائلة كالشعار المجيد "التنمية للإنسان ومن أجل الإنسان"· هذه الخطابات توحي لمن يستمع لها أو يقرؤها بأن عجلة التقدم تتحرك في بلاد العرب بأعلى معدلاتها وأن الأمن مستتب والحريات متوافرة ينعم بها كل مواطن وأن الإصلاح يعم جميع مناحي الحياة، وأن المسألة فقط مسألة وقت حتى نتجاوز ما حققته أمريكا وأوروبا والصين واليابان·
لكن هذه الخطابات المنمقة التي لا تتطلب أكثر من انتقاء الحاكم واحدا من خبراء الصياغة ليدبج الكلام الجميل، تبعد عن الواقع بعد السماء عن الأرض، فواقع العرب تخلف وأوضاع ينخرها الفساد في ظل حكام متفردين بالقرار وحكومات مستبدة تصادر الحريات وتحرم المواطن من المساهمة في صنع القرار والرقابة على تنفيذه مستخدمة أجهزة بوليسية قمعية تضمن للحاكم الاستمرار في الحكم الى ما شاء الله وإن تطلب ذلك تغيير الدساتير خلال نصف ساعة ويتأكد إذا ما وافته المنية أن يرث أبناؤه أو أحفاده سدة الحكم·
هذا الأمر يعم كل الدول العربية من دون استثناء بما فيها بلدنا الكويت، وبالأمس استمعنا لنمط من تلك الخطابات الجميلة المنمقة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ووزير التجارة عبدالله الطويل، في اللقاء الذي دعي له "لزوم الديكور" عدد من كبار الموظفين وممثلي القطاع الخاص وغياب الكثير من الوزراء ولا ندري لماذا لم يتجه سموه لإلقاء خطابه من التلفزيون في غرة رمضان أو ينتظر لإلقائه في افتتاح دور الانعقاد الثالث لمجلس الأمة ويوفر على كبار الموظفين عناء الحضور للاجتماع الذي دخلوه صامتين وخرجوا منه صامتين دون أن يضيفوا شيئا غير الظهور في الصورة، وخطاب سموه في حقيقة الأمر لا يضيف شيئا فهو خطاب مكرور ومحتوياته تكررت في الخطابات الأميرية والبرامج الاقتصادية بما فيها برامج الحكومات السابقة والخطط الاقتصادية التي وصلت رقم سبعة وكلها (الخطط والبرامج وما جاء في الخطابات الأميرية) استقرت في أرفف الحكومة ولم تجد - أو ضلت - طريقها الى التنفيذ، ولم يتحول ما جاء فيها من كلام جميل وشعارات منمقة الى واقع ملموس يفيد المواطنين ويعود عليهم بالنفع·
فشعار تنويع القاعدة الاقتصادية وتقليص الاعتماد على النفط الذي كرره خطاب سموه شعار مرفوع منذ الستينات، وما زلنا نعتمد على النفط بل زاد الاعتماد عليه·
وما زال النمو خارج قطاع النفط محدودا والاستثمارات في بناء الأصول الإنتاجية بما فيها المرافق العامة لم تتجاوز %9,5 من الناتج القومي فيما معدل الدول الأخرى يتراوح حول %25 مما أدى الى تكدس القوى العاملة في مؤسسات القطاع العام بمعدل يزيد عن %90 من حجم القوى العاملة الوطنية وبسبب ضيق فرص العمل خارج القطاع الحكومي وتشبع هذا القطاع حتى امتد طابور انتظار الداخلين الى سوق العمل الى المئات بل الآلاف وطالت مدة الانتظار الى ستة أشهر وربما سنة·
أزمة الإسكان ما زالت في تفاقم وأصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يعتمد المواطن متوسط الدخل على دخله لبناء منزل في ظل الارتفاع الفاحش لأسعار أراضي السكن (150 ألف د· ك لقسيمة 400م في جنوب السرة)·
الفساد والرشوة التي اعترف سموه بوجودها وطالب كبار الموظفين بالتصدي لها لإنقاذ شرف وسمعة الوظيفة، أصبحا أمراضا مستشرية في جسم المجتمع وأبطالها "من حواليه وتحت ناظريه"·
أما حث سموه للموظفين بأن يتصدوا لتراجع الأداء الوظيفي في القطاع العام ما هو إلا من قبيل النفخ في قربة مقطوعة·
يا شيخ صباح لا نعتقد أنه غائب عنك أن التعيين والترقية وتبوء المراكز المهمة أصبحت بالواسطة وللمقربين وأبعد ما تكون عن شعار الشخص المناسب في المكان المناسب·
يا أبا ناصر هل نذكرك بأفعال الوزراء الذين عينتهم، قبل الانتخابات الماضية وعاثوا في الجهاز الإداري فسادا، في تقريب الأتباع والمفاتيح لأغراض انتخابية، ولم تتحرك سموك لاتخاذ أي إجراء لا بإزاحتهم ولا حتى بإيقافهم عن غيهم·
يا سمو الرئيس ما خبرة وقدرة وإنجازات الشيخ أحمد الفهد لكي يتسلم أهم وزارتين في الدولة ولهما أكبر ميزانيات للإنفاق على المشاريع؟! وهل تعلم أن سيادته بعد أن خرب الرياضة وخرب الإعلام يمارس اليوم النهج نفسه والأسلوب نفسه في النفط والكهرباء؟ هل تعلم أنه علق تجديد الموظفين المهنيين الفنيين الذين تفانوا في عملهم أشهرا حتى ملت الناس من متابعة ماذا حدث لهم وأتى بأحد أتباعه وزملائه أيام الرياضة المنكوبة لكي يسلمه أهم المسؤوليات في وزارة الكهرباء؟!
هل تعلم يا سمو الرئيس أن أحمد الفهد قد أمر بإلغاء ضوابط التوظيف والدخول الى الخدمة المعمول بها لعقود طويلة لإرضاء بعض النواب والمرشحين، مما يعني أنه يزرع كارثة قادمة؟!
يا أبا ناصر قل لنا ما هي كفاءة وإنجازات وقدرات الآتية أسماؤهم: عذبي فهد الأحمد لكي يتولى أهم جهاز حساس في الدولة متجاهلين جهاز الأمن بكبار ضباطه الذين أفنوا ما لا يقل عن عشرين عاما في الخدمة، ألا ترى بأن ذلك يورث الإحباط لديهم؟! الشيخ فهد سالم العلي الذي حول هيئة الزراعة الى إمبراطورية بعد أن تم دفع شخصية نظيفة نزيهة مخلصة وهو علي عبدالرحمن العمر بفضل تآمر وزير الدولة محمد ضيف الله شرار مع بعض أعضاء مجلس الهيئة بعلمك طبعا، يا أبا ناصر، بمَ تفسر تعيين الشيخ صباح جابر العلي مديرا للموانئ، وأهم إنجازاته التمتع بالمناورات وعدم توقيع أي ورقة، دون أن يلتفت لحالة الموانئ التي تدهورت وذكر وزير التجارة بأن الدولة الآن ستلتفت الى إصلاحها؟!
يا أبا ناصر بمَ تفسر تعيين الشيخ طلال خالد الأحمد عضوا في مجلس إدارة مؤسسة البترول، وقد كان مجمدا فترات طويلة بسبب تواضع كفاءته وضعف إنجازه واهتماماته خارج قطاع النفط؟!
ونحن نذكر هذه الأمثلة غيض من فيض فمعظم من يتولون المناصب الإدارية العليا إما أنهم عينوا بالواسطة أو أنهم لم يؤهلوا ويدربوا بشكل جيد أو أنهم منخرطون في عمليات الفساد كما أشرتم أو أنهم يخافون سطوة النواب الذين يرفسون الأبواب ويدخلون عليهم بلا مواعيد، ويا ويلهم إذا لم يلبوا طلباتهم، بسبب عدم توفير الحماية لهم وحفظ كرامتهم ولا نعتقد أن هذا أمر غائب عنك، ولكنك لا أنت ولا أحد من الوزراء المهمين قد فعل شيئا، فكيف بعد كل ذلك تناشد كبار الموظفين بأن يتصدوا لتراجع أداء الجهاز الإداري واجتثاث الفساد مذكرا إياهم بأن لا أحد فوق القانون· يا أبا ناصر من الذي منعك من تطبيق القانون واجتثاث الفساد طيلة الفترة التي توليت فيها الحكومة إن بالتفويض أو بالأصالة؟!
هل نذكرك يا سمو الرئيس بقضايا سرقة الناقلات وسرقة الاستثمارات وقد مضى على إحالتهما للمحاكم أكثر من اثني عشر عاما نسألك لماذا لم تحسم؟ ولماذا لم تصدر أحكام كما حصل في بريطانيا؟ تطالب كبار الموظفين بحماية المال العام، فهل نذكرك بالتفريط بأراضي الدولة عندما منحتم أرضا لخالد المرزوق مساحتها 74 مليون متر مربع قيمتها حاليا كما أعلنت شركة اللآلئ 4,5 مليار (أربعة مليارات ونصف)، ومنحتم بأمركم أرضا بمساحة 150 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية قيمتها ثلاثين مليون دينار للنائب المحترم فهد الخنة؟
ألم تدافعوا شخصيا عن هذا الإجراء؟ وماذا فعلتم لتصحيح هذا التفريط المخالف لأحكام الدستور وقانون أملاك الدولة؟ كيف تطالبون الموظفين بحماية المال العام وأنتم الذين تأمرونهم بتنفيذ قراراتكم تلك التي فرطت بالمال العام؟ إنهم مأمورون يا أبا ناصر وإن كان ذلك لا يبرر قبولهم في ارتكاب الخطأ·
يا أبا ناصر تطالبون القطاع الخاص بأن يلعب دورا في التنمية كما كان الأسلاف· هذا الشعار "تشجيع القطاع الخاص" "نلطلط" فيه عشرات السنين وما زالت العوائق قائمة أمام القطاع الخاص ليلعب دوره، عوائق أصحاب النفوذ والفساد والرشوة والروتين القاتل والإهمال وفقدان الكفاءة· القطاع الخاص يا سمو رئيس الوزراء لكي يلعب دوره في التنمية الاقتصادية لا يحتاج إلا الى الالتزام بقواعد اللعبة، أي أن تكون هنالك قوانين ولوائح وضوابط واضحة لا لبس فيها تطبق بأمانة وصدق ودون محاباة لأحد، وألا يسمح لأي كان أن يخترق هذه الضوابط أو يتجاوزها كأن يبني ناطحات سحاب من دون رخصة حتى لو كان شيخا أو ابن أحد الوزراء أو حتى رئيس الوزراء·
هل تعلم يا سمو الرئيس أن ابن أحد الوزراء هو الذي يدير شؤون البلدية وبأوامره الصادرة على وريقات روزنامة العجيري تصدر القرارات يا سمو الرئيس· نقصد الإصلاح وتلبية مطالب الناس حسب الأصول والعدل والمساواة ولا نحتاج الى مزيد من الخطابات ولا الى لقاءات مع أي كان ولا زيارات لا في الداخل ولا في الخارج مع عدم اعتراضنا على كل ذلك، إنما نحتاج الى إرادة سياسية وقرارات حاسمة وتطبيق حازم وتنفيذ صارم لا يعيقه أو يوقفه تدخل أحد كبيرا أو صغيرا شيخا أو وزيرا أو نائبا أو مرشحا مواليا للسلطة، فقط رؤية واضحة وقناعة راسخة وإرادة سياسية حازمة وقرارات حاسمة وإجراءات تنفيذية واضحة وصارمة، طبق يا سمو الرئيس بحزم حتى على أولادك، ما تردده دائما "لا أحد فوق القانون"، لكننا لم نر لكلامك هذا على كثرة ما رددته أي أثر في الواقع·
سمو رئيس الوزراء بصراحة من دون هكذا موقف قوي وصريح وحازم ستبقى خطاباتك مهما كانت جميلة ومنمقة وزياراتك مع كل ما تجده من ترحيب من المواطنين ومهما كانت ودية سيبقى كل ذلك مجرد تمارين في العلاقات العامة "لا تودي ولا تجيب" ولا تستدرج غير المجاملات وربما النفاق، لكن ذلك شيء ومتطلبات الواقع شيء آخر، الكلام الصريح الصادق الصادر من القلب من دون مجاملة أو نفاق أن الديرة "مولية" مدبرة للخلف ومنحدرة للأسف تكاد تنزلق للفوضى واحتكار المصالح من قبل القلة·
ما يقوله الناس إن الأمور فلتانة أكثر من العهود الماضية حتى أصبح الناس يترحمون على عهد مضى يا شيخ صباح· يا أبا ناصر الناس شبعت كلاما وتريد أعمالا جادة وإنجازات حقيقية·
كتب عبدالله النيباري:
من مصائب العرب أن حكامهم وحكوماتهم قد أجادوا صياغة الخطابات المليئة بالشعارات الجميلة والوعود المتفائلة كالشعار المجيد "التنمية للإنسان ومن أجل الإنسان"· هذه الخطابات توحي لمن يستمع لها أو يقرؤها بأن عجلة التقدم تتحرك في بلاد العرب بأعلى معدلاتها وأن الأمن مستتب والحريات متوافرة ينعم بها كل مواطن وأن الإصلاح يعم جميع مناحي الحياة، وأن المسألة فقط مسألة وقت حتى نتجاوز ما حققته أمريكا وأوروبا والصين واليابان·
لكن هذه الخطابات المنمقة التي لا تتطلب أكثر من انتقاء الحاكم واحدا من خبراء الصياغة ليدبج الكلام الجميل، تبعد عن الواقع بعد السماء عن الأرض، فواقع العرب تخلف وأوضاع ينخرها الفساد في ظل حكام متفردين بالقرار وحكومات مستبدة تصادر الحريات وتحرم المواطن من المساهمة في صنع القرار والرقابة على تنفيذه مستخدمة أجهزة بوليسية قمعية تضمن للحاكم الاستمرار في الحكم الى ما شاء الله وإن تطلب ذلك تغيير الدساتير خلال نصف ساعة ويتأكد إذا ما وافته المنية أن يرث أبناؤه أو أحفاده سدة الحكم·
هذا الأمر يعم كل الدول العربية من دون استثناء بما فيها بلدنا الكويت، وبالأمس استمعنا لنمط من تلك الخطابات الجميلة المنمقة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ووزير التجارة عبدالله الطويل، في اللقاء الذي دعي له "لزوم الديكور" عدد من كبار الموظفين وممثلي القطاع الخاص وغياب الكثير من الوزراء ولا ندري لماذا لم يتجه سموه لإلقاء خطابه من التلفزيون في غرة رمضان أو ينتظر لإلقائه في افتتاح دور الانعقاد الثالث لمجلس الأمة ويوفر على كبار الموظفين عناء الحضور للاجتماع الذي دخلوه صامتين وخرجوا منه صامتين دون أن يضيفوا شيئا غير الظهور في الصورة، وخطاب سموه في حقيقة الأمر لا يضيف شيئا فهو خطاب مكرور ومحتوياته تكررت في الخطابات الأميرية والبرامج الاقتصادية بما فيها برامج الحكومات السابقة والخطط الاقتصادية التي وصلت رقم سبعة وكلها (الخطط والبرامج وما جاء في الخطابات الأميرية) استقرت في أرفف الحكومة ولم تجد - أو ضلت - طريقها الى التنفيذ، ولم يتحول ما جاء فيها من كلام جميل وشعارات منمقة الى واقع ملموس يفيد المواطنين ويعود عليهم بالنفع·
فشعار تنويع القاعدة الاقتصادية وتقليص الاعتماد على النفط الذي كرره خطاب سموه شعار مرفوع منذ الستينات، وما زلنا نعتمد على النفط بل زاد الاعتماد عليه·
وما زال النمو خارج قطاع النفط محدودا والاستثمارات في بناء الأصول الإنتاجية بما فيها المرافق العامة لم تتجاوز %9,5 من الناتج القومي فيما معدل الدول الأخرى يتراوح حول %25 مما أدى الى تكدس القوى العاملة في مؤسسات القطاع العام بمعدل يزيد عن %90 من حجم القوى العاملة الوطنية وبسبب ضيق فرص العمل خارج القطاع الحكومي وتشبع هذا القطاع حتى امتد طابور انتظار الداخلين الى سوق العمل الى المئات بل الآلاف وطالت مدة الانتظار الى ستة أشهر وربما سنة·
أزمة الإسكان ما زالت في تفاقم وأصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يعتمد المواطن متوسط الدخل على دخله لبناء منزل في ظل الارتفاع الفاحش لأسعار أراضي السكن (150 ألف د· ك لقسيمة 400م في جنوب السرة)·
الفساد والرشوة التي اعترف سموه بوجودها وطالب كبار الموظفين بالتصدي لها لإنقاذ شرف وسمعة الوظيفة، أصبحا أمراضا مستشرية في جسم المجتمع وأبطالها "من حواليه وتحت ناظريه"·
أما حث سموه للموظفين بأن يتصدوا لتراجع الأداء الوظيفي في القطاع العام ما هو إلا من قبيل النفخ في قربة مقطوعة·
يا شيخ صباح لا نعتقد أنه غائب عنك أن التعيين والترقية وتبوء المراكز المهمة أصبحت بالواسطة وللمقربين وأبعد ما تكون عن شعار الشخص المناسب في المكان المناسب·
يا أبا ناصر هل نذكرك بأفعال الوزراء الذين عينتهم، قبل الانتخابات الماضية وعاثوا في الجهاز الإداري فسادا، في تقريب الأتباع والمفاتيح لأغراض انتخابية، ولم تتحرك سموك لاتخاذ أي إجراء لا بإزاحتهم ولا حتى بإيقافهم عن غيهم·
يا سمو الرئيس ما خبرة وقدرة وإنجازات الشيخ أحمد الفهد لكي يتسلم أهم وزارتين في الدولة ولهما أكبر ميزانيات للإنفاق على المشاريع؟! وهل تعلم أن سيادته بعد أن خرب الرياضة وخرب الإعلام يمارس اليوم النهج نفسه والأسلوب نفسه في النفط والكهرباء؟ هل تعلم أنه علق تجديد الموظفين المهنيين الفنيين الذين تفانوا في عملهم أشهرا حتى ملت الناس من متابعة ماذا حدث لهم وأتى بأحد أتباعه وزملائه أيام الرياضة المنكوبة لكي يسلمه أهم المسؤوليات في وزارة الكهرباء؟!
هل تعلم يا سمو الرئيس أن أحمد الفهد قد أمر بإلغاء ضوابط التوظيف والدخول الى الخدمة المعمول بها لعقود طويلة لإرضاء بعض النواب والمرشحين، مما يعني أنه يزرع كارثة قادمة؟!
يا أبا ناصر قل لنا ما هي كفاءة وإنجازات وقدرات الآتية أسماؤهم: عذبي فهد الأحمد لكي يتولى أهم جهاز حساس في الدولة متجاهلين جهاز الأمن بكبار ضباطه الذين أفنوا ما لا يقل عن عشرين عاما في الخدمة، ألا ترى بأن ذلك يورث الإحباط لديهم؟! الشيخ فهد سالم العلي الذي حول هيئة الزراعة الى إمبراطورية بعد أن تم دفع شخصية نظيفة نزيهة مخلصة وهو علي عبدالرحمن العمر بفضل تآمر وزير الدولة محمد ضيف الله شرار مع بعض أعضاء مجلس الهيئة بعلمك طبعا، يا أبا ناصر، بمَ تفسر تعيين الشيخ صباح جابر العلي مديرا للموانئ، وأهم إنجازاته التمتع بالمناورات وعدم توقيع أي ورقة، دون أن يلتفت لحالة الموانئ التي تدهورت وذكر وزير التجارة بأن الدولة الآن ستلتفت الى إصلاحها؟!
يا أبا ناصر بمَ تفسر تعيين الشيخ طلال خالد الأحمد عضوا في مجلس إدارة مؤسسة البترول، وقد كان مجمدا فترات طويلة بسبب تواضع كفاءته وضعف إنجازه واهتماماته خارج قطاع النفط؟!
ونحن نذكر هذه الأمثلة غيض من فيض فمعظم من يتولون المناصب الإدارية العليا إما أنهم عينوا بالواسطة أو أنهم لم يؤهلوا ويدربوا بشكل جيد أو أنهم منخرطون في عمليات الفساد كما أشرتم أو أنهم يخافون سطوة النواب الذين يرفسون الأبواب ويدخلون عليهم بلا مواعيد، ويا ويلهم إذا لم يلبوا طلباتهم، بسبب عدم توفير الحماية لهم وحفظ كرامتهم ولا نعتقد أن هذا أمر غائب عنك، ولكنك لا أنت ولا أحد من الوزراء المهمين قد فعل شيئا، فكيف بعد كل ذلك تناشد كبار الموظفين بأن يتصدوا لتراجع أداء الجهاز الإداري واجتثاث الفساد مذكرا إياهم بأن لا أحد فوق القانون· يا أبا ناصر من الذي منعك من تطبيق القانون واجتثاث الفساد طيلة الفترة التي توليت فيها الحكومة إن بالتفويض أو بالأصالة؟!
هل نذكرك يا سمو الرئيس بقضايا سرقة الناقلات وسرقة الاستثمارات وقد مضى على إحالتهما للمحاكم أكثر من اثني عشر عاما نسألك لماذا لم تحسم؟ ولماذا لم تصدر أحكام كما حصل في بريطانيا؟ تطالب كبار الموظفين بحماية المال العام، فهل نذكرك بالتفريط بأراضي الدولة عندما منحتم أرضا لخالد المرزوق مساحتها 74 مليون متر مربع قيمتها حاليا كما أعلنت شركة اللآلئ 4,5 مليار (أربعة مليارات ونصف)، ومنحتم بأمركم أرضا بمساحة 150 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية قيمتها ثلاثين مليون دينار للنائب المحترم فهد الخنة؟
ألم تدافعوا شخصيا عن هذا الإجراء؟ وماذا فعلتم لتصحيح هذا التفريط المخالف لأحكام الدستور وقانون أملاك الدولة؟ كيف تطالبون الموظفين بحماية المال العام وأنتم الذين تأمرونهم بتنفيذ قراراتكم تلك التي فرطت بالمال العام؟ إنهم مأمورون يا أبا ناصر وإن كان ذلك لا يبرر قبولهم في ارتكاب الخطأ·
يا أبا ناصر تطالبون القطاع الخاص بأن يلعب دورا في التنمية كما كان الأسلاف· هذا الشعار "تشجيع القطاع الخاص" "نلطلط" فيه عشرات السنين وما زالت العوائق قائمة أمام القطاع الخاص ليلعب دوره، عوائق أصحاب النفوذ والفساد والرشوة والروتين القاتل والإهمال وفقدان الكفاءة· القطاع الخاص يا سمو رئيس الوزراء لكي يلعب دوره في التنمية الاقتصادية لا يحتاج إلا الى الالتزام بقواعد اللعبة، أي أن تكون هنالك قوانين ولوائح وضوابط واضحة لا لبس فيها تطبق بأمانة وصدق ودون محاباة لأحد، وألا يسمح لأي كان أن يخترق هذه الضوابط أو يتجاوزها كأن يبني ناطحات سحاب من دون رخصة حتى لو كان شيخا أو ابن أحد الوزراء أو حتى رئيس الوزراء·
هل تعلم يا سمو الرئيس أن ابن أحد الوزراء هو الذي يدير شؤون البلدية وبأوامره الصادرة على وريقات روزنامة العجيري تصدر القرارات يا سمو الرئيس· نقصد الإصلاح وتلبية مطالب الناس حسب الأصول والعدل والمساواة ولا نحتاج الى مزيد من الخطابات ولا الى لقاءات مع أي كان ولا زيارات لا في الداخل ولا في الخارج مع عدم اعتراضنا على كل ذلك، إنما نحتاج الى إرادة سياسية وقرارات حاسمة وتطبيق حازم وتنفيذ صارم لا يعيقه أو يوقفه تدخل أحد كبيرا أو صغيرا شيخا أو وزيرا أو نائبا أو مرشحا مواليا للسلطة، فقط رؤية واضحة وقناعة راسخة وإرادة سياسية حازمة وقرارات حاسمة وإجراءات تنفيذية واضحة وصارمة، طبق يا سمو الرئيس بحزم حتى على أولادك، ما تردده دائما "لا أحد فوق القانون"، لكننا لم نر لكلامك هذا على كثرة ما رددته أي أثر في الواقع·
سمو رئيس الوزراء بصراحة من دون هكذا موقف قوي وصريح وحازم ستبقى خطاباتك مهما كانت جميلة ومنمقة وزياراتك مع كل ما تجده من ترحيب من المواطنين ومهما كانت ودية سيبقى كل ذلك مجرد تمارين في العلاقات العامة "لا تودي ولا تجيب" ولا تستدرج غير المجاملات وربما النفاق، لكن ذلك شيء ومتطلبات الواقع شيء آخر، الكلام الصريح الصادق الصادر من القلب من دون مجاملة أو نفاق أن الديرة "مولية" مدبرة للخلف ومنحدرة للأسف تكاد تنزلق للفوضى واحتكار المصالح من قبل القلة·
ما يقوله الناس إن الأمور فلتانة أكثر من العهود الماضية حتى أصبح الناس يترحمون على عهد مضى يا شيخ صباح· يا أبا ناصر الناس شبعت كلاما وتريد أعمالا جادة وإنجازات حقيقية·