المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية تتدخل لانقاذ الرئيس اليمني بمبادره والثوار لا يقبلون بالوساطه ويصرون على التنحي



ياولداه
04-06-2011, 11:25 AM
صالح يقبل الوساطة السعودية والشـارع يـصـرّ علـى تنحـيـه

لم ينجح الاعلان عن المساعي الخليجية لحل الأزمة اليمنية، في تهدئة التصعيد الامني الخطير في اليمن بين المطالبين بإسقاط الرئيـس علي عبد الله صالح ومؤيـديه، وسط انشــقاق حاد في الجيـش اليمـني تجلت تداعياته امـس في اشـتباك بين عناصر موالية لصالح وقوات تابعـة للقائـد المعارض اللـواء علي محـسن الاحمر في صنـعاء أســفرت عـن مقـتل ثلاثـة أشـخاص. فيمـا كثـفـت واشـنطن والاتحـاد الاوروبـي ضغـوطهـما مـن اجـل انتـقال «فـوري» للـسـلطـة.

ودعا مجلس التعاون الخليجي الحكومة اليمنية وممثلين عن المعارضة لمحادثات في السعودية في موعد لم يتحدد بعد. وقبل صالح، الذي تجاهل خطة لانتقال السلطة تقدمت بها المعارضة السبت الماضي، الدعوة الخليجية وحث المعارضة على قبولها. وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أبو بكر القربي «نرحب بدعوة مجلس التعاون الخليجي والحكومة مستعدة لمناقشة أي أفكار يطرحها أشقاؤنا الخليجيون لحل الأزمة».

وقال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جيف موريل إن الولايات المتحدة تحث على انتقال السلطة من خلال المفاوضات في اليمن «بأسرع ما يمكن»، وأضاف «من الواضح ان الموقف الآن عصيب. وكلما استمر على هذا النحو صار اكثر صعوبة.» واضاف «ذلك هو السبب الذي دفع الحكومة (الأميركية) الى المطالبة بانتقال السلطة من خلال التفاوض بأسرع ما يمكن.» كما قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تكثف الضغوط على صالح كي يعمل على وضع خطة لانتقال السلطة. وصرح احدهم «الأمور تتجه إلى احتمال أن يكون هو بحاجة للتنحي» مضيفا أن الولايات المتحدة تحاول «تسليط الجهود» على صالح كي يبرم اتفاقا مع المعارضة.

من جهتها، اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن الأمل في ان تبدأ «الآن» العملية الانتقالية في اليمن، وتمنت حصول «انتقال سياسي منظم» يتيح «ايجاد حل للازمة الراهنة وفتح الطريق امام الاصلاحات».

وخاطب صالح أنصاره في بلدة سنحان التي ولد فيها قائلا «سنبذل كل الجهود لإعادة الأمور إلى نصابها مع الشخصيات العقلانية في أحزاب اللقاء المشترك والشخصيات السياسية التي تتحمل مسؤوليتها»، مجددا الدعوة للجلوس والمعارضة الى طاولة الحوار والابتعاد عن العنف.
في المقابل، قال القيادي المعارض محمد الصبري ان المعارضة «لم تتلق اي دعوة رسمية للمشاركة في المحادثات» معربا عن قلقه من امكان ان تقدم دعوات كهذه جرعة دعم للرئيس اليمني. وذكر الصبري بأن موقف المعارضة المتفق عليه هو «اننا نرحب بالموقف الخليجي بالنسبة لاحترام ارادة الشعب اليمني ونرحب بكل جهد يبذله الاشقاء والاصدقاء المتمثل بالتنحي الفوري والآن» لصالح.

من جهته، قال المتحدث باسم «اللقاء المشترك» محمد قحطان، «نحن مع التفاهمات لنقل السلطة. رحبنا وقلنا سنحضر لكن لبحث نقل السلطة فقط». واضاف ان «البلد لا يحتمل تأخير عملية الانتقال، كل يوم يمر ترهق دماء كثيرة». وشدد قحطان على ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه. واضاف «يجب ان يرحل الرئيس ويسلم السلطة لنائب من غير عائلته ونحن سنجلس ونتحاور مع هذا النائب».

ويبدو ان دعوة مجلس التعاون الخليجي لا تنال رضا عشرات الآلاف من المحتجين المرابطين في مختلف المدن اليمنية. وقال «ثوار الشباب»، المعتصمون أمام الساحة الرئيسية لجامعة صنعاء في بيان، «نرحب بالجهود والمساعي الخليجية إلا أننا نرفض أي مساع لا تؤدي إلى تحقيق مطلبنا الرئيسي المتمثل في الرحيل الفوري للرئيس اليمني عن السلطة».

في هذه الاثناء، قال مصدر عسكري ان جنديين من الفرقة الاولى ـ مدرع التابعة للواء المنشق علي محسن الاحمر قد قتلا كما اصيب 15 جنديا آخرين بجروح في «اشتباك بين جنود الفرقة ومجاميع قبلية من قبائل سنحان وبني بهلول وبلاد الروس»، فيما اكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية ان القبليين أتوا «في مهمة وساطة مع محسن». وفي وقت لاحق، اكد مصدر امني مسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية بان «ثلاثة شهداء سقطوا وجرح 15 شخصا من ابناء قبائل شاركوا في مسيرة سلمية مؤيدة للشرعية الدستورية عند توجههم الى مقر الفرقة الاولى مدرع في العاصمة صنعاء لمراجعة محسن بالعدول عن قراره في مساندة احزاب اللقاء المشترك المعارضة والعودة الى الشرعية الدستورية».

وقال محسن إن الاشتباك الذي وقع كان محاولة حكومية لاغتياله. وأفاد بيان صادر عن مكتبه إن «القضية بدت وكأنها خدعة لاغتيال علي محسن والوسطاء ومجموعة من شيوخ القبائل».
وقال سكان إن المئات من رجال الأمن والمسلحين هاجموا حشدا من عشرات الآلاف من المحتجين يسيرون باتجاه مبنى محافظة تعز حيث يتحصن مناصرون للحزب الحاكم وللمحافظ، في وقت قال مقيمون إن مسلحين اطلقوا النار من اسطح المباني على المعتصمين، فيما رد المحتجون بإلقاء الحجارة. وقال أطباء إن 30 محتجا أصيبوا بأعيرة نارية وجراء الضرب، فيما بلغ مجموع عدد المصابين نحو 400 معظمهم يعاني من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
على صعيد آخر، قتل جنديان يمنيان فجر امس على يد مسلحين قبليين بعد خمسة ايام من اختطافهما من وسط مدينة لودر في محافظة ابين الجنوبية، حسبما اعلن مسؤول امني.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ش ا)