المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب في جريدة القبس يطالب بتغيير أكبر من ناصر المحمد عقلية ادارة الدولة



زوربا
04-06-2011, 07:22 AM
حكومة الشيوخ


http://www.alqabas-kw.com/Temp/Authors/887c2ac8-e325-47b9-b5dd-9e6405200b4e_author.jpg


كتب صلاح الفضلي : القبس


رصدت الصحف المحلية خطوات تقديم الحكومة استقالتها يوم الخميس الماضي بدءاً من اجتماع رئيس الوزراء والوزراء الشيوخ «فقط» ليقرروا استقالة الحكومة، ومن بعد تمت الدعوة الى اجتماع استثنائي «بروتوكولي» لمجلس الوزراء لتقديم استقالة جماعية. سيناريو الاستقالة الحكومية هو تأكيد - على حقيقة معروفة - على أن القرار في مجلس الوزراء هو للشيوخ فقط، وهذه هي العلة الرئيسية في الحكومة، أنها مختزلة في شخص «الشيوخ». وحتى ما بين الوزراء الشيوخ هناك «ما صنع الحداد»، والنتيجة أن الحكومة بدت كما لو كانت «حارة كل من ايدو إلو»، ولسان حال كل وزير يقول «نفسي ولا ولدي».

اذا تمعنا في هذه الحقيقة المعروفة للجميع فلابد أن تتكون لدينا قناعة بأن الحكومة المقبلة لن تكون أحسن حالاً من سابقتها، وأن كل ما سوف يتغير هو بعض الوجوه والبشوت ونسفة الغترة من دون أي تغيير حقيقي فـي عقلية ادارة الدولة، لتستمر معها أزمة البلد، لأن هكذا عقلية لا يمكن أن تدير دولة ولا حتى بقالة، والنتيجة أن البلد يمشي على البركة، في وقت تتهددنا عواصف عاتية محلياً واقليمياً لا تجد لها حكومة قادرة على التعامل معها.

أختلف مع من يطالبون برئيس وزراء جديد، ليس لأنني مقتنع بأداء الشيخ ناصر المحمد كرئيس وزراء، ولكن لأن المشكلة ليست في الشخص، وانما المشكلة في عقلية ادارة الدولة المتمثلة في الاصرار على الانفراد بالسلطة. الشيوخ المرشحون لرئاسة الوزراء بدلاً من الشيخ ناصر لا يختلفون عنه في ذلك، بل ربما يكون الشيخ ناصر أفضل في بعض الجوانب، وبالتالي فانه لو جاء شيخ آخر غير الشيخ ناصر ولكن بعقلية ادارة الدولة الحالية نفسها فاننا نكون «لا طبنا ولا غدا الشر»، فكما أن تغيير وزراء والاتيان بوزراء جدد لن يغير من الأمر شيئاً، فان تغيير شخص رئيس الوزراء والمجيء برئيس وزراء آخر من الشيوخ لن يحل المشكلة المزمنة، بل ربما يفاقمها، ونكون عندها مصداقا لبيت الشعر القائل:

«رب يوم بكيت منه فلما
صرت في غيره بكيت عليه».

لكل ما سبق لا أجد محلاً للتفاؤل بالحكومة المقبلة، التي أظن أنها لن تستمر أكثر من ستة أشهر. هناك خلل بنيوي في طريقة تشكيل الحكومة وعقلية ادارتها، وما لم يصلح هذا الخلل فان دوامة الأزمات سوف تستمر، والجميع يدفع ثمن ذلك.

***
تعليق: لعل السلبية الوحيدة لاستقالة الحكومة غير المأسوف على رحيلها، أنها فوتت علينا متعة مشاهدة مباراة حامية بين الشيخ أحمد الفهد وبين مستجوبيه، ولكن على الأرجح أن انتظارنا للمباراة المرتقبة لن يطول.

د. صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com


http://www.alqabas-kw.com/Article.aspx?id=691969&date=06042011