مجاهدون
10-30-2004, 08:41 AM
ورث مكانة أبيه العالم المكي.. ودخل في سجالات وردود.. ندد بفتنة جهيمان.. وشارك في الحوار الوطني
http://www.asharqalawsat.com/2004/10/30/images/news.263040.jpg
غيب الموت أمس العالم والداعية المكي الدكتور محمد علوي المالكي، اثر سكتة قلبية تعرض لها قبيل صلاة الفجر، حيث جرى الصلاة عليه ودفنه بعد صلاة العشاء أمس في الحرم المكي، وشيعه الآلاف. ويعد مالكي المولود في مكة المكرمة من مشاهير العلماء في مكة المكرمة، وينتمي الى أسرة مكية علمية معروفة، على رأسها جده عباس، ووالده علوي مالكي احد علماء المسجد الحرام، وكان قد تخرج من جامعة الازهر وحملت رسالته عنوان «الإمام مالك وجهوده في الحديث النبوي الشريف»، كما عمل استاذا في علم الحديث في كلية الشريعة في مكة المكرمة.
ووصف الدكتور حسن بن سفر استاذ الفقه الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز وفاة مالكي بالخسارة الكبيرة، لأنه «من العلماء ذوي الفكر التنويري الحديث الذي جمع بين الثقافة القديمة والتيارات الدينية الحديثة»، مشيرا الى الدور الكبير الذي قام به في الدعوة وبناء المساجد في عدد كبير من الدول الاسلامية في اسيا وافريقيا خاصة.
وأضاف «لقد كان يعقد له حلقات علم في منزله منذ ان تقاعد من عمله في كلية الشريعة الاسلامية في مكة المكرمة، واسهم بشكل كبير في توعية الناس وتتلمذ على يده الكثيرون».
الدكتور عاصم حمدان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز في جدة والصديق الاقرب لمحمد علوي مالكي، قال «ازعم انني باستثناء ابنائه واسرته اقرب شخص له، وبفقده نكون جميعا خسرنا عالما وداعية واخا، فقد كان فيه من السماحة والرقة واللطف الشيء الكثير، فكان يتعامل مع كل من اختلف معه بسعة افق، وكان يزجر طلابه ان ذكروا احد العلماء المخالفين له بسوء».
وأضاف «المالكي من اسرة علم فجده العباس كان معتمد التعليم في عهد الملك عبد العزيز، وعضو مجلس الشورى، وتلقى العلم على يد مشايخ كثر في علم الحديث واللغة ومنهم حسن سعيد يماني وحسن المشاط ومحمد نور سيف وعبد الله اللحجي ومحمد امين كتبي، ولم يقف به طموحه عند ذلك بل ابتعث للدراسة في الهند وذهب الى جامعة الازهر، حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من هناك».
ويضيف الدكتور حمدان «يتحول منزل محمد علوي في الحج الى منتدى فكري يلتقي فيه مختلف التيارات الفكرية، كما انني استطيع ان اقول انه اول من دعا الى التعددية الفكرية قبل 25 عاما من الان، واول من خرج وندد بفتنة الحرم المكي التي اثارها جهيمان». يذكر ان محمد علوي المالكي تعرض خلال حياته لخلافات كثيرة مع عدد من العلماء، الا ان اللقاء الاخير للحوار الوطني الذي عقد في مكة المكرمة في سبتمبر (أيلول) 2003، اذاب بعضا من تلك الخلافات واعطى فرصة للتعددية الفكرية التي كان يدعو لها. له العديد من المؤلفات التي صاحبها الكثير من النقاشات مثل كتابه «مفاهيم يجب أن تصحح»، و«الذخائر المحمدية»، و«شفاء الفؤاد»، و«الصلوات المأثورة»، و«أدعية وصلوات».
من جهته قال الباحث يوسف الديني «اعتقد ان الأهمية المميزة التي حظي بها السيد محمد علوي مالكي ترجع الى صفاته الاجتماعية وتواصله مع محيطه الاجتماعي». ويتابع «وهنا تكمن أهمية الراحل، وهي أهمية اكبر من جهوده في المجال الفقهي والشرعي المحض». ويضيف «السيد محمد علوي، جل ما صنفه من مصنفات في مسائل سجالية مع أطراف فقهية اخرى، مما جلب عليه ردودا معاكسة، واشتد الجدل لفترة من الوقت حول مسائل البدعة الحسنة والاحتفال بالمناسبات الدينية والنقاش حول مدى شرعية ذلك، بينه وبين فريق ديني آخر، الأمر الذي جعله دائما في دائرة الضوء والاهتمام». ويؤكد يوسف «بقية مؤلفات الراحل أدعية وأوراد ورياضات روحية دينية». ويستدرك الديني «لكن والد الراحل، وهو الشيخ علوي عباس مالكي كان من كبار الفقهاء ومشايخ الحرم المكي».
يشار الى ان والد الراحل، الشيخ علوي عباس مالكي، كان من رموز العلماء السعوديين، وكان قد ابتدأ القاء دروسه يوميا في كل شهر رمضان، في الحرم المكي، من سنة 1950 الى سنة وفاته 1971 وكان يحضر دروسه مجموعات من الطلبة والمستمعين. كما كان عضوا في اللجنة العليا لتوسعة المسجد الحرام، والتي كان يرأسها الملك سعود نفسه، وكان عضوا في لجنة تحديد أعلام الحرم، وكان له حديث أسبوعي في الإذاعة السعودية. وباختصار، كان السيد علوي عباس مالكي ذا شأن بارز في المكانة الدينية والعلمية والاجتماعية في المجتمع المكي.
ابنه، الشيخ محمد علوي، ورث هذه المكانة «الاجتماعية» بالدرجة الاولى، وقد شارك في كثير المحطات المميزة، ومنها أنه وقع على الفتوى الهامة التي أجازت قتال جماعة جيهمان العتيبي التي استولت على الحرم المكي سنة 1979.
حيث دعا الملك خالد حينها العلماء لاطلاعهم على ما جرى في الحرم المكي وطلب الرأي الديني، وممن وقع معه على هذه الفتوى، الشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ صالح بن محمد بن لحيدان.
http://www.asharqalawsat.com/2004/10/30/images/news.263040.jpg
غيب الموت أمس العالم والداعية المكي الدكتور محمد علوي المالكي، اثر سكتة قلبية تعرض لها قبيل صلاة الفجر، حيث جرى الصلاة عليه ودفنه بعد صلاة العشاء أمس في الحرم المكي، وشيعه الآلاف. ويعد مالكي المولود في مكة المكرمة من مشاهير العلماء في مكة المكرمة، وينتمي الى أسرة مكية علمية معروفة، على رأسها جده عباس، ووالده علوي مالكي احد علماء المسجد الحرام، وكان قد تخرج من جامعة الازهر وحملت رسالته عنوان «الإمام مالك وجهوده في الحديث النبوي الشريف»، كما عمل استاذا في علم الحديث في كلية الشريعة في مكة المكرمة.
ووصف الدكتور حسن بن سفر استاذ الفقه الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز وفاة مالكي بالخسارة الكبيرة، لأنه «من العلماء ذوي الفكر التنويري الحديث الذي جمع بين الثقافة القديمة والتيارات الدينية الحديثة»، مشيرا الى الدور الكبير الذي قام به في الدعوة وبناء المساجد في عدد كبير من الدول الاسلامية في اسيا وافريقيا خاصة.
وأضاف «لقد كان يعقد له حلقات علم في منزله منذ ان تقاعد من عمله في كلية الشريعة الاسلامية في مكة المكرمة، واسهم بشكل كبير في توعية الناس وتتلمذ على يده الكثيرون».
الدكتور عاصم حمدان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز في جدة والصديق الاقرب لمحمد علوي مالكي، قال «ازعم انني باستثناء ابنائه واسرته اقرب شخص له، وبفقده نكون جميعا خسرنا عالما وداعية واخا، فقد كان فيه من السماحة والرقة واللطف الشيء الكثير، فكان يتعامل مع كل من اختلف معه بسعة افق، وكان يزجر طلابه ان ذكروا احد العلماء المخالفين له بسوء».
وأضاف «المالكي من اسرة علم فجده العباس كان معتمد التعليم في عهد الملك عبد العزيز، وعضو مجلس الشورى، وتلقى العلم على يد مشايخ كثر في علم الحديث واللغة ومنهم حسن سعيد يماني وحسن المشاط ومحمد نور سيف وعبد الله اللحجي ومحمد امين كتبي، ولم يقف به طموحه عند ذلك بل ابتعث للدراسة في الهند وذهب الى جامعة الازهر، حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من هناك».
ويضيف الدكتور حمدان «يتحول منزل محمد علوي في الحج الى منتدى فكري يلتقي فيه مختلف التيارات الفكرية، كما انني استطيع ان اقول انه اول من دعا الى التعددية الفكرية قبل 25 عاما من الان، واول من خرج وندد بفتنة الحرم المكي التي اثارها جهيمان». يذكر ان محمد علوي المالكي تعرض خلال حياته لخلافات كثيرة مع عدد من العلماء، الا ان اللقاء الاخير للحوار الوطني الذي عقد في مكة المكرمة في سبتمبر (أيلول) 2003، اذاب بعضا من تلك الخلافات واعطى فرصة للتعددية الفكرية التي كان يدعو لها. له العديد من المؤلفات التي صاحبها الكثير من النقاشات مثل كتابه «مفاهيم يجب أن تصحح»، و«الذخائر المحمدية»، و«شفاء الفؤاد»، و«الصلوات المأثورة»، و«أدعية وصلوات».
من جهته قال الباحث يوسف الديني «اعتقد ان الأهمية المميزة التي حظي بها السيد محمد علوي مالكي ترجع الى صفاته الاجتماعية وتواصله مع محيطه الاجتماعي». ويتابع «وهنا تكمن أهمية الراحل، وهي أهمية اكبر من جهوده في المجال الفقهي والشرعي المحض». ويضيف «السيد محمد علوي، جل ما صنفه من مصنفات في مسائل سجالية مع أطراف فقهية اخرى، مما جلب عليه ردودا معاكسة، واشتد الجدل لفترة من الوقت حول مسائل البدعة الحسنة والاحتفال بالمناسبات الدينية والنقاش حول مدى شرعية ذلك، بينه وبين فريق ديني آخر، الأمر الذي جعله دائما في دائرة الضوء والاهتمام». ويؤكد يوسف «بقية مؤلفات الراحل أدعية وأوراد ورياضات روحية دينية». ويستدرك الديني «لكن والد الراحل، وهو الشيخ علوي عباس مالكي كان من كبار الفقهاء ومشايخ الحرم المكي».
يشار الى ان والد الراحل، الشيخ علوي عباس مالكي، كان من رموز العلماء السعوديين، وكان قد ابتدأ القاء دروسه يوميا في كل شهر رمضان، في الحرم المكي، من سنة 1950 الى سنة وفاته 1971 وكان يحضر دروسه مجموعات من الطلبة والمستمعين. كما كان عضوا في اللجنة العليا لتوسعة المسجد الحرام، والتي كان يرأسها الملك سعود نفسه، وكان عضوا في لجنة تحديد أعلام الحرم، وكان له حديث أسبوعي في الإذاعة السعودية. وباختصار، كان السيد علوي عباس مالكي ذا شأن بارز في المكانة الدينية والعلمية والاجتماعية في المجتمع المكي.
ابنه، الشيخ محمد علوي، ورث هذه المكانة «الاجتماعية» بالدرجة الاولى، وقد شارك في كثير المحطات المميزة، ومنها أنه وقع على الفتوى الهامة التي أجازت قتال جماعة جيهمان العتيبي التي استولت على الحرم المكي سنة 1979.
حيث دعا الملك خالد حينها العلماء لاطلاعهم على ما جرى في الحرم المكي وطلب الرأي الديني، وممن وقع معه على هذه الفتوى، الشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ صالح بن محمد بن لحيدان.