المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنتهازي وصفة الأنتهازية



السيد مهدي
04-06-2011, 02:35 AM
الإنتهازي وصفة الأنتهازية



الإنتهازية صفة ذميمة، بل من أبشع الصفات التي يلجأ لها كل فاشل سافل، يريد أن يعوض شعوره بالنقص، بفرصة ولوجعلت منه لص.

لكن الفشل واقع لاينجومنه فرد في هذه الحياة. والعاقل من يقبل به كمرحلة تحدث، ويجب تجاوزها بدراسة أسباب حدوثها، كي لاتتكرر.

فإذن عندنا فاشل عاقل،يستعمل عقله ليتجاوزفشله.

وفاشل سافل، يستغفل غيره لينتهز أية فرصة يغطي بها على
خيبته وفشله.

الفاشل السافل، دائما محبط، ودائما وضعه من النوع المخربط، لذلك تراه يتطفل على المواقف، بدافع الشعوربالنقص، للتعويض عن مشاعره العائبة، وتمنياته الخائبة.

لذلك تجيئ تصرفاته منفعلة، أقرب للتخاصم من التفاهم.

وما أن يذكره أحدا بحرف. وحتى لوكان تمويها وتورية، لذرالرماد في عيونه الشاردة، والباحثة عن كلمة واردة، ترفع ولو قليلا من قدره.

حتى نراه قد أنتفض وأنتعش، بعد أن كان خائفا مرتعش.

هناك مثل إنكليزي ونصه:

Make hay while the sun shines.

وترجمته: إنتهزالفرص حين سنوحها.

لكن إنتهازالفرص لايضفي على المنتهزصفة الإنتهازية.

فالإنتهازية، غيرصفة اليقظة التي يتصف بها اللبيب اليقظ.

اليقظ الذكي من الناس، من يستغل ذكاءه وفطنته في إصطياد فرص النجاح والتقدم في الحياة. لكن ليس على حساب الأخرين، بل بدافع التنافس الشريف.

أما الإنتهازية فتأخذ طابع إستغلال فرصة الأثراء والصعود على أكتاف الآخرين. لذلك كانت ذميمة مشينة، و مصدرا لخلق الظلم والأجحاف بحق الأبرياء.

فالتاجرالجشع المستغل، ينتهزحاجة السوق لبضاعته، ليرفع من سعرمسوقاته، بهدف الأثراء على حساب الآخرين. نعم يمكن إعتبارتصرفه نجاحا بإنتهازفرصة.

ولكنه نجاحاعلى حساب الغيرمن أفراد المجتمع. وهذه الصفة من ألأنتهازية، تعود بالضررالغيرمباشرعليه، في جعله أناني لايفكرإلا بنفسه، وفتح عيون المجتمع عليه كمستغل يتاجربحاجة الآخرين.

بينما التاجرالذكي المنصف، لايستغل حاجة السوق لبضاعته ليرفع من ثمنها، بل يزيد من بضاعته ليوفرهالزبائنه وبإسعارمناسبة، فيزيد بذلك من ثقتهم به وحبهم له، وتكاثرهم عليه في الطلب.

وأيضا النمام يستغل غياب الآخرين، ليوقع بهم أمام من يحاول التزلف والتقرب منهم. وقد يمررإنتهازيته على واحد وآخر، لكن إلى متى؟؟ فحتما في النهاية سوف ينكشف أمره أمام الجميع، ليكرهوه فيتجنبوه.

اللهم جنبنا الإنتهازيين، وأكفنا شربلاهم وشرمبتلاهم.