yasmeen
04-04-2011, 12:34 AM
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/GlobalTemplate/83_3.jpg
الاثنين 4 أبريل 2011 - الأنباء
بقلم عبدالهادي الصالح - الانباء
من منا لا يعرف «خديجة كرم»؟! من أيام السبعينيات كانت والدتي (رحمها الله) في عزّ الظهر وقبل القيلولة تناديني: «يمه ما توصلني عند حسينية خديجة كرم؟! - «يّمه تو الناس» - لايمّه عساني أحصل مكان! النسوان يأخذون غداهم سندويشات هناك للحصول على مكان للاستماع»!
قبل أيام فارقتنا الحاجة أم عبدالله، الحاجة خديجة كرم صاحبة المجلس الحسيني النسائي المشهور في الرميثية، وهي بنفسها ملايّه تخطب وتقرأ في المجلس وهي شاعرة كذلك لها ديوان كامل من 10 أجزاء أسمته «الكرامة الحسينية» ولعل ذلك اسم لمسمى نشأتها وتربيتها، حيث كانت أمها ليست ممن يتعبدون بمدرسة أهل البيت «عليهم السلام» ولكن لحبها وشغفها بالإمام الحسين نذرت أن تكون طفلتها «خديجة» لمجالس «الحسين» «عليه السلام» ولعل ذلك مصداقا لقوله تعالى
(إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبّل مني إنك أنت السميع العليم) (آل عمران ـ 35)، ويبدو ان الله قد تقبل ذلك فأخذت خديجة تمارس فن «الرادود» وهي طفلة من 8 سنوات ثم استقلت بمجلس خاص سمي بمجلس البنات وهي لم تتجاوز الـ 12 سنة من عمرها في منطقة الصوابر القديمة، وكانت بيئة أسرتها ككل أهل الكويت القديمة لا يعرفون العصبية الطائفية والتكفيريات مثلما ابتلينا اليوم بهذا الغزو الجائر.
وواصلت خديجة مشوارها الرباني تقرأ وتستمع وتتدارس التراث الإسلامي حتى أصبحت مكتبتها اليوم تضاهي كبريات المكتبات المنزلية بل انها في سنواتها الأخيرة تعلمت التعامل مع الحاسوب الآلي وثورة الاتصالات والمعلومات، حتى إذا ما تزوجت بالحاج عيسى فيروز وأنجبت البنين والبنات، اختطفت يد المنون أحد زهورها وهو أبوحسن (هاني عسى فيروز) فرثته رثاء عاطفيا مؤثرا وخصصت لذلك الجزء السادس من «الكرامة الحسينية». ورغم كبر سنها لكنها واصلت مجلسها في الرميثية وكانت الصبايا المتدينات مع أمهاتهن هي الصفة الغالبة على الحضور فكان مجلسها يجمع بين التراث الإسلامي العقائدي والفقهي والتاريخي وما بين مواكبة الأحداث المحلية والعالمية في تأكيد على الربط بين الفكر والتنظير والواقع الذي تعيشه الأمة.
85 سنة قضتها أم عبدالله خديجة كرم في هذه الخدمة الربانية حتى آخر رمق من حياتها عندما فاجأها مرض الموت وهي على منبرها تقرأ وقد أصرت على إكمال رسالتها وتختم حياتها في مجلس الحسين عليه السلام لعلها توفي بنذر أمها. نتمنى من الخيرين ان يخلدوا اسم هذه المجاهدة المجدة بإحدى المكتبات أو المدارس أو حتى الشوارع فهي عنوان لمحبي الكويت وأهلها فانتفعوا من جهودها. فسلام على آل كرم على كريمتهم خديجة كرم.
a.alsalleh@yahoo.com
الاثنين 4 أبريل 2011 - الأنباء
بقلم عبدالهادي الصالح - الانباء
من منا لا يعرف «خديجة كرم»؟! من أيام السبعينيات كانت والدتي (رحمها الله) في عزّ الظهر وقبل القيلولة تناديني: «يمه ما توصلني عند حسينية خديجة كرم؟! - «يّمه تو الناس» - لايمّه عساني أحصل مكان! النسوان يأخذون غداهم سندويشات هناك للحصول على مكان للاستماع»!
قبل أيام فارقتنا الحاجة أم عبدالله، الحاجة خديجة كرم صاحبة المجلس الحسيني النسائي المشهور في الرميثية، وهي بنفسها ملايّه تخطب وتقرأ في المجلس وهي شاعرة كذلك لها ديوان كامل من 10 أجزاء أسمته «الكرامة الحسينية» ولعل ذلك اسم لمسمى نشأتها وتربيتها، حيث كانت أمها ليست ممن يتعبدون بمدرسة أهل البيت «عليهم السلام» ولكن لحبها وشغفها بالإمام الحسين نذرت أن تكون طفلتها «خديجة» لمجالس «الحسين» «عليه السلام» ولعل ذلك مصداقا لقوله تعالى
(إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبّل مني إنك أنت السميع العليم) (آل عمران ـ 35)، ويبدو ان الله قد تقبل ذلك فأخذت خديجة تمارس فن «الرادود» وهي طفلة من 8 سنوات ثم استقلت بمجلس خاص سمي بمجلس البنات وهي لم تتجاوز الـ 12 سنة من عمرها في منطقة الصوابر القديمة، وكانت بيئة أسرتها ككل أهل الكويت القديمة لا يعرفون العصبية الطائفية والتكفيريات مثلما ابتلينا اليوم بهذا الغزو الجائر.
وواصلت خديجة مشوارها الرباني تقرأ وتستمع وتتدارس التراث الإسلامي حتى أصبحت مكتبتها اليوم تضاهي كبريات المكتبات المنزلية بل انها في سنواتها الأخيرة تعلمت التعامل مع الحاسوب الآلي وثورة الاتصالات والمعلومات، حتى إذا ما تزوجت بالحاج عيسى فيروز وأنجبت البنين والبنات، اختطفت يد المنون أحد زهورها وهو أبوحسن (هاني عسى فيروز) فرثته رثاء عاطفيا مؤثرا وخصصت لذلك الجزء السادس من «الكرامة الحسينية». ورغم كبر سنها لكنها واصلت مجلسها في الرميثية وكانت الصبايا المتدينات مع أمهاتهن هي الصفة الغالبة على الحضور فكان مجلسها يجمع بين التراث الإسلامي العقائدي والفقهي والتاريخي وما بين مواكبة الأحداث المحلية والعالمية في تأكيد على الربط بين الفكر والتنظير والواقع الذي تعيشه الأمة.
85 سنة قضتها أم عبدالله خديجة كرم في هذه الخدمة الربانية حتى آخر رمق من حياتها عندما فاجأها مرض الموت وهي على منبرها تقرأ وقد أصرت على إكمال رسالتها وتختم حياتها في مجلس الحسين عليه السلام لعلها توفي بنذر أمها. نتمنى من الخيرين ان يخلدوا اسم هذه المجاهدة المجدة بإحدى المكتبات أو المدارس أو حتى الشوارع فهي عنوان لمحبي الكويت وأهلها فانتفعوا من جهودها. فسلام على آل كرم على كريمتهم خديجة كرم.
a.alsalleh@yahoo.com