سمير
04-02-2011, 06:41 AM
الـ «Viber» والـ «Sype» تأخذان من إيراداتها... واشتراكات الإنترنت تعوّضها
عروض الشركات تركز على خدمات نقل البيانات
| إعداد: كارولين أسمر |
كان أبوخالد، ذو السبعين عاماً جالساً عند المغرب في الديوانية مع أصحابه يتحدثون عن حال الكويت وأهلها، حين تسلم رسالة نصية على هاتفه الجوال «غير الذكي» من احدى الشركات المشغلة تعلمه بانه يستطيع ارسال 100 رسالة نصية قصيرة الى احدى الدول المجاورة مقابل 500 فلس فقط. وللوهلة الاولى استغرب أبو خالد هذا الكرم الحاتمي الذي حل على شركته، وعاد لينتبه أننا أصبحنا في «مارس» وقد مضى شهر فبراير وخيرات أعياده وعروضاته. فما قد تكون مناسبة هذه الرسالة يا ترى؟
الا أن هاتف أبو خالد الجوال «غير الذكي» لن يساعده على قراءة هذه الرسالة النصية بشكل صحيح، وهي باتت تتكرر بشكل أسبوعي ان لم نقل بشكل يومي، ولن يتمكن أبو خالد من معرفة ما يجري مع «الهواتف الذكية»، ولن يعرف أن استخدام الرسالة النصية بات مسألة نادرة لدى شريحة كبيرة من المستخدمين، وهو أمر لم يعد يتم الا في أوقات معينة.
ومع الوقت فإن الاتصال يتحول ويصبح مجانياً شيئاً فشيئاً، مع لجوء حملة الهواتف الذكية، خصوصاً «الأيفون»، إلى تطبيقات الاتصال عبر الانترنت مثل «Viber» و«Nimbuzz» وتطبيقات الاتصال بالصوت والصورة مثل «سكايب» و«تانغو»، فضلاً عن خدمة «فايس تايم» المعروفة في هواتف «أيفون 4».
ما يعني أن هناك مصدر ايرادات مهم بالنسبة للمشغلين، هو في تراجع ملموس يوماً بعد يوم، ليحل مكانه مصدر آخر هو في تزايد مستمر عبر قارات العالم، وليس فقط في الشرق الاوسط. وهي القناة التي تركز عليها معظم شركات الموبايل وتكثف جهودها الخدماتية والتسويقية والاعلانية لتحقيق أعلى نسب ايرادات ممكنة في هذا المجال.
فقد أصبحت خدمة الانترنت عبر الهاتف الجوال بالنسبة لشريحة كبيرة من المشتركين، وأكثرهم من فئة الشباب، أمراً ملزماً وليس ترفيهياً أو ثانوياً. وأصبح الهاتف الجوال من دون انترنت، أشبه بالسيارة من دون وقود.
ومع انتشار «ملايين التطبيقات» الخاصة بأنظمة الدردشة والمحادثة التي بدأت نوعاً ما مع خدمة «بي بي ام» الخاصة بجهاز البلاك بيري، وانتشرت حالياً في معظم الهواتف الذكية، لم تعد هناك حاجة الى ارسال الرسائل النصية أو حتى الاتصال في الاوقات التي يكون فيها الاتصال لابلاغ رسالة سريعة أو رقم معين أو ما شابه ذلك، وبالتالي فان عوائد شركات الموبايل من تلك الخدمات هي في تراجع مستمر مع انتشار الهواتف الذكية ومعرفة المشتركين بها. وهي معرفة في تزايد مستمر، بعد ان دفع الفضول معظم شرائح المجتمع، بمن فيهم المتقدمون في السن لمعرفة ما الذي يجري عبر هذه الاجهزة المتحركة، ولماذا أصبح الشباب جميعهم يعيشون مع الاجهزة الذكية ليلاً ونهاراً، والى أي عالم تنقلهم هذه الاجهزة، لدرجة أصبحوا يستطيعون من خلالها الاستغناء عن معظم الذين هم حولهم، والعيش مع «الهاتف الذكي».
مصدر الايرادات المتراجع هذا، استبدلته شركات الموبايل في الكويت، وعبر العالم، بمصدر آخر هو ايرادات خدمة البيانات عبر الموبايل، ليشهد السوق الكويتي منافسة شرسة في هذا المجال بين الشركات الثلاثة من ناحية الحزم والباقات والاعلانات وغيرها. وركزت الشركات الثلاثة، طيلة العام الماضي على توفير أفضل خدمات الانترنت للمشتركين، مع انتشار «كشخة» الآيفون والبلاك بيري بشكل كبير في السوق.
وبغياب الهيئة العامة للاتصالات في الكويت، المعنية عادةً باصدار الارقام الخاصة بقطاع الاتصالات عامةً، وتحفظ الشركات عن اعطاء نسب النمو الدقيقة في هذا المجال، ترى مصادر متابعة في القطاع لـ«الراي» أن نسبة نمو ايرادات الانترنت عبر الموبايل هي في تزايد مستمر سنوياً، مع ازدياد عدد المشتركين في هذا المجال أيضاً وتشعب أنواع الهواتف الذكية المنتشرة في السوق الكويتي، ويمكن القول ان نحو 60 في المئة من عدد المشتركين في الكويت يستخدمون خدمات البيانات عبر الموبايل أي ما يعادل نحو 2.2 مليون مشترك، استناداً الى أن عدد المشتركين في الكويت وصل الى 3.7 مليون مشترك عام 2010 وبنسبة زيادة سنوية بلغت 25 في المئة.
من ناحية أخرى، وبلمحة سريعة على أسعار الحزم والباقات المقدمة من قبل الشركات الثلاثة للمشتركين في هذا المجال، والتي تتراوح بين 26 دينارا كحد اقصى و1.5 دينار كحد أدنى، يمكن القول ان المعدل العام قد يتراوح بين 12 و13 دينارا شهرياً للمشترك الواحد. أي ما قد يصل الى 27 مليون دينار شهرياً للشركات الثلاثة ايرادات، من دون أن ننسى أن تكلفة تقديم خدمة الانترنت عبر الموبايل تتعدى تكلفة خدمة الرسائل النصية بالنسبة للشركات، اذ انها لا تزال الى الان مشتركة بخدمة الانترنت من الشركات المزودة لهذه الخدمة في الكويت والمرخص لها من قبل وزارة المواصلات، وبالتالي فان شركة الموبايل تتكبد تكلفة تأجير هذه الخدمة قبل توزيعها على المشتركين.
كما أن تقديم خدمة الانترنت عبر الموبايل تتطلب الكثير من المتابعة للبنية التحتية بهذه الخدمة لناحية تطوير الشبكات والمحافظة على قوة ارسال عالية الجودة، بالاضافة الى الانظمة الخاصة بالفواتير وغيرها...
وتشير التوقعات الى أن اختراق هذه الخدمة في أسواق منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ككل سوف يزداد بنسبة 20 في المئة بمعدل سنوي للعام 2014، وهو ما قد يظهر في العديد من بيانات الدولفي المنطقة وأولها الدول الخليجية التي تشهد نسب اختراق مرتفعة جداً لاستخدام الموبايل مع تزايد عدد المشتركين الذين يملكون شريحة أو شريحتين، ومنها البحرين التي تتوقع تحقيق 239 مليون دولار عائدات من خدمة الانترنت عبر الموبايل في الفترة ذاتها.
ما الذي يحدث عالمياً؟
ارتفعت ايرادات البيانات في شركات الموبايل عالمياً العام الماضي لتبلغ 23 في المئة في الربع الرابع أي ما يعادل 55 مليار دولار، يتوقع المحللون أن يستمر هذا النمو بالتزايد في 2011، وأن يصل ارتفاعه الى 22 في المئة هذا العام أي ما يعادل 67 مليار دولار، وذلك مع انتشار الهواتف الذكية وأجهزة اللوائح المسطحة وغيرها.
وتتابع التقارير الخارجية انه في العام 2011 لن تتجاوز الاجهزة الذكية والمسطحة أعداد الكمبيوترات فقط من حيث عدد الشحنات، وانما من حيث مجمل العائدات أيضاً. مشيرةً الى أن الارتفاع المهم في مبيعات واستخدام الهواتف الذكية في الولايات المتحدة الاميركية على سبيل المثال، يعني أنه مع نهاية العام 2011، هذه الاجهزة ستستخدم كمية من البيانات أكبر بكثير مما كانت عليه العام الماضي، ما قد يحول الولايات المتحدة الى الدولة الاولى عالمياً في استهلاك البيانات عبر الموبايل متخطيةً السويد في ذلك.
من ناحية أخرى يعتبر السوق الاميركي أكثر الاسواق سيطرة لناحية تحقيق الايرادات في الصناعة ككل وفي حين أن الولايات المتحدة تمثل أقل من 6 في المئة لناحية عدد المشتركين، الا أنها تعادل أكثر من 21 في المئة لناحية ايرادات البيانات، بعد أن أصبحت شركة « فيريزون وايرليس» مشغل بيانات الموبايل الاول في السوق الاميركي. في حين يسيطر «آي او اس» و «اندرويد» على عقول المطورين تماماً والانظمة الايكولوجية، ما يؤدي الى احتدام السباق لرؤية خيار ثالث مفتوح أمام الشركات اذ ان معظم المشغلين قد يحبون فكرة رؤية أي مطور جديد يدخل السوق.
ومع انتشار خدمة الانترنت على الموبايل في الكويت بشكل كبير لدرجة قد تحول هاتف «بو خالد» السبعيني الى «ذكي»، يبقى السؤال عن مدى ايجابية وسلبية هذه الهواتف الذكية على النمط المتطور لحياة المستخدمين، والسؤال الاهم متى يمكن الاطلاع على أرقام هذه البيانات وحجم استخدامها الرسمي لكي تتضح الصورة بشكل أكبر على المعنيين في القطاع والمستخدمين بشكل سواء.
43 مليار دولار
إيرادات البيانات
في 2014
ترى مؤسسة «أي بي آي» للدراسات في تقرير صادر لها أن ايرادات استخدام البيانات عبر الموبايل عالمياً ستصل الى 43 مليار دولار عام 2014 بمقابل 48 مليار لعائدات الرسائل النصية والبريد الالكتروني عبر الموبايل للفترة ذاتها. وبالرغم من ذلك من المتوقع أن تتخطى عائدات البيانات عبر الموبايل في جميع الاسواق-باستثناء أسواق أميركا الشمالية- عائدات الرسائل النصية بنحو 55 في المئة.
ويضيف التقرير انه بالرغم من قلق المشغلين الدائم بالتحول الى قناة خاصة باستخدام البيانات عبر الموبايل، الا أنهم لا يزالون حتى الآن القناة الوحيدة في هذا المجال، ويكمن التحدي الوحيد أمامهم في تعزيز قيمة القنوات التي يستخدمونها وبالتالي، انشاء خطط استراتيجية مناسبة لكيفية انتشار خدمة البيانات بأفضل جودة وأنسب الاسعار. ففي أميركا الشمالية، حيث خدمة الانترنت تصل الى الجميع بطريقة متساوية، تمكن مشغلي الموبايل عبر القارة من تحقيق نوع من توازن في الايرادات بين الرسائل النصية والبريد الالكتروني وعائدات البيانات عبر الموبايل، الا أن غياب هذا الامتياز في القارة الآسيوية ككل الى الآن سوف يحد من القدرة على تحقيق ايرادات مرتفعة من خدمة البيانات عبر الموبايل بالنسبة للمشغلين.
عروض الشركات تركز على خدمات نقل البيانات
| إعداد: كارولين أسمر |
كان أبوخالد، ذو السبعين عاماً جالساً عند المغرب في الديوانية مع أصحابه يتحدثون عن حال الكويت وأهلها، حين تسلم رسالة نصية على هاتفه الجوال «غير الذكي» من احدى الشركات المشغلة تعلمه بانه يستطيع ارسال 100 رسالة نصية قصيرة الى احدى الدول المجاورة مقابل 500 فلس فقط. وللوهلة الاولى استغرب أبو خالد هذا الكرم الحاتمي الذي حل على شركته، وعاد لينتبه أننا أصبحنا في «مارس» وقد مضى شهر فبراير وخيرات أعياده وعروضاته. فما قد تكون مناسبة هذه الرسالة يا ترى؟
الا أن هاتف أبو خالد الجوال «غير الذكي» لن يساعده على قراءة هذه الرسالة النصية بشكل صحيح، وهي باتت تتكرر بشكل أسبوعي ان لم نقل بشكل يومي، ولن يتمكن أبو خالد من معرفة ما يجري مع «الهواتف الذكية»، ولن يعرف أن استخدام الرسالة النصية بات مسألة نادرة لدى شريحة كبيرة من المستخدمين، وهو أمر لم يعد يتم الا في أوقات معينة.
ومع الوقت فإن الاتصال يتحول ويصبح مجانياً شيئاً فشيئاً، مع لجوء حملة الهواتف الذكية، خصوصاً «الأيفون»، إلى تطبيقات الاتصال عبر الانترنت مثل «Viber» و«Nimbuzz» وتطبيقات الاتصال بالصوت والصورة مثل «سكايب» و«تانغو»، فضلاً عن خدمة «فايس تايم» المعروفة في هواتف «أيفون 4».
ما يعني أن هناك مصدر ايرادات مهم بالنسبة للمشغلين، هو في تراجع ملموس يوماً بعد يوم، ليحل مكانه مصدر آخر هو في تزايد مستمر عبر قارات العالم، وليس فقط في الشرق الاوسط. وهي القناة التي تركز عليها معظم شركات الموبايل وتكثف جهودها الخدماتية والتسويقية والاعلانية لتحقيق أعلى نسب ايرادات ممكنة في هذا المجال.
فقد أصبحت خدمة الانترنت عبر الهاتف الجوال بالنسبة لشريحة كبيرة من المشتركين، وأكثرهم من فئة الشباب، أمراً ملزماً وليس ترفيهياً أو ثانوياً. وأصبح الهاتف الجوال من دون انترنت، أشبه بالسيارة من دون وقود.
ومع انتشار «ملايين التطبيقات» الخاصة بأنظمة الدردشة والمحادثة التي بدأت نوعاً ما مع خدمة «بي بي ام» الخاصة بجهاز البلاك بيري، وانتشرت حالياً في معظم الهواتف الذكية، لم تعد هناك حاجة الى ارسال الرسائل النصية أو حتى الاتصال في الاوقات التي يكون فيها الاتصال لابلاغ رسالة سريعة أو رقم معين أو ما شابه ذلك، وبالتالي فان عوائد شركات الموبايل من تلك الخدمات هي في تراجع مستمر مع انتشار الهواتف الذكية ومعرفة المشتركين بها. وهي معرفة في تزايد مستمر، بعد ان دفع الفضول معظم شرائح المجتمع، بمن فيهم المتقدمون في السن لمعرفة ما الذي يجري عبر هذه الاجهزة المتحركة، ولماذا أصبح الشباب جميعهم يعيشون مع الاجهزة الذكية ليلاً ونهاراً، والى أي عالم تنقلهم هذه الاجهزة، لدرجة أصبحوا يستطيعون من خلالها الاستغناء عن معظم الذين هم حولهم، والعيش مع «الهاتف الذكي».
مصدر الايرادات المتراجع هذا، استبدلته شركات الموبايل في الكويت، وعبر العالم، بمصدر آخر هو ايرادات خدمة البيانات عبر الموبايل، ليشهد السوق الكويتي منافسة شرسة في هذا المجال بين الشركات الثلاثة من ناحية الحزم والباقات والاعلانات وغيرها. وركزت الشركات الثلاثة، طيلة العام الماضي على توفير أفضل خدمات الانترنت للمشتركين، مع انتشار «كشخة» الآيفون والبلاك بيري بشكل كبير في السوق.
وبغياب الهيئة العامة للاتصالات في الكويت، المعنية عادةً باصدار الارقام الخاصة بقطاع الاتصالات عامةً، وتحفظ الشركات عن اعطاء نسب النمو الدقيقة في هذا المجال، ترى مصادر متابعة في القطاع لـ«الراي» أن نسبة نمو ايرادات الانترنت عبر الموبايل هي في تزايد مستمر سنوياً، مع ازدياد عدد المشتركين في هذا المجال أيضاً وتشعب أنواع الهواتف الذكية المنتشرة في السوق الكويتي، ويمكن القول ان نحو 60 في المئة من عدد المشتركين في الكويت يستخدمون خدمات البيانات عبر الموبايل أي ما يعادل نحو 2.2 مليون مشترك، استناداً الى أن عدد المشتركين في الكويت وصل الى 3.7 مليون مشترك عام 2010 وبنسبة زيادة سنوية بلغت 25 في المئة.
من ناحية أخرى، وبلمحة سريعة على أسعار الحزم والباقات المقدمة من قبل الشركات الثلاثة للمشتركين في هذا المجال، والتي تتراوح بين 26 دينارا كحد اقصى و1.5 دينار كحد أدنى، يمكن القول ان المعدل العام قد يتراوح بين 12 و13 دينارا شهرياً للمشترك الواحد. أي ما قد يصل الى 27 مليون دينار شهرياً للشركات الثلاثة ايرادات، من دون أن ننسى أن تكلفة تقديم خدمة الانترنت عبر الموبايل تتعدى تكلفة خدمة الرسائل النصية بالنسبة للشركات، اذ انها لا تزال الى الان مشتركة بخدمة الانترنت من الشركات المزودة لهذه الخدمة في الكويت والمرخص لها من قبل وزارة المواصلات، وبالتالي فان شركة الموبايل تتكبد تكلفة تأجير هذه الخدمة قبل توزيعها على المشتركين.
كما أن تقديم خدمة الانترنت عبر الموبايل تتطلب الكثير من المتابعة للبنية التحتية بهذه الخدمة لناحية تطوير الشبكات والمحافظة على قوة ارسال عالية الجودة، بالاضافة الى الانظمة الخاصة بالفواتير وغيرها...
وتشير التوقعات الى أن اختراق هذه الخدمة في أسواق منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ككل سوف يزداد بنسبة 20 في المئة بمعدل سنوي للعام 2014، وهو ما قد يظهر في العديد من بيانات الدولفي المنطقة وأولها الدول الخليجية التي تشهد نسب اختراق مرتفعة جداً لاستخدام الموبايل مع تزايد عدد المشتركين الذين يملكون شريحة أو شريحتين، ومنها البحرين التي تتوقع تحقيق 239 مليون دولار عائدات من خدمة الانترنت عبر الموبايل في الفترة ذاتها.
ما الذي يحدث عالمياً؟
ارتفعت ايرادات البيانات في شركات الموبايل عالمياً العام الماضي لتبلغ 23 في المئة في الربع الرابع أي ما يعادل 55 مليار دولار، يتوقع المحللون أن يستمر هذا النمو بالتزايد في 2011، وأن يصل ارتفاعه الى 22 في المئة هذا العام أي ما يعادل 67 مليار دولار، وذلك مع انتشار الهواتف الذكية وأجهزة اللوائح المسطحة وغيرها.
وتتابع التقارير الخارجية انه في العام 2011 لن تتجاوز الاجهزة الذكية والمسطحة أعداد الكمبيوترات فقط من حيث عدد الشحنات، وانما من حيث مجمل العائدات أيضاً. مشيرةً الى أن الارتفاع المهم في مبيعات واستخدام الهواتف الذكية في الولايات المتحدة الاميركية على سبيل المثال، يعني أنه مع نهاية العام 2011، هذه الاجهزة ستستخدم كمية من البيانات أكبر بكثير مما كانت عليه العام الماضي، ما قد يحول الولايات المتحدة الى الدولة الاولى عالمياً في استهلاك البيانات عبر الموبايل متخطيةً السويد في ذلك.
من ناحية أخرى يعتبر السوق الاميركي أكثر الاسواق سيطرة لناحية تحقيق الايرادات في الصناعة ككل وفي حين أن الولايات المتحدة تمثل أقل من 6 في المئة لناحية عدد المشتركين، الا أنها تعادل أكثر من 21 في المئة لناحية ايرادات البيانات، بعد أن أصبحت شركة « فيريزون وايرليس» مشغل بيانات الموبايل الاول في السوق الاميركي. في حين يسيطر «آي او اس» و «اندرويد» على عقول المطورين تماماً والانظمة الايكولوجية، ما يؤدي الى احتدام السباق لرؤية خيار ثالث مفتوح أمام الشركات اذ ان معظم المشغلين قد يحبون فكرة رؤية أي مطور جديد يدخل السوق.
ومع انتشار خدمة الانترنت على الموبايل في الكويت بشكل كبير لدرجة قد تحول هاتف «بو خالد» السبعيني الى «ذكي»، يبقى السؤال عن مدى ايجابية وسلبية هذه الهواتف الذكية على النمط المتطور لحياة المستخدمين، والسؤال الاهم متى يمكن الاطلاع على أرقام هذه البيانات وحجم استخدامها الرسمي لكي تتضح الصورة بشكل أكبر على المعنيين في القطاع والمستخدمين بشكل سواء.
43 مليار دولار
إيرادات البيانات
في 2014
ترى مؤسسة «أي بي آي» للدراسات في تقرير صادر لها أن ايرادات استخدام البيانات عبر الموبايل عالمياً ستصل الى 43 مليار دولار عام 2014 بمقابل 48 مليار لعائدات الرسائل النصية والبريد الالكتروني عبر الموبايل للفترة ذاتها. وبالرغم من ذلك من المتوقع أن تتخطى عائدات البيانات عبر الموبايل في جميع الاسواق-باستثناء أسواق أميركا الشمالية- عائدات الرسائل النصية بنحو 55 في المئة.
ويضيف التقرير انه بالرغم من قلق المشغلين الدائم بالتحول الى قناة خاصة باستخدام البيانات عبر الموبايل، الا أنهم لا يزالون حتى الآن القناة الوحيدة في هذا المجال، ويكمن التحدي الوحيد أمامهم في تعزيز قيمة القنوات التي يستخدمونها وبالتالي، انشاء خطط استراتيجية مناسبة لكيفية انتشار خدمة البيانات بأفضل جودة وأنسب الاسعار. ففي أميركا الشمالية، حيث خدمة الانترنت تصل الى الجميع بطريقة متساوية، تمكن مشغلي الموبايل عبر القارة من تحقيق نوع من توازن في الايرادات بين الرسائل النصية والبريد الالكتروني وعائدات البيانات عبر الموبايل، الا أن غياب هذا الامتياز في القارة الآسيوية ككل الى الآن سوف يحد من القدرة على تحقيق ايرادات مرتفعة من خدمة البيانات عبر الموبايل بالنسبة للمشغلين.