فاطمي
03-30-2011, 10:33 AM
ميدل ايست أونلاين
بقلم: حسن النواب
داخ رب الأسرة المواطن جبر منذ اسبوع بطلبات زوجته، بعد ان سمعت ام اطفاله الثلاثة ان الحكومة سمتنح كل فرد 15 الف دينار تعويضا عن الحصة التموينية غير المستلمة، وهذا يعني انهم سيقبضون خمسة وسبعين الف دينارا.
قالت له الزوجة في اليوم الأول لنشتر بالنقود دجاجات ومن بيضها نشبع عند الفطور والفائض من البيض نبيعه على وكيل الحصة التموينية، لكنها في صباح اليوم الثاني غيرت رأيها وقالت له: لنشتر بالمبلغ فراشا جديدا لنا لأن الفراش الذي ننام عليه اكله العث وصار بيتا للصراصر.
شجعها على هذه الفكرة، لكنها في اليوم الثالث غيرت رأيها ايضا وطلبت منه ان يدخر المبلغ للطوارىء وللحالات التي تستوجب المال مثل شراء الأدوية لطفلتهم الصغيرة التي تعاني من ضيق النفس وان شراء بخاخ يفتح رئتيها حتى تستنشق الهواء افضل من اية رغبة اخرى، لكنها عند ظهيرة اليوم الرابع اقترحت عليه تقسيم المبلغ الى نصفين، نصف يبقى كاحتياط إستراتيجي للعائلة الفقيرة، والنصف الآخر يصرفونه كأجور نقل وطعام لزيارة المراقد المقدسة في كربلاء بحثا عن الشفاعة والتقرب من الله.
ويبدو ان زوجها جبر اقتنع بهذا الرأي الناجع، لكنها في اليوم الخامس بعد ان انقطعت الكهرباء لمدة ثلاثة وعشرين ساعة، اقترحت عليه الزوجة ان يشتري مولدة كهرباء ربع عمر من سوق الهرج حتى ينعمون بالضوء ومتابعة جلسات مجلس النواب عبر تلفازهم الأسود والأبيض، تلك الجلسات الساخنة والتي تحرص على سعادة الشعب المحروم والتي تدع المواطن يذرع في ارض الجنة، ويتصور ان الهور مرق والزور ملاعق، غير ان عطلا مفاجئا اصاب تلفاز العائلة وصار يسحب الصورة بلا صوت جعلت الزوجة تغير رأيها في اليوم السادس بكيفية استثمار المال الذي سيحط بين احضانهم قريبا واقترحت على زوجها الإشتراك بذلك المبلغ بسلفة في المنطقة التي تسكنها، ولما استشاط زوجها ولعن اليوم الذي اصدرت به الحكومة هذا التعويض عن الحصة التموينة وقال لها:
يا بنت الحلال اذا دفعنا هذا القسط من السلفة كيف ندفع القسط الثاني فأجابت ام الجهال بثقة عالية: الحكومة ستعوضنا بنفس المبلغ بالشهر القادم لأن مواد الحصة التموينة ستصل ناقصة ايضا.. وستظل الحصة ناقصة حتى يملأ عيوننا التراب.
في اليوم السابع ذهب المواطن جبر لإستلام الصك من وكيل الحصة التموينية.. وجاء فرحا به الى ام الجهال وذهبا مع اطفالهم الثلاثة الى المصرف حتى يستلمون الخمسة والسبعين الف دينارا.. بعد ان اتفقا على شراء تلفزيون ملون في ارذل العمر من سوق الهرج بالمبلغ بعد وفاة تلفزيونهم الأسود والأبيض تماما ليلة امس، وبعد وقوف طويل بالطابور استمر من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا وصلهم الدور بإستلام المبلغ الموعود، نظر موظف المصرف بالصك وطلب هوية الأحوال المدنية من المواطن جبر، وبعد التدقيق والتمحيص بإسم المواطن جبر، رفض موظف المصرف تسليم المبلغ للعائلة المنكودة الحظ..
والسبب ان اسم رب الأسرة في الجنسية جبر بينما اسمه في الصك حبر، ولما حاول المواطن جبر اقناع موظف المصرف ان اسمه جبر وليس حبر.. لم يقتنع الموظف وطلب من العائلة الذهاب الى وزارة التجارة لتصحيح الإسم في الصك ومن ثم تصديقه من كاتب العدل في المحكمة الفدرالية.
حينها لطم المواطن جبر على رأسه وصاح بغضب وسط حشود الناس في المصرف: والله انا جبر.. انا جبر الذي خرج من بطن امه الى القبر... ولعنة الله على "الخمسطعش" الف دينار.
حسن النواب
بقلم: حسن النواب
داخ رب الأسرة المواطن جبر منذ اسبوع بطلبات زوجته، بعد ان سمعت ام اطفاله الثلاثة ان الحكومة سمتنح كل فرد 15 الف دينار تعويضا عن الحصة التموينية غير المستلمة، وهذا يعني انهم سيقبضون خمسة وسبعين الف دينارا.
قالت له الزوجة في اليوم الأول لنشتر بالنقود دجاجات ومن بيضها نشبع عند الفطور والفائض من البيض نبيعه على وكيل الحصة التموينية، لكنها في صباح اليوم الثاني غيرت رأيها وقالت له: لنشتر بالمبلغ فراشا جديدا لنا لأن الفراش الذي ننام عليه اكله العث وصار بيتا للصراصر.
شجعها على هذه الفكرة، لكنها في اليوم الثالث غيرت رأيها ايضا وطلبت منه ان يدخر المبلغ للطوارىء وللحالات التي تستوجب المال مثل شراء الأدوية لطفلتهم الصغيرة التي تعاني من ضيق النفس وان شراء بخاخ يفتح رئتيها حتى تستنشق الهواء افضل من اية رغبة اخرى، لكنها عند ظهيرة اليوم الرابع اقترحت عليه تقسيم المبلغ الى نصفين، نصف يبقى كاحتياط إستراتيجي للعائلة الفقيرة، والنصف الآخر يصرفونه كأجور نقل وطعام لزيارة المراقد المقدسة في كربلاء بحثا عن الشفاعة والتقرب من الله.
ويبدو ان زوجها جبر اقتنع بهذا الرأي الناجع، لكنها في اليوم الخامس بعد ان انقطعت الكهرباء لمدة ثلاثة وعشرين ساعة، اقترحت عليه الزوجة ان يشتري مولدة كهرباء ربع عمر من سوق الهرج حتى ينعمون بالضوء ومتابعة جلسات مجلس النواب عبر تلفازهم الأسود والأبيض، تلك الجلسات الساخنة والتي تحرص على سعادة الشعب المحروم والتي تدع المواطن يذرع في ارض الجنة، ويتصور ان الهور مرق والزور ملاعق، غير ان عطلا مفاجئا اصاب تلفاز العائلة وصار يسحب الصورة بلا صوت جعلت الزوجة تغير رأيها في اليوم السادس بكيفية استثمار المال الذي سيحط بين احضانهم قريبا واقترحت على زوجها الإشتراك بذلك المبلغ بسلفة في المنطقة التي تسكنها، ولما استشاط زوجها ولعن اليوم الذي اصدرت به الحكومة هذا التعويض عن الحصة التموينة وقال لها:
يا بنت الحلال اذا دفعنا هذا القسط من السلفة كيف ندفع القسط الثاني فأجابت ام الجهال بثقة عالية: الحكومة ستعوضنا بنفس المبلغ بالشهر القادم لأن مواد الحصة التموينة ستصل ناقصة ايضا.. وستظل الحصة ناقصة حتى يملأ عيوننا التراب.
في اليوم السابع ذهب المواطن جبر لإستلام الصك من وكيل الحصة التموينية.. وجاء فرحا به الى ام الجهال وذهبا مع اطفالهم الثلاثة الى المصرف حتى يستلمون الخمسة والسبعين الف دينارا.. بعد ان اتفقا على شراء تلفزيون ملون في ارذل العمر من سوق الهرج بالمبلغ بعد وفاة تلفزيونهم الأسود والأبيض تماما ليلة امس، وبعد وقوف طويل بالطابور استمر من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا وصلهم الدور بإستلام المبلغ الموعود، نظر موظف المصرف بالصك وطلب هوية الأحوال المدنية من المواطن جبر، وبعد التدقيق والتمحيص بإسم المواطن جبر، رفض موظف المصرف تسليم المبلغ للعائلة المنكودة الحظ..
والسبب ان اسم رب الأسرة في الجنسية جبر بينما اسمه في الصك حبر، ولما حاول المواطن جبر اقناع موظف المصرف ان اسمه جبر وليس حبر.. لم يقتنع الموظف وطلب من العائلة الذهاب الى وزارة التجارة لتصحيح الإسم في الصك ومن ثم تصديقه من كاتب العدل في المحكمة الفدرالية.
حينها لطم المواطن جبر على رأسه وصاح بغضب وسط حشود الناس في المصرف: والله انا جبر.. انا جبر الذي خرج من بطن امه الى القبر... ولعنة الله على "الخمسطعش" الف دينار.
حسن النواب