سلسبيل
03-29-2011, 01:46 AM
ارتكب جريمة قتل لوافد إيراني قبل 25 عاما وهو في 19 من عمره
أقدم سجين في «المركزي» يستنجد عبر الوطن: أرجوكم انقذوا ما تبقى من سنين العمر
2011/03/28 10:11
حاولنا بكل الطرق الاستدلال على ذوي القتيل لكن دون جدوى.. وروايات تقول إنهم فقدوا بعد زلزال ضرب قريتهم
حكم عليَّ بالإعدام وأطلق سراحي في الغزو وبعد التحرير سلمت نفسي للجهات المختصة
تقدمت بكتب لإعادة النظر في قضيتي لكن دون جدوى
توفي والدي وأنا في السجن وأمنيتي الحرية ورؤية ابنتي الوحيدة بعد أن خسرت زوجتي
شاركت في المقاومة الكويتية والتحقت بقوات التحالف في أثناء الغزو
كتب راشد العيد:
ترددت كثيرا قبل عرض قصة وليد، القابع في السجن المركزي منذ 25 عاما، على خلفية جريمة قتل راح ضحيتها رجل في العقد الرابع من عمره (ايراني الجنسية)، ذلك لرغبتي في عدم الخوض في اتون قضايا القتل! لكن قصة وليد التي خطها بيده واستمعت لها منه مباشرة فيما بعد جعلتني انساق نحو المهنية في عرض قصته فيما يكون الحكم للقراء.
بدأت القصة في عدة رسائل وصلت الى «الوطن» مستنجدة ومطالبة بانقاذ ما تبقى من سنين العمر لمدونها بعد ان ارهقت نفسه وجسده سنوات السجن، متمنيا مشاركة الآخرين في تنفس صعداء الحرية.
وليد مواطن كويتي محكوم عليه بالسجن بسبب اقدامه على قتل رجل في العقد الرابع، عندما كان في الـ19 من عمره، حدث ذلك وفقا لما أفاد به في زمن المراهقة والاندفاع وفورة الشباب، المهم ان الجريمة وقعت بمشاركة شخص آخر وقد أخذت القضية حينها مجراها القانوني وحكم على وليد وشريكه بالاعدام، لكن الأقدار لم تشأ ان ينفذ الحكم، اذ انه وبعد سنوات قلائل وقعت كارثة الغزو وخرج وليد وجميع من يقبع معه في السجن المركزي الى فضاء الحرية، لكن وليد وجد ان سجنا آخر ينتظره وهو سجن الاحتلال.لذا فانه بعد ان قضى وقتا مع عائلته في الكويت انضم الى احدى مجموعات المقاومة، فيما قرر لاحقا التوجه الى المملكة العربية السعودية، حيث انضم الى قوات التحالف للمشاركة في معركة تحرير الكويت، وكان له ما اراد، اذ عاد للكويت مجددا لحظة تحرير البلاد.لكن ضمير وليد الذي انتفض عند احتلال وطنه ظل حياً وعاد من جديد ليسلم نفسه للقضاء، وطوال المدة الماضية حتى اليوم فشلت جميع محاولاته للخروج من السجن، اذ واجهته عقبة ان «قضايا الدم لا تسقط الا بتنازل أهل القتيل».
كان الأمل في تلك اللحظة حاضرا، لعله يجد اهل القتيل ويطلب منهم التنازل مهما كان الثمن، لكن جميع محاولات أهل وليد باءت بالفشل.
وعن هذا يقول وليد في رسالته: «لقد استفاد جميع المحكومين في مختلف القضايا بالعفو الصادر بعد تحرير البلاد، لكني بقيت وحيدا مستثنى من العفو بسبب مطلب المحكمة تنازل أهل القتيل».ويردف قائلا: لقد باءت جميع محاولات أسرتي في تعقب أهل القتيل الذين هم من منطقة بهبهان في ايران لكن دون جدوى، وقد تواصلت المحاولات مع السلطات الايرانية التي عجزت هي الأخرى عن ذلك، وان ترددت بعض الأخبار بأن أهله ربما يكونون قد قضوا في زلزال ضرب منطقتهم وأدى الى مقتل العديد من سكانها في أعوام سابقة وربما يكونون هم من بين الضحايا.
وليد الذي بدا بائسا بعد ان فقد الأمل بان يكمل بقية سنين العمر حرا يساهم مع بقية أبناء وطنه في خدمة وطنه بعد ان تسببت لحظات غضب في مرحلة الشباب الباكر في ان يدفع 25 عاما من عمره ثمنا غاليا ويعيش تلك المرحلة خلف القضبان، يستنجد اليوم بكل من له القدرة على المساعدة بأن يعينه على تذوق طعم الحرية مجددا، قائلا: «ألا يكفي كل تلك السنوات من السجن».
وليد لا يملك اليوم سوى ان يقول: «لم يبق من العمر الكثير، فزهرة الحياة ذبلت والشباب ذهب الى غير رجعة، ترك وراءه زوجة وطفلة، الا أنه خسر الزوجة بعد هذه المدة الطويلة في السجن بينما اصبحت ابنته الطفلة في زمن الحرية اليوم شابة في العشرينيات من العمر».
رسالة وليد وقصته قد انتهت معي هنا، لكن ربما تكون هذه النهاية بداية أخرى لها وفي رسم تفاصيل الأمل الذي ينشده والمتمثل في نيل الحرية التي باتت تسيطر على كل أركانه ووجدانه، فهل يتحقق له ذلك بعد هذه السنين؟ الأمل عند الله كبير.
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=100022&YearQuarter=20111
أقدم سجين في «المركزي» يستنجد عبر الوطن: أرجوكم انقذوا ما تبقى من سنين العمر
2011/03/28 10:11
حاولنا بكل الطرق الاستدلال على ذوي القتيل لكن دون جدوى.. وروايات تقول إنهم فقدوا بعد زلزال ضرب قريتهم
حكم عليَّ بالإعدام وأطلق سراحي في الغزو وبعد التحرير سلمت نفسي للجهات المختصة
تقدمت بكتب لإعادة النظر في قضيتي لكن دون جدوى
توفي والدي وأنا في السجن وأمنيتي الحرية ورؤية ابنتي الوحيدة بعد أن خسرت زوجتي
شاركت في المقاومة الكويتية والتحقت بقوات التحالف في أثناء الغزو
كتب راشد العيد:
ترددت كثيرا قبل عرض قصة وليد، القابع في السجن المركزي منذ 25 عاما، على خلفية جريمة قتل راح ضحيتها رجل في العقد الرابع من عمره (ايراني الجنسية)، ذلك لرغبتي في عدم الخوض في اتون قضايا القتل! لكن قصة وليد التي خطها بيده واستمعت لها منه مباشرة فيما بعد جعلتني انساق نحو المهنية في عرض قصته فيما يكون الحكم للقراء.
بدأت القصة في عدة رسائل وصلت الى «الوطن» مستنجدة ومطالبة بانقاذ ما تبقى من سنين العمر لمدونها بعد ان ارهقت نفسه وجسده سنوات السجن، متمنيا مشاركة الآخرين في تنفس صعداء الحرية.
وليد مواطن كويتي محكوم عليه بالسجن بسبب اقدامه على قتل رجل في العقد الرابع، عندما كان في الـ19 من عمره، حدث ذلك وفقا لما أفاد به في زمن المراهقة والاندفاع وفورة الشباب، المهم ان الجريمة وقعت بمشاركة شخص آخر وقد أخذت القضية حينها مجراها القانوني وحكم على وليد وشريكه بالاعدام، لكن الأقدار لم تشأ ان ينفذ الحكم، اذ انه وبعد سنوات قلائل وقعت كارثة الغزو وخرج وليد وجميع من يقبع معه في السجن المركزي الى فضاء الحرية، لكن وليد وجد ان سجنا آخر ينتظره وهو سجن الاحتلال.لذا فانه بعد ان قضى وقتا مع عائلته في الكويت انضم الى احدى مجموعات المقاومة، فيما قرر لاحقا التوجه الى المملكة العربية السعودية، حيث انضم الى قوات التحالف للمشاركة في معركة تحرير الكويت، وكان له ما اراد، اذ عاد للكويت مجددا لحظة تحرير البلاد.لكن ضمير وليد الذي انتفض عند احتلال وطنه ظل حياً وعاد من جديد ليسلم نفسه للقضاء، وطوال المدة الماضية حتى اليوم فشلت جميع محاولاته للخروج من السجن، اذ واجهته عقبة ان «قضايا الدم لا تسقط الا بتنازل أهل القتيل».
كان الأمل في تلك اللحظة حاضرا، لعله يجد اهل القتيل ويطلب منهم التنازل مهما كان الثمن، لكن جميع محاولات أهل وليد باءت بالفشل.
وعن هذا يقول وليد في رسالته: «لقد استفاد جميع المحكومين في مختلف القضايا بالعفو الصادر بعد تحرير البلاد، لكني بقيت وحيدا مستثنى من العفو بسبب مطلب المحكمة تنازل أهل القتيل».ويردف قائلا: لقد باءت جميع محاولات أسرتي في تعقب أهل القتيل الذين هم من منطقة بهبهان في ايران لكن دون جدوى، وقد تواصلت المحاولات مع السلطات الايرانية التي عجزت هي الأخرى عن ذلك، وان ترددت بعض الأخبار بأن أهله ربما يكونون قد قضوا في زلزال ضرب منطقتهم وأدى الى مقتل العديد من سكانها في أعوام سابقة وربما يكونون هم من بين الضحايا.
وليد الذي بدا بائسا بعد ان فقد الأمل بان يكمل بقية سنين العمر حرا يساهم مع بقية أبناء وطنه في خدمة وطنه بعد ان تسببت لحظات غضب في مرحلة الشباب الباكر في ان يدفع 25 عاما من عمره ثمنا غاليا ويعيش تلك المرحلة خلف القضبان، يستنجد اليوم بكل من له القدرة على المساعدة بأن يعينه على تذوق طعم الحرية مجددا، قائلا: «ألا يكفي كل تلك السنوات من السجن».
وليد لا يملك اليوم سوى ان يقول: «لم يبق من العمر الكثير، فزهرة الحياة ذبلت والشباب ذهب الى غير رجعة، ترك وراءه زوجة وطفلة، الا أنه خسر الزوجة بعد هذه المدة الطويلة في السجن بينما اصبحت ابنته الطفلة في زمن الحرية اليوم شابة في العشرينيات من العمر».
رسالة وليد وقصته قد انتهت معي هنا، لكن ربما تكون هذه النهاية بداية أخرى لها وفي رسم تفاصيل الأمل الذي ينشده والمتمثل في نيل الحرية التي باتت تسيطر على كل أركانه ووجدانه، فهل يتحقق له ذلك بعد هذه السنين؟ الأمل عند الله كبير.
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=100022&YearQuarter=20111