yasmeen
03-27-2011, 07:13 AM
د.أحمد راسم النفيس
قبل عام ونصف العام تقريبا من الآن اندلع القتال في شمال اليمن بين الحوثيين وحكومة علي عبد الله صالح لأسباب مطلبية مما أثار غضب العربية السعودية ودفعها للتدخل المباشر في هذه الحرب علها تنجح في تحقيق ما فشل النظام اليمني في تحقيقه.
انتهت الحرب السادسة كما هو معروف في شهرها السادس وبعد أن عجزت القوة الغاشمة والقصف الجوي المكثف وسياسة الأرض المحروقة في إنجاز شيء ملموس مما اضطر الأطراف إلى تخفيض شروطها والقبول بما كانت ترفض قبوله لدى دخولها المواجهة.
الآن انجرت نفس هذه القوى وتحت نفس الذرائع (مواجهة التدخل الإيراني) للدخول إلى البحرين هذه المرة لتوجه سلاحها نحو المتظاهرين العزل من أي سلاح سوى سلاح المطالبة بالحقوق المشروعة لأي شعب من شعوب العالم.
في الحالة اليمنية كان التدخل العسكري موجها ضد المقاتلين الحوثيين المسلحين بأسلحة بدائية ورغم ذلك لم يتوقف الإعلام عن التهويل بالتدخل الإيراني كمحاولة لإيجاد الذرائع والمبررات للقصف الجوي والمدفعي والصاروخي ورغم ذلك صمد الحوثيون وأجبروا ذلك الجيش العرمرم المسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية على العودة من حيث جاء.
في الحالة البحرينية ليس هناك سلاح من أي نوع ورغم ذلك فلا أحد من المراقبين يتوقع النجاح لمحاولات قمع انتفاضة الشعب البحريني الأبي لسبب بسيط للغاية هو أن السلاح ليس قادرا على خفض مستوى التوتر السياسي ولا إقناع أصحاب الحق في التنازل عن حقهم بل هو يضيف لمطالبهم مطلبا جديدا هو سحب القوات الغازية وإجبارها على العودة من حيث جاءت بل والمطالبة بمحاسبة من استدعاها وأعطاها الحق في قتل الأبرياء العزل.
لقد شهدت القرون الماضية والعقود القليلة الفائتة سلسلة من الغزوات العسكرية التي انتهت كلها بالفشل حيث وجد حملة السلاح أنفسهم في نهاية الأمر يفتشون عن مخرج سياسي لورطة التدخل بل ودفعهم هذا إلى تقديم تنازلات ما كانوا ليقدموا عليها لو بقيت قواتهم في أماكنها وبقي قادتهم في موقع الوساطة وعندها كان سيرضى خصومهم بما يعرضونه عليهم قل أم كثر!!.
أما وقد أصبحوا خصما فسيتعين عليهم تقديم تنازلات في الأزمة التي دخلوا طرفا فيها ناهيك عن أزمات أخرى ربما يجري تفجيرها في وجوههم أو أزمات متفجرة بالفعل وهم يحتاجون لمن يساعدهم على الخلاص منها.
الخوف من انهيار النظام اليمني في مواجهة الحوثيين مما يفسح المجال أمام ما سمي بوقتها بالحزام الشيعي أصبح الآن حقيقة واقعة ليس لمصلحة الحوثيين وحدهم وإنما لمصلحة اليمنيين جميعا الذين تعتمل في نفوسهم المرارة ممن دعموا هذا النظام طيلة العقود الماضية ومن ثم فلا إمكانية لإقامة نظام بديل يرضخ لنفس الشروط التي رضخ لها نظام علي عبد الله صالح.
لم يعد شن الحروب وفرض الشروط وإجبار المظلومين على الإذعان والقبول بما يلقى إليهم من فتات وترضيات شكلية أمرا ممكنا في عصر أصبحت الشعوب أكثر وعيا وقدرة على التمسك بمطالب مشروعة لا يمكن تجاهلها أو التخلي عنها لأن الحق القديم لا يغيره شيء ومن جار عليه العدل فالجور أضيق.
قبل عام ونصف العام تقريبا من الآن اندلع القتال في شمال اليمن بين الحوثيين وحكومة علي عبد الله صالح لأسباب مطلبية مما أثار غضب العربية السعودية ودفعها للتدخل المباشر في هذه الحرب علها تنجح في تحقيق ما فشل النظام اليمني في تحقيقه.
انتهت الحرب السادسة كما هو معروف في شهرها السادس وبعد أن عجزت القوة الغاشمة والقصف الجوي المكثف وسياسة الأرض المحروقة في إنجاز شيء ملموس مما اضطر الأطراف إلى تخفيض شروطها والقبول بما كانت ترفض قبوله لدى دخولها المواجهة.
الآن انجرت نفس هذه القوى وتحت نفس الذرائع (مواجهة التدخل الإيراني) للدخول إلى البحرين هذه المرة لتوجه سلاحها نحو المتظاهرين العزل من أي سلاح سوى سلاح المطالبة بالحقوق المشروعة لأي شعب من شعوب العالم.
في الحالة اليمنية كان التدخل العسكري موجها ضد المقاتلين الحوثيين المسلحين بأسلحة بدائية ورغم ذلك لم يتوقف الإعلام عن التهويل بالتدخل الإيراني كمحاولة لإيجاد الذرائع والمبررات للقصف الجوي والمدفعي والصاروخي ورغم ذلك صمد الحوثيون وأجبروا ذلك الجيش العرمرم المسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية على العودة من حيث جاء.
في الحالة البحرينية ليس هناك سلاح من أي نوع ورغم ذلك فلا أحد من المراقبين يتوقع النجاح لمحاولات قمع انتفاضة الشعب البحريني الأبي لسبب بسيط للغاية هو أن السلاح ليس قادرا على خفض مستوى التوتر السياسي ولا إقناع أصحاب الحق في التنازل عن حقهم بل هو يضيف لمطالبهم مطلبا جديدا هو سحب القوات الغازية وإجبارها على العودة من حيث جاءت بل والمطالبة بمحاسبة من استدعاها وأعطاها الحق في قتل الأبرياء العزل.
لقد شهدت القرون الماضية والعقود القليلة الفائتة سلسلة من الغزوات العسكرية التي انتهت كلها بالفشل حيث وجد حملة السلاح أنفسهم في نهاية الأمر يفتشون عن مخرج سياسي لورطة التدخل بل ودفعهم هذا إلى تقديم تنازلات ما كانوا ليقدموا عليها لو بقيت قواتهم في أماكنها وبقي قادتهم في موقع الوساطة وعندها كان سيرضى خصومهم بما يعرضونه عليهم قل أم كثر!!.
أما وقد أصبحوا خصما فسيتعين عليهم تقديم تنازلات في الأزمة التي دخلوا طرفا فيها ناهيك عن أزمات أخرى ربما يجري تفجيرها في وجوههم أو أزمات متفجرة بالفعل وهم يحتاجون لمن يساعدهم على الخلاص منها.
الخوف من انهيار النظام اليمني في مواجهة الحوثيين مما يفسح المجال أمام ما سمي بوقتها بالحزام الشيعي أصبح الآن حقيقة واقعة ليس لمصلحة الحوثيين وحدهم وإنما لمصلحة اليمنيين جميعا الذين تعتمل في نفوسهم المرارة ممن دعموا هذا النظام طيلة العقود الماضية ومن ثم فلا إمكانية لإقامة نظام بديل يرضخ لنفس الشروط التي رضخ لها نظام علي عبد الله صالح.
لم يعد شن الحروب وفرض الشروط وإجبار المظلومين على الإذعان والقبول بما يلقى إليهم من فتات وترضيات شكلية أمرا ممكنا في عصر أصبحت الشعوب أكثر وعيا وقدرة على التمسك بمطالب مشروعة لا يمكن تجاهلها أو التخلي عنها لأن الحق القديم لا يغيره شيء ومن جار عليه العدل فالجور أضيق.