الفتى الذهبي
03-24-2011, 12:43 PM
الثلاثاء, 22/03/2011
يبدو إن السعودية التي تقودها العقلية الوهابية المتطرفة ما زالت لم تستوعب الدروس التي تلقتها من خلال تدخلها في شؤون العديد من الدول العربية.
هذا التدخل الذي يعد في كل الأحوال تدخلاً سافراً في شؤون الدول الأخرى ما كان ليحصل لو تخلصت السعودية الوهابية من تطرفها.
فالموقف السعودي البعيد عن كل أخلاقيات السياسة تمثل بأعلى مراحله من خلال الدعم اللا محدود الذي قدمته السعودية للجماعات الإرهابية والمتطرفة في العراق منذ سقوط الصنم وحتى هذه اللحظة .
وسبب هذا الدعم ينطلق من نظرة شوفينية ضيقة تتمثل بنصرة طائفة على حساب الطوائف الأخرى تحت ذريعة تعرض الطائفة المقصودة للكثير من الغبن والتهميش وهذا مبدأ أثبتت الأحداث خطئه بدليل مشاركة جميع الأطياف العراقية بتشكيلة الحكومة وهو ما يفند النظرية السعودية القائمة على نصرة المذهب الذي تنتمي إليه.
ولم تكتف السعودية بذلك بل حشرت انفها في الانتخابات اللبنانية ومارست أساليب مفضوحة في دعم وإسناد سعد الحريري الذي يمت بالعمالة لها لكي لا يتمكن حزب الله من تحقيق الانتصار الساحق يساندها في ذلك أميركا وحلفائها الصهاينة الذين تمرغت أنوفهم بالوحل في الحرب مع حزب الله .
وقد فشل الحريري فشلاً ذريعا في قيادة الحكومة وتسيير أعمالها ، وهو ما شكل صفعة كبيرة لها بعد الصفعة التي تلقتها في العراق والمتمثلة بنجاح التجربة الديمقراطية فيه رغم كل ما صرف من مليارات من قبل آل سعود وجوقتهم الفاسدة من إرهابيين وقاعديين .
أقول رغم كل ذلك إلا إن حكام آل سعود لم يتعظوا من الهزائم التي تعرضوا لها ولذلك نراهم اليوم يستعرضون قواتهم العسكرية الكارتونية أمام أناس عزل في البحرين .
ويبدو أنهم نسوا أو تناسوا الهزائم والخسائر الكبيرة التي منيت بها قواتهم في قتالها للحوثيين في اليمن .
يوم تصدى الحوثيين بأسلحتهم البسيطة لهذه القوات وأوقعوا فيها أفدح الخسائر من معدات وقتلى وجرحى وأسرى قدر عددهم حسب بعض المصادر ب150 أسيرا قايضتهم السعودية برقم يفوق ال50 مليار دولار من اجل إطلاق سراحهم .
واليوم تعود السعودية إلى عادتها القديمة وترسل قواتها إلى البحرين لتستعرض من جديد عضلاتها العسكرية على شعب اعزل وصغير يبلغ عدد سكانه مليون ومائة وسبعة آلاف نسمة، منهم 538 ألف بحريني و 569 ألفاً غير بحرينيين أي ما نسبته 48.6% و 51.4% على التوالي. حيث تبلغ نسبة الشيعة فيهم 76 % حسب إحصاء عام 2010 علما إن مساحة البحرين تبلغ 707 كم مربع.
هذه الدولة التي تعد البصرة ثلاثة أضعاف مساحتها تقوم القوات السعودية بإرسال ألف عسكري ومئات المدرعات والدبابات وربما الطائرات ، وليتها استخدمت قواتها في الدفاع عن الفلسطينيين ضد الصهاينة ولكنها مستعدة لاستعمال كل إمكانياتها ضد الشيعة .
إن عقدة الوهابية السعودية تكمن في جنونها من كل شيء اسمه شيعي واستعدادها التام لقتاله أينما يكون انطلاقا من أيدلوجيتها العقيمة والمريضة المبنية على الفكر الوهابي المنحرف عن الدين والأخلاق.
إن الراصد للتحرك العسكري السعودي يستطيع أن يكتشف بسهولة إن السعودية لا يمكن لها أن تحرك جندي واحدا خارج حدودها دون اخذ الضوء الأخضر من أميركا .
وهنا تكون أميركا هي اللاعب الخفي في تسيير الأحداث البحرينية كونها دفعت بأحد عملائها وهم آل سعود لتقديم العون لآل خليفة لقهر الانتفاضة التي تصورت أميركا والسعودية إنها انتفاضة شيعية.
إن السعودية بدأت تفقد الكثير من بريقها كقوة سياسية في المنطقة العربية بسبب سوء تصرفها وتعاملها مع الأحداث السياسية في الوطن العربي بنظرة شوفينية بعيدة عن الاتجاه الديني الذي اصطبغت به خاصة إذا تعلق الأمر بالشيعة .
لقد كانت للقسوة المفرطة التي تعاملت بها السعودية مع الأحداث البحرينية سببا كافيا لتدخل أطراف أخرى إلى الساحة البحرينية ، فلا اعتقد إن إيران ستقف مكتوفة الأيدي لما يتعرض له شيعة البحرين .
كما لا اعتقد إن المرجعيات الشيعية ستلوذ بالصمت إزاء ما يحدث لأبناء طائفتها أمام المد الوهابي ، وهذا ما سيولد احتقان طائفي لا تدفع البحرين ثمنه فقط وإنما سيدفع العالم الإسلامي ثمنه غاليا ، وهو ما تسعى الامبريالية الصهيونية لتحقيقه دون أن تدخل على الخط مباشرة وإنما ستترك لإذنابها مثل آل سعود مهمة القيام به .
والغريب بالأمر إن الرد العربي إزاء التدخل السعودي لم يكن بمستوى الحدث حيث لاذت اغلب الدول العربية بالصمت المطبق وخاصة الجامعة العربية التي رأينا منها موقفاً مختلفا إزاء ما يحدث في ليبيا .فهل لعبت الأموال السعودية دوراً في شراء الذمم العربية .
ولكن الحقيقة يجب أن تقال فقد كانت مواقف الحكومة الوطنية العراقية بمختلف طوائفها موقفا موحدا تمثل بالرفض المعلن للتدخل السعودي بالشأن البحريني .
وأنا اعتقد إن السعودية ستقع بمنزلق خطير إذا ما أصرت على تدخلها في البحرين لان من تظنهم أناس عزل كما تصورت مع الحوثيين يمكن أن يصبحوا بين ليلة وضحاها أناس مدججين بالسلاح.
وعند ذاك سيلقى الجيش السعودي ما لم يكن يتوقعه لان المرحلة الآن تختلف تماما عما كان مع الحوثيين .
إننا نتمنى أن تعي القيادة السعودية إنها تلعب بالنار ، وغدا ستكون هذه النار هي جنهم التي سيلقى بها آل سعود خاصة إذا ما انضم للمتظاهرين في البحرين بعض الكتائب البطلة وعندها تصبح اللعبة هي اللعبة النهائية التي ستطيح بكل عروش الخليج دون استثناء .
إن السعودية لا تلعب بمصير ومستقبل السعودية فحسب بل إنها تعبث بمصير ومستقبل شعوب منطقة الخليج "الفارسي" قاطبة.
لقد أصبحت البحرين بعد التدخل السعودي هي المحور لتغيير كل الأنظمة الخليجية وسيكون التغيير القادم منطلقاً من السعودية التي سوف لن تجد من يدخل لنجدتها لان الشعوب أقوى من كل الطغاة.
وعلى الجميع أن يفهم ويعي هذه الحقيقة وإلا سيكون الإعصار القادم يفوق إعصار تسانومي ولكم أن تتصوروا حجم الدمار الذي سيخلفه.
إن إرادة الشعوب لا يمكن سحقها بكل الأسلحة وهذه للأسف حقيقة لا يريد الكثير الإيمان بها، ولكن التاريخ اثبت ذلك ومن لا يؤمن بالتاريخ ودروسه كمن لا يؤمن باليوم الأخر وعذابه وعند ذالك سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
*علي حسين الدهلكي
يبدو إن السعودية التي تقودها العقلية الوهابية المتطرفة ما زالت لم تستوعب الدروس التي تلقتها من خلال تدخلها في شؤون العديد من الدول العربية.
هذا التدخل الذي يعد في كل الأحوال تدخلاً سافراً في شؤون الدول الأخرى ما كان ليحصل لو تخلصت السعودية الوهابية من تطرفها.
فالموقف السعودي البعيد عن كل أخلاقيات السياسة تمثل بأعلى مراحله من خلال الدعم اللا محدود الذي قدمته السعودية للجماعات الإرهابية والمتطرفة في العراق منذ سقوط الصنم وحتى هذه اللحظة .
وسبب هذا الدعم ينطلق من نظرة شوفينية ضيقة تتمثل بنصرة طائفة على حساب الطوائف الأخرى تحت ذريعة تعرض الطائفة المقصودة للكثير من الغبن والتهميش وهذا مبدأ أثبتت الأحداث خطئه بدليل مشاركة جميع الأطياف العراقية بتشكيلة الحكومة وهو ما يفند النظرية السعودية القائمة على نصرة المذهب الذي تنتمي إليه.
ولم تكتف السعودية بذلك بل حشرت انفها في الانتخابات اللبنانية ومارست أساليب مفضوحة في دعم وإسناد سعد الحريري الذي يمت بالعمالة لها لكي لا يتمكن حزب الله من تحقيق الانتصار الساحق يساندها في ذلك أميركا وحلفائها الصهاينة الذين تمرغت أنوفهم بالوحل في الحرب مع حزب الله .
وقد فشل الحريري فشلاً ذريعا في قيادة الحكومة وتسيير أعمالها ، وهو ما شكل صفعة كبيرة لها بعد الصفعة التي تلقتها في العراق والمتمثلة بنجاح التجربة الديمقراطية فيه رغم كل ما صرف من مليارات من قبل آل سعود وجوقتهم الفاسدة من إرهابيين وقاعديين .
أقول رغم كل ذلك إلا إن حكام آل سعود لم يتعظوا من الهزائم التي تعرضوا لها ولذلك نراهم اليوم يستعرضون قواتهم العسكرية الكارتونية أمام أناس عزل في البحرين .
ويبدو أنهم نسوا أو تناسوا الهزائم والخسائر الكبيرة التي منيت بها قواتهم في قتالها للحوثيين في اليمن .
يوم تصدى الحوثيين بأسلحتهم البسيطة لهذه القوات وأوقعوا فيها أفدح الخسائر من معدات وقتلى وجرحى وأسرى قدر عددهم حسب بعض المصادر ب150 أسيرا قايضتهم السعودية برقم يفوق ال50 مليار دولار من اجل إطلاق سراحهم .
واليوم تعود السعودية إلى عادتها القديمة وترسل قواتها إلى البحرين لتستعرض من جديد عضلاتها العسكرية على شعب اعزل وصغير يبلغ عدد سكانه مليون ومائة وسبعة آلاف نسمة، منهم 538 ألف بحريني و 569 ألفاً غير بحرينيين أي ما نسبته 48.6% و 51.4% على التوالي. حيث تبلغ نسبة الشيعة فيهم 76 % حسب إحصاء عام 2010 علما إن مساحة البحرين تبلغ 707 كم مربع.
هذه الدولة التي تعد البصرة ثلاثة أضعاف مساحتها تقوم القوات السعودية بإرسال ألف عسكري ومئات المدرعات والدبابات وربما الطائرات ، وليتها استخدمت قواتها في الدفاع عن الفلسطينيين ضد الصهاينة ولكنها مستعدة لاستعمال كل إمكانياتها ضد الشيعة .
إن عقدة الوهابية السعودية تكمن في جنونها من كل شيء اسمه شيعي واستعدادها التام لقتاله أينما يكون انطلاقا من أيدلوجيتها العقيمة والمريضة المبنية على الفكر الوهابي المنحرف عن الدين والأخلاق.
إن الراصد للتحرك العسكري السعودي يستطيع أن يكتشف بسهولة إن السعودية لا يمكن لها أن تحرك جندي واحدا خارج حدودها دون اخذ الضوء الأخضر من أميركا .
وهنا تكون أميركا هي اللاعب الخفي في تسيير الأحداث البحرينية كونها دفعت بأحد عملائها وهم آل سعود لتقديم العون لآل خليفة لقهر الانتفاضة التي تصورت أميركا والسعودية إنها انتفاضة شيعية.
إن السعودية بدأت تفقد الكثير من بريقها كقوة سياسية في المنطقة العربية بسبب سوء تصرفها وتعاملها مع الأحداث السياسية في الوطن العربي بنظرة شوفينية بعيدة عن الاتجاه الديني الذي اصطبغت به خاصة إذا تعلق الأمر بالشيعة .
لقد كانت للقسوة المفرطة التي تعاملت بها السعودية مع الأحداث البحرينية سببا كافيا لتدخل أطراف أخرى إلى الساحة البحرينية ، فلا اعتقد إن إيران ستقف مكتوفة الأيدي لما يتعرض له شيعة البحرين .
كما لا اعتقد إن المرجعيات الشيعية ستلوذ بالصمت إزاء ما يحدث لأبناء طائفتها أمام المد الوهابي ، وهذا ما سيولد احتقان طائفي لا تدفع البحرين ثمنه فقط وإنما سيدفع العالم الإسلامي ثمنه غاليا ، وهو ما تسعى الامبريالية الصهيونية لتحقيقه دون أن تدخل على الخط مباشرة وإنما ستترك لإذنابها مثل آل سعود مهمة القيام به .
والغريب بالأمر إن الرد العربي إزاء التدخل السعودي لم يكن بمستوى الحدث حيث لاذت اغلب الدول العربية بالصمت المطبق وخاصة الجامعة العربية التي رأينا منها موقفاً مختلفا إزاء ما يحدث في ليبيا .فهل لعبت الأموال السعودية دوراً في شراء الذمم العربية .
ولكن الحقيقة يجب أن تقال فقد كانت مواقف الحكومة الوطنية العراقية بمختلف طوائفها موقفا موحدا تمثل بالرفض المعلن للتدخل السعودي بالشأن البحريني .
وأنا اعتقد إن السعودية ستقع بمنزلق خطير إذا ما أصرت على تدخلها في البحرين لان من تظنهم أناس عزل كما تصورت مع الحوثيين يمكن أن يصبحوا بين ليلة وضحاها أناس مدججين بالسلاح.
وعند ذاك سيلقى الجيش السعودي ما لم يكن يتوقعه لان المرحلة الآن تختلف تماما عما كان مع الحوثيين .
إننا نتمنى أن تعي القيادة السعودية إنها تلعب بالنار ، وغدا ستكون هذه النار هي جنهم التي سيلقى بها آل سعود خاصة إذا ما انضم للمتظاهرين في البحرين بعض الكتائب البطلة وعندها تصبح اللعبة هي اللعبة النهائية التي ستطيح بكل عروش الخليج دون استثناء .
إن السعودية لا تلعب بمصير ومستقبل السعودية فحسب بل إنها تعبث بمصير ومستقبل شعوب منطقة الخليج "الفارسي" قاطبة.
لقد أصبحت البحرين بعد التدخل السعودي هي المحور لتغيير كل الأنظمة الخليجية وسيكون التغيير القادم منطلقاً من السعودية التي سوف لن تجد من يدخل لنجدتها لان الشعوب أقوى من كل الطغاة.
وعلى الجميع أن يفهم ويعي هذه الحقيقة وإلا سيكون الإعصار القادم يفوق إعصار تسانومي ولكم أن تتصوروا حجم الدمار الذي سيخلفه.
إن إرادة الشعوب لا يمكن سحقها بكل الأسلحة وهذه للأسف حقيقة لا يريد الكثير الإيمان بها، ولكن التاريخ اثبت ذلك ومن لا يؤمن بالتاريخ ودروسه كمن لا يؤمن باليوم الأخر وعذابه وعند ذالك سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
*علي حسين الدهلكي