د. حامد العطية
03-23-2011, 06:35 PM
لماذا يا صاحب (الفضيلة) القرضاوي تناصر حكام (الرذيلة) آل خليفة؟
د. حامد العطية
يسمونه فضيلة الشيخ القرضاوي، فهو صاحب (الفضيلة)، والفضائل في الدين معروفة، منها العفة والصدق والأمانة والتواضع والكرم والشجاعة واغاثة الملهوف، ونقائضها رذائل.
قبل أيام معدودات طلع صاحب (الفضيلة) القرضاوي علينا بتصريح يتهم ثوار البحرين بالطائفية، ومن المعروف بأن غالبية سكان البحرين هم من الشيعة، ومن الطبيعي أن يكون غالبية الثوار من نفس الطائفة، بل ذلك دليل على مظلومية ابناء هذه الطائفة، بالمقابل فإن العائلة الحاكمة المستأثرة بالسلطة والأرض والمنافع تنتمي للمذهب السني، وبالتالي فلا بد للعاقل المنصف من الاستنتاج بأن حكام البحرين السنة من آل خليفة وبطانتهم طائفيون، ويضطهدون الأغلبية الشيعية في البحرين، وإلا لما خرج مئات الألاف من الشيعة مطالبين بالحقوق السياسية التي تعتبرها الدول المتقدمة من المسلمات.
من الواضح أن الغرض من اتهام صاحب (الفضيلة) القرضاوي لثوار البحرين هو اضفاء شرعية على حكم آل خليفة ونهجهم وسياساتهم، فهل من الجائز لصاحب (الفضيلة) القرضاوي أن يجاهر بمساندته لحكم آل خليفة؟ أو بعبارة أخرى هل يمتلك آل خليفة الحد الأدنى من الفضائل ليستحقوا مساندة صاحب (الفضيلة) القرضاوي؟
من المؤكد بأن آل خليفة لا يمتلكون فضيلة العفة، فهم اباحوا بيع وتناول الخمور، واجازوا فتح الخمارات، وسكتوا على دور البغاء، ومنحوا تأشيرات الدخول والإقامات للقوادين والبغايا.
وآل خليفة أيضاً مشهورون بالكذب بين أهل البحرين، فهم يعدون ويخلفون، ولولا وعودهم الكاذبة لما اصبح أميرهم ملكاً.
وحكام البحرين من آل خليفة مؤتمنون على البحرين وثرواته، ولكنهم خانوا الأمانة، إذ يتهمهم شعب البحرين بسرقة ثروات البحرين من عائدات نفطية وموارد حكومية وأملاك عامة، وبإهدار جانب كبير منها على بذخهم وملذاتهم، وتوزيع بعضها على أعوانهم.
كما أن آل خليفة أبعد الناس عن التواضع، والدليل على ذلك شهوة الملك لدى حاكمهم، الذي نصب نفسه ملكاً مطلقاً، في عصر الجمهوريات.
ولو كان آل خليفة شجعان لما استعملوا القوة والقهر ضد شعبهم الأعزل، ولاستنكفوا عن الاستعانة بقوات دول الخليج الآخرى، واستقووا بها على مواطنيهم.
وآخر ما يتوقعه ملهوف في البحرين أن يغيثه آل خليفة، بل لولا آل خليفة لما كان هنالك ملهوف في البحرين، وهم لم يكتفوا بمحاصرة المستشفيات والاعتداء على الاطباء ومساعديهم بل منعوا الفرق الطبية الأجنبية من المساهمة في عمليات الإغاثة.
وبعد توفر الأدلة على فسق وفجور آل خليفة وكذبهم وخيانتهم للأمانة وتكبرهم وجبنهم وخستهم وتحريمهم إغاثة الملهوفين نحكم عليهم بأنهم أصحاب (الرذيلة).
نكرر السؤال: لم يا صاحب (الفضيلة) القرضاوي تناصر أصحاب (الرذيلة) آل خليفة؟
فيأتينا الجواب في كلمة واحدة: ربه.
لا اكترث للعناتكم، أو ألتفت لسبابكم، ولا يهمني تكفيركم.
أعيد واكرر وأصر: ربه.
هو ربه الذي أمره بذلك.
وربه الذي أوحى له بذلك.
وأشهد أن القرضاوي عبد موحد ومخلص ومطيع لهذا الرب،
وأن محي الدين بن عربي تجرأ بوضع قدمه على ذلك الرب، وفي الجامع، ثم خاطب الناس من حوله قائلاً:
قدمي فوق ربكم،
فتراكضوا إليه، وقيل فتكوا به، وعندما رفعوا قدمه بدا لهم وجه ربهم، فبهتوا.
درهم!
هو الرب الذي دنسه ابن عربي بقدمه.
وهو نفس الدرهم الذي يعبده الكثيرون في الماضي والحاضر.
والدرهم كما الذين يعبدونه ذو وجهين.
على احد وجهي الدرهم نجد ذكر الله، في البسملة أو الحمد أو التسبيح أو غير ذلك.
وعلى الوجه الآخر يوضع اسم الخليفة أو السلطان أو الملك أو الحاكم، وهم كلهم متسلطون ظالمون إلا ما ندر.
وجهان متنافران في الفكر والممارسة، فما الذي جمع بينهما، واقنع الناس بإمكانية بل وحتى بشرعية ذلك؟
هم أصحاب (الفضيلة) لا غيرهم،
أولهم ظهر قبل اربعة عشر قرناً، فأفتى بطاعة الحاكم بالمطلق، وليس آخرهم القرضاوي،
إن القرضاوي، وبعد موقفه المنحاز لحكام (الرذيلة) في البحرين وغيرهم من طغاة الخليج، استحق وبجدارة لقب صاحب (الرذيلة)،
(تعس عبد الدينار ، والدرهم ، والقطيفة ، والخميصة ، إن أعطي رضي ، وإن لم يعط لم يرض) (صحيح البخاري).
واتساءل هل سيأتي يوم على مذهب القرضاوي ينفلق فيه الدرهم، ويتباعد وجهاه نهائياً، ليختفي أصحاب (الفضيلة) المزيفة؟
تلك ستكون أول ثوراتهم الحقيقية والكاملة.
22 أذار 2011م
د. حامد العطية
يسمونه فضيلة الشيخ القرضاوي، فهو صاحب (الفضيلة)، والفضائل في الدين معروفة، منها العفة والصدق والأمانة والتواضع والكرم والشجاعة واغاثة الملهوف، ونقائضها رذائل.
قبل أيام معدودات طلع صاحب (الفضيلة) القرضاوي علينا بتصريح يتهم ثوار البحرين بالطائفية، ومن المعروف بأن غالبية سكان البحرين هم من الشيعة، ومن الطبيعي أن يكون غالبية الثوار من نفس الطائفة، بل ذلك دليل على مظلومية ابناء هذه الطائفة، بالمقابل فإن العائلة الحاكمة المستأثرة بالسلطة والأرض والمنافع تنتمي للمذهب السني، وبالتالي فلا بد للعاقل المنصف من الاستنتاج بأن حكام البحرين السنة من آل خليفة وبطانتهم طائفيون، ويضطهدون الأغلبية الشيعية في البحرين، وإلا لما خرج مئات الألاف من الشيعة مطالبين بالحقوق السياسية التي تعتبرها الدول المتقدمة من المسلمات.
من الواضح أن الغرض من اتهام صاحب (الفضيلة) القرضاوي لثوار البحرين هو اضفاء شرعية على حكم آل خليفة ونهجهم وسياساتهم، فهل من الجائز لصاحب (الفضيلة) القرضاوي أن يجاهر بمساندته لحكم آل خليفة؟ أو بعبارة أخرى هل يمتلك آل خليفة الحد الأدنى من الفضائل ليستحقوا مساندة صاحب (الفضيلة) القرضاوي؟
من المؤكد بأن آل خليفة لا يمتلكون فضيلة العفة، فهم اباحوا بيع وتناول الخمور، واجازوا فتح الخمارات، وسكتوا على دور البغاء، ومنحوا تأشيرات الدخول والإقامات للقوادين والبغايا.
وآل خليفة أيضاً مشهورون بالكذب بين أهل البحرين، فهم يعدون ويخلفون، ولولا وعودهم الكاذبة لما اصبح أميرهم ملكاً.
وحكام البحرين من آل خليفة مؤتمنون على البحرين وثرواته، ولكنهم خانوا الأمانة، إذ يتهمهم شعب البحرين بسرقة ثروات البحرين من عائدات نفطية وموارد حكومية وأملاك عامة، وبإهدار جانب كبير منها على بذخهم وملذاتهم، وتوزيع بعضها على أعوانهم.
كما أن آل خليفة أبعد الناس عن التواضع، والدليل على ذلك شهوة الملك لدى حاكمهم، الذي نصب نفسه ملكاً مطلقاً، في عصر الجمهوريات.
ولو كان آل خليفة شجعان لما استعملوا القوة والقهر ضد شعبهم الأعزل، ولاستنكفوا عن الاستعانة بقوات دول الخليج الآخرى، واستقووا بها على مواطنيهم.
وآخر ما يتوقعه ملهوف في البحرين أن يغيثه آل خليفة، بل لولا آل خليفة لما كان هنالك ملهوف في البحرين، وهم لم يكتفوا بمحاصرة المستشفيات والاعتداء على الاطباء ومساعديهم بل منعوا الفرق الطبية الأجنبية من المساهمة في عمليات الإغاثة.
وبعد توفر الأدلة على فسق وفجور آل خليفة وكذبهم وخيانتهم للأمانة وتكبرهم وجبنهم وخستهم وتحريمهم إغاثة الملهوفين نحكم عليهم بأنهم أصحاب (الرذيلة).
نكرر السؤال: لم يا صاحب (الفضيلة) القرضاوي تناصر أصحاب (الرذيلة) آل خليفة؟
فيأتينا الجواب في كلمة واحدة: ربه.
لا اكترث للعناتكم، أو ألتفت لسبابكم، ولا يهمني تكفيركم.
أعيد واكرر وأصر: ربه.
هو ربه الذي أمره بذلك.
وربه الذي أوحى له بذلك.
وأشهد أن القرضاوي عبد موحد ومخلص ومطيع لهذا الرب،
وأن محي الدين بن عربي تجرأ بوضع قدمه على ذلك الرب، وفي الجامع، ثم خاطب الناس من حوله قائلاً:
قدمي فوق ربكم،
فتراكضوا إليه، وقيل فتكوا به، وعندما رفعوا قدمه بدا لهم وجه ربهم، فبهتوا.
درهم!
هو الرب الذي دنسه ابن عربي بقدمه.
وهو نفس الدرهم الذي يعبده الكثيرون في الماضي والحاضر.
والدرهم كما الذين يعبدونه ذو وجهين.
على احد وجهي الدرهم نجد ذكر الله، في البسملة أو الحمد أو التسبيح أو غير ذلك.
وعلى الوجه الآخر يوضع اسم الخليفة أو السلطان أو الملك أو الحاكم، وهم كلهم متسلطون ظالمون إلا ما ندر.
وجهان متنافران في الفكر والممارسة، فما الذي جمع بينهما، واقنع الناس بإمكانية بل وحتى بشرعية ذلك؟
هم أصحاب (الفضيلة) لا غيرهم،
أولهم ظهر قبل اربعة عشر قرناً، فأفتى بطاعة الحاكم بالمطلق، وليس آخرهم القرضاوي،
إن القرضاوي، وبعد موقفه المنحاز لحكام (الرذيلة) في البحرين وغيرهم من طغاة الخليج، استحق وبجدارة لقب صاحب (الرذيلة)،
(تعس عبد الدينار ، والدرهم ، والقطيفة ، والخميصة ، إن أعطي رضي ، وإن لم يعط لم يرض) (صحيح البخاري).
واتساءل هل سيأتي يوم على مذهب القرضاوي ينفلق فيه الدرهم، ويتباعد وجهاه نهائياً، ليختفي أصحاب (الفضيلة) المزيفة؟
تلك ستكون أول ثوراتهم الحقيقية والكاملة.
22 أذار 2011م