المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجارديان البريطانية: التدخُّل السعودي في البحرين سيذكي نار الطائفية، ولن يخمدها"



بهلول
03-21-2011, 09:45 PM
تحت عنوان "التدخُّل السعودي في البحرين سيذكي نار الطائفية، ولن يخمدها"، نطالع على صفحات الرأي في الجارديان مقالا نقديا مطوَّلا لمادلين بانتنغ تقول فيه إن الانتفاضات العربية بدأت بروح الأمل بالقومية والوطنية، لكن الآن يجري استغلال الانقسامات الطائفية" في خضم الحراك الذي تشهده المنطقة.

تبدأ الكاتبة مقالها بوصف حادثة تقول إنها وقعت وسط العاصمة البحرينية المنامة، إذ تأخذنا في المشهد الأول مع رجل بحريني وقف وسط أحد طرق المدينة مرتديا سروالا من الجينز وسترة، وراح يلوِّح بيديه بتحدٍّ "شجاع وواضح" للرصاص الذي أخذ ينهمر عليه ومن حوله من بنادق ورشاشات عناصر قوات الأمن الحكومية.


ترى بانتنغ أنه سيكون للتدخل السعودي في البحرين انعكاسات سلبية على المنطقة.
وبعد لحظات فقط، ننتقل مع الكاتبة إلى المشهد الثاني حيث نرى الرجل ذاته يتهاوى ويسقط أرضا جرَّاء إصابته بطلق ناري، وقد سالت منه الدماء لتغطي جسده وثيابه، وليُنقل بعدها إلى سيارة تأخذه إلى المستشفى للعلاج من إصابته.

تقول بانتنغ إن المنظر ذاك لم يعد يقتصر على مدينة أو دولة عربية بعينها، بل أصبح مشهدا مألوفا في العديد من بلدان المنطقة التي شهدت، وتشهد، انتفاضات عارمة ضد حكَّامها، وسعيا لانتزاع الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.

أمَّا الجديد الذي ترى الكاتبة أنه يميِّز انتفاضة البحرين فهو "البعد الطائفي" الذي اتخذته الأحداث في تلك الجزيرة الصغيرة ذات الغالبية الشيعية من السكان الذين تحكمهم لقرون أسرة آل خليفة السنية.

وحول الاختلافات بالرؤية حيال شخص كذلك الرجل الذي أُصيب في أحد شوارع المنامة، تقول بانتنغ: "يراه الغربيون ناشطا سياسيا، ويعتبره بعض المسلمين السنة غوغائيا شيعيا، بينما ينظر إليه الشيعة في العالم على أنه شهيد، ولا يوجد ثمة فكرة في الإسلام الشيعي أكثر قوة وقدرة على التعبئة والتجييش من فكرة الشهيد".

وتشير الكاتبة إلى التفاؤل الذي ساد بعض المراقبين من أن مطالب الإصلاح وروح اللاطائفية هي التي بدت غالبة على غيرها من المشاعر والدوافع خلال الثورات والانتفاضات العربية من تونس إلى مصر، حيث وقف المحتجون في مصر مثلا من أديان وطوائف مختلفة جنبا إلى جنبا لا فرق بينهم، وذلك على عكس الجو الطائفي الذي ساد العراق في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003.

وترى بانتنغ أن السعوديين يستعملون خطر الطائفية كغطاء، إذ أصرّوا مؤخرا على القيام بإجراء عاجل في البحرين، وكأنهم يقومون بفعل ضروري لمنع أمر هم في الواقع يقومون بإذكاء ناره: أي الصراع الطائفي.

وتنقل عن محللة شؤون الشرق الأوسط، مي يماني، قولها: "لقد برَّر بعض كبار الشخصيات في السعودية تصرُّفهم في البحرين على أنه أمر ضروري لدرء فتنة شيعية. فإثارة المخاوف من الشيعة تلبِّي الاحتياجات المحلية".

وللتدليل على ذلك ترى المحللة أن إثارة مثل تلك المخاوف الطائفية قد ساعد على "كبح جماح النسخة السعودية الحذرة من الربيع العربي، لطالما كانت الحركة الانفعالية للعريضة التي تم رفعها عبر الإنترنت للمطالبة بالإصلاحات قد اكتسبت قدرا من القوة".

وترى بانتنغ أن تسليط الضوء على "الخطر الطائفي" يخدم السعوديين لدى جمهور آخر أيضا، أي لدى حلفائهم الأمريكيين، إذ أصدر السعوديون إشارات كثيرة إلى خطر "التدخل الأجنبي" في البحرين، وذلك في مسعى منهم لتوجيه أصابع الاتهام إلى إيران وكسب واشنطن إلى جانب الرياض الآن وفي المستقبل.

إلا أن بانتنغ ترى أنه سيكون للتدخل السعودي في البحرين انعكاسات سلبية، وذلك مهما بدا الأمر للرياض أو المنامة أن الأمور قد تكون لصالحهما.

وتدلل الكاتبة على وجهة نظرها تلك بالقول: "قد خرجت خلال الأيام القليلة الماضية مظاهرات مناهضة للتدخل السعودي في البحرين، وذلك في أوساط الشيعية في كل من العراق ولبنان وإيران وفي القطيف، الواقعة في المنطقة الشرقية من السعودية، حيث يعيش معظم شيعة المملكة ويتركز معظم النفط السعودي".

وترفق الجارديان مقال بانتنغ برسم كاريكاتيري تظهر فيه قبضة النظام العربي التي طالما أُحكمت على رقاب الشعوب سنينا طوالا، وقد تحوَّلت مؤخرا إلى مجرَّد جذع شجرة في طريقه إلى الموت واليباس، وإن نبتت منه أغصان فتية مورقة، كناية عن انتفاضات الأمل والحرية على أيدي أجيال الشباب العربية الفتية مؤخرا.