المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوزة الناطقة (منقول)



الدكتور عادل رضا
10-27-2004, 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أريد أن أشرح أحدى المصطلحات التي اصطلحها السيد الوالد (قدس) في أحدى المناسبات وهذا الاصطلاح هو : (( الحوزة الناطقة )) ، فهنا يجب بيان أمور عدة أمور منها .

الأمر الأول : الحوزة من حَوَز : الحاء والواو والزاي اصل واحد ، وهو الجمع والتجمع ، يقال لكل مجمع وناحية حوزة ، وكل من ضم شيئاً إلى نفسه فقد حاز حوزاً .

فتسميت الحوزة العلمية بذلك لأحد أطروحتين :

أما من معنى الأول ، وهو معنى الجمع والتجمع : فيكون المعنى : آن الحوزة هي مجموعة من طلبة العلم . وهذا ليس لفظاً خاصة بالحوزة بطبيعة الحال .

آو من المعنى الثاني : وهو الحيازة ، فيكون معنى الحوزة هي التي حاز عليها الإمام (عج) واستخلصها لنفسه فتكون ((حوزة الإمام (عج) ))

فعليه يجب أن تكون مطيعة له مطبقة لأوامره منفذة لتعاليمه مقدمة لظهوره موسعة لقاعدته ناشرة لعلومه عاملة بأخلاقه ((إنشاء الله تعالى)) .

الأمر الثاني : الناطقة من نطق ، وبطبيعة الحال ، ليس المقصود هنا مطلق الكلام ، بل المقصود هو ((التكلم المطلق)) الذي هو ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) وإقامة شعائر اله – كما هو واضح – وعكسه السكوت ، وهو عدم القيام بما قلنا سابقاً ، وهذا واضح أيضا .

وهذا المصطلح ليس يخفى على أهل المذهب بالخصوص ، حيث ان ذلك وارد في الروايات بما معناه : إن علي (ع‘) : هو القرآن الناطق ، أي الناطق بالحق والناطق بالقرآن والذي هو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .

وقد يكون سبب تمسك المؤمنين في واقعة صفين بعلي أمير المؤمنين (ع) وتركهم المصاحف والتحكيم ، لان علي (ع) هو القرآن الناطق ، وهو المفسر والمبين له دون غيره آنذاك ، فجزاهم الله خير جزاء المحسنين .

ومن المهم أيضا بيان مصاديق للنطق ، أو قل كيفية النطق ، أو متى يكون الأنساب ناطقاً ، فنقول لهذا عدة مصاديق أهمها أو قل : الرئيسي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أيضا له مصاديق أهمها :

(1) الشخصية المؤثرة :- فهي في حد ذاتها أمرا بالمعروف ونهياً عن المنكر ، فكما ينقل في كثير من الروايات :- إن من يعاشر الأئمة (ع) يهتدي بهداهم وبنور وجوههم ، حتى ولو لم يتفوه بكلمة أصلا . فكذلك عندما ترى مرجعاً صالحاً فأنك تذكر أوامر الله وتنهي عن محارمه ونواهيه ، وهذا هو معنى الشخصية المؤثرة وقد يطلق عليها في بعض المراتب بـ((الولاية التكوينية)) .

(2) الأعمال المؤثرة : ولها عدة أمثلة منها :

الأول :- إن يكون مرجعاً ميدانياً – كما يعبرون – يرى الناس ويجلس مجالسه ويحضر مآتمهم ويأكل طعامهم وغير ذلك كثير ، لا ان يتكبر عليهم فلا يكون حينئذٍ مؤثرا في المجتمع – كما هو واضح – بل مجرب .

الثاني :- إقامة حكم الله في العباد والبلاد ، كإقامة صلاة الجماعة والجمعة وغيرها من العبادات التي معها يتكامل المجتمع تكاملاً علوياً ، فهو يفيد نفسه ومجتمعه معاً ، فأن العبادة عبادتان ، شخصية وعامة ، أما الشخصية فهي لا تفيد الشخص نفسه ، وأما العامة فتفيد الشخص والمجتمع معاً .

إلا إن من يقوم بهذه الأعمال الصالحة لتقويم نفسه ومجتمعه لا يأمن على نفسه من كثير من الاعتداءات سواء الكلامية أو الجسدية واقصد به القتل ، إلا إن المؤمن الحقيقي لا يخاف إلا ممن خلقه بطبيعة الحال – فقد قال تعالى : (( فلا تخشوا الناس واخشون )) ، وقال تعالى : (( كل نفسٍ ذائقة الموت )) ، أي إلى ربكم ترجعون ، فمن قام بواجبه أمام الله وأمام مجتمعه فيقابل ربه بوجه حسن والا فلا .

هذا وان من يعاديه أهل الكفر والفسق فهذا غاية في الشرف والرفعة ، كما قال السيد الوالد (قدس) : (( إن في قتلي شفوة وفرح )) وهذا غاية في الشرف في الدنيا والآخرة .

وبطبيعة الحال ، فان النطق بهذا المعنى أولى من السكوت أو قل أفضل الفردين ، فقد قال السيد الوالد (قدس) عليك أن تختار أفضل الفردين ، ميت كان الكلام في التخيير بين الظهر وصلاة الجمعة فهنا كذلك ، أفضل الفردين الحوزة الناطقة ، فأخترها . فمن هنا أطالب الجميع بتوحيد الكلمة والصف وذلك للنهوض بالمجتمع نحو التكامل بعونه تعالى ، كما قال السيد الوالد (قدس) : (( كلانا على دين واحد وحوزة واحدة ومذهب واحد )) وهذا لا يسمى بيعة وإنما هو مجرد أمر بالمعروف ونهيٍ عن المنكر .

بو حسين
10-27-2004, 07:31 PM
أحسنت دكتور

جزاك الله خير جزاء المحسنين ..