المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد الاوزي زعلان لأن الحكومه لم ترسل جنودها الى البحرين ( اطمن ياشيخ الحكومه ارسلت)



علي علي
03-19-2011, 06:58 AM
محمد العوضي - الراي


البحرين... و«بطيخ» القرارات الحكومية!!


يُذكر ان الشيخ فهد بن بطيخ بن ناهض من شيوخ الطوقة من شمر في واسط في العراق طلب من بعض العشائر المجاورة له ان تهاجم قوات الانكليز بعد اندلاع ثورة العشرين في العراق، فلما ثارت معه العشائر عمت الفوضى انحاء واسط فسميت تلك الناحية بديرة «ابن بطيخ»، ثم «ديرة بطيخ»، ثم صارت علما على كل بلد لا امن ولا نظام فيه، عن كتاب (اعلام العشائر العراقية للعامري) اما في الكويت فقد قام بعض الشباب المتحفز بعمل كتلة او تجمع اطلق عليه اسم (كافي) وقبل اسبوعين تقريباً اصطفوا على مدخل مبنى البرلمان وكان معهم ورود وبطيخ وكلما دخلت سيارة نائب برلماني استوقفوه وتفرسوا في وجهه فان تبين لهم انه من البصامين لقرارات الحكومة على طول الخط اي ان النائب صار خاتما في اصغر اصابع الحكومة يعطونه بطيخة لدلالتها على انه من مكرسي فوضى الحكومة في قراراتها غير المدروسة والمكشوفة في تغليب المصالح الخاصة على مصلحة الشعب والبلد والتنمية ومستقبل الاجيال.

اما اذا كان النائب متوازناً في مواقفه ويرجح كفة المصلحة العامة على مصالحه الخاصة في اكثر قراراته البرلمانية فان شباب (كافي) يعطونه وردة تقديراً لانجازاته وتأييداً لمواقفه.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لجأ الشباب الى استخدام لغة الاشارة والرمز بدلاً من لغة العبارة الصريحة عن آرائهم في الحكومة وحلفائها؟

- والجواب ان علم المنطق يقسم الدلالات الى ثلاث (1) دلالة عقلية بحتة كدلالة الاثر على المؤثر، (2) دلالة طبيعية كدلالة كثرة الامطار على السنة المخصبة، ودلالة شحها على السنة المجدبة، (3) دلالة وضعية وهي دلالة شيء ما تواضع الناس واتفقوا في اصطلاحهم على ان يكون دالاً على معنى معين، وقد يكون هذا الشيء لفظاً من الالفاظ ككلمة (بلبل) او صوتاً من الاصوات كرنين جرس المدرسة لبداية الحصة ونهايتها او دلالة مدفع الافطار كدخول وقت اذان المغرب في رمضان.

ودلالة تحديد السهم ( ) على تحديد الاتجاه... الخ ان الشباب كانوا اذكياء عندما استخدموا لغة الرمز «البطيخ نموذجاً» على فكرتهم لان الرمزية تلخص الفكرة وتجعلها تنطبع في الاذهان وتديم وجودها في الذاكرة وتعطيها انتشاراً اوسع بين الناس لبساطتها وسهولة تصديرها وترويجها وان خروجها عن المألوف وطرافتها يزيد من تداولها والناس يلجأون الى الرمزية اما لتجديد واحياء مطالباتهم والدعوة الى آرائهم واما هروباً من المساءلة القانونية والضغوط الامنية... يضرب لنا الدكتور المسيري مثلاً برمز «البطيخ» في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي فيقول: من المعروف ان القانون الاسرائيلي يمنع رفع العلم الفلسطيني ويقدم المتهمين للمحاكمة... ولكن ابداع المنتفضين يصل الى ذروته هنا، فيلجأون الى حيلة البطيخة التي كتبت عنها الصحافة الاجنبية، ولكن لم تكتب عنها الصحافة العربية... فعند مرور القوات الاسرائيلية يقوم الفلسطينيون بقطع البطيخة الى نصفين ثم يرفعون احد النصفين، وكل لبيب بالاشارة يفهم، اذ انه سيرى ألوان

البطيخة المقطوعة فهي حمراء وقشرتها خضراء وبيضاء وبذورها سوداء - وهي ألوان العلم الفلسطيني ولعل عملية قطع البطيخة في حد ذاتها تذكر المستعمر الاسرائيلي بأشياء كريهة اخرى يقال لها ارهابية، اي ان قطع البطيخة اكثر عمقاً ورمزية من مجرد رفع العلم!

وهو سلاح مبتكر تماماً مثل القاء الحجارة، وهو ايضاً سلاح رخيص ومتاح يوجد عند بائع الفاكهة في اي وقت، ولا يمكن للعدو مصادرته، وان فعل فسيغدو اضحوكة امام العالم، وهو سلاح اقتصادي للغاية يمكنك ان تأكله بعد ان تناضل به... انظر كتاب (اللغة والمجاز).

ومن محاسن الصدف البشرية ان البطيخ الفلسطيني كان سلاحاً رمزياً للنضال ضد الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي، وأما حركة توزيع البطيخ الكويتي في البرلمان فكانت وسيلة للاحتجاج على استعمار القرار السياسي ممن تعرفون!

واذا كان البطيخ رمزاً على الفوضى السياسية واشارة الى ارتجالية القرارات التي لا تراعي الا الخضوع لمساومات البقاء على الكرسي دون اعتبار لاي مصلحة عليا او عامة فان ما سمعناه عن ارتباك القرار الكويتي في ارسال جنود تابعين لقوات درع الجزيرة للبحرين اكبر دليل على هذا التخبط البطيخي الفاضح على كل المستويات.

اخيراً ذكر المؤرخ الاديب (ياقوت الحموي) في كتابه «معجم البلدان» (محلة بطيخ) وسميت بذلك لوفرة بطيخها وفواكهها... وانا اشهد ان محلتنا تنافس تلك المحلة في وفرة سياساتها البطيخية.


محمد العوضي





http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=263538&date=19032011