المراسل
03-18-2011, 10:50 PM
[/URL] (javascript:OpenWin('print.php?id=43440', 'prnArt', '750', '550', 'yes');)
[URL="http://www.manaar.com/vb/media/lib/pics/1300462264.jpg"] (javascript:OpenWin('comments.php?id=43440', 'prnArt', '400', '480', 'no');) http://www.rasid.com/media/lib/pics/thumbs/1300462264.jpg
الشيخ مرتضى الباشا (http://www.manaar.com/vb/writers.php?id=1069)
18 / 3 / 2011م
في بداية هذا المقال أرى من الضروري أن نتذكر جميعاً ما حدث في البوسنة والهرسك في القرن الماضي:
«في يونيو 1991م بدأت يوغوسلافيا في الانقسام على نفسها بعد أن أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما. وما لبث أن عُقد استفتاء عام في فبراير ومارس من عام 1992م على الاستقلال في البوسنة والهرسك. وكان الغرض من هذا الاستفتاء أن يقرر السكان ما يريدون لمستقبل بلادهم.
فقاطع معظم الصرب هذا الاستفتاء. بيد أن أغلبية سكان الجمهورية من كروات وبوسنيين صوتوا لصالح الاستقلال وعندها أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال.
عارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة والهرسك إعلان الاستقلال. وبدأ الصرب الذين كان يساندهم الجيش اليوغوسلافي القومي حربًا ضد كل من لم يكن صربيًا. واستولوا على ما يقرب من ثلثي أراضي البوسنة والهرسك خلال شهرين. وسعى الصرب إلى إخراج كل من لم يكن صربيًا من الأراضي البوسنية التي ادعوها لأنفسهم.
وبالرغم من القصف المدفعي غير المنقطع الذي قام به الصرب لعاصمة البوسنة والهرسك «سراييفو»، وغيرها من المدن، والحصار الدائم للمناطق المسلمة بحيث لا تصل إليهم إمدادات، مع تدمير محطات الكهرباء والمياه، فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منع توصيل السلاح لمسلمي البوسنة، كما منعوا الصرب من التسلّح - لأن السلاح متوفر لديهم وليسوا بحاجة إلى التسلح -. وكان الصرب في كل مرة يخرقون أية هدنة تُعقد ويواصلون قصف البوسنة بقنابل مدافعهم».
بدأت هذه الحرب في 17 أبريل 1992 م، وانتهت 1995 م بعد توقيع اتفاقية دايتون، وبعد قتل أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم، واغتصاب أكثر من خمسين ألف مسلمة، وبعد عمليات التشريد والحرق والهدم وغيرها.
قال الله تعالى ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾.
القرآن الكريم على لسان ملكة سبأ «بلقيس» ينوّه إلى حقيقة، فـ «الملوك» إذا دخلوا قرية أو دولة أو غير ذلك أفسدوها وأهلكوها وخرّبوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، أهانوا أشرافها وكبراءها وقاموا بهم بالأسر والاعتقال والتعذيب والتحقير والتوهين والتشريد والإبعاد ليستقيم لهم الأمر، وقرّبوا المتملقين والجهال وصنعوا منهم علماء ووجهاء، ولا يختص ذلك بوقت الدخول، بل هذه هي «سيرة الملوك» دائماً وأبداً، وهذا ما ذكرته نهاية الآية «وكذلك يفعلون» أي هي سيرتهم وفعلهم الدائم.
فالملك يرى نفسه مالكاً للأرض ولما تحتها وما عليها، والناس عبيد له، يفعل بهم ما يشاء، والثروات ملك له، ويأسف أشد الأسف لأنه لا يمكنه التحكم في الهواء ليبيعه على الناس ويمنعه عن معارضيه.
نعم، ها هو التأريخ يعيد نفسه، وها هي البوسنة تعود ولكن في البحرين لا سيما بعد العدوان السعودي والخليجي على الأبرياء في البحرين وإقامة المجازر التي تندى لها جبين الإنسانية.
الصرب كانوا نصارى، وكان أهل البوسنة والهرسك مسلمين، أما القتلة في البحرين فيزعمون أنهم مسلمين، ولكنهم لا يرون أي حرمة للمسلمين ويستبيحون دماءهم وأعراضهم وكل شيء، لا سيما بعد أوامر ملكية وفتاوى فقهاء البلاط الذين باعوا آخرتهم بدنياهم.
ومن الفوارق أيضاً أن التسلح قد مُنع عن الطرفين في البوسنة، ولم يكن الصرب بحاجة إلى التسلح وذلك لاعتمادهم على الجيش اليوغسلافي السابق، أما في بوسنة الخليج «البحرين» فرغم وجوب قوات القمع البحرينية بشتى أنواعها؛ إلا أنهم استعانوا بقوات خارجية بمعداتها وجنودها ووحشيتها، ليكون الجيش الخارجي أكثر قسوة على شعب البحرين، وليتفرق دم شعب البحرين على الملوك الخليجيين وجيوشهم، تماماً كما فعلت قريش عندما أرادت الخلاص من رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم ليلة الهجرة.
إن قوات «درع الجزيرة» الجبانة والذليلة والراكعة أمام العدو الإسرائيلي، تأتي هذا اليوم لإبراز الشجاعة والقوة العسكرية أمام شعب بريء أعزل يطالب بحقه في حياة كريمة.
لم تكن هذه القوات يوماً من الأيام للدفاع عن الحقوق العربية، ولا عن الشعوب المستضعفة في فلسطين ولا في الجزيرة، بل هي منذ تأسيسها وإلى الآن لحماية الأنظمة القمعية القائمة والظالمة.
يخطأ الظالمون عندما يعتقدون أن علميات القمع والإبادة هذه؛ تزلزل عزيمة الشعوب، بل كلما ازدادت عمليات القمع والإبادة والظلم كلما زادت الشعوب نقمة عليهم ورفضاً لحكمهم البربري.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام «ولقد بلغني أن العصبة من أهل الشام كانوا يدخلون على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فيهتكون سترها، ويأخذون القناع من رأسها، والخرص من أذنها، والأوضاح من يديها ورجليها وعضديها، والخلخال والمئزر من سوقها، فما تمتنع إلا بالاسترجاع والنداء: يا للمسلمين، فلا يغيثها مغيث، ولا ينصرها ناصر.
فلو أن مؤمناً مات من دون هذا أسفاً ما كان عندي ملوماً، بل كان عندي باراً محسناً. واعجباً كل العجب، من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم! قد صرتم غرضا يرمى ولا ترمون، وتُغزَون ولا تَغزُون، ويعصى الله وترضون، تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها، كلما اجتمعت من جانب تفرقت من جانب».
آآآآه يا أمير المؤمنين، ليتك حاضر لترى ما يحدث للمسلمين في البحرين وفي اليمن وفي ليبيا، وقد اجتمع الحكام الظلمة على سحق الشعوب، وترسيخ كراسيها. إنه يوم قلّ فيه الناصر، ولا تتحرك المؤسسات الدولية إلا بعد ضمان مصالحها.
في مثل هذه الظروف لا يبقى لأحد أي عذر في التخلف عن نصرة الشعوب المقهورة لا سيما شعب البحرين المظلوم المحاصر، وقد قال الله تعالى ﴿ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
[URL="http://www.manaar.com/vb/media/lib/pics/1300462264.jpg"] (javascript:OpenWin('comments.php?id=43440', 'prnArt', '400', '480', 'no');) http://www.rasid.com/media/lib/pics/thumbs/1300462264.jpg
الشيخ مرتضى الباشا (http://www.manaar.com/vb/writers.php?id=1069)
18 / 3 / 2011م
في بداية هذا المقال أرى من الضروري أن نتذكر جميعاً ما حدث في البوسنة والهرسك في القرن الماضي:
«في يونيو 1991م بدأت يوغوسلافيا في الانقسام على نفسها بعد أن أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما. وما لبث أن عُقد استفتاء عام في فبراير ومارس من عام 1992م على الاستقلال في البوسنة والهرسك. وكان الغرض من هذا الاستفتاء أن يقرر السكان ما يريدون لمستقبل بلادهم.
فقاطع معظم الصرب هذا الاستفتاء. بيد أن أغلبية سكان الجمهورية من كروات وبوسنيين صوتوا لصالح الاستقلال وعندها أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال.
عارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة والهرسك إعلان الاستقلال. وبدأ الصرب الذين كان يساندهم الجيش اليوغوسلافي القومي حربًا ضد كل من لم يكن صربيًا. واستولوا على ما يقرب من ثلثي أراضي البوسنة والهرسك خلال شهرين. وسعى الصرب إلى إخراج كل من لم يكن صربيًا من الأراضي البوسنية التي ادعوها لأنفسهم.
وبالرغم من القصف المدفعي غير المنقطع الذي قام به الصرب لعاصمة البوسنة والهرسك «سراييفو»، وغيرها من المدن، والحصار الدائم للمناطق المسلمة بحيث لا تصل إليهم إمدادات، مع تدمير محطات الكهرباء والمياه، فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منع توصيل السلاح لمسلمي البوسنة، كما منعوا الصرب من التسلّح - لأن السلاح متوفر لديهم وليسوا بحاجة إلى التسلح -. وكان الصرب في كل مرة يخرقون أية هدنة تُعقد ويواصلون قصف البوسنة بقنابل مدافعهم».
بدأت هذه الحرب في 17 أبريل 1992 م، وانتهت 1995 م بعد توقيع اتفاقية دايتون، وبعد قتل أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم، واغتصاب أكثر من خمسين ألف مسلمة، وبعد عمليات التشريد والحرق والهدم وغيرها.
قال الله تعالى ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾.
القرآن الكريم على لسان ملكة سبأ «بلقيس» ينوّه إلى حقيقة، فـ «الملوك» إذا دخلوا قرية أو دولة أو غير ذلك أفسدوها وأهلكوها وخرّبوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، أهانوا أشرافها وكبراءها وقاموا بهم بالأسر والاعتقال والتعذيب والتحقير والتوهين والتشريد والإبعاد ليستقيم لهم الأمر، وقرّبوا المتملقين والجهال وصنعوا منهم علماء ووجهاء، ولا يختص ذلك بوقت الدخول، بل هذه هي «سيرة الملوك» دائماً وأبداً، وهذا ما ذكرته نهاية الآية «وكذلك يفعلون» أي هي سيرتهم وفعلهم الدائم.
فالملك يرى نفسه مالكاً للأرض ولما تحتها وما عليها، والناس عبيد له، يفعل بهم ما يشاء، والثروات ملك له، ويأسف أشد الأسف لأنه لا يمكنه التحكم في الهواء ليبيعه على الناس ويمنعه عن معارضيه.
نعم، ها هو التأريخ يعيد نفسه، وها هي البوسنة تعود ولكن في البحرين لا سيما بعد العدوان السعودي والخليجي على الأبرياء في البحرين وإقامة المجازر التي تندى لها جبين الإنسانية.
الصرب كانوا نصارى، وكان أهل البوسنة والهرسك مسلمين، أما القتلة في البحرين فيزعمون أنهم مسلمين، ولكنهم لا يرون أي حرمة للمسلمين ويستبيحون دماءهم وأعراضهم وكل شيء، لا سيما بعد أوامر ملكية وفتاوى فقهاء البلاط الذين باعوا آخرتهم بدنياهم.
ومن الفوارق أيضاً أن التسلح قد مُنع عن الطرفين في البوسنة، ولم يكن الصرب بحاجة إلى التسلح وذلك لاعتمادهم على الجيش اليوغسلافي السابق، أما في بوسنة الخليج «البحرين» فرغم وجوب قوات القمع البحرينية بشتى أنواعها؛ إلا أنهم استعانوا بقوات خارجية بمعداتها وجنودها ووحشيتها، ليكون الجيش الخارجي أكثر قسوة على شعب البحرين، وليتفرق دم شعب البحرين على الملوك الخليجيين وجيوشهم، تماماً كما فعلت قريش عندما أرادت الخلاص من رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم ليلة الهجرة.
إن قوات «درع الجزيرة» الجبانة والذليلة والراكعة أمام العدو الإسرائيلي، تأتي هذا اليوم لإبراز الشجاعة والقوة العسكرية أمام شعب بريء أعزل يطالب بحقه في حياة كريمة.
لم تكن هذه القوات يوماً من الأيام للدفاع عن الحقوق العربية، ولا عن الشعوب المستضعفة في فلسطين ولا في الجزيرة، بل هي منذ تأسيسها وإلى الآن لحماية الأنظمة القمعية القائمة والظالمة.
يخطأ الظالمون عندما يعتقدون أن علميات القمع والإبادة هذه؛ تزلزل عزيمة الشعوب، بل كلما ازدادت عمليات القمع والإبادة والظلم كلما زادت الشعوب نقمة عليهم ورفضاً لحكمهم البربري.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام «ولقد بلغني أن العصبة من أهل الشام كانوا يدخلون على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فيهتكون سترها، ويأخذون القناع من رأسها، والخرص من أذنها، والأوضاح من يديها ورجليها وعضديها، والخلخال والمئزر من سوقها، فما تمتنع إلا بالاسترجاع والنداء: يا للمسلمين، فلا يغيثها مغيث، ولا ينصرها ناصر.
فلو أن مؤمناً مات من دون هذا أسفاً ما كان عندي ملوماً، بل كان عندي باراً محسناً. واعجباً كل العجب، من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم! قد صرتم غرضا يرمى ولا ترمون، وتُغزَون ولا تَغزُون، ويعصى الله وترضون، تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها، كلما اجتمعت من جانب تفرقت من جانب».
آآآآه يا أمير المؤمنين، ليتك حاضر لترى ما يحدث للمسلمين في البحرين وفي اليمن وفي ليبيا، وقد اجتمع الحكام الظلمة على سحق الشعوب، وترسيخ كراسيها. إنه يوم قلّ فيه الناصر، ولا تتحرك المؤسسات الدولية إلا بعد ضمان مصالحها.
في مثل هذه الظروف لا يبقى لأحد أي عذر في التخلف عن نصرة الشعوب المقهورة لا سيما شعب البحرين المظلوم المحاصر، وقد قال الله تعالى ﴿ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.