فاطمي
03-16-2011, 07:28 AM
«الأهرام» تواصل كشف رحلته إلى عرش «الداخلية»
الأربعاء 16 مارس 2011 القاهرة ـ وكالات
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/179538-12p55.jpg
حبيب العادلي
وزير الداخلية السابق سيطر على مبارك بلعبة الاغتيالات وأطاح بكمال الجنزوري بتسجيل خاص
العادلي أول ضابط شرطة في تاريخ مصر يترقى 3 مرات في عامين
أصيب وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بحالة اكتئاب شديدة بعد مرور 30 يوما على إلقاء القبض عليه، لاتهامه بغسيل الأموال والرشوة وقتل المتظاهرين والتسبب في حالة الانفلات الأمني بالبلاد وهروب المساجين.
وذكرت بوابة الوفد الإلكترونية ان العادلي رفض الخروج لممارسة الجري، رياضته المفضلة، عقب قيام المساجين بتوجيه الشتائم وإلقاء الشباشب عليه أثناء مشاهدته في فناء السجن، ما تسبب في إصابته بحالة غضب شديدة، حتى وصل الأمر الى قيام إدارة السجن بإيداع الوزير الأسبق داخل سيارة ترحيلات صغيرة في حالة طلب النيابة حضوره لاستكمال التحقيقات، على ان تخرج من الباب المخصص لدخول وخروج سيارات القمامة خوفا من قيام نزلاء السجن بالفتك به.
ويمكث العادلي طوال الوقت داخل زنزانته الانفرادية التي تبلغ مساحتها مترين تقريبا، ورفض الوزير المتهم تناول طعام السجن، ويتم إحضار طعامه من الخارج بصفة يومية، وتجاور زنزانة الوزير زنزانة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المجهزة بجميع وسائل الترفيه ويتناول طعامه ـ حسب «الوفد» ـ من فندق الفور سيزون.
إلى ذلك، واصلت «الأهرام» كشف رحلة العادلي الى «عرش» الداخلية قائلة: جلس العادلي سنة و9 أشهر و13 يوما مديرا لمباحث أمن الدولة، قبل ان ينتقل الى منصب وزير الداخلية، وقد يكون هو اول ضابط شرطة في تاريخ مصر يترقى 3 مرات في عامين.
مديرا لأمن القاهرة في اكتوبر 1995، ثم لأمن الدولة في فبراير 1996، ثم وزيرا في نوفمبر 1997! معجزة يصعب ان تتكرر.
وأكدت «الأهرام» ان العادلي مدير امن الدولة جاءته لحظة الانقضاض على منصب وزير الداخلية في حادث الأقصر سنة 1997، الحادث الذي هجم فيه مجموعة من الإرهابيين من الجماعات الإسلامية المسلحة على معبد حتشبسوت في البر الغربي وراحوا يقتلون ويذبحون السياح الموجودين بالمعبد بوحشية بالغة، فسقط 58 سائحا من مختلف الجنسيات و4 مصريين.
اهتزت مصر من أقصاها الى أقصاها، وبات السؤال الملح: كيف حدث هذا؟! وأين أمن الدولة؟! وماذا يفعل وزير الداخلية؟!
من ردود الأفعال العالمية وجسامة الحادث انتقل الرئيس حسني مبارك الى مدينة الأقصر ومعه رئيس الوزراء كمال الجنزوري ووزير الداخلية اللواء حسن الألفي واللواء رضا عبدالعزيز مساعد أول الوزير للأمن يتفقد المكان على أرض الواقع ويعرف من أين جاء التقصير الأمني، في أثناء الارتباك الذي صاحب ساعات الجريمة الأولى وقبل رحلة الرئيس الى الأقصر هرع حبيب العادلي الى صديقه طلعت حماد مدير مكتب رئيس الوزراء الجنزوري وأطلعه على خطاب يبين ان مباحث امن الدولة كانت لديها معلومات عن الحادث، وأبلغت به وزير الداخلية، لكنه لم يحرك ساكنا.
ونقل طلعت حماد المعلومات الى رئيس الوزراء.
تفقد الرئيس المكان وأطلق عشرات التساؤلات، فأفضى له كمال الجنزوري بالمعلومات الخطيرة التي وصلته.
من سوء حظ حسن الألفي ان وزير إعلامه ومتحدثه الرسمي اللواء رؤوف المناوي لم يكن حاضرا، والألفي معروف عنه قلة الكلام وأحيانا قلة الحيلة.
علم الرئيس بالأمر، وأثناء صعوده والوفد المرافق الطائرة متجها الى البحر الأحمر، وكان حسن الألفي يهم على درجات السلم، أمر الرئيس بإنزاله وتعيين رئيس مباحث أمن الدولة وزيرا للداخلية، مكافأة له على المعلومات الواردة في الخطاب أو التقرير إياه.
فتح حبيب العادلي صفحة جديدة في وزارة الداخلية، تولي عرشها، وهو يدرك تماما كيف وصل إليه، وهي خبرة هائلة رسمت أمامه كل الخطوط التي سار عليها لأكثر من 13 عاما، ليكون أطول وزراء الداخلية عمرا.
لم يسلم حبيب العادلي من المآزق في الداخلية والهروب منها، وأخطرها كان محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في بورسعيد سبتمبر 1999 على يد مواطن عادي اقتحم الركب حتى وصل الى سيارة الرئيس ومد يده بالسكين اليه، فضربوه بالرصاص قبل ان يصاب الرئيس بسوء، وطرطش الدم على الجاكت والقميص ورباط العنق، فاشتروا للرئيس بزة جديدة وقميصا وخلع كمال الشاذلي رباط عنقه وأعطاه له! وكانت مصيبة كبرى يصعب الفكاك من مسؤوليتها، لكن العادلي كان قد تعلم الدرس من جريمة الأقصر، فضحى برئيس مباحث أمن الدولة اللواء هاني العزبي وجاء بصلاح سلامة نائبه ولم يكن يحبه.
وفي صباح اليوم التالي اعترف في الصحف بالتقصير وقال نحن نتعلم الحكمة في اتخاذ القرار من الرئيس مبارك!
لكن الأهم هو القربان الذي قدمه، وهو د.كمال الجنزوري الذي بدأ الرئيس لا يستلطفه، وتقول الرواية ان العادلي سجل للجنزوري وصديق من الشخصيات العربية المشهورة حديثا، اشتكى فيه الجنزوري من كثرة ترديد الرئيس لأسماء زوجي ابنتيه، وانهما يحاولان استغلال اسم الجنزوري في أعمال البيزنس، وأنهى الجنزوري حديثه قائلا: الأولى به ان يلتفت الى نجليه اللي خربا البلد.
غضب الرئيس وتحين الفرصة وأقال حكومة كمال الجنزوري وأخرجه من الحكومة بشكل غير لائق خلال افتتاحه الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى ولسن عليها في بعض خطبه العامة. ومن وقتها لعب حبيب العادلي مع الرئيس لعبة محاولات اغتيال للرئيس، كل فترة يقبض على جماعة متطرفة، ويتصل بالرئيس يطمئنه: نجحنا يا ريس في إمساك الولاد قبل ما يتحركوا في العملية!
وكان الرئيس يصدق هذه الحكايات ويقول للمحيطين به: لولا العادلي لا روحنا ولا جينا، وهذه قولة حق، فالعادلي كان سببا رئيسا في انه راح فعلا بلا عودة، ومعه العادلي نفسه!
الأربعاء 16 مارس 2011 القاهرة ـ وكالات
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/179538-12p55.jpg
حبيب العادلي
وزير الداخلية السابق سيطر على مبارك بلعبة الاغتيالات وأطاح بكمال الجنزوري بتسجيل خاص
العادلي أول ضابط شرطة في تاريخ مصر يترقى 3 مرات في عامين
أصيب وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بحالة اكتئاب شديدة بعد مرور 30 يوما على إلقاء القبض عليه، لاتهامه بغسيل الأموال والرشوة وقتل المتظاهرين والتسبب في حالة الانفلات الأمني بالبلاد وهروب المساجين.
وذكرت بوابة الوفد الإلكترونية ان العادلي رفض الخروج لممارسة الجري، رياضته المفضلة، عقب قيام المساجين بتوجيه الشتائم وإلقاء الشباشب عليه أثناء مشاهدته في فناء السجن، ما تسبب في إصابته بحالة غضب شديدة، حتى وصل الأمر الى قيام إدارة السجن بإيداع الوزير الأسبق داخل سيارة ترحيلات صغيرة في حالة طلب النيابة حضوره لاستكمال التحقيقات، على ان تخرج من الباب المخصص لدخول وخروج سيارات القمامة خوفا من قيام نزلاء السجن بالفتك به.
ويمكث العادلي طوال الوقت داخل زنزانته الانفرادية التي تبلغ مساحتها مترين تقريبا، ورفض الوزير المتهم تناول طعام السجن، ويتم إحضار طعامه من الخارج بصفة يومية، وتجاور زنزانة الوزير زنزانة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المجهزة بجميع وسائل الترفيه ويتناول طعامه ـ حسب «الوفد» ـ من فندق الفور سيزون.
إلى ذلك، واصلت «الأهرام» كشف رحلة العادلي الى «عرش» الداخلية قائلة: جلس العادلي سنة و9 أشهر و13 يوما مديرا لمباحث أمن الدولة، قبل ان ينتقل الى منصب وزير الداخلية، وقد يكون هو اول ضابط شرطة في تاريخ مصر يترقى 3 مرات في عامين.
مديرا لأمن القاهرة في اكتوبر 1995، ثم لأمن الدولة في فبراير 1996، ثم وزيرا في نوفمبر 1997! معجزة يصعب ان تتكرر.
وأكدت «الأهرام» ان العادلي مدير امن الدولة جاءته لحظة الانقضاض على منصب وزير الداخلية في حادث الأقصر سنة 1997، الحادث الذي هجم فيه مجموعة من الإرهابيين من الجماعات الإسلامية المسلحة على معبد حتشبسوت في البر الغربي وراحوا يقتلون ويذبحون السياح الموجودين بالمعبد بوحشية بالغة، فسقط 58 سائحا من مختلف الجنسيات و4 مصريين.
اهتزت مصر من أقصاها الى أقصاها، وبات السؤال الملح: كيف حدث هذا؟! وأين أمن الدولة؟! وماذا يفعل وزير الداخلية؟!
من ردود الأفعال العالمية وجسامة الحادث انتقل الرئيس حسني مبارك الى مدينة الأقصر ومعه رئيس الوزراء كمال الجنزوري ووزير الداخلية اللواء حسن الألفي واللواء رضا عبدالعزيز مساعد أول الوزير للأمن يتفقد المكان على أرض الواقع ويعرف من أين جاء التقصير الأمني، في أثناء الارتباك الذي صاحب ساعات الجريمة الأولى وقبل رحلة الرئيس الى الأقصر هرع حبيب العادلي الى صديقه طلعت حماد مدير مكتب رئيس الوزراء الجنزوري وأطلعه على خطاب يبين ان مباحث امن الدولة كانت لديها معلومات عن الحادث، وأبلغت به وزير الداخلية، لكنه لم يحرك ساكنا.
ونقل طلعت حماد المعلومات الى رئيس الوزراء.
تفقد الرئيس المكان وأطلق عشرات التساؤلات، فأفضى له كمال الجنزوري بالمعلومات الخطيرة التي وصلته.
من سوء حظ حسن الألفي ان وزير إعلامه ومتحدثه الرسمي اللواء رؤوف المناوي لم يكن حاضرا، والألفي معروف عنه قلة الكلام وأحيانا قلة الحيلة.
علم الرئيس بالأمر، وأثناء صعوده والوفد المرافق الطائرة متجها الى البحر الأحمر، وكان حسن الألفي يهم على درجات السلم، أمر الرئيس بإنزاله وتعيين رئيس مباحث أمن الدولة وزيرا للداخلية، مكافأة له على المعلومات الواردة في الخطاب أو التقرير إياه.
فتح حبيب العادلي صفحة جديدة في وزارة الداخلية، تولي عرشها، وهو يدرك تماما كيف وصل إليه، وهي خبرة هائلة رسمت أمامه كل الخطوط التي سار عليها لأكثر من 13 عاما، ليكون أطول وزراء الداخلية عمرا.
لم يسلم حبيب العادلي من المآزق في الداخلية والهروب منها، وأخطرها كان محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في بورسعيد سبتمبر 1999 على يد مواطن عادي اقتحم الركب حتى وصل الى سيارة الرئيس ومد يده بالسكين اليه، فضربوه بالرصاص قبل ان يصاب الرئيس بسوء، وطرطش الدم على الجاكت والقميص ورباط العنق، فاشتروا للرئيس بزة جديدة وقميصا وخلع كمال الشاذلي رباط عنقه وأعطاه له! وكانت مصيبة كبرى يصعب الفكاك من مسؤوليتها، لكن العادلي كان قد تعلم الدرس من جريمة الأقصر، فضحى برئيس مباحث أمن الدولة اللواء هاني العزبي وجاء بصلاح سلامة نائبه ولم يكن يحبه.
وفي صباح اليوم التالي اعترف في الصحف بالتقصير وقال نحن نتعلم الحكمة في اتخاذ القرار من الرئيس مبارك!
لكن الأهم هو القربان الذي قدمه، وهو د.كمال الجنزوري الذي بدأ الرئيس لا يستلطفه، وتقول الرواية ان العادلي سجل للجنزوري وصديق من الشخصيات العربية المشهورة حديثا، اشتكى فيه الجنزوري من كثرة ترديد الرئيس لأسماء زوجي ابنتيه، وانهما يحاولان استغلال اسم الجنزوري في أعمال البيزنس، وأنهى الجنزوري حديثه قائلا: الأولى به ان يلتفت الى نجليه اللي خربا البلد.
غضب الرئيس وتحين الفرصة وأقال حكومة كمال الجنزوري وأخرجه من الحكومة بشكل غير لائق خلال افتتاحه الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى ولسن عليها في بعض خطبه العامة. ومن وقتها لعب حبيب العادلي مع الرئيس لعبة محاولات اغتيال للرئيس، كل فترة يقبض على جماعة متطرفة، ويتصل بالرئيس يطمئنه: نجحنا يا ريس في إمساك الولاد قبل ما يتحركوا في العملية!
وكان الرئيس يصدق هذه الحكايات ويقول للمحيطين به: لولا العادلي لا روحنا ولا جينا، وهذه قولة حق، فالعادلي كان سببا رئيسا في انه راح فعلا بلا عودة، ومعه العادلي نفسه!