المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين يسمّم البول الليلي حياتك



مرتاح
03-08-2011, 05:02 PM
النوم حاجة ضرورية لخيرنا الجسدي والنفسي لأنه يجدد نشاطنا وحيويتنا. لكن تظهر الأبحاث أن أكثر من نصف الرجال والنساء حول العالم الذين تخطوا الخمسين من عمرهم يضطرون إلى النهوض من الفراش مرة أو أكثر أثناء الليل للتبوّل. من هنا يُعتبر التبول الليلي أحد أسباب انقطاع النوم الأكثر شيوعاً. ولا شك في أن هذا ينعكس سلباً على حياة الإنسان.

يُنتج الإنسان البالغ عادة من ليتر إلى ليترين من البول بعد كل وجبة، ويدخل الحمام نحو أربع إلى ست مرات يومياً. ويُفترض أن يتمكن من تمضية الليل من دون أن يضطر إلى النهوض للتبوّل، لأن الكمية التي يفرزها الجسم ليلاً تكون أدنى بضعفين إلى أربعة أضعاف. أما إذا كان يستيقظ باستمرار للتبوّل خلال الليل، فربما يعاني من التبول الليلي، اضطراب بولي يعود إلى أن كمية البول لا تتضاءل خلال الليل. يصيب هذا الاضطراب الرجال كما النساء ويتفاقم مع التقدم في السن.

تأثيراته السلبية

كشف بحث أجري في السويد شمل أشخاصاً يعيشون حياة مهنية ناشطة أن مَن يضطر إلى النهوض مرة أو أكثر لدخول الحمام ليلاً يتراجع نشاطه وحيويته خلال النهار. وتكون إنتاجيته أقل ونوعية حياته أدنى، مقارنة بمن يتمتع بفرصة النوم طوال الليل من دون انقطاع. إذاً، تترتب على مشاكل النوم خسارة مادية غير مباشرة. فبسبب قلة النوم ليلاَ يشعر المريض بتعب مفرط دائم. ويُقدّر العلماء أن هذه الحالة تؤدي إلى خسارة في الإنتاجية نسبتها 9.2%.

استشارة الطبيب

يظن مرضى كثر أن التبول الليلي ما هو إلا إحدى العواقب الطبيعية والمحتمة للتقدم في السن (فرط نشاط المثانة، ضمور البروستات...). لذلك، يحجمون عن استشارة طبيبهم، فيما أنه من الضروري التحدث إليه، لأنه وحده قادر على تحديد إذا كانت هذه المشكلة مرتبطة بمرض آخر وإذا كان بالإمكان معالجته والتخلص من التبول الليلي.

تغيير العادات

إن لم يكن التبول الليلي مرتبطاً بمرض ما (مثل السرطان أو داء السكري أو القصور الكلوي...) ينصح الطبيب المريض بتبديل عاداته الغذائية وشربه السوائل كما يلي:

- شرب كمية كبيرة من السوائل خلال النهار (من ليتر إلى اثنين)، خصوصاً في الصباح والساعات الأولى من بعد الظهر.

- الحد من تناول السوائل قبل النوم ببضع ساعات.

- عدم تناول العشاء في وقت متأخر ليلاً لأن عملية الهضم تحفز إفراز البول.

- الحد من استهلاك الكحول والكافيين (القهوة والشاي) قبل ساعات من الخلود إلى النوم.

لكن إن لاحظ المريض أن هذه التدابير لا تعود عليه بأي فائدة، يستطيع الطبيب إعطاءه أدوية تحد من إفراز البول ليلاً. وهكذا يتمكن من النوم طوال الليل والاستيقاظ صباحاً وهو ممتلئ نشاطاً وحيوية.