المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يعني أن تستمع لنصائح عبدالله النفيسي؟



زوربا
03-03-2011, 08:02 PM
الضياع هو رمز مرحلة يمثلها المتذبذبون فكريا. إنهم يريدونا أن نعيش وفق بندولهم المتأرجح. مرة ماركسية حمقاء ومرة قومية شوفينية ومرة إسلاموية ظلامية.

بقلم: أحمد عبدالله

يمثل عبدالله النفيسي رمزا للضياع العربي الذي قاد إلى الهزيمة تلو الأخرى والى الهروب المستمر إلى الإمام الذي يمارسه أولئك الذين يبحثون دائما عن دور. فمن مفكر ماركسي إلى قومي عربي..إلى منظر إسلامي، بدا النفيسي في استمرار انه مجرد تائه فكريا لا أكثر ولا اقلّ.

نسي النفيسي أن المزايدات لم تأت للعرب سوى بالكوارث، خصوصا عندما لا تأخذ هذه المزايدات في الاعتبار موازين القوى على الأرض والواقع الإقليمي والعالمي.

ماذا يعني أن تستمع لنصائح النفيسي؟

دعونا نقف عند محطاته الفكرية السياسية لكي نصل إلى ما يمكن أن يقدمه فكر مرتبك من هذا النوع.

المحطة الماركسية يمكن أن تقودنا إلى ما يحاول هذا "المفكر" الكويتي أن يحاربه اليوم: أفغانستان.

لو استمع الخليجي إلى ما قاله النفيسي في ماركسيته، لكان من المتوقع أن تنتهي دولة خليجية أو أكثر إلى حال أفغانستان.

أفغانستان التي نرى اليوم، البلد الذي تفتت في مطحنة الصراع الطالباني الأميركي، والتي تحاول قوى خيرة أن تنقذ أبناءه، هو النتاج الطبيعي لفكر معوج من فئة الفكر الذي آمن به النفيسي في ماركسيته.

كان واردا أن نجد الاتحاد السوفييتي، راعي ماركسيته وهو يسرح ويمرح في الخليج انطلاقا من قواعده في اليمن الجنوبي وأجزاء من عمان. وكان واردا أن ينتهي الخليج إلى فوضى أفغانية لا تقل عن تلك التي نكبت الأفغان في حروب تحررية لطرد السوفييت ثم لتقع البلاد في أتون التناحر بين القوات التي طردت السوفييت ثم نكبة طالبان/القاعدة والبقية معروفة.

ماذا عن المحطة القومية؟

قومية جمال عبدالناصر غزت اليمن. وقومية صدام حسين غزت الكويت. وقومية حافظ الأسد غزت لبنان.

هل ثمة ما يجمع بين تلك الدول الست (مصر - اليمن، العراق - الكويت، سوريا - لبنان)، دول الغزو ودول الخضوع للغزو؟ إنها الفوضى والشك في المستقبل.

كل من عبدالناصر وصدام والأسد استمع إلى نداءات القوميين من عينة النفيسي. صدقوا، وللحقيقة تعمدوا تصديق، أن الشعوب تريد الوحدة القومية حتى وإن قادت إلى كوارث.

كان الأجدر بالنفيسي الاستفادة من التجربة التي مرت بها بلاده، الكويت، التي عانت أكثر من غيرها من المزايدات والمزايدين ودفعت غاليا ثمن المغامرة التي أقدم عليها صدّام حسين بحجة ضمّ الفرع إلى الأصل.

النتيجة معروفة للجميع.

ماركسينا القومي قرر أن يحمل مبخرة الإسلام السياسي وصار داعية إسلامية، مرة ينال من السعودية وأخرى يهاجم الكويت، ولا بأس من التعرض للإمارات في الطريق.

نتمنى أن يعيش النفيسي تحت حكم الإسلام السياسي، الخميني أو الإخواني. دعه يجرب ماذا يعني أن يتسلط الملالي على رقاب وحياة الناس في إيران أو أن يتحكم إخوانجي من القرون الوسطى بحياة فلسطينيين في غزة هم أصلا تحت الاحتلال. هل لكم أن تتخيلوا قهرا يمارسه حرس ثوري أو ميليشيا من حماس؟

الضياع الذي ابتدأنا به هذه المقالة، هو رمز مرحلة يمثلها هؤلاء المتذبذبون. إنهم يريدونا أن نعيش وفق بندولهم المتأرجح. مرة ماركسية حمقاء ومرة قومية شوفينية ومرة إسلاموية ظلامية.

لا يا سيدي. لا يا دكتور. لا يا منْ درست في جامعات عريقة فما تعلمت إلا القشور. ماذا عن العقلانية والليبرالية؟

***

في مقابلة تلفزيونية أجراها النفيسي قبل أيام يكشف "مفكرنا" عن سذاجته السياسية. فعبث السياسة لا حدود له بالنسبة للمفكر الماركسي القومي الإسلامي (وهو بالمناسبة لا يتوقف عن خلط الأفكار فيما يقوله على طريقة سمك لبن تمر هندي).

يتناسى النفيسي البديهيات في السياسة. وفي طليعة البديهيات أن دولا مسالمة وعاقلة لا يمكن أن تخوض مغامرات عسكرية وان ترفع شعارات من اجل التهرب من تحمل مسؤولياتها تجاه شعبها أولا.

الإمارات من الدول التي ترفض السقوط في الفخاخ التي تنصب لها من دون أن يعني ذلك أنها مستعدة للتخلي عن أي حق من حقوقها لا لإيران ولا لغير إيران.

إيران، ومن خلفها إخوانها المعروفون، يريدون الخلاص من أزمة البلاد الداخلية والهروب إلى أزمة خارجية. مرة في لبنان ومرات في غزة ولا بأس أن تكون في الخليج بحجة تحرير الجزر.

التحريض الإخواني والتصعيد القادم من لبنان على لسان حزب الله لإنقاذ إيران من الاستحقاقات التي يفرضها الشعب الإيراني لن يجدا إذنا تنصت إليهما. اللعبة صارت أكثر من مفضوحة.

يمكن طمأنة النفيسي، الحاقد على كل تجربة ناجحة في المنطقة، إلى أمرين. الأول أن التحالف القائم بين الأخوان المسلمين الذين يتحكمون بالإعلام التحريضي، من جهة، والنظام الإيراني من جهة أخرى، لم يعد سرا. أما الأمر الآخر، فهو أن دولة الإمارات تعرف كيف تحافظ على حقوقها وكيفية استعادتها في الوقت المناسب بعيدا عن أي نوع من الشعارات الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر.

الشعارات ذاتها التي أخذت بالعرب إلى هزيمة 1967 التي لا تزال المنطقة تعاني منها حتى اليوم لم يعد لها مكان في عالم عقلاني.

أحمد عبدالله

زوربا
05-10-2011, 11:09 AM
هو لا يقدم نصائح بقدر ما يقدم توصيات امنيه من جهاز المخابرات السعودي ، ويمهد للخطط السعوديه في المنطقه