موالى
10-23-2004, 03:18 PM
عرضتها مجموعة من كبار الساسة الأمريكان
كتب عبدالله النيباري:
لم أصدق للوهلة الأولى أن ينحدر كبار الساسة الأمريكان الى مستوى متدن من السلوك لاستغلال مواقفهم السياسية وعلاقاتهم للحصول على مليارات الدولارات من الكويت مقابل وعود باستخدام نفوذهم لمساعدتها للحصول على مطالباتها من ديون وتعويضات من العراق، أمر صعب التصديق لولا أن من تصدى لفضح الصفقة المقترحة هو مجلة مهمة ومن أبرز المجلات الأسبوعية الأمريكية وهي مجلة ذي نيشن The Nation التي حصلت على وثائق الصفقة المقترحة وكتبت مقالا تفصيليا مطولا بتاريخ 18/10/2004 تناولت فيه بالانتقاد السيد جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد رئاسة جورج بوش الأب بصفته أحد عرابي الصفقة وعنونت المقال "الازدواجية في حياة جيمس بيكر" كإشارة لتضارب المصالح كونه أحد الشركاء في الصفقة من ناحية وممثل الرئيس الأمريكي الحالي للاتصال بالدول الدائنة للعراق لحثها وإقناعها بتخفيض ديونها أو إلغاء الجزء الأكبر منها، وعلى الأخص علاقته بمجموعة كارلايل كأحد كبار مستشاريها ومساهم فيها بقيمة 180 مليون دولار، ومجموعة كارلايل القريبة من عائلة بوش وهم مستشارون لها ومساهمون فيها، وهي أحد الأطراف المهمة في التجمع المتقدم باقتراح الصفقة·
وذكرت مجلة "ذي نيشن" أنها حصلت على المذكرة التي تقدم بها التجمع المكونة من 65 صفحة الى وزارة الخارجية الكويتية بتاريخ 6/8/2004 وتتلخص المطالب التي نظمتها المذكرة بما يلي:
1 - تحويل ملكية ديون العراق تجاه الكويت ومطالبها من التعويضات المقرة والبالغ مجموعها 57 مليار دولار الى التجمع صاحب الصفقة المقترحة·
2 - يقوم التجمع باستخدام ما لدى شخصياته السياسية البارزة وما لهم من علاقات ونفوذ في الولايات المتحدة بالسعي لضمان حصول الكويت على مطالباتها من التعويضات من العراق·
3 - مقابل هذه المساعي تدفع الكويت مقدما للمجموعة ثلاثة مليارات دولار أمريكي·
4 - تتقاضى المجموعة التي ستنشئ وحدة خاصة لمتابعة الموضوع %5 على الأقل من كل ما يتم تحصيله من التعويضات مضافا إليها أتعاب إدارية لم تحدد·
5 - يبقى ما يتم تحصيله من التعويضات المقدر قيمتها بمبلغ 27 مليار دولار إذا تم تحصيل أي مبلغ في حوزة المجموعة مدة خمسة عشر عاما المقررة لتحصيل تعويضات الكويت، وبعدها أي الخمسة عشر عاما تسدد المجموعة ما تبقى (إذا تبقى شيء) لدولة الكويت والغريب في الأمر - تقول المجموعة في مذكرتها المكونة من 65 صفحة - إن الاتجاه العالمي لا يسير في صالح حصول الكويت على مطالبها من التعويضات، حيث يميل هذا الاتجاه الى تخفيض المطالبات من ديون وتعويضات أو إلغائها لمساعدة العراق على إعادة بناء اقتصاده، وأنه من غير المعقول أن يدفع العراق الذي لا يزيد فيه دخل الفرد عن دولارين في اليوم (حوالي 700 دولار في العام) الى دول مثل الكويت التي يصل دخل الفرد فيها الى 19000 دولار وتمضي المذكرة كما تقول مجلة ذي نيشن بأن فرصة الكويت الوحيدة في الحصول على كل أو بعض مطالباتها هو الاعتماد على نفوذ المجموعة بما لهم من نفوذ وعلاقات مع صناع القرار سواء في الولايات المتحدة أو الدول أعضاء مجلس الأمن، والأغرب من كل ذلك أن الولايات المتحدة هي المتزعمة لمطالبة الدول الدائنة للعراق بتخفيض ديونها بنسبة لا تقل عن %95 في حين أن فرنسا وألمانيا تقترحان تخفيضها بنسبة %50، والمتحدث باسم الولايات المتحدة في هذا الشأن هو جيمس بيكر نفسه الذي كلفه الرئيس بوش الابن بالاتصال بالدول الدائنة لإقناعهم بإسقاط الديون·
والتساؤل هو إذا كان التيار العالمي بزعامة الولايات المتحدة يضغط باتجاه تخفيض المطالبات من العراق سواء كديون أو تعويضات، فكيف سيقوم هؤلاء الساسة البارزون بمساعدة الكويت على تحصيل مطالباتها، وكيف سيتم ذلك بعد أن تقبض المجموعة الثلاثة مليارات مقدما؟
والى جانب جيمس بيكر ومادلين أولبرايت تضم المجموعة شخصيات مثل جين كير كباتريك مندوبة أمريكا السابقة في مجلس الأمن والسيناتور جاري هارت وسيقوم هؤلاء كما جاء في المذكرة بنشاط مكثف لوبي مع صانعي القرار في أمريكا وأعضاء مجلس الأمن الآخرين·
وتقول المجلة إن المذكرة سلمت الى وزارة الخارجية في أغسطس الماضي، وقامت بتسليمها لشاه أمين شيخ المندوب عن التجمع، في أثناء زيارة جيمس بيكر للكويت، كما قامت مادلين أولبرايت بتسليم نسخة من المذكرة المتضمنة الصفقة المقترحة الى وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح في أثناء لقائها معه في واشنطن، ومن الأمور الغريبة أيضا أن المذكرة تقترح أن يستخدم ما يتم تحصيله من مطالبات التعويضات في معالجة البيئة لإظهار الكويت بصورة حسنة وتساعد على تسويق مقترحهم كما يستخدم أيضا جزء مما يتم تحصيله في استثماره في العراق لشراء أسهم الشركات التي سيتم تخصيصها·
الى هذا الدرك وصل جشع الساسة الأمريكان الكبار في استغلال امتنان الكويت لقيام الولايات المتحدة بتحرير الكويت بحلب أموالها وقبض مليارات الدولارات مقابل وعود صعبة التحقيق كما تعترف المذكرة نفسها وهي وعود في أحسن الأحوال أقرب ما تكون بوعد صيد طيور على الشجرة·
موقف الكويت الذي وعد في البداية بدراسة مقترح الصفقة بجدية، لكن حتى الآن لم تجب ولم تبد موافقة وكما تقول مجلة "ذي نيشن" ما زالت مترددة، طبعا برأيي لا أعتقد أن مثل هذه الصفقة يمكن أن تمر أو تمرر ولكن الخوف من الضغوط والمصالح·
كتب عبدالله النيباري:
لم أصدق للوهلة الأولى أن ينحدر كبار الساسة الأمريكان الى مستوى متدن من السلوك لاستغلال مواقفهم السياسية وعلاقاتهم للحصول على مليارات الدولارات من الكويت مقابل وعود باستخدام نفوذهم لمساعدتها للحصول على مطالباتها من ديون وتعويضات من العراق، أمر صعب التصديق لولا أن من تصدى لفضح الصفقة المقترحة هو مجلة مهمة ومن أبرز المجلات الأسبوعية الأمريكية وهي مجلة ذي نيشن The Nation التي حصلت على وثائق الصفقة المقترحة وكتبت مقالا تفصيليا مطولا بتاريخ 18/10/2004 تناولت فيه بالانتقاد السيد جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد رئاسة جورج بوش الأب بصفته أحد عرابي الصفقة وعنونت المقال "الازدواجية في حياة جيمس بيكر" كإشارة لتضارب المصالح كونه أحد الشركاء في الصفقة من ناحية وممثل الرئيس الأمريكي الحالي للاتصال بالدول الدائنة للعراق لحثها وإقناعها بتخفيض ديونها أو إلغاء الجزء الأكبر منها، وعلى الأخص علاقته بمجموعة كارلايل كأحد كبار مستشاريها ومساهم فيها بقيمة 180 مليون دولار، ومجموعة كارلايل القريبة من عائلة بوش وهم مستشارون لها ومساهمون فيها، وهي أحد الأطراف المهمة في التجمع المتقدم باقتراح الصفقة·
وذكرت مجلة "ذي نيشن" أنها حصلت على المذكرة التي تقدم بها التجمع المكونة من 65 صفحة الى وزارة الخارجية الكويتية بتاريخ 6/8/2004 وتتلخص المطالب التي نظمتها المذكرة بما يلي:
1 - تحويل ملكية ديون العراق تجاه الكويت ومطالبها من التعويضات المقرة والبالغ مجموعها 57 مليار دولار الى التجمع صاحب الصفقة المقترحة·
2 - يقوم التجمع باستخدام ما لدى شخصياته السياسية البارزة وما لهم من علاقات ونفوذ في الولايات المتحدة بالسعي لضمان حصول الكويت على مطالباتها من التعويضات من العراق·
3 - مقابل هذه المساعي تدفع الكويت مقدما للمجموعة ثلاثة مليارات دولار أمريكي·
4 - تتقاضى المجموعة التي ستنشئ وحدة خاصة لمتابعة الموضوع %5 على الأقل من كل ما يتم تحصيله من التعويضات مضافا إليها أتعاب إدارية لم تحدد·
5 - يبقى ما يتم تحصيله من التعويضات المقدر قيمتها بمبلغ 27 مليار دولار إذا تم تحصيل أي مبلغ في حوزة المجموعة مدة خمسة عشر عاما المقررة لتحصيل تعويضات الكويت، وبعدها أي الخمسة عشر عاما تسدد المجموعة ما تبقى (إذا تبقى شيء) لدولة الكويت والغريب في الأمر - تقول المجموعة في مذكرتها المكونة من 65 صفحة - إن الاتجاه العالمي لا يسير في صالح حصول الكويت على مطالبها من التعويضات، حيث يميل هذا الاتجاه الى تخفيض المطالبات من ديون وتعويضات أو إلغائها لمساعدة العراق على إعادة بناء اقتصاده، وأنه من غير المعقول أن يدفع العراق الذي لا يزيد فيه دخل الفرد عن دولارين في اليوم (حوالي 700 دولار في العام) الى دول مثل الكويت التي يصل دخل الفرد فيها الى 19000 دولار وتمضي المذكرة كما تقول مجلة ذي نيشن بأن فرصة الكويت الوحيدة في الحصول على كل أو بعض مطالباتها هو الاعتماد على نفوذ المجموعة بما لهم من نفوذ وعلاقات مع صناع القرار سواء في الولايات المتحدة أو الدول أعضاء مجلس الأمن، والأغرب من كل ذلك أن الولايات المتحدة هي المتزعمة لمطالبة الدول الدائنة للعراق بتخفيض ديونها بنسبة لا تقل عن %95 في حين أن فرنسا وألمانيا تقترحان تخفيضها بنسبة %50، والمتحدث باسم الولايات المتحدة في هذا الشأن هو جيمس بيكر نفسه الذي كلفه الرئيس بوش الابن بالاتصال بالدول الدائنة لإقناعهم بإسقاط الديون·
والتساؤل هو إذا كان التيار العالمي بزعامة الولايات المتحدة يضغط باتجاه تخفيض المطالبات من العراق سواء كديون أو تعويضات، فكيف سيقوم هؤلاء الساسة البارزون بمساعدة الكويت على تحصيل مطالباتها، وكيف سيتم ذلك بعد أن تقبض المجموعة الثلاثة مليارات مقدما؟
والى جانب جيمس بيكر ومادلين أولبرايت تضم المجموعة شخصيات مثل جين كير كباتريك مندوبة أمريكا السابقة في مجلس الأمن والسيناتور جاري هارت وسيقوم هؤلاء كما جاء في المذكرة بنشاط مكثف لوبي مع صانعي القرار في أمريكا وأعضاء مجلس الأمن الآخرين·
وتقول المجلة إن المذكرة سلمت الى وزارة الخارجية في أغسطس الماضي، وقامت بتسليمها لشاه أمين شيخ المندوب عن التجمع، في أثناء زيارة جيمس بيكر للكويت، كما قامت مادلين أولبرايت بتسليم نسخة من المذكرة المتضمنة الصفقة المقترحة الى وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح في أثناء لقائها معه في واشنطن، ومن الأمور الغريبة أيضا أن المذكرة تقترح أن يستخدم ما يتم تحصيله من مطالبات التعويضات في معالجة البيئة لإظهار الكويت بصورة حسنة وتساعد على تسويق مقترحهم كما يستخدم أيضا جزء مما يتم تحصيله في استثماره في العراق لشراء أسهم الشركات التي سيتم تخصيصها·
الى هذا الدرك وصل جشع الساسة الأمريكان الكبار في استغلال امتنان الكويت لقيام الولايات المتحدة بتحرير الكويت بحلب أموالها وقبض مليارات الدولارات مقابل وعود صعبة التحقيق كما تعترف المذكرة نفسها وهي وعود في أحسن الأحوال أقرب ما تكون بوعد صيد طيور على الشجرة·
موقف الكويت الذي وعد في البداية بدراسة مقترح الصفقة بجدية، لكن حتى الآن لم تجب ولم تبد موافقة وكما تقول مجلة "ذي نيشن" ما زالت مترددة، طبعا برأيي لا أعتقد أن مثل هذه الصفقة يمكن أن تمر أو تمرر ولكن الخوف من الضغوط والمصالح·