د. حامد العطية
03-01-2011, 08:18 PM
هنالك شيء متعفن في حكومة البحرين
د. حامد العطية
في مسرحية هاملت لشكسبير، والفصل الأول منها على وجه التحديد، يردد مارسيلوس القول المأثور: هنالك شيء متعفن في حكومة الدنمارك، وهذا العفن هو سبب العذاب النفسي لهاملت، الأمير الدنماركي، والذي نتذكر قوله المأثور: أن أكون أو لا أكون هذا هو السؤال، والقولان المشهوران مترابطان درامياً، لأن حقيقة الأول، أي تعفن حكومة الدنمارك سبب تردد هاملت بين الكينونة وعدمها، لم يقصد هاملت بعبارة "أن لا يكون" – كما أفهمها –الانتحار ، بل هي أن لا يكون مع الحق، تلك حياة لا قيمة لها، ولو كانت السبيل الوحيد لبقاءه في الدنيا ووراثته الحكم وزواجه من حبيبته، والبديل هو "أن يكون" مع الحق والعدل، والاقتصاص من الظالمين، ولو كانوا ملوكاً وأولي قربى، بل الأقربون، وهي الكينونة المثلى، وكما هو معروف اختار هاملت في النهاية أن يكون مع الحق والعدل، وضحى بسعادته وحياته من اجل ذلك.
في البحرين يوجد عفن أيضاً، والعفن في الحكومة كذلك، وفي حكامها على وجه التحديد، لأن الحكام هم الحكومة والحكومة هي الحكام، يقال بأن السمكة تتعفن من رأسها، وللعفن نتائج وخيمة، تعم إفرازاتها البلاد بأكملها، ويتحمل عواقبها سكان البلاد برمتهم، ويؤدي فسوق المترفين في قرية أو بلد لهلاكها، واسوء انواع المترفين هم الحكام المترفون.
العفن في حكومة أو حكام البحرين ذو مظاهر متعددة، سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية وقضائية، فهم مغتصبون للسلطة، والتاريخ شاهد على ذلك، ومتسلطون سياسياً، لأن حكمهم مطلق، وهم مفرطون بالسيادة، بفعل القاعدة الأمريكية على الأرض البحرينية، ومستغلون لثروات بلادهم، لاستئثارهم بـحوالي 80% من عوائد النفط، وفقاً لما أسر به عضو سني في مجلس الشورى البحريني، في مجلس خاص، وهم طائفيون متعصبون، في تعاملهم مع غالبية سكانهم الشيعة، والهنود الهندوس في البحرين أفضل حالاً من البحرينيين المسلمين الشيعة، وسياساتهم في تجنيس الأجانب من غير الشيعة تقويض للنسيج الاجتماعي للدولة، وأبرز شاهد على تعفن قضائهم الأحكام الجائرة المستندة إلى اعترافات متحصلة بالتعذيب وكذلك إلغاء ملك البحرين لهذه الأحكام بجرة قلم.
كل هذه الأنواع من عفونات آل خليفة موثقة، بالشهادات والصور والأفلام، لذا لن أكررها، ولكن هنالك نوع آخر من العفن، الذي عادة ما يتهامس به البعض، هو من نوع العفن الذي عذب هاملت، إنه الفساد الأخلاقي والقيمي، الذي يشذ بالفكر عن المنهج السوي وبالسلوك عن الطريق القويم، وأجدني مضطراً لكشف ما أعرفه عن هذا العفن الخليفي، على الرغم من كراهيتي للتطرق للخصوصيات.
في الجريرة تشترك العشيرة، عرف قبلي معروف، ما يزال سارياً بين القبائل العربية، فلم لا ينطبق على العائلات السلالية الحاكمة فهي عشائرية أيضاً؟ خاصة وانها تدعي لأفرادها الحق الآلهي في حكم بلادها والتصرف بمقادير شعبه، بصورة مطلقة، وتحتكر كل السلطات، وهي تختار من بين أفرادها من يرتقى عروشها وإماراتها، فلو أخطا أحد افرادها فلابد أن تشترك العائلة كلها في جريرته.
تنعكس سلوكيات كل فرد في العائلة الحاكمة على سمعة العائلة برمتها، سواء كان البلد قبلياً أو شبه قبلي مثل البحرين أو حضرياً مثل بريطانيا، كما لا فرق إن كان الحكم رمزياً وتشريفياً كما هو الحال في بريطانيا، أو حقيقياً ومطلقاً كما نجده في البحرين وبقية الدول الخليجية، لذا يتوقع أن يرث عرش بريطانيا حفيد الملكة إليزابيث لا أبنها الأمير شارلز، الذي تصرف بصورة غير مقبولة في تعامله مع زوجته الأولى الراحلة وفي اختيار زوجته الحالية.
باختصار سمعة العائلة الحاكمة من سمعة أفرادها، فلو تبين أن هنالك حالات متكررة من الانحراف الخلقي أو سوء السلوك، بين أفراد عائلة آل خليفة، لكان من حق أهل البحرين التساؤل عن مدى جدارة هذه العائلة بالحكم، وستكون لديهم أدلة، تضاف لما يتوفر حالياً من حجج دامغة وكثيرة على فسادها وانعدام كفائتها.
لدي معلومات شخصية عن أربعة افراد من هذه العائلة، هم أمثلة حية وميتة على العفن المتفشي في حكومة البحرين وحكامها.
ثلاثة من هذه الحالات من فرع واحد لآل خليفة، أب وابن وزوج ابنته، زاملت الابن والابنة ايام الدراسة الجامعية، كانا خلوقين، وعلى درجة كبيرة من التواضع، لا تتوقعها في افراد عائلة حاكمة، تزوج ابن الخليفة من فتاة مهذبة، هي الاخرى زميلته في الدراسة، وتوقع الجميع لهما حياة زوجية سعيدة، وبعد التخرج عادوا إلى البحرين، وانقطعت اخبارهما سنين طوال، ثم وبمحض الصدفة علمت بمصيرهم الدرامي.
ذلك الابن الوديع الخلوق الذي تصورت بأنه سيحيا حياة سعيدة مع زوجته التي أحبها، والتي هي الأخرى مثال التهذيب والخلق لم يعش طويلاً لأنه أنهى حياته بالانتحار، وتشهد الاحصاءات العالمية بأن أعلى معدلات الانتحار هي بين المراهقين وكبار السن، بسبب الصدمات العاطفية وغيرها بين صغار السن، ونتيجة الكآبة والأمراض المستعصية والأوجاع في حالة المسنين والعجزة، ولكن ابن الخليفة هذا لم يكن مراهقاً ولا عاجزاً ولا مريضاً ولا فقيراً ولا تعيساً فما الذي أفقده اتزانه وجعله ينتحر، ثم يتبين لك السبب فيبطل العجب، أبوه انتحر أيضاً، ومن شابه أباه ما ظلم، وتشهد حالات الانتحار الخمس في عائلة الروائي الأمريكي ارنست همنجواي على وجود هذه العدوى العائلية، والمنتحرون هم والد الروائي وثلاثة من ابناءه واحدهم ارنست، ومن بعدهم حفيدة الروائي عارضة الأزياء والممثلة مارجو.
عندما ينتحر الأب ثم يتبعه الابن تستنتج بأن الداء في العائلة، أمر خارج على الفطرة السوية، والسؤال: هل هذا الانحراف الخطير وما يكمن وراءه من علل نفسية مقتصر على هذا الفرع من آل خليفة ام متفشي فيها؟
ماذا عن الابنة؟ والتي هي الاخرى مثال الدعة واللطف، قيل لي بأنها تزوجت من أحد أقاربها، من عائلة آل خليفة بالطبع، واثمر زواجهما بنيناً وبناتاً، لكنها هي الاخرى لم تذق طعم السعادة، بسبب زوجها السكير، وتصوروا حياتها في كنف مدمن على الخمور، والطلاق منه ممنوع لأنه فضيحة للعائلة كلها، لكن زواجهما انتهى بالوفاة، أوصله إدمانه إلى القبر، قبل أن يشيخ، وتركها أرملة في الأربعينات من عمرها، ولم تتزوج من بعده، لكنها زوجت ابنها من امرأة شيعية، مطلقة، لعلها تعمدت ذلك، نكاية بأهلها آل خليفة، الذين زوجوها من سكير، أو لتجنيب ابنها خطر الاصابة بعفن الانتحار والادمان على الكحول.
لم ألتقي بالفرد الرابع من آل خليفة، لكني تعرفت على جانب من فكرها وسلوكها من شاهد رؤية لا سماع، في البحرين هذه الأيام تروج مهنة السحر والتنجيم وغيرها من الخزعبلات التي نهى عنها الدين الإسلامي وتوعد السحرة والمشعوذين بأشد العقوبات في الدنيا والآخرة، ويفترض بالحكام أن يكونوا قدوة لشعوبهم في نبذ الشعوذة ومكافحتها، لكن ذلك لا ينطبق على آل خليفة، أو البعض من سيدات العائلة على الأقل، اللواتي توجهن في أحد الأيام، وفي موكب مهيب، من قصر إحدى السعوديات المتزوجة من بحريني ثري، وتمتلك عائلة هذه السيدة 60 مجمعاً سكنياً في البحرين، كان منظر السيارات الفارهة والثمينة جداً التي أقلت السيدات من آل خليفة وصديقاتهن مهيباً، عند اختراقه الشوارع الضيقة لقرية شيعية، ووقف المارة أمام منازلهم القميئة ليرمقوا الموكب بفضول، وتوقفت السيارات عند مدخل أحد البيوت المتواضعة جداً، والتي تسكنه قارءة فنجان، سيدة مصرية احترفت المهنة بعد ترملها، لتعيل عائلتها، فطار صيتها بين النسوة الثريات.
عند مدخل بيت قارءة الفنجان توقفت احدى السيدات من آل خليفة وخاطبت الآخريات قائلة: ما الذي أتى بنا إلى هنا؟ نحن لدينا المال والسلطة وكل شيء...
صدقت السيدة من آل خليفة، منهم الملك، وعمه الطاغية رئيس الوزراء، وبيده كل السلطات، وهم يمتلكون البحرين، لكنهم ومثل عائلة الأمير هاملت اصاب شجرتهم العفن، وسرى فيها من الجذور إلى الأغصان، ومنها إلى الفروع، حتى اضطربت عقول البعض منهم، فأدمن المسكرات، والبعض فقد اتزان عقله، فشنق نفسه، بحبل علقه على غصن من شجرة آل خليفة المتعفنة، وفيما كان البحرينيون البسطاء مقبلين على التعلم، ويهذبون أنفسهم بالقيم والأخلاق الدينية، كان بعض آل خليفة يترددون على السحرة والمشعوذين، لأنهم ورغم سلطاتهم وأملاكهم وثرواتهم، خائفون قلقون على مصائرهم، وتدرك عقولهم - وإن أنكرتها ألسنتهم - بأن ايامهم في البحرين معدودات.
اليوم يقول السحرة آمنا برب شعب البحرين، وكفرنا بآل خليفة وحاشيتهم، الذين أرغمونا على ممارسة السحر والشعوذة.
اليوم ومن دون قراءة فنجان اقول لآل خليفة أمامكم سكة سفر طويلة، لن تعودوا منها أبداً،
فقد حان زمن اجتثاث شجرة آل خليفة الخبيثة المتعفنة.
27 شباط 2011م
د. حامد العطية
في مسرحية هاملت لشكسبير، والفصل الأول منها على وجه التحديد، يردد مارسيلوس القول المأثور: هنالك شيء متعفن في حكومة الدنمارك، وهذا العفن هو سبب العذاب النفسي لهاملت، الأمير الدنماركي، والذي نتذكر قوله المأثور: أن أكون أو لا أكون هذا هو السؤال، والقولان المشهوران مترابطان درامياً، لأن حقيقة الأول، أي تعفن حكومة الدنمارك سبب تردد هاملت بين الكينونة وعدمها، لم يقصد هاملت بعبارة "أن لا يكون" – كما أفهمها –الانتحار ، بل هي أن لا يكون مع الحق، تلك حياة لا قيمة لها، ولو كانت السبيل الوحيد لبقاءه في الدنيا ووراثته الحكم وزواجه من حبيبته، والبديل هو "أن يكون" مع الحق والعدل، والاقتصاص من الظالمين، ولو كانوا ملوكاً وأولي قربى، بل الأقربون، وهي الكينونة المثلى، وكما هو معروف اختار هاملت في النهاية أن يكون مع الحق والعدل، وضحى بسعادته وحياته من اجل ذلك.
في البحرين يوجد عفن أيضاً، والعفن في الحكومة كذلك، وفي حكامها على وجه التحديد، لأن الحكام هم الحكومة والحكومة هي الحكام، يقال بأن السمكة تتعفن من رأسها، وللعفن نتائج وخيمة، تعم إفرازاتها البلاد بأكملها، ويتحمل عواقبها سكان البلاد برمتهم، ويؤدي فسوق المترفين في قرية أو بلد لهلاكها، واسوء انواع المترفين هم الحكام المترفون.
العفن في حكومة أو حكام البحرين ذو مظاهر متعددة، سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية وقضائية، فهم مغتصبون للسلطة، والتاريخ شاهد على ذلك، ومتسلطون سياسياً، لأن حكمهم مطلق، وهم مفرطون بالسيادة، بفعل القاعدة الأمريكية على الأرض البحرينية، ومستغلون لثروات بلادهم، لاستئثارهم بـحوالي 80% من عوائد النفط، وفقاً لما أسر به عضو سني في مجلس الشورى البحريني، في مجلس خاص، وهم طائفيون متعصبون، في تعاملهم مع غالبية سكانهم الشيعة، والهنود الهندوس في البحرين أفضل حالاً من البحرينيين المسلمين الشيعة، وسياساتهم في تجنيس الأجانب من غير الشيعة تقويض للنسيج الاجتماعي للدولة، وأبرز شاهد على تعفن قضائهم الأحكام الجائرة المستندة إلى اعترافات متحصلة بالتعذيب وكذلك إلغاء ملك البحرين لهذه الأحكام بجرة قلم.
كل هذه الأنواع من عفونات آل خليفة موثقة، بالشهادات والصور والأفلام، لذا لن أكررها، ولكن هنالك نوع آخر من العفن، الذي عادة ما يتهامس به البعض، هو من نوع العفن الذي عذب هاملت، إنه الفساد الأخلاقي والقيمي، الذي يشذ بالفكر عن المنهج السوي وبالسلوك عن الطريق القويم، وأجدني مضطراً لكشف ما أعرفه عن هذا العفن الخليفي، على الرغم من كراهيتي للتطرق للخصوصيات.
في الجريرة تشترك العشيرة، عرف قبلي معروف، ما يزال سارياً بين القبائل العربية، فلم لا ينطبق على العائلات السلالية الحاكمة فهي عشائرية أيضاً؟ خاصة وانها تدعي لأفرادها الحق الآلهي في حكم بلادها والتصرف بمقادير شعبه، بصورة مطلقة، وتحتكر كل السلطات، وهي تختار من بين أفرادها من يرتقى عروشها وإماراتها، فلو أخطا أحد افرادها فلابد أن تشترك العائلة كلها في جريرته.
تنعكس سلوكيات كل فرد في العائلة الحاكمة على سمعة العائلة برمتها، سواء كان البلد قبلياً أو شبه قبلي مثل البحرين أو حضرياً مثل بريطانيا، كما لا فرق إن كان الحكم رمزياً وتشريفياً كما هو الحال في بريطانيا، أو حقيقياً ومطلقاً كما نجده في البحرين وبقية الدول الخليجية، لذا يتوقع أن يرث عرش بريطانيا حفيد الملكة إليزابيث لا أبنها الأمير شارلز، الذي تصرف بصورة غير مقبولة في تعامله مع زوجته الأولى الراحلة وفي اختيار زوجته الحالية.
باختصار سمعة العائلة الحاكمة من سمعة أفرادها، فلو تبين أن هنالك حالات متكررة من الانحراف الخلقي أو سوء السلوك، بين أفراد عائلة آل خليفة، لكان من حق أهل البحرين التساؤل عن مدى جدارة هذه العائلة بالحكم، وستكون لديهم أدلة، تضاف لما يتوفر حالياً من حجج دامغة وكثيرة على فسادها وانعدام كفائتها.
لدي معلومات شخصية عن أربعة افراد من هذه العائلة، هم أمثلة حية وميتة على العفن المتفشي في حكومة البحرين وحكامها.
ثلاثة من هذه الحالات من فرع واحد لآل خليفة، أب وابن وزوج ابنته، زاملت الابن والابنة ايام الدراسة الجامعية، كانا خلوقين، وعلى درجة كبيرة من التواضع، لا تتوقعها في افراد عائلة حاكمة، تزوج ابن الخليفة من فتاة مهذبة، هي الاخرى زميلته في الدراسة، وتوقع الجميع لهما حياة زوجية سعيدة، وبعد التخرج عادوا إلى البحرين، وانقطعت اخبارهما سنين طوال، ثم وبمحض الصدفة علمت بمصيرهم الدرامي.
ذلك الابن الوديع الخلوق الذي تصورت بأنه سيحيا حياة سعيدة مع زوجته التي أحبها، والتي هي الأخرى مثال التهذيب والخلق لم يعش طويلاً لأنه أنهى حياته بالانتحار، وتشهد الاحصاءات العالمية بأن أعلى معدلات الانتحار هي بين المراهقين وكبار السن، بسبب الصدمات العاطفية وغيرها بين صغار السن، ونتيجة الكآبة والأمراض المستعصية والأوجاع في حالة المسنين والعجزة، ولكن ابن الخليفة هذا لم يكن مراهقاً ولا عاجزاً ولا مريضاً ولا فقيراً ولا تعيساً فما الذي أفقده اتزانه وجعله ينتحر، ثم يتبين لك السبب فيبطل العجب، أبوه انتحر أيضاً، ومن شابه أباه ما ظلم، وتشهد حالات الانتحار الخمس في عائلة الروائي الأمريكي ارنست همنجواي على وجود هذه العدوى العائلية، والمنتحرون هم والد الروائي وثلاثة من ابناءه واحدهم ارنست، ومن بعدهم حفيدة الروائي عارضة الأزياء والممثلة مارجو.
عندما ينتحر الأب ثم يتبعه الابن تستنتج بأن الداء في العائلة، أمر خارج على الفطرة السوية، والسؤال: هل هذا الانحراف الخطير وما يكمن وراءه من علل نفسية مقتصر على هذا الفرع من آل خليفة ام متفشي فيها؟
ماذا عن الابنة؟ والتي هي الاخرى مثال الدعة واللطف، قيل لي بأنها تزوجت من أحد أقاربها، من عائلة آل خليفة بالطبع، واثمر زواجهما بنيناً وبناتاً، لكنها هي الاخرى لم تذق طعم السعادة، بسبب زوجها السكير، وتصوروا حياتها في كنف مدمن على الخمور، والطلاق منه ممنوع لأنه فضيحة للعائلة كلها، لكن زواجهما انتهى بالوفاة، أوصله إدمانه إلى القبر، قبل أن يشيخ، وتركها أرملة في الأربعينات من عمرها، ولم تتزوج من بعده، لكنها زوجت ابنها من امرأة شيعية، مطلقة، لعلها تعمدت ذلك، نكاية بأهلها آل خليفة، الذين زوجوها من سكير، أو لتجنيب ابنها خطر الاصابة بعفن الانتحار والادمان على الكحول.
لم ألتقي بالفرد الرابع من آل خليفة، لكني تعرفت على جانب من فكرها وسلوكها من شاهد رؤية لا سماع، في البحرين هذه الأيام تروج مهنة السحر والتنجيم وغيرها من الخزعبلات التي نهى عنها الدين الإسلامي وتوعد السحرة والمشعوذين بأشد العقوبات في الدنيا والآخرة، ويفترض بالحكام أن يكونوا قدوة لشعوبهم في نبذ الشعوذة ومكافحتها، لكن ذلك لا ينطبق على آل خليفة، أو البعض من سيدات العائلة على الأقل، اللواتي توجهن في أحد الأيام، وفي موكب مهيب، من قصر إحدى السعوديات المتزوجة من بحريني ثري، وتمتلك عائلة هذه السيدة 60 مجمعاً سكنياً في البحرين، كان منظر السيارات الفارهة والثمينة جداً التي أقلت السيدات من آل خليفة وصديقاتهن مهيباً، عند اختراقه الشوارع الضيقة لقرية شيعية، ووقف المارة أمام منازلهم القميئة ليرمقوا الموكب بفضول، وتوقفت السيارات عند مدخل أحد البيوت المتواضعة جداً، والتي تسكنه قارءة فنجان، سيدة مصرية احترفت المهنة بعد ترملها، لتعيل عائلتها، فطار صيتها بين النسوة الثريات.
عند مدخل بيت قارءة الفنجان توقفت احدى السيدات من آل خليفة وخاطبت الآخريات قائلة: ما الذي أتى بنا إلى هنا؟ نحن لدينا المال والسلطة وكل شيء...
صدقت السيدة من آل خليفة، منهم الملك، وعمه الطاغية رئيس الوزراء، وبيده كل السلطات، وهم يمتلكون البحرين، لكنهم ومثل عائلة الأمير هاملت اصاب شجرتهم العفن، وسرى فيها من الجذور إلى الأغصان، ومنها إلى الفروع، حتى اضطربت عقول البعض منهم، فأدمن المسكرات، والبعض فقد اتزان عقله، فشنق نفسه، بحبل علقه على غصن من شجرة آل خليفة المتعفنة، وفيما كان البحرينيون البسطاء مقبلين على التعلم، ويهذبون أنفسهم بالقيم والأخلاق الدينية، كان بعض آل خليفة يترددون على السحرة والمشعوذين، لأنهم ورغم سلطاتهم وأملاكهم وثرواتهم، خائفون قلقون على مصائرهم، وتدرك عقولهم - وإن أنكرتها ألسنتهم - بأن ايامهم في البحرين معدودات.
اليوم يقول السحرة آمنا برب شعب البحرين، وكفرنا بآل خليفة وحاشيتهم، الذين أرغمونا على ممارسة السحر والشعوذة.
اليوم ومن دون قراءة فنجان اقول لآل خليفة أمامكم سكة سفر طويلة، لن تعودوا منها أبداً،
فقد حان زمن اجتثاث شجرة آل خليفة الخبيثة المتعفنة.
27 شباط 2011م