المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل سيبقى عمرو بن العاص شخصية حقيرة كما حكم التأريخ ام ستحكم بنزاهته المحكمة المصرية !



سيد مرحوم
10-23-2004, 12:56 PM
عمرو بن العاص في التأريخ الاسلامي؟!

هل سيبقى عمرو بن العاص شخصية حقيرة كما حكم التأريخ ام ستحكم بنزاهته المحكمة المصرية !!
رياض الحسيني
GMT 9:15:00 2004 الجمعة 22 أكتوبر


كثيرة هي قضاياه ودعواه المقدمة امام القضاء المصري. دعواه ضد قيادات التلفزيون المصري بتهمة تبديد واهدار المال العام بسبب اجور الفنانين عن اعمال درامية اذاعها التلفزيون المصرى فى رمضان الفائت ليست الاولى، كما انها ليست الاخيرة دعواه المقدمة ضد شيخ الازهر والتى يطالب فيها باقالة د. سيد طنطاوى من منصبه بسبب تضارب الفتاوى الصادرة منه.
المحامي المصري نبيه الوحش يرفع هذه المرة دعوى غريبة في منطقها وضد شخصية لها وزنها في العالم الانساني وليس المجتمع المصري فحسب. هذه المرة دعواه مقدمة ضد الروائي والسينارست اسامة انور عكاشة ويتهمه فيها بانه قد تعدى على شخصية تأريخية دخلت الاسلام في حياة الرسول (ص)! يؤكد الوحش ان عمر بن العاص الشخصية التأريخية محط الخلاف ليس "حقيرا" كما وصفه الدكتور عكاشة.
منتصر الزيات هو الاخر اعتبر تلك القضية "دينية" على حد تعبيره واضاف انه "يجب عدم السكوت عليها"! وشكك الزيات بعلم عكاشة بـ "الوضوء السليم"! فرد عكاشة بقوله "أقول لمنتصر إنني أعرف جيداً كيف أتوضأ وإن أردت مني أن أعلمك أشياء غير الوضوء فأنا على استعداد" ناعتا اياه بـ "محامي الارهابيين"!
السيد عكاشة يقول انه غير نادم على ماكتبه مؤكدا ان المدعو عمر بن العاص "ليس من العشرة المبشرين بالجنة"! وليس من برهان قد اعتمده السيد الوحش على عدم حقارة عمر بن العاص الا انه عاصر الرسول واسلم في عهده! ترى هل حقا كل من عاصر الرسول واسلم على يديه هو منزه وفوق النقد ولايجوز المرور به الا بايات التكبير والتبجيل والتهليل؟! لنقلّب صفحات التأريخ فيما يخص تلك القضية بعدها نحدد الى اي الفريقين نقف مستندين بذلك للتأريخ والروايات التي رضي بها الجميع حكما، ومن كتب تاريخية معتمدة لكلا الفريقين.
اما نسبه فهو عمر بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيّد بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لوي القرشي، احد "دهاة العرب الخمس". قال الرازي في تفسيره 8 ص 503، روي أن العاص بن وائل كان يقول: "إن محمدا أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره، واسترحتم منه، وكان قد مات ابنه عبد الله من خديجة"، وهذا قول ابن عباس ومقاتل والكلبي وعامة أهل التفسير. وذكر الفخر الرازي أن أبي جهل وأبي لهب وعقبة بن أبي معيط كانوا يشنئون رسول الله (ص) إلا أن ألهجهم به وأشدهم شنئة العاص ابن وائل. وقد اجمع المفسرون ان الاية الكريمة "ان شانئك هو الابتر" انما نزلت بحق العاص بن وائل. هذا من جهة الاب.
اما من جهة الام وكما جاء عنها في العقد الفريد وبلاغات النساء وروض المناظر وثمرات الاوراق وجمهرة الخطب فاسمها ليلى أشهر بغي بمكة وأرخصهن أجرة، ولما وضعته ادعاها خمسة كلهم أتوها غير أن ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به، وأكثر نفقة عليها. ذكرت ذلك أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لما وفدت إلى معاوية فقال لها: "مرحبا بك يا عمة؟ فكيف كنت بعدنا؟ فقالت: يا بن أخي؟ لقد كفرت يد النعمة، وأسأت لابن عمك الصحبة، وتسميت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، من غير بلاء كان منك ولا من آبائك، ولا سابقة في الاسلام، ولقد كفرتم بما جاء به محمد (ص) فأتعس الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود، حتى رد الله الحق إلى أهله، وكانت كلمة الله هي العليا، ونبينا محمد (ص) هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه (ص) مغفورا ذنبه، مرفوعا درجته، شريفا عند الله مرضيا، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، ولم يجمع بعد رسول الله لنا شمل، ولم يسهل لنا وعر، وغايتنا الجنة، وغايتكم النار".

فقال لها عمرو بن العاص: أيها العجوز الضالة؟ أقصري من قولك، وغضي من طرفك.

قالت: ومن أنت؟ لا أم لك.

قال: عمرو بن العاص.

قالت: "يا بن اللخناء النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بمكة وآخذهن لأجرة، إربع على ظلعك واعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد إدعاك ستة نفر من قريش كله يزعم أنه أبوك فسألت أمك عنهم فقالت: كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر، فأتم بهم فإنك بهم أشبه".

عدّه الكلبي من الأدعياء في باب - أدعياء الجاهلية - وقال: قال الهيثم: "ومن الأدعياء عمرو بن العاص، وأمه النابغة حبشية"[/COLORيقول شاعر الرسول (ص) حسان بن ثابت لعمرو بن العاص حيث هجاه مكافئا له عن هجاء رسول الله (ص):


[COLOR=Red]أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت لنا فيك منه بينات الدلائـل
ففاخر به إما فخـرت ولا تكـن تفاخر بالعاص الهجين بن وائل
وإن التي في ذاك يا عمرو حكمت فقالت رجاء عند ذاك لنائـل
من العاص عمرو تخبر الناس كلما تجمعت الأقوام عـند المحامـل

روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام 7 ص 330: إن عمرو بن العاص قال لعبد الله بن جعفر الطيار ذي الجناحين في مجلس معاوية: يا بن جعفر؟ يريد تصغيره. فقال له عبد الله: لئن نسبتني إلى جعفر فلست بدعي ولا أبتر!

اما قصة اسلام الرجل فمحط شك من المؤرخين والرواة الثقاة. في سيرة بن هشام 3 ص 319 ان عمر بن العاص لم يعتنق الدين اعتناقا، وإنما انتحله انتحالا وهو في الحبشة، نزل بها مع عمارة بن الوليد لاغتيال جعفر وأصحابه رسل النبي الأعظم (ص) تنتهي إليه الأنباء عن أمر الرسالة، ويبلغه التقدم والنشور له، وسمع من النجاشي قوله: "أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله"؟ فقال بن العاص: أيها الملك؟ أكذلك هو؟ فقال النجاشي: "ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده".

كان عمر بن العاص يهجو رسول الله (ص) بقصيدة ذات سبعين بيتا فلعنه (ص)عدد أبياتها. وكان كما يأتي عن أمير المؤمنين من قوله "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عداوتهم منا".

دخل زيد بن أرقم على معاوية فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما فقال له: عمرو بن العاص: أما وجدت لك مجلسا إلا أن تقطع بيني وبين أمير المؤمنين؟ فقال زيد: إن رسول الله (ص) غزا غزوة وأنتما معه فرءاكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا ثم راءكما اليوم الثاني واليوم الثالث كل ذلك يديم النظر إليكما فقال (ص) في اليوم الثالث: "إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير".

كذا أخرجه ابن مزاحم في كتاب " صفين " ص 112 ورواه ابن عبد ربه في " العقد الفريد " 2 ص 290 عن عبادة بن الصامت وفيه: إنه (ص) قاله في غزوة تبوك ولفظه: "إذا رأيتموهما اجتمعا ففرقوا بينهما فإنهما لا يجتمعان على خير".

روى أبو حيان التوحيدي في " الإمتاع والمؤانسة " 3 ص 183 قال: قال الشعبي: ذكر عمرو بن العاص عليا (ع) فقال: "عجبا لابن النابغة يزعم لأهل الشام أن في دعابة، وإني امرؤ تلعابة، أعافس وأمارس، لقد قال باطلا، ونطق آثما، أما وشر القول الكذب، إنه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف، ويسأل فيلحف، ويسئل فيبخل، ويخون العهد، ويقطع الإل، فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو؟! ما لم تأخذ السيوف مآخذها، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبته، أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة، وإنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتية، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة". وجاء مثله ايضا في نهج البلاغة - 1 ص 145.

جاء في كتاب صفين لابن مزاحم ص 264، لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يوم صفين يدعون إلى حكم القرآن قال علي (ع): "عباد الله؟ أنا أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية، وعمرو بن العاص، وابن أبي معيط، وحبيب بن مسلمة، وابن أبي سرح، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال، وشر رجال، إنها كلمة حق يراد بها الباطل، إنهم والله ما رفعوها، إنهم يعرفونها ولا يعملون بها، وما رفعوها لكم إلا خديعة ومكيدة".

لما بلغ عائشة بنت ابي بكر قتل محمد بن أبي بكر جزعت عليه جزعا شديدا وجعلت تقنت وتدعو في دبر الصلاة على معاوية وعمرو بن العاص. رواه الطبري في تاريخه 6 ص 60، ابن الأثير في " الكامل " 3 ص 155، ابن كثير في تاريخه 7 ص 314، ابن أبي الحديد في شرح النهج 2: 33.

وفي نجاته بعورته يوم صفين ماذكره ابن قتيبة في - الإمامة السياسة - 1 ص 91: "ذكروا أن عمرا قال لمعاوية: أتجبن عن علي وتتهمني في نصيحتي إليك؟! والله لأبارزن عليا و لو مت ألف موتة في أول لقائه، فبارزه عمرو فطعنه علي (ع) فصرعه، فاتقاها عمر بعورته فانصرف عنه علي وولى بوجهه دونه، وكان علي رضي الله عنه لم ينظر قط إلى عورة أحد حياء وتكرما وتنزها عما لا يحل، ولا يجل بمثله كرم الله وجهه".

من المؤكد ان الاستاذ اسامة انور عكاشة قد اطلع على سيرة هذا الرجل وتأريخه بين مكر ودهاء وخداع وهدر لدماء المسلمين الابرياء. ماقدمناه في تلك العجالة ما هو الا غيض من فيض. ترى هل سيبقى عمر بن العاص شخصية حقيرة كما قدمها لنا التأريخ العربي ام ستحكم بنزهاته المحكمة المصرية بعد اربعة عشر قرنا ونيف ويكون عمرو نزيها صحابيا جليلا كذب الرواة الثقاة عليه، وكل ما روي عنه اباطيل؟!


www.geocities.com/numnmat


http://elaph.com/AsdaElaph/2004/10/17359.htm