سيد مرحوم
10-23-2004, 03:50 AM
http://tahqeq.jeeran.com/1111.jpg
رمضان والمنبر وحركة التغيير
مختار الأسدي
رمضان مدرسة ورسالة ، والمبلغ مرب ورسول ، وقاريء المنبر أستاذ وامين ، والكل مؤتمن لتبليغ هذه الرسالة واداء هذه الامانة...
ومن هنا تأتي اهمية التبليغ وخطورة المنبر ودور المبلغ في اختيار محاور الحديث في هذا الشهر الكريم (شهر رمضان المبارك)
ولعل انجح الخطباء ، واوفر المبلغين حظا للنفوذ الى قلب الامة وابلاغ الامانة التي عرضت (على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان) ، هو القادر على تشخيص محاور اهتمام الامة والانطلاق من عناصر التأثير في وجدانها من اجل بنائها او تغييرها وصولا لتحقيق اهداف الرسالة التي انتدب لها في شهر الرحمة والرضوان..
اما كيف يمكن تحديد محاور الحديث وتشخيص المهم او الاهم ، فهذا ما يستنتج او يشخص في كون المبلغ رسولا منتدبا لاداء رسالة الدين والعيش لها ، او وسيطا روحيا لالهاء الامة ومشاغلتها وتنويمها مغناطيسيا ، وبالتالي العيش على الدين وعطاء اهل الدين( ينقل احد الخطباء الظرفاء –وان كان مجالها ليس ظريفا- انه قال :
"يحسين ياعزي ودلالي******* يلجتلتك عيشت عيالي"
اي :اني عشت على مائدة القراءة على الحسين (ع). )
وليس ادل على تحديد هذه الشفرة الحادة من خضوع المبلغ او عدم خضوعه لاهواء الغوغاء او الارتفاع بهم لمستوى النخبة ، وتوظيف الدين لخدمة الانسان وترسيخ القيم الانسانية او استخدامه لخدمة الاغراض والمصالح والاهواء..
فاذا كان هدف المبلغ هو ارضاء الناس وجعل هذا الرضا غاية بحد ذاته ضاع الهدف الذي من اجله ارتقى المنبر وهو تغيير الامة ونقلها ومستوى الرسالة ، وخاصة رسالة اهل البيت (ع) وطريقهم الصعب المستصعب الذي لايتحمله الا نبي او وصي نبي او مؤمن امتحن الله قلبه للايمان...
نعم، اذا كان هدف المبلغ هو استرضاء الجمهور وكسبه نفوذا الى قلوب الصادقين والمخلصين منهم لمهمة اكبر ، فقد اصاب الهدف وشخص الداء ونال الثواب..
اما اذا كان الهدف توسيع قاعدة المستمعين وتكبير دائرة المعجبين فقد حسب على قدر نيته واجره على قدرها وعليه استذكار مانقله الشيخ الصدوق عن ابي عبدالله(ع) قال:
" ان من العلماء من يجمع علمه ولايحب ان يؤخذ منه ، فذاك في الدرك الاول من النار، ومن العلماء من اذا وعظ أنف واذا وعظ عنف، فذاك في الدرك الثاني من النار..ومن العلماء من يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولايرى له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار.." (الاداب المعنوية للصلاة _الامام الخميني-ص 304)
وعن الكليني..عن..الامام الباقر(ع) انه قال:"من طلب العلم ليباهي به العلماء ، او يماري به السفهاء ، او يصرف به وجوه الناس اليه فليتبوأ مقعده من النار.." (الاداب المعنوية للصلاة الامام الخميني ص 304)
وتأسيسا على ذلك ، يتضح الفرق بين من يعيش للدين وفيه ، ومن يعيش به او عليه..ويتضح التحذير الصارخ لمقولة احد المفكرين المارة الذكر:"مصيبة الدين في جميع عصوره فئتان: فئة اساءت استخدامه ، وفئة أتقنت استغلاله، فالتي اساءت استخدامه ظللت المؤمنين به والتي اتقنت استغلاله اعطت الجاحدين حجة عليه"
ويتضح كذلك دور العالم كقدوة وأسوة ومثال ، (فاذا فسد العالم (بكسر اللام) فسد العالم (بفتح اللام) وان اسوأ الفساد فساد الاصلح – كما يقولون- ، وكم هي عظيمة رائعة كلمة الشهيد العاملي الثاني في منية المريد في اداب المفيد والمستفيد – ص 63 ..حين ردد قولة احد العارفين في هذا السياق: " الناس دائما دون العالم بمرتبة ، فاذا كان العالم ورعا تقيا صالحا انشغل الناس بالمباحات ، واذا انشغل العالم بالمباحات تلبس الناس بالشبهات ، واذا تلبس العالم بالشبهات دخل الناس في الحرام ، واذا ارتكب العلماء الحرام كفر العوام"
رمضان والمنبر وحركة التغيير
مختار الأسدي
رمضان مدرسة ورسالة ، والمبلغ مرب ورسول ، وقاريء المنبر أستاذ وامين ، والكل مؤتمن لتبليغ هذه الرسالة واداء هذه الامانة...
ومن هنا تأتي اهمية التبليغ وخطورة المنبر ودور المبلغ في اختيار محاور الحديث في هذا الشهر الكريم (شهر رمضان المبارك)
ولعل انجح الخطباء ، واوفر المبلغين حظا للنفوذ الى قلب الامة وابلاغ الامانة التي عرضت (على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان) ، هو القادر على تشخيص محاور اهتمام الامة والانطلاق من عناصر التأثير في وجدانها من اجل بنائها او تغييرها وصولا لتحقيق اهداف الرسالة التي انتدب لها في شهر الرحمة والرضوان..
اما كيف يمكن تحديد محاور الحديث وتشخيص المهم او الاهم ، فهذا ما يستنتج او يشخص في كون المبلغ رسولا منتدبا لاداء رسالة الدين والعيش لها ، او وسيطا روحيا لالهاء الامة ومشاغلتها وتنويمها مغناطيسيا ، وبالتالي العيش على الدين وعطاء اهل الدين( ينقل احد الخطباء الظرفاء –وان كان مجالها ليس ظريفا- انه قال :
"يحسين ياعزي ودلالي******* يلجتلتك عيشت عيالي"
اي :اني عشت على مائدة القراءة على الحسين (ع). )
وليس ادل على تحديد هذه الشفرة الحادة من خضوع المبلغ او عدم خضوعه لاهواء الغوغاء او الارتفاع بهم لمستوى النخبة ، وتوظيف الدين لخدمة الانسان وترسيخ القيم الانسانية او استخدامه لخدمة الاغراض والمصالح والاهواء..
فاذا كان هدف المبلغ هو ارضاء الناس وجعل هذا الرضا غاية بحد ذاته ضاع الهدف الذي من اجله ارتقى المنبر وهو تغيير الامة ونقلها ومستوى الرسالة ، وخاصة رسالة اهل البيت (ع) وطريقهم الصعب المستصعب الذي لايتحمله الا نبي او وصي نبي او مؤمن امتحن الله قلبه للايمان...
نعم، اذا كان هدف المبلغ هو استرضاء الجمهور وكسبه نفوذا الى قلوب الصادقين والمخلصين منهم لمهمة اكبر ، فقد اصاب الهدف وشخص الداء ونال الثواب..
اما اذا كان الهدف توسيع قاعدة المستمعين وتكبير دائرة المعجبين فقد حسب على قدر نيته واجره على قدرها وعليه استذكار مانقله الشيخ الصدوق عن ابي عبدالله(ع) قال:
" ان من العلماء من يجمع علمه ولايحب ان يؤخذ منه ، فذاك في الدرك الاول من النار، ومن العلماء من اذا وعظ أنف واذا وعظ عنف، فذاك في الدرك الثاني من النار..ومن العلماء من يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولايرى له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار.." (الاداب المعنوية للصلاة _الامام الخميني-ص 304)
وعن الكليني..عن..الامام الباقر(ع) انه قال:"من طلب العلم ليباهي به العلماء ، او يماري به السفهاء ، او يصرف به وجوه الناس اليه فليتبوأ مقعده من النار.." (الاداب المعنوية للصلاة الامام الخميني ص 304)
وتأسيسا على ذلك ، يتضح الفرق بين من يعيش للدين وفيه ، ومن يعيش به او عليه..ويتضح التحذير الصارخ لمقولة احد المفكرين المارة الذكر:"مصيبة الدين في جميع عصوره فئتان: فئة اساءت استخدامه ، وفئة أتقنت استغلاله، فالتي اساءت استخدامه ظللت المؤمنين به والتي اتقنت استغلاله اعطت الجاحدين حجة عليه"
ويتضح كذلك دور العالم كقدوة وأسوة ومثال ، (فاذا فسد العالم (بكسر اللام) فسد العالم (بفتح اللام) وان اسوأ الفساد فساد الاصلح – كما يقولون- ، وكم هي عظيمة رائعة كلمة الشهيد العاملي الثاني في منية المريد في اداب المفيد والمستفيد – ص 63 ..حين ردد قولة احد العارفين في هذا السياق: " الناس دائما دون العالم بمرتبة ، فاذا كان العالم ورعا تقيا صالحا انشغل الناس بالمباحات ، واذا انشغل العالم بالمباحات تلبس الناس بالشبهات ، واذا تلبس العالم بالشبهات دخل الناس في الحرام ، واذا ارتكب العلماء الحرام كفر العوام"