المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السينما الإيرانية تنتزع جائزة الدب الذهبي في برلين رغم الرقابة



فاطمي
02-21-2011, 05:04 AM
رئيس المهرجان يصف قرار اللجنة بـ «الشجاع»

الاثنين 21 فبراير 2011 برلين ـ أ.ف.پ


http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/173879-1p49.jpg

نجمتا «انفصال نادر وسيمين» تحملان جائزة الدب الفضي بأفضل ممثلة



http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/173879-2p49.jpg

المخرج الإيراني أصغر فرهادي يحمل جائزة الدب الذهبي (أ.ف.پ)

حصد فيلم «انفصال نادر وسيمين» للمخرج الإيراني اصغر فرهادي الجوائز الرئيسية في الدورة الحادية والستين لمهرجان برلين بفوزه بالدب الذهبي فضلا عن جائزتي دب فضي لأفضل ممثلة وافضل ممثل لمجموع الممثلين في الفيلم، هذا ووصف رئيس المهرجان ويتر كوسليك قرار منح الفيلم الإيراني الدب الذهبي بـ «الشجاع».

وهذه النتيجة لم تشكل مفاجأة لأحد من متابعي المهرجان فقد رشح اكبر النقاد الفيلم لنيل الجائزة الأبرز نظرا للهم الانساني الذي يحمله ولمعالجته بواقعية وذكاء ازمات المجتمع الايراني اليوم.

ونال الفيلم ثلاث جوائز رسمية في برلين وجائزتين جانبيتين.

وقال فرهادي لدى تسلمه الجائزة «ما كنت لأفكر في اني سافوز بالجائزة. في المرة الاخيرة التي كنت فيها في المهرجان لم اكن اعتقد انني سأعتلي مجددا هذا المسرح».

وسبق لفرهادي ان فاز بجائزة الدب الفضي كأفضل مخرج في مهرجان برلين عن فيلم «عن ايلي» عام 2009.

وأضاف «اود ان استغل هذه الفرصة لأتوجه بتفكيري الى شعب بلادي، البلد الذي كبرت فيه وحيث تعلمت التاريخ».

وتابع يقول «انه شعب كبير، انه شعب صبور وشعب طيب. اتوجه بتفكيري الى جعفر بناهي. وأظن فعلا ان مشاكله ستحل قريبا وانه سيتمكن من المجيء الى هنا العام المقبل».

وبعد توزيع الجوائز قال للصحافيين «انا سينمائي ولست بطلا. لو تفوهت بكلام سياسي على المسرح هل كان ذلك ليغير شيئا؟ الا ان فيلمي يمكنه ان يغير شيئا».

ويصور الشريط بواقعية شديدة وبذكاء في المعالجة لا تبتعد عن بساطة الطرح وقوة الحجة لدى مختلف الاطراف حيث لا ينحاز المخرج لأي طرف بل يصور مأزق الفرد ومحاولته الدائمة ايجاد حلول تخرجه من التمزق الذي يعيشه.

والفيلم يطرح اسئلة اكثر مما يقدم اجابات لينحاز اولا للانسان ويطل ليس فقط على هموم المجتمع الايراني بل على هم انساني شامل يتمثل في تمزق زوجين تحت ضغط الحياة الحديثة ومتطلباتها.

وينطوي «انفصال نادر وسيمين» على حس انساني رفيع ويلامس العديد من القضايا مثل علاقة الاجيال ببعضها والوحدة والمرض والانفصال وحسن وسوء الافعال وتضامن الاسرة وتفككها حيث ان ايران بلد ترتفع فيه نسبة الطلاق بشكل كبير.

وكان المخرج اصغر فرهادي اعتبر ان فيلمه «دعوة لإعادة النظر في منظومة الاخلاقيات التي تحكم المجتمع» وهو ينتقد القوانين وكيفية تطبيقها بطريقة آلية من قبل قضاة يعالجون القضايا الاجتماعية بشكل بيروقراطي دون التفات الى الظروف التي تحكم الشخص الذي يقاضونه.

كذلك ينتقد العلاقة بالدين الذي يحول احيانا دون الالتفات الى حلول عملية في الحياة اليومية حيث تبدو احكام التقليد والدين عبثية في مواجهة الواقع.

ويعتبر أصغر فرهادي من اكبر المواهب في السينما الايرانية في جيله.

ومنحت لجنة التحكيم التي ترأستها الممثلة الايطالية ـ الأميركية ايزابيللا روسيليني، وغاب عنها المخرج الإيراني جعفر بناهي بسبب منعه من مغادرة البلاد، جائزتها الكبرى لفيلم المجري بيلا تار «حصان تورينو» الذي صور بالأبيض والأسود على مدى ساعتين ونصف الساعة عملا ميتافيزيقيا خاصا. ويرتكز الفيلم الى حادثة اساسية في حياة الفيلسوف الألماني فريديريش نيتشه دفعته للصمت طوال السنوات التي سبقت موته حين رأى امامه حوذيا يضرب حصانه الذي يرفض التحرك فيحيط بجسمه الحصان كي يمنع الحوذي من مواصلة ضربه.

ومنحت لجنة التحكيم جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو لفيلم المخرج الأميركي ـ الألباني جوشوا مارستون عن فيلمه «فدية الدم» الذي يتناول قضية الثأر في المجتمع الألباني، من خلال قصة عائلة تعيش مأساة حقيقية بسبب ضلوع الاب بحادثة قتل، ما يعرض حياة ذكور العائلة للخطر ويحطم عالمهم المستند الى الكثير من تقنيات التواصل رغم عيشهم في قرية نائية.