سيد مرحوم
10-22-2004, 06:29 AM
ما أحلى تدافع الأراء !
مختار الأسدي
من مواصفات الأمم او الشعوب الواعية انها لاتضيق بالنقد ولاتنكمش بضغوطه ولاتتحسس من صعقاته ، ولكنها تحصره في إطار الرأي والرأي الآخر ، بعيدا عن السجال والمهاترات والصراع والجدل الفارغ الذي يؤدي الى اشعال الفتن وإثارة الضغائن والاحقاد..
صحيح ان الشعوب المتخلفة تستخدم الهراوات والسكاكين اكثر من استخدام اللغة اثناء تدافع الاراء وتقاطع الرؤى والاجتهادات ، ولكن الطلائع الرسالية ومثقفي الامة هم الذين يظطلعون بمهمة تربية الامة وترويضها على على احترام الافكار المتباينة ومقارعة الحجة بالحجة والاصغاء للرأي والرأي الاخر..
وصحيح ان بؤر الاحتقان سرعان ما تتفجر لدى الأمم المتخلفة وتتحول الى مستنقعات دم ومشاهد شغب وقتل وتصفيات ، ولكن رساليي الامة ومثقفيها وعلماءها هم المعنيون اكثر من غيرهم بتربية الجمهور وتصعيده الى مستوى احترام (الحقائق الرمادية) المفروضة احيانا وعدم التشبث بالمطلقات "الصفرومائية" التي تجاوزتها النسبية وغيرت مفاهيم الانسان حتى عن الكون والحياة.
اما ان يشارك البعض توهما في ابقاء مستنقع التحجر او الرأي الواحد الاسن على ماهيته بذريعة انه ليس افضل مما كان..وبحجة عدم نشر الغسيل القذر فيما رائحة الغسيل تزكم الانوف ، فتلك ذريعة مرفوضة وحجة متهافتة ومنطق سقيم لان تشخيص المرض مقدمة لعلاجه - كمايقولون- وان الذي يتكتم على مرضه لايخدع الا نفسه وان التي تحمل في الخفاء تلد في وضح النهار ، وان رائحة الغسيل القذر اكثر نتانة وعفونة احيانا من مشهد هذا الغسيل(جاءت هذه الاشارات بعد محاولات البعض التي كانت ترمي الى الغاء النقد بذريعة حساسية الساحة وعدم نشر الغسيل او الى تأجيله او تطويقه بحجة عدم القدرة على التفكيك بين النقد الهدام والنقد البناء)
اذن ، وما دام الاختلاف قانونا بشريا وان الانسان (نوع لايتكرر) كما يقول بعض الفلاسفة ، وان تدافع الاراء ضرورة من ضرورات التكامل ، فلابد اذن من قبوله كحقيقة والتعامل معه كأمر واقع.
"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" (هود 118،119)
{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا ) (المائدة 48)
اما توجيه الاختلاف - في الدائرة الواحدة طبعا- واستيعابه ،فليس هناك اجمل من توجيه القران الكريم له والدعوة الى عدم تحويله الى دوائر احتراب واقتتال وتناحر بين الاخوة ورفاق الدرب ، كما وليس هناك اجمل من هذا التوجيه في حالة استحالة الاتفاق من تأجيل بعض الامور الى يوم تكشف فيه السرائر ، وتبلى الضمائر وتكشف الموازين وتتضح البواطن:
( ثم الى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) (ال عمران 55)
(وليبينن لكم يوم القيامة ماكنتم فيه تختلفون) (النحل 92)
(ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) (يونس 93)
والعشرات من امثال هذه الايات الكريمة التي تقر الاختلاف اولا وتدعو الى تأجيل بعضه او استيعابه وعدم تحويله الى نار وحريق ربما يشتعل فيه الاخضر واليابس ويأتي على الكل والجزء بعد ذلك....
ربنا فقهنا بآياتك وحكمتك واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ربنا عرفنا بعظمة قرآنك وعظيم برهانك ورائع حكمتك في عظيم قولك :
(وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) !! (سبأ 24)
مختار الأسدي
من مواصفات الأمم او الشعوب الواعية انها لاتضيق بالنقد ولاتنكمش بضغوطه ولاتتحسس من صعقاته ، ولكنها تحصره في إطار الرأي والرأي الآخر ، بعيدا عن السجال والمهاترات والصراع والجدل الفارغ الذي يؤدي الى اشعال الفتن وإثارة الضغائن والاحقاد..
صحيح ان الشعوب المتخلفة تستخدم الهراوات والسكاكين اكثر من استخدام اللغة اثناء تدافع الاراء وتقاطع الرؤى والاجتهادات ، ولكن الطلائع الرسالية ومثقفي الامة هم الذين يظطلعون بمهمة تربية الامة وترويضها على على احترام الافكار المتباينة ومقارعة الحجة بالحجة والاصغاء للرأي والرأي الاخر..
وصحيح ان بؤر الاحتقان سرعان ما تتفجر لدى الأمم المتخلفة وتتحول الى مستنقعات دم ومشاهد شغب وقتل وتصفيات ، ولكن رساليي الامة ومثقفيها وعلماءها هم المعنيون اكثر من غيرهم بتربية الجمهور وتصعيده الى مستوى احترام (الحقائق الرمادية) المفروضة احيانا وعدم التشبث بالمطلقات "الصفرومائية" التي تجاوزتها النسبية وغيرت مفاهيم الانسان حتى عن الكون والحياة.
اما ان يشارك البعض توهما في ابقاء مستنقع التحجر او الرأي الواحد الاسن على ماهيته بذريعة انه ليس افضل مما كان..وبحجة عدم نشر الغسيل القذر فيما رائحة الغسيل تزكم الانوف ، فتلك ذريعة مرفوضة وحجة متهافتة ومنطق سقيم لان تشخيص المرض مقدمة لعلاجه - كمايقولون- وان الذي يتكتم على مرضه لايخدع الا نفسه وان التي تحمل في الخفاء تلد في وضح النهار ، وان رائحة الغسيل القذر اكثر نتانة وعفونة احيانا من مشهد هذا الغسيل(جاءت هذه الاشارات بعد محاولات البعض التي كانت ترمي الى الغاء النقد بذريعة حساسية الساحة وعدم نشر الغسيل او الى تأجيله او تطويقه بحجة عدم القدرة على التفكيك بين النقد الهدام والنقد البناء)
اذن ، وما دام الاختلاف قانونا بشريا وان الانسان (نوع لايتكرر) كما يقول بعض الفلاسفة ، وان تدافع الاراء ضرورة من ضرورات التكامل ، فلابد اذن من قبوله كحقيقة والتعامل معه كأمر واقع.
"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" (هود 118،119)
{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا ) (المائدة 48)
اما توجيه الاختلاف - في الدائرة الواحدة طبعا- واستيعابه ،فليس هناك اجمل من توجيه القران الكريم له والدعوة الى عدم تحويله الى دوائر احتراب واقتتال وتناحر بين الاخوة ورفاق الدرب ، كما وليس هناك اجمل من هذا التوجيه في حالة استحالة الاتفاق من تأجيل بعض الامور الى يوم تكشف فيه السرائر ، وتبلى الضمائر وتكشف الموازين وتتضح البواطن:
( ثم الى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) (ال عمران 55)
(وليبينن لكم يوم القيامة ماكنتم فيه تختلفون) (النحل 92)
(ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) (يونس 93)
والعشرات من امثال هذه الايات الكريمة التي تقر الاختلاف اولا وتدعو الى تأجيل بعضه او استيعابه وعدم تحويله الى نار وحريق ربما يشتعل فيه الاخضر واليابس ويأتي على الكل والجزء بعد ذلك....
ربنا فقهنا بآياتك وحكمتك واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ربنا عرفنا بعظمة قرآنك وعظيم برهانك ورائع حكمتك في عظيم قولك :
(وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) !! (سبأ 24)