المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تراجع مقتدى الصدر؟



جبار
10-21-2004, 09:11 AM
في أي اطار يمكن ادراج مبادرة السيد مقتدى الصدر بوقف القتال وتسليم سلاح مدينة الصدر إلى الحكومة العراقية؟

تساؤلات عديدة طرحت نفسها بعد هذا القرار، هل الامر يتعلق باختلال موازين القوى لصالح القوات الاميركية بعد سقوط عدد كبير من الخسائر في صفوف «جيش المهدي»؟ ام ان الامر يتعلق بتبلور قناعة لدى الصدر وجماعته، بأن سلوك طريق الخيار السياسي اضمن للتيار الصدري بعد ان وصل الخيار العسكري الى طريق مسدود!؟ وكيف استطاع السيد مقتدى ضمان وحدة الموقف داخل هذا التيار غير المتجانس بعد ان بات معلوما بأن لا شيء يجمعه الا نهج التصعيد المستمر؟

المعلومات الواردة من بغداد تتقاطع عند نقطة رئيسية وهي ان الخطوة تمت برعاية المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني مما دعم قدرة مقتدى الصدر على اقناع قيادته بها لأن الهدف من هذه الخطوة واضح وهو ازالة اي تبرير امام الاميركيين لتأجيل الانتخابات العامة في مطلع شهر يناير 2005، لاسيما في المناطق الشيعية، خصوصا ان هناك معلومات متزايدة تشير الى ان الهدف من المؤتمر الدولي المزمع عقده الشهر المقبل هو تأمين تغطية دولية لتأجيل هذه الانتخابات.

وفي المقابل تسمح هذه الخطوة للسيستاني بممارسة اقصى الضغوط لإجراء الانتخابات في موعدها، وهي المناسبة الاولى لتثبيت مكاسب الطائفة الشيعية بعد تحرير العراق، او اخذ ضمانات كبيرة مقابل الموافقة على التأجيل في حال حصوله.

والاهم من ذلك كله هو التطورات المتلاحقة بعد خطوة السيد مقتدى وابرزها تطوران:

التطور الاول وهو ما تردد عن اتجاه المرجعية الشيعية في النجف بقيادة السيستاني لدعم لائحة مستقلة من المرشحين في وقت تتردد فيه معلومات عن دعم واشنطن للائحة احزاب موحدة تضم الاحزاب التي ترتبط بعلاقات جيدة مع طهران.

التطور الثاني، وهو الانسجام المتزايد بين رئيس الوزراء اياد علاوي والمرجعية، وما يقال عن قناعة متزايدة في الاوساط الشيعية بان علاوي هو الخيار المنطقي الوحيد في هذه المرحلة، وهو الخيار الذي يمنع تشتيت القوى في ظل غياب خيارات منطقية بديلة.

سيد مرحوم
10-21-2004, 06:42 PM
ام ان الامر يتعلق بتبلور قناعة لدى الصدر وجماعته، بأن سلوك طريق الخيار السياسي اضمن للتيار الصدري بعد ان وصل الخيار العسكري الى طريق مسدود!؟

السيد مقتدى الصدر لم يتجه للخيار العسكري (لابأس بمراجعة المواضيع السابقة التي تم مناقشتها في ذلك للاطلاع على حيثيات التطورات السابقة حتى لاننسى التاريخ القريب) بل جرت عملية استفزاز واستدراج له في جميع المرات..فمشروعه الواضح كان ولازال هو مواجهة مشروع الاحتلال بشكل سلمي من دون الدخول في لعبته السياسية ليبين للناس عدم شرعيته وهو ما افقد الاحتلال صوابه ودعاه لاستفزازه ومن ثم ضربه.



وكيف استطاع السيد مقتدى ضمان وحدة الموقف داخل هذا التيار غير المتجانس بعد ان بات معلوما بأن لا شيء يجمعه الا نهج التصعيد المستمر؟


المعلومات الواردة من بغداد تتقاطع عند نقطة رئيسية وهي ان الخطوة تمت برعاية المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني مما دعم قدرة مقتدى الصدر على اقناع قيادته بها لأن الهدف من هذه الخطوة واضح وهو ازالة اي تبرير امام الاميركيين لتأجيل الانتخابات العامة في مطلع شهر يناير 2005،


السؤال المتوجه لهذا التحليل (بغض النظر عن صحته من عدمه) هو كيف يمكن التوفيق بين التحليل القائل باستطاعة السيد السيستاني التأثير في القيادات الصدرية لفرض الاستجابة عليها وعدم مواصلة التصعيد والتحليلات السابقة المقابلة بأن التيار عبارة عن شلة من اللبعثيين واللصوص وقطاع الطرق ! ام ان التيار الصدري بالفعل يعيش التنظيم والاستجابة لقياداته المتجانسة مع بعضها ! لامناص من ان تخلي القوى وتآمرها على التيار وتركه لوحده في الميدان جعله يعيش الواقعية اكثر في طرحه..ولكنني اتصور بان السبب الرئيسي في ذلك هو قرب موعد الانتخابات بشكل يستطيع فيه التيار اثبات عدم ثقته بنزاهة الامريكيين في ذلك سواء تأجلت او تمت الانتخابات..بل وسعى من ذلك لارغام الامريكيين على رفع جميع الحجج التي حاولت التذرع بها من خلال المواجهات الدموية لاقصاءه عن الانتخابات ومن ثم التأثير في الحياة السياسية العراقية..



التطور الاول وهو ما تردد عن اتجاه المرجعية الشيعية في النجف بقيادة السيستاني لدعم لائحة مستقلة من المرشحين في وقت تتردد فيه معلومات عن دعم واشنطن للائحة احزاب موحدة تضم الاحزاب التي ترتبط بعلاقات جيدة مع طهران.


هذا الامر نفاه حامد الخفاف واكد عدم صحته اما دعم واشنطن للائحة حزبية موحدة ترتبط بعلاقات جيدة مع طهران فلا استطيع هضمه او فهمه لاسيما وان الامريكيين طالما تحججوا بالتدخلات الايرانية ولازالوا يتحدثون عن تأثيرات متوقعه للسياسة الايرانية في الواقع العراقي بل وهي التي وقفت اثناء اشتعال لظى نيران المواجهة مع التيار الصدري وراء تصريحات وزير الدفاع المسير الشعلان في جعل ايران هي العدو الاول للعراق!



التطور الثاني، وهو الانسجام المتزايد بين رئيس الوزراء اياد علاوي والمرجعية، وما يقال عن قناعة متزايدة في الاوساط الشيعية بان علاوي هو الخيار المنطقي الوحيد في هذه المرحلة، وهو الخيار الذي يمنع تشتيت القوى في ظل غياب خيارات منطقية بديلة.


من قال انه لاخيارات منطقية اخرى بديلة ...اذا اين جميع الشخصيات العراقية الاخرى؟! ام انه تسويق لشخصية لم تكن لتنافس الاخرين في تاريخهم ونضالهم السياسي ..ومن قال ان علاوي يحظى باجماع القوى العراقية او الشعبية..بالعكس علاوي اثبت فشل حكومته في قيادة البلد وكان مطرقة الاحتلال التي ضربت الشعب العراقي ومقدساته حيث مثل الرؤية الامريكية في ذلك..الجهاز الذي يمثل مرجعية السيد السيستاني خاضع للواقع ..والهدوء الذي حصل في الواقع هو نتيجة عدم التكامل بين مختلف الاحزاب والقوى الشيعية وسعي كل طرف للتأمر على الطرف الاخر للحصول على مكاسب اكبر..والتيار الصدري لم يخسر شيء وان كان كذلك فنتيجة التآمر المخابراتي واستغلال الناس الطامحين وراء انتخابات لن تكون بمستوى طموحهم لان الامريكيين مهما كانت تصريحاتهم التي تتحدث عن الحياد فانها تخضع لترتيبات كواليسية ستضمن لهم نتائج ترضيهم وتحقق سياساتهم الخاصة...

في رأيي لا الانتخابات ستأتي بالحل الكامل للشعب العراقي كما يريد.(مع انها الامل الحقيقي لو طبقت بشكل نزيه واحترمت) .ولا مواجهة الاحتلال بشكل مجزء سيضمن ذلك ..لابد من تضافر الجهود جميعها ومن جميع القوى ودون نزاعات او مساومات او تسويات ..ومتابعة ذلك لان الوضع العراقي اكبر من الانتخابات حيث انه يعيش تعقيدات ومشاريع ضيقة بين جميع القوى والاطياف لابد من تسويتها قبل التحدث عن عبارة ان الانتخابات هي الحل ..فكما يبحث البعض عن انتخابات نزيهة لضمان نجاح العملية السياسية في العراق فلابد ايضا من ضمان احترام القوى المشاركة لنتائجها اذا ماخرجت مخالفة لتوجهاته او مبينة لحجمه في الواقع..وغير ذلك فلن يخرج العراق من ازماته وان عاش الهدوء في هذه المنطقة وتلك..

والسؤال هو ..هل ستكون الانتخابات نزيهة..واذا كانت نزيهة هل ستقبل امريكا بها ام انها ستواجه النتائج من خلال التدخل في الساحة العراقية وضرب القوى التي لاتعجبها والوقوف مع القوى التي تمثل توجهاتها او تراها بديلا جيدا لتحقيق تطلاعاتها الامشروعة..