مشاهدة النسخة كاملة : شقيقة الشهيد عماد مغنية: إنني ابنة الثورة الإسلامية وعلي نهج الإمام الخامنئي
لطيفة
02-16-2011, 07:26 AM
http://www.asriran.com/files/ar/news/2011/2/14/26074_745.jpg
عصرايران – أكدت شقيقة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية, زينب فايز مغنية علي مواصلة طريق شقيقها الحسيني بقيادة سيد المقاومة السيد حسن نصر الله حتي تبقي المقاومة محفوظة ودماء الشهداء مصانة.
وخلال الحديث الذي أجرته وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إرنا معها في الذكري السنوية الثالثة لاستشهاد مسؤول المجلس الجهادي في حزب الله عماد مغنية (الحاج رضوان)، تحدثت زينب عن شقيقها وقالت: 'إن استشهاد الحاج عماد كان مفاجئاً علي المستوي الشخصي مضيفة، وإن فقد أخي كان خسارة لنا ولكن علي صعيده الشخصي فقد نال العزة والكرامة وحقق ما كان يتمناه, فاستشهاده لم يكن خسارة له بهذا المعني وهناك من يغبط أخي علي هذه الدرجة التي نالها سواء في حياته الجهادية أو علي صعيد الدرجة العالية التي نالها عند رب العالمين'.
وأضافت زينب مغنية: 'لقد أصبح لنا, كأخت وكعائلة الشهيد, مكانة عظيمة في المجتمع, وقد أعطتنا دماء الشهيد عماد عزة وكرامة وحملتنا مسؤولية كبيرة، ونسأل الله تعالي أن نكون بمستوي هذه المسؤولية وهذه التضحيات الكبيرة'.
وأعلنت أنها تعمل من أجل المحافظة علي هذا الخط وهذه الدماء الزكية مشددة علي جهوزيتها الكاملة لتقديم المزيد من التضحيات.
وردا علي سؤال حول الحياة الأمنية المعقدة للشهيد القائد وتأثيرها علي حياته العائلية قالت: 'قبل استشهاد الشهيد عماد كنا نحرص علي كتمان حقيقة علاقتنا به، أما اليوم وبعد استشهاده فقد أصبح الجميع يعرف بأنني شقيقة الحاج رضوان بعد أن كان عدد المطلعين لا يتجاوز عدد الأصابع ولذلك فان التفاتنا واهتمامنا لكل حركة نقوم بها أصبح مضاعفا حيث أن التصرف المتوقع من قبلنا يجب أن يكون بمستوي يليق بأخت الشهيد وعائلته'.
واستذكرت زينب بأن شقيقها الشهيد 'الحاج رضوان'، 'كان يظلل الجميع بهيبته وجهاده وسريته وكنا نشعر خلال حياته بالعزة والكرامة ولكن بشكل سري ومحصور أما اليوم فقد أصبح بمقدورنا أن نجاهر به'.
وفيما خص علاقتها الشخصية بالشهيد قالت زينب: 'كانت علاقتي بالشهيد علاقة أخت بأخيها بطريقة مميزة ومختلفة علي رغم الفارق السني بيني وبينه الذي يبلغ 21 عاما، ولذلك فقد فقدت بالفعل أغلي إنساناً في حياتي, لقد افتقدت الحنين والشوق والسند والأخ والقائد والبطل علي الصعيد الشخصي'.
وأضافت تقول: 'لكن هذا الشعور, يمكن أن يتخطاه المرء إذا فكر بطريقة أخري ترتقي إلي مستوي التضحية الكربلائية حيث نال أخي درجة عالية عند رب العالمين ومكانة كبيرة عند المقاومين والمجاهدين في هذه الأمة'.
وتابع تقول: 'لا أبالي اليوم بالذي كنت عليه في حياته حيث كنا نحافظ علي سرية حركته خوفا علي حياته لكن بعد استشهاده أفتخر بعلاقتي وأخوتي بهذا القائد حتي لو عرف كل العالم بأنني شقيقته فاكتب أنني أخت الشهيد عماد أنا أخت الشهداء الثلاثة فؤاد وعماد وجهاد وأنا أخت جميع الشهداء في المقاومة الإسلامية وأنني في حزب الله بقيادة الأمين العام وفي نهج ولاية الفقيه أمضي مع ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي (حفظه الله)'.
وأردفت قائلة: 'أنا ابنة الثورة الإسلامية في إيران التي أسسها الإمام الخميني (قده) صاحب هذه النهضة الإسلامية الحسينية وليعلم كل العالم أننا علي درب العقيلة زينب ماضون حتي يتحقق كل ما كان الشهيد عماد يطمح إليه في حياته الجهادية وهذا ما استشهد من أجله'.
وفي محور آخر من الأسئلة استغربت شقيقة الحاج رضوان تكرار الأسئلة التي تطالب بعملية ثأرية ردا علي عملية الاغتيال، وطمأنت بأن 'الداخل الصهيوني يعرف حق المعرفة أن زوال هذا الكيان الغاصب من علي أرض فلسطين ومن كل الوجود، بات قريباً جداً علي يد أسود المقاومة الذين دربهم الحاج عماد وقام بتجهيزهم وإعدادهم لمقارعة أعداء الأنبياء وتحقيق حلمهم وبذلك يكون الرد الأكبر علي كل الجرائم والمجازر والاغتيالات والاعتداءات الصهيونية علي الإنسانية جمعاء'.
خاص لـ 'إرنا'
أم الشهيد عماد مغنية تروي بعضاً مما لا يعرفه الناس عنه
بيروت/ 15 شباط / فبراير
'عماد مغنية' اسم صادرته الألقاب لشخصية عظيمة ذابت في الله فغابت عن أنظار الناس، وانشغلت عنهم، لا انعزالاً في صومعة، ولا تصوفاً أو زهداً بهم، وإنما تفرداً وتفرغاً في خدمتهم، ينسج لهم أثواب عزة وأكاليل غار، وراية نصر تظلل الأمة من مشارقها إلي مغاربها.
http://img.irna.ir/1389/13891126/30247727/30247727-995781.jpg
عماد مغنية شخص نسي نفسه حتي كاد ينسي اسمه كما نسيه كل من حوله، فصار 'الحاج رضوان' أكثر شهرة منه، نذر نفسه لله، وأنكر ذاته، ثم استودعها علبة أسراره، فذاب في الله، لذلك لم يعرفه إلاّ السابقون، السابقون، أو قليل من الأولين. أما اللاحقون وكثير من الآخرين فقد عرفوا عماد مغنية، بعدما استشهد 'الحاج رضوان'، لكن مع ذلك فكثيرون ما زالوا يبحثون عن كنه هذا العظيم يحاولون أن يقرأوا كتاب حياته، لكن هيهات... هيهات، فهذا كتاب مقدس لا يقرأه إلا من شرب من ماء الكرامة، ومسح وجهه بماء الطهر والرجولة واغترف من ينبوع العزة والشهامة وتوضأ بماء الإباء والشجاعة ويمم وجهه نحو الحق، لا تلومه في الله لومة لائم.
http://img.irna.ir/1389/13891126/30247727/30247727-995782.jpg
فكتاب حياته صفحات عز وحروف نور لا يقوي علي قراءتها إلاّ من كان من سنخ عماد المقاومة وعمودها، أو من تعلم في مدرسته، وهيهات... هيهات، أن يقرأ من تعلم في مدرسته بصوت عال.
يوم تشييعه عرف الناس أن 'الحاج' و 'الحاج رضوان' و 'الحاج ربيع' و 'عماد مغنية'، هو نفس هذا الفتي الذي طلق الدنيا وترك بهارجها منذ نعومة أظافره، وعشق حياة البراري والنوم في الكهوف القفار يفترش التراب ويلتحف السماء، متفرغاً لعبادة الله والتقرب إليه بمحاربة أعداء الإنسانية واجتثاث الجرثومة الخبيثة التي غرسها الاستكبار والاستعمار في قلب عالمنا، واضعاً نصب عينيه مقولة الإمام الخميني قدس سره الشريف: 'إسرائيل جرثومة سرطانية يجب أن تزول من الوجود'.
وقد أدرك عماد أن هذه الجرثومة لا يمكن القضاء عليها إلاّ صفعاً بالدماء فصفعها بدمه، ولذلك قال عنه سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله: 'إن دم الشهيد عماد مغنية سوف يخرج إسرائيل من الوجود'.
نعم عرف الناس أن 'الحاج رضوان' هو رئيس المجلس الجهادي هو قائد المقاومة وعقلها المدبر، هو صانع انتصاراتها وأنه القيمة الجهادية لحزب الله، وهو 'قائد الانتصارين' كما سماه السيد نصر الله، لكن ستمضي سنون وسنون حتي نعرف من هو عماد مغنية، لأن أحداً لن يجرؤ علي فتح خزانة أسراره.
والدته الحاجة 'أم عماد' وحدها ولأنها أمه يمكنها أن تمد يدها إلي جعبة الأسرار، وتسحب منها بعضاً مما لا يعرفه الناس عنه، تعرفنا عليه بالإشارة إلي شخصية هذا القائد الفذ، ومكانته في الأرض وفي السماء، حيث تكشف أن الإمام الخميني قدس سره الشريف كان وصفه بأنه كأحد أبنائه، وأن الإمام الخامنئي حفظه الله تعالي قال: 'خلال حرب تموز2006 دعيت له وللسيد نصر الله بالنصر، واليوم أدعو أن يكون من الشافعين يوم القيامة'.
وتقول 'أم عماد' في حديث أجرته معها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – إرنا لمناسبة الذكري الثالثة لرحيل القائد الجهادي الحاج عماد مغنية: 'بداية أتوجه بكلمة شكر إلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها الحكيمة التّي لها الفضل الأكبر في مسيرتنا الجهادية'.
وتضيف: 'الحاج عماد كان شخصاً مميّزاً منذ الصّغر، قليل الكلام ، كثير العمل، طبعاً الفضل كله يعود إلي الإمام الحسين (ع)، لقد كان شديد التأثّر بسيرته وباستشهاده، وكان لثورته الفضل الأكبر في مسيرته الجهادية، لم تكن المسألة بالنسبة إليه مجرّد محرم وعاشر، حزن وبكاء، بل علي العكس كان ينظر إليها علي أنها قضية إيمانية وانّ هناك سراً يكمن وراء استشهاد الإمام الحسين(ع)، وأنّ منه نستمد القوة والعزيمة'.
ورداً عن سؤال تقول الحاجة 'أم عماد': 'حين كان الحاج صغيراً، وكما جرت العادة في محرّم، كنا نحيي الأيام الحسينية بإقامة المجالس العاشورائية في بيوتنا، وتقوم إحدي الأخوات بقراءة السيرة الحسينية، ولكن الشهيد كان يعترض علي هذا الأسلوب في الأحياء إذ أنّه كان يقول دائماً أنّ هناك أبعاداً أكبر وأعمق من مجرّد سرد الوقائع، لقد كان يحب أن يطلع علي الكتب التي تتحدّث عن الإمام الحسين (ع) وعن النهضة الحسينية، وظلّ يبحث ويتابع سبب استشهاد الإمام و الهدف من الثورة العاشورائية'.
وتضيف: لقد 'انطلق الشهيد عماد من هنا ليسير في طريق الجهاد في سبيل الله ضدّ إسرائيل في الحرب المفتوحة والمستمرة، كان في الثالثة عشر من عمره حين انخرط في العمل الجهادي وقد كان أكبر همّه القضاء علي إسرائيل ونصرة المظلومين في فلسطين وكان يسعي للوقوف في وجه الظلم كما كان الإمام الحسين (ع) مدافعاً عن المظلومين، وبالتأكيد هذا هو سبب نجاحه، لأنّه أدرك أن الحل هو في المضي بهذا الطّريق'.
وتؤكد 'أم عماد': 'لم يعش الحاج عماد طفولة أو مراهقة كأبناء جيله، هو لم يولد من أجل اللعب واللهو، إنما خلق للعلم والعمل، لذلك لم يولِ أهمية للعب في حياته'.
ورداً عن سؤال تقول 'أم عماد': 'كان الحاج في الثانية عشرة من عمره عندما كتب مقالاً في 'مجلة الخليج' تحت عنوان: 'لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك'، وشارك أيضاً في كتابة بعض الكتب الإسلامية، لقد كان توجهه إسلاميا بامتياز وهذا أيضاً كان مناي وأملي في أن يصل أبنائي إلي مثل هذه المرحلة، لكن نحن مأمورون من الله تعالي بأن نسير علي خط الجهاد والمقاومة، ولا يجوز لنا أن نقف في وجه أبنائنا، بل علي العكس، واجبنا أن ندفعهم ونوجههم إلي هذه الأمور' .
ورداً عن سؤال آخر تقول 'أم عماد': 'الحاج عماد كان بداية من مقلدي السيد محمد باقر الصّدر(قده)، وعند استشهاده تأثّر كثيراً فحارب البعثيين في لبنان، ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران تفاعل كثيراً معها واشترك في المسيرات إلي السفارة حينها كان لبنان مهيأ لمثل هذه الأمور'.
وعن لقاءاته مع الإمام الخميني قدس سره تقول 'أم عماد': 'أول مقابلة للحاج مع الإمام الخميني (رض) كانت عام 1982، حيث سافر إلي إيران في اليوم الأول للاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982) مع سماحة السيد محمد حسين فضل الله وهناك قابل الإمام الخميني ولدي عودتهم إلي لبنان كانت الطريق مقفلة في البقاع مما اضطرهم للبقاء في بعلبك مدة من الزمن'.
أضافت: 'وفي هذه الفترة كان الاجتياح يمتد ليصل إلي بيروت والمنطقة الوحيدة التي لم يدخلها الصهاينة كانت الضاحية الجنوبية، وفي ذلك الوقت بدأت المقاومة وصار علينا مواجهة إسرائيل فوقف الشهيد عماد إلي جانب المقاومة وأصبح من المطلوبين لدي إسرائيل ولدي الحكومة اللبنانية بتهمة التطرف الإسلامي ومحاربة إسرائيل، وقد حاولوا اعتقاله أكثر من مرة. في هذه المرحلة، استقرت إسرائيل، فسافر الحاج إلي إيران وقابل الإمام الخميني، ومكث في إيران فترة طويلة ، وتركز في العمل الجهادي'.
وتتابع 'أم عماد': 'لم يعد الحاج مستقراً في مكان محدد، بل عاش متنقلاً إذ انه لم يعد بمقدوره المكوث في مكان واحد لأنه أصبح مطلوبا لأكثر من دولة ولم نعد نراه كثيراً حتي أنه قد يمر عام كامل لا نراه فيه... عاش علي هذا الحال مدة 25 عاماً، كان مؤمناً، لأن الإنسان المؤمن الذي هدفه الإسلام لا بدّ له من التضحية، و الحمد لله هو من المضحين'.
ورداً عن سؤال قالت 'أم عماد': 'انأ لست نادمة علي ما حصل لأني أعلم أنه كان يؤدي واجبه بشكل صحيح وكان كل هدفه رضا الله عز وجل' .
وعن العلاقة بينها وبين الشهيد الحاج عماد، تقول 'أم عماد': 'علاقتي بأبنائي مميزة والحمد لله، ودائماً أحاسبهم حين يخطئوا، وحتي الحاج، بعد أن أصبح مستقلاً، كنت دائماً أسعي أن لا يرتكب أي خطأ وكنت أحرص علي هذا الأمر، وكانت علاقتنا تسودها الاحترام والمحبة ، فالحاج كان يتصف بالاحترام وكنت حينما أوجه اليه ملاحظة يتقبلها وينحني أمامي احتراماً، الحمد لله رب العالمين لم يكن يسيء أو يقصر، وكلما سمحت له الفرصة بزيارتنا لم يكن يقصر في ذلك أبدا... لقد أراد الله أن لا تكون مسيرة حياتنا طبيعية أبداً'.
وعن علاقة الشهيد عماد بشقيقيه الشهيدين جهاد وفؤاد، تقول 'أم عماد': 'الشهيد جهاد كان مميزا عند الحاج عماد، و كان هو ذراعه اليمني، لقد استشهد وهو في الثامنة عشر من عمره.. عام 1982 أي حين الاجتياح كان جهاد في السادسة عشر من العمر، عمل حينها علي نقل السّلاح للمجاهدين في الجنوب ، فأصبح حينها من المطلوبين لإسرائيل و لم يعد يذهب إلي الجنوب'.
وتضيف 'أم عماد': 'استشهد جهاد في شهر رمضان المبارك، أثناء محاولته انتشال الجثث من قتلي وجرحي في منطقة بئر العبد (الضاحية الجنوبية)، في قصف استهدف منزل السيد محمد حسين فضل الله، من قبل ميليشيات أمين جميل وسمير جعجع السبب وأدي هذا القصف الذي استمر نحو نصف ساعة إلي استشهاد حوالي 90 شخصاً بينهم الشهيد جهاد، والحمد لله أنه (جهاد) هو أيضاً كان من مؤسسي المقاومة والدّاعمين لها'.
وتتابع: 'أما الشهيد فؤاد فقد شارك في التصدي للاجتياح الصهيوني لبلدة كفرا في الجنوب، بعد عملية كونين، والتي استشهد فيها الشهيد زهير شحادة والشهيد الديراني (شقيق الحاج مصطفي الديراني) ولم يوفق حينها (فؤاد) للشهادة ولكنه استشهد علي يد إسرائيل التي زرعت له عبوة ناسفة أمام مقر عمله في الضاحية '.
وتشكر الحاجة 'أم عماد' الله تعالي علي أنها 'أم لثلاثة شهداء كان دور كبير في العمل الجهادي ومع المقاومة'.
وتقول: 'نحن إنشاء الله من الصابرين وسنظل من الصابرين، وكما كنت أقول منذ البداية الفضل كل الفضل أولا للإمام الحسين (ع) وأهل بيته الكرام وللثورة الإسلامية في إيران، لقد كان لنا قاعدة إيمانية لذا استطعنا أن نستقبل الثورة الإيرانية وتفاعلنا معها، والحمد لله، وأيضا كان للسيد موسي الصدر أيضا دوراً هاماً في التأسيس والدعم للسير علي هذا النهج'.
وتضيف 'أم عماد': 'أنا اعتقد أن للثورة الإسلامية في إيران دورا هاما في استمرارية المقاومة في لبنان ولكل الانجازات التي تحققت علي أيديهم... لقد دخلت إسرائيل إلي بيروت زمن المقاومة وخرجت منها علي أيدي المقاومين. والآن نحن حين نمر في الجنوب ننظر إلي الجبال والوديان فنستذكر المقاومين الذين تسلقوها حاملين الزاد والعتاد كل ذلك بفضل الله تعالي الذي كان يمدهم بقدرته'.
وتتابع : 'كل ما حصدناه من انتصارات لم يكن من صنع الإنسان لقد كان ثمرة من ثمار ثورة الإمام الحسين (ع) ودمائه التي سالت في كربلاء، أن المقاومين البواسل وهؤلاء الشهداء السائرون علي نهج الإمام الحسين(ع) ما زالوا أحياء بيننا ويستحضرني منام رأته إحدي قارءات العزاء منذ خمسة أشهر حيث رأت الشهيد عماد حاملا بيده حقيبة مليئة بالعتاد فسألته عن وجهته أجابها بأنه ماض لنصرة شباب مصر... لقد أخبرنا الله تعالي بأن الشهداء أحياء وهم كذلك إن شاء الله.
وعن تلقيها خبر استشهاد الحاج عماد، تقول: 'كان أمراً صعباً للغاية، لقد كان والده في المشفي وقد أجريت له عملية جراحية، خرجنا من المشفي نهار السبت، في المساء جاء الحاج وزوجته للاطمئنان (كان مع زوجته مفتاح للمنزل) دخلا وكنّا نائمين لشدة التّعب، فقال لها الحاج لندعهم نائمين ونأتي لزيارتهم في الغد إن شاء الله، ليل الأحد جاء الحاج عماد وتناولنا العشاء سوياً وسهرنا طوال الليل ثم غادر المنزل'.
وتضيف: 'نهار الاثنين شاهدت علي التلفاز الانفجار الذي حصل في سوريا أمام المدرسة الإيرانية وكان الخبر يقول أن الانفجار استهدف احد قياديي حماس، أطفأت التلفاز ثم توجهت إلي النوم. صباح اليوم التالي أي الثلاثاء زارني (النائب) الحاج علي عمار وأخبرني أن الحاج تعرض لحادث وسيكون بخير، لكني طلبت اليه أن يكون صريحاً معي ويخبرني حقيقة الأمر، فأعلمني أن الحاج عماد قد استشهد، لم احتمل الخبر في البداية، لكني دخلت للصلاة وتوسلت بالزهراء (ع) ثم جلست مع نفسي قليلاً، فأحسست أني لو انهرت أو أني ضعفت فإن إسرائيل ستشعر بالقوة والانتصار لذلك اتخذت قراري وهو أن أظل قوية و شجاعة كما أم المصائب زينب (ع) و قد أعانني الله علي ذلك'.
وتتابع الحاجة 'أم عماد': 'لقد استشهد الحاج عماد في الخامس من صفر وهو ذكري استشهاد السيدة رقية (ع) أما فؤاد فكان استشهاده في 23 رجب وجهاد في 11 شهر رمضان'.
وتؤكد رداً عن سؤال: 'لم يكن للمال أهمية في حياة الحاج وحتي انه لم يحب يوما اقتناءه، ولم يعترض يوما علي طعام أو شراب ولم يطلب أيضا ثيابا جديدة وقد كان متفهما للوضع المادي الذي نعيشه حتي انه كان يقنع إخوته أيضا في ذلك'.
وتقول: 'في العام 1982 كان الحاج عماد خاطباً، فأخذ خطيبته إلي إيران وتزوجا هناك، لقد كان لزوجته دور مهم في حياته وقد كانت السند الوحيد له وكانت نصف مسيرته، لقد عاشا في بيت متواضع في إيران وحين عادا إلي لبنان وكانت امرأته حاملا بطفلتها الأولي سكنا معنا في منزلنا في الشياح وكان المنزل صغيرا ومتواضعاً، أقفلت له الشرفة بالزجاج ووضعت له فيها تختا وخزانة من نايلون لوضع ثيابه كان منزله وزوجته شرفة المنزل حتي تسني لنا تامين منزل لهما في برج البراجنة. كانت حياته بسيطة و متواضعة، كان متميزا وقنوعا و كل من عرفه وصادقه كان يعلم عنه ذلك'.
وعندما نسألها أن تروي لنا حادثة يمكن نشرها تقول 'أم عماد': 'أذكر أننا يوما كنا في سيارة أجرة وكان معي الحاج عماد وعمره آنذاك 14 عاماً، عندما سمعنا عبر المذياع أن العدو الصهيوني قصف مدينة بنت جبيل، ولم يكن أحد من الركاب يعرف أين تقع بنت جبيل، وقد أخبرتهم أنها في الجنوب.. ثم مرت أيام وهدأت الأحوال في الجنوب، فذهبنا إلي هناك، وعندها، رأيت الحاج عماد يجهز حقيبته فسألته إلي أين وكان أبوه في بيروت قال إلي مكان ما، حاولت ثنيه عن الذهاب ولكن عندما وجدته مصراً سمحت له وعندما عاد أعلمني أنه كان في دورة تدريبية وأنه ذهب إلي بنت جبيل حتي لا يكون كركاب السيارة لا يعرفون أين تقع بنت جبيل.
وتقول 'أم عماد': في هذا السن (الرابعة عشر) انضم الشهيد عماد إلي حركة فتح وعمل مع مجموعة من المقاومين الفلسطينيين، بعدما اشترط عليهم العمل وفق تعاليم الإسلام قائلاً لهم: 'نحن جماعة مؤمنة وسنعمل معا علي هذا الأساس لسنا شيوعيين ولا غير ذلك'.
وفي ختام المقابلة توجهت الحاجة 'أم عماد' بكلمة إلي شباب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائلةً: 'حافظوا علي هذا النّصر وعلي هذه الثورة وعلي الجمهورية وعلي ما تركه الإمام الخميني، الإمام الذي ضحّي من أجلكم أيها الشباب، لم يأخذ الإمام معه شيء حين رحل، ولكنه ترك لنا ولكم كل تلك النعم التي تعيشونها وتنعمون بها، لقد أهين ونفي خارج إيران وتعذّب من أجل الإسلام وإن شاء الله ستحافظون أيها الشباب علي الأمانة التي تركها لكم والتي تركها لنا الشباب المقاومون المجاهدون حين قدموا دماءهم الطاهرة من أجل الإسلام و إن شاء الله سينصرنا دوما علي الطغاة والظالمين'.
ولد الشهيد عماد مغنية في بلدة طيردبا الواقعة في قضاء صور في الجنوب اللبناني في العام 1962، ثم انتقلت عائلته التي كانت تتكون من والديه وأخويه 'جهاد وفؤاد ' إلي إحدي ضواحي بيروت الفقيرة، حيث تلقي علومه الإعدادية والثانوية،
بدأ عماد نشاطه الجهادي مع المقاومة الفلسطينية في لبنان، ونخرط في صفوف 'حركة فتح' حتي خروجها من لبنان في العام 1982، حيث شارك إلي جانب عدد من القياديين في تأسيس نواة حزب الله، وبناء قواعده الجهادية، التي تولي قيادتها والإشراف علي عملها.
أُعتبر عماد مغنية المطلوب رقم واحد للموساد الصهيوني ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية 'CIA'، التي وضعت اسمعه في العام 2001 علي رأس قائمة من 22 اسماً تتهمهم بـ 'الإرهاب'. وأدرج علي لائحة المطلوبين في دول الإتحاد الأوروبي، بناء علي طلب الإدارة الأميركية والعدو الصهيوني الذي يتهمه بالوقوف وراء العديد من الهجمات التي استهدفت مصالح للكيان الصهيوني في الخارج،
كما تحمله سلطات الاحتلال الصهيوني مسؤولية مختلف عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت قواتها المحتلة في جنوب لبنان، لا سيما عمليات أسر الجنود ومبادلتهم بأسري لبنانيين وفلسطينيين وعرب آخرين.
وصار عماد مغنية ملاحقاً من عدد كبير من الأجهزة الأمنية المختلفة في 42 دولة إضافة إلي الشرطة الدولية 'أنتربول'، ورصدت الولايات المتحدة الأميركية جوائز مالية ضخمة وصلت إلي 25 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تساعد علي اعتقاله أو اغتياله.
ظل ملاحقاً من أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال علي مدي 26 عاماً، وزعمت وكالة المخابرات الأميركية أن الشهيد مغنية خضع لأكثر عملية جراحية لتغيير ملامح وجهه، وكل ذلك لتبرير فشلها في الوصول إليه، فيما أعلن أحد المسؤولين الأميركيين 'إننا نلاحق شبحاً، لا نملك له صورة'.
استشهد شقيقه 'جهاد' أثناء عمله في إنقاذ الجرحي المصابين في قصف مارسته الميليشيات المسيحية واستهدف به أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت في العام 1984، واستشهد شقيقه 'فؤاد' بعبوة ناسفة زرعها عملاء للعدو الصهيوني أمام مقر عمله في الضاحية الجنوبية لبيروت في العام 1994.
في الثاني عشر من شباط/ فبراير 2008 اختتم عماد مغنية مسيرته الجهادية الطويلة بنيله الشهادة في عملية تفجير آثمة ارتكبتها أجهزة الموساد الصهيوني، عندما كان متوجهاً إلي سيارته في منطقة كفر سوسة قرب دمشق، ونعاه السيد نصر الله معلناً أنه قائد الانتصارين ومتعهداً بالثأر له ولدمائه التي لن تذهب هدراً، وإنما 'ستخرج إسرائيل من الوجود'.
/ وکاله الجمهوریه الاسلامیه للانباء (ارنا) /
البارق_الهمّال
02-16-2011, 08:05 AM
رضوان الله عليه
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir