المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق حول بداية الأشهر القمرية: رجب، وشعبان، ورمضان، وشوال لعام 1425هجرية



سيد مرحوم
10-20-2004, 09:46 PM
بداية الأشهر القمرية: رجب، وشعبان، ورمضان، وشوال لعام 1425هجرية

بين الحسابات الفلكية والواقع بحسب الرؤية أو إمكاناتها، ومدى صحة بعض التقاويم

الشيخ محمد أديب قبيسي




بداية شهر رجب 1425هـ

يولد هلال شهر رجب فلكياً الإثنين 16/آب/2004م، وذلك في الساعة 1:25ص (بحسب التوقيت العالمي غرينتش)، أي الساعة 4:25ص (بحسب التوقيت المحلي لمدينة بيروت)، والمقصود بالولادة الفلكية، عندما يقع مركز الشمس والأرض والقمر بينهما على خط وهمي واحد، فتتراصف هذه الثلاثة معاً على خط واحد، ويقال لذلك لحظة الاقتران أو فترة المحاق.

ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة السابعة والدقيقة الحادية والعشرين 7:21) 14 ساعة و58 دقيقة، ويمكث بعد غروب الشمس نحو (35 دقيقة و20 ثانية تحقيقاً) ويقول الفلكيون إن إمكان الرؤية (رؤية الهلال) بالعين المجردة تبدأ من هذا اليوم من المحيط الأطلسي غرب القارة الإفريقية وذلك بحسب معيار يالوب.

ما هو المقصود بمعيار يالوب؟؟

من الواضح أن حساب ولادة الهلال (الاقتران) وإن كانت دقيقة جداً ويقينية بحيث لا يمكن احتمال الخطأ فيها من الناحية الواقعية إذا روعِيَت الحسابات بدقة، إلا أن ذلك لا يعني أن الهلال يمكن أن يُرى لحظة الولادة، ومن هنا فقد حاول علماء الفلك قديماً وحديثاً وضع معايير معينة وشروط محددة للتنبّوء بإمكان الرؤية بعد تحديد لحظة الولادة؛ فمنها ما كان معمولاً به حتى بداية هذا القرن، وهو ما يسمى معيار الاثنتي عشر درجة، والمقصود بهذا المعيار من الناحية العملية أن رؤية الهلال تكون ممكنة مساء التاسع والعشرين من الشهر القمري إذا كان غروب القمر يتأخر عن غروب الشمس بمقدار 12 درجة، أي بمقدار 48 دقيقة من الناحية الزمنية.

وعلى هذا الأساس، وضعت الجداول من قِبَل علماء الفلك المسلمين، وقد يطلق على هذه الجداول، الأزياج، كزيج الخوارزمي وغيره.

وهناك معيار آخر، يعرف بمعيار انخفاض الشمس، بحيث تكون رؤية الهلال ممكنة إذا كان انخفاض الشمس تحت الأفق الغربي عند غروب القمر يساوي مقداراً معيناً يبلغ نحو 9 درجات.

ولعلّ هذه المعايير والتعديلات الطارئة عليها كانت قائمة على علاقة هندسية بين مواقع القمر والشمس والمشاهد؛ سواء من حيث الزمان كالمعيار الأوّل أو من حيث لمعان ضوء الشمس وأثره في الأفق بعد الغروب.

وتوالت التعديلات للشروط المقترحة التي تساعد على التنبّوء بإمكان الرؤية وظلّت في غالبها مبنية على اعتبارات هندسية وفلكية، حتى من قِبَل فلكيي العصر الحديث. وفي عام 1977 أحدث الباحث فرانس برون والذي كان يعمل باحثاً في المرصد الفلكي للجامعة الأمريكية في بيروت تطوراً نوعياً في هذه المسألة، حين تطرّق إليها من منظار فلكي فيزيائي، فركز على الظروف الحقيقية والخاصة بالمشاهد والتي لوحظ فيها قدرة العين البشرية على التقاط صور الأجسام الساطعة... وفي العام 1984، قام الفلكي الإسلامي الماليزي، محمد الياس، باقتراح معيار جديد حاول فيه التوفيق بين المعايير القديمة ومعيار برون السالف.

ثم جاء يالوب (yallop) واقترح معياراً جديداً قائماً على المعايير الفلكية القديمة، ولكنه أكثر تطوراً وتعقيداً، وقد استفاد في ذلك من خبرته الطويلة في مجال الرصد، حيث كان مديراً لمرصد غرينتش، ورئيساً للجنة الأزياج الفلكية التابعة للاتحاد الفلكي الدولي. وهذا المعيار يقسم إمكان الرؤية إلى أربع حالات، لأنه إما يمكن رؤيته بالمرقب أو بالمنظار فقط، أو بمساعدة ذلك أولاً، ثم من الممكن الرؤية بالعين المجردة، وإما يمكن المشاهدة بالعين المجردة كما في حالات الصحو التام، وأخيراً الرؤية بسهولة بالعين المجردة مطلقاً.

والمعيار المذكور يعتمد على عوامل رئيسية ثلاثة:

1 - عمر الهلال: فقد أشارت إحصاءات ما يزيد على خمسين سنة، أن أصغر عمر للهلال تمّت رؤيته بالعين المجردة، كان 14 ساعة و48 دقيقة.

2 - مكوث الهلال: وأقل مكوث تمّت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة.

3 - الاستطالة: وأقل استطالة مسجّلة كانت 7،6 درجات.

والمقصود بعمر الهلال هو مقدار الزمن الممتد بين لحظة الاقتران ولحظة غروب الشمس في منطقة معينة، وهذا يختلف من مكان إلى آخر.

المقصود من فترة مكوث الهلال، هو مقدار بقاء الهلال بعد غروب الشمس، أي الفترة الممتدة بين غروب الشمس وغروب القمر.

والمقصود بالاستطالة، هي بُعد مركز القمر عن مركز الشمس، بالدرجات، كما يرى من الأرض، ويقال أيضاً للاستطالة قوس النور، وذلك لأن الرؤية ممكنة إذا كان الهلال (مركز الهلال) قد ابتعد عن مركز الشمس بحيث صار القمر يعكس مقداراً ممكناً من الضوء يمكن من خلاله رؤية ذلك. ولذلك فإن نسبة إضاءة القمر من العوامل المهمة أيضاً في إمكان الرؤية، ولذلك فإن الاستطالة بين الشمس والقمر إذا كانت (صفر درجة) فإن الرؤية مستحيلة لأن القمر يكون في فترة المحاق؛ وهذا يعني أنه مظلم ظلاماً تاماً، وفي مقابل ذلك، إذا كانت الدرجة هي180 درجة يكون القمر بدراً.

وبالعودة إلى هلال شهر رجب، فإذا كان عمره حين غروب الشمس 14ساعة و58دقيقة، فإذا أضفنا ذلك إلى المقدار الذي يحتاجه القمر لإتمام دورة اقترانية والذي يقدر بـ29يوماً و12ساعة و44دقيقة يصبح عندنا 30 و3ساعات و42دقيقة. وهذا يعني أن الشهر القمري الجديد قد دخل قطعاً، لأن الشهر لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً.

ولذلك فإن أول أيام شهر رجب لعام 1425هـ هو يوم الثلاثاء: 17/آب/2004.


بداية شهر شعبان 1425هـ



يولد هلال شهر شعبان فلكياً الثلاثاء 14/أيلول/2004م، وذلك في الساعة 2,30م (بحسب التوقيت العالمي) أي الساعة 5:30 بحسب توقيت بيروت المحلي...

ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب 18:44) ساعة و15دقيقة ... وبالطريقة نفسها، فإذا جمعنا ذلك إلى الفترة الزمنية التي يحتاجها القمر لإتمام دورة اقترانية واحدة، يكون الحاصل 29 يوماً و13ساعة و9دقائق... وهذا يعني أن الشهر القمري لم يزد عن الثلاثين يوماً، وبالتالي فلا يكون يوم الأربعاء 15/أيلول/2004م هو أول أيام شهر شعبان، بل هو المتمم للثلاثين بالنسبة إلى شهر رجب.

ولذلك فإن أوّل أيام شهر شعبان لعام 1425هـ هو يوم الخميس 16/أيلول/2004م.



بداية شهر رمضان 1425هـ


يولد هلال شهر رمضان فلكياً، الخميس 14/تشرين الأول/2004م في الساعة 2:49 بحسب التوقيت العالمي، و5:49 بحسب التوقيت المحلي...

ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة18:3) 12ساعة و14دقيقة، فإذا جمعنا ذلك إلى الفترة الزمنية، يكون الناتج 30يوماً وساعة و8دقائق ما يعني أن الشهر القمري الجديد قد دخل فعلاً. ولذلك فإن أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1425هـ هو يوم الجمعة 15/تشرين الأول/2004م.


بداية شهر شوال 1425هـ


يولد هلال شهر شوال فلكياً الجمعة 12/تشرين الأول/2004م في الساعة 2:28 مساءً بحسب التوقيت العالمي، و5:28 مساءً بحسب توقيت بيروت المحلي.

ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة 16:35) نحو 8دقائق؛ فإذا تم الجمع بالنحو المذكور سابقاً، يكون الحاصل 29يوماً و13 ساعة ودقيقتان؛ ولذلك فمن المحتمل أن يكون السبت 13/11/2004م هو اليوم المتمم للثلاثين، ولا سيما وأن الهلال يغيب قبل غياب الشمس بـ12 دقيقة ما يعني أن السبت هو اليوم الثلاثون من شهر رمضان، ليكون الأحد14/تشرين الأول/2004م هو أول أيام العيد. والله العالم.

جـدول:

رجب الاثنين 16 آب الثلاثاء 17 آب

30 يوماً

شعبان الثلاثاء 14 أيلول الخميس 15 أيلول

29 يوماً

رمضان الخميس 14 تشرين1 الجمعة 15تشرين

2 30 يوماً

شوال الجمعة 12 تشرين2 الأحد 14 تشرين

2 29 يوماً

ومن هذا الجدول يتبيّن أن الشهر لم ينقص عن الـ29 يوماً ولم يزد على الـ30 يوماً... وهو مطابق للواقع تماماً.. لأن الشهور القمرية لا تنقص عن التسعة والعشرين يوماً ولا تزيد عن الثلاثين.

ويمكن الاستنتاج أنه كلما كانت ولادة الهلال قبل الغروب وكانت للهلال فترة مكوث بعد غروب الشمس بحيث يغيب القمر بعد غروب الشمس أمكن القول بأن اليوم الثاني هو بداية الشهر الجديد، وكلما لم يكن الأمر كذلك، كما إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس أو كان غروب القمر قبل غروبها، لم يكن اليوم التالي للرؤية هو بداية الشهر الجديد.

ملاحظة مهمة: ورد في أحد التقارير الخاصة عن هلال شهر رمضان المبارك 1425هـ، أن هذا الهلال غير قابل للرؤية في جميع بلدان قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا (دول العالم القديمة) وكذلك تتعذر رؤيته في أمريكا الشمالية ولكنها محتملة في السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية.

وعليه فإن هلال شهر رمضان غير قابل للرؤية (يوم ولادته) محلياً ولا في بلدان قريبة ولا حتى في بلدان العالم القديمة...

وهذا يعني أن أول أيام شهر رمضان هو السبت وليس الجمعة... وهذا يدفع للتساؤل التالي: إذا كان بناء صاحب التقرير المذكور، على أن المفروض أن إثبات أوائل الشهور لا يكون إلا من خلال الرؤية لقوله(ص): "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته"، فاللازم أن لا يعلن أن يوم السبت هو أول أيام شهر رمضان، بل من المحتمل أن يكون نهار الأحد وليس السبت، ما دام أن السبت هو 29شعبان بحسب ما أفاده التقرير، لأن حصر إثبات أوائل الشهور إذا كان بالرؤية وفقط بالرؤية، ينافي التنبّوء مسبقاً بأوائل الشهور إلا بناءً على عد ثلاثين يوماً مع علمنا باستحالة الرؤية من خلال قرائن خارجية، ومع إمكان الرؤية وعدم إمكانها، فمن الممكن أن يكون الشهر 29يوماً إذا رؤيَ الهلال فعلاً، ومن الممكن أن لا يكون كذلك إذا لم يُرَ.

وبالعودة إلى التقرير المذكور، فإنه ذكر إن شروط الرؤية متوافرة ليلة السبت، من خلال مكوث الهلال49 دقيقة وارتفاعه عن الأفق 8درجات ونصف تقريباً، وبُعده الزاوي، ما يجعل الرؤية ممكنة... وهذا يعني أن مجرد كون الرؤية ممكنة مع حصر طرق الإثبات بالرؤية، لا يسمح بالتنبّؤ مسبقاً، ولا سيما وأن ذلك بالنحو الذي ذكرناه...

وهذا خلط بين الرؤية وبين إمكان الرؤية المبني على المعطيات العلمية وحساب زمان ولادة الهلال، فإذا أردنا الاعتماد على ذلك، وقلنا إنه من المناسب التنبّوء اعتماداً على المعطيات العلمية وحسابات الولادة... فمع كون الرؤية محتملة في السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، فلماذا لا يكون أول شهر رمضان في هذه البلاد هو يوم الجمعة، وبعد ذلك فبناءً على الرأي الفقهي والذي يأخذ به بعض الفقهاء ومنهم السيد الخوئي(قدس سره الشريف) يمكن إثبات أول شهر رمضان بالنسبة إلى البلاد التي تشترك مع بلد الرؤية بجزء من الليل... وهذا يعني ضمناً منطقة الشرق الأوسط، لاشتراك بلادنا مع بلاد الرؤية بجزء من الليل، فإذا التزمنا بذلك كان يوم الجمعة أيضاً هو أول أيام شهر رمضان، وبذلك يكون شهر شعبان بناءً على التقرير28 يوماً لأنه ملتزم أن أول شعبان هو نهار الجمعة وليس الخميس.

وهذا يعني غرابة ما ورد في التقرير، فإنه ليس دقيقاً من الناحيتين الفلكية والشرعية، وما يزيد من الاستغراب أيضاً، ما ورد فيه: ونظراً إلى أن أغلب المؤمنين يلتزمون بثبوت أول الشهر القمري وفقاً لما يتم تبنّيه في الحوزتين الشريفتين في النجف الأشرف وقم المقدسة، وحيث أن أول شهر شعبان كان حسب الضوابط الشرعية يوم الجمعة 17/9/2004 وهو 29 من شعبان.

الرؤية في 14 تشرين الأول - أكتوبر 2004



http://www.bayynat.org/www/arabic/moutaf/1425ramadan.gif


http://www.bayynat.org/www/arabic/moutaf/ithbat_hilal.htm