المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحف عبرية ...مبارك وفر استقرارا "للإسرائيليين" طوال فترة حكمه



قمبيز
02-13-2011, 05:00 PM
رام الله- فارس : اعتبر الكاتب الصهيوني "ألوف بن" الكاتب في صحيفة "هآرتس" أن سقوط نظام حسني مبارك في مصر كان المساهمة الأخيرة لمبارك في استقرار المنطقة، حيث ستمتنع دولة الاحتلال عن شن حرب استباقية على إيران بسبب سقوط النظام المصري الحليف الاستراتيجي الذي كان الضامن لهدوء حدودها الجنوبية طوال الفترة التي شنت فيها الحروب وبنت المستوطنات.وأشار في مقال له نشر في الصحيفة اليوم، إلى أن غالبية المواطنين في دولة الاحتلال ولدوا أو هاجروا إلى البلاد في فترة حكم حسني مبارك (المخلوع)، ولم يعرفوا واقعا آخر، مشيرا إلى أن ذلك يعني مفهوم الاستقرار الذي وفره مبارك لليهود.

ويضيف الكاتب أن النظام المصري ظل كالصخرة في كل التقلبات التي حصلت في الشرق الأوسط في العقود الثلاثة الأخيرة، وأن قادة الاحتلال أدركوا أن الحدود الجنوبية آمنة عندما خرجوا إلى الحروب، وبنوا المستوطنات وأجروا محادثات سلام على الجبهات الأخرى، ولم تتزعزع العلاقات الإستراتيجية بين الاحتلال والنظام المصري التي نشأت في أعقاب اتفاقية السلام.

وبحسبه فإن استقالة مبارك بعد 18 يوما من المظاهرات في المدن المصرية تدخل المنطقة كلها عامة، و"إسرائيل" بوجه خاص، في عصر جديد من عدم الوضوح. ويتابع أن مبارك طرد من كرسي الرئاسة بسرعة قبل أن يتمكن من إعداد أحد رجال البلاط أو ابنه جمال لتوريثه الرئاسة.

ويضيف أن عدم الوضوح يقلق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، مشيرا إلى أن ردود فعل الأخير في الأيام الأولى للثورة أشارت إلى خوف عميق من انهيار "السلام" مع مصر، وعبثا حاول نتانياهو تأخير سقوط مبارك.

وأشار في هذا السياق إلى ترحيبه بإعلان الجيش المصري احترام كافة الاتفاقيات الدولية و ضمنها اتفاقية السلام المشتركة.

وبحسب ألوف بن فإن نتانياهو يخشى أن تتحول مصر إلى جمهورية إسلامية معادية، أي "إيران" جديدة وأقرب. وأن نتانياهو يأمل أن يستقر الوضع في مصر بما يشبه الوضع في تركيا

ويقول الكاتب إن نتانياهو كان يشاطر مبارك المخاوف المشتركة من تعزز قوة إيران، باعتبار أن مصر مبارك كانت إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وحلفائه في لبنان وسورية وقطاع غزة.

ويضيف أن سقوط النظام في القاهرة لا يغير هذا المنطق الاستراتيجي، بادعاء أن المتظاهرين في ميدان التحرير عبروا عن كبرياء قومي مصري وليس عن التقدير للثورة الإٍسلامية في إيران، باعتبار أن من يرث مبارك سوف يواصل هذا الخط، ويعمل على تعزيز القومية المصرية، وليس تحويل مصر إلى دولة تابعة لإٍيران.

بيد أن الكاتب يخلص إلى القول إن ذلك لا يعني أن النظام المصري الجديد سوف يشجع دولة الاحتلال على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وإنما العكس، فسوف يصغي النظام الجديد إلى الرأي العام في العالم العربي والذي يعارض الهجوم الاستباقي على إيران.

وقال الكاتب ان الاحتلال سيجد صعوبة في العمل عن بعد في الشرق، في حين أنها لا تستطيع ضمان الموافقة الصامتة في الغرب على ذلك. بمعنى أنه بدون مبارك لن يكون هناك أي هجوم على إيران. ويخلص الكاتب إلى أن خلع نظام حسني مبارك في مصر كان المساهمة الأخيرة لمبارك في استقرار المنطقة من جهة منع الحرب الاستباقية على إيران.


رام الله: فاطمة الحسن