على
10-20-2004, 12:08 PM
أن يثير مسلسل تلفزيوني من حوله الضجيج فهذا مألوف وطبيعي، ولكن أن يثير الفتاوى فهذا ما لم يفعله إلا المسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش». فقبل حلول رمضان، نافست أخباره المتناثرة في الصحف، إعلانات أخرى لأشرطة كاسيت إسلامية، تحذر من مشاهدة البرنامج بعد إطلاق أشكال التوصيفات التي تتنقص من بطلي المسلسل، الفنانان ناصر القصبي وعبدا لله السدحان، وأخرى من مضمون حلقاته، فضلاً عن الفتاوى التي تتناقلها الأيدي في المساجد ومواقع الإنترنت في تحريم المسلسل بتهمة تعرضه لثوابت دينية، بحسب وصف علماء الدين. وأشهر هذه الفتاوى الصادرة قبل عامين عن هيئة كبار العلماء، حملت في طياتها ما تعتقد انه مخالفات شرعية من نوع: «السخرية من أهل الخير والصلاح، وإثارة شهوات المشاهد، والدعاية للبلاد التي تظهر فيها شعائر الكفر..الخ». غير أن الفتوى لم توضح أمثلة لما ذكرته من حلقات المسلسل.
يقول الفنان ناصر القصبي «هذه الضجة المثارة حول «طاش 12» حتى من قبل أن يبدأ، جزء من الحراك الذي يسببه المسلسل كل عام في أكثر من اتجاه». ويضيف القصبي «الفتاوى التي يُرشق بها «طاش» وأبطاله، أضفت شرعية أكبر على الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن والدراما السعودية، ودليل توظيفها بشكل لائق كوسيلة للتوجيه الجماعي».
وهذا ما يؤيده المستشار في وزارة العدل السعودية الشيخ عبد المحسن العبيكان لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «طاش برنامج نافع رغم كل ما أثير حوله من نقد ديني وفتاوى ومحاضرات دينية. فهجوم المشايخ والدعاة على البرنامج والمطالبة بالغائه غير مفهوم». ويضيف العبيكان «التعامل بهذا الشكل غير لائق، فإن كانت هناك أخطاء في البرنامج تعالج، ولكن ليس بهذه الطريقة، وهذا الزخم من الهجوم بأشنع الأوصاف على العاملين في المسلسل لا يؤدي دوراً ايجابياً مطلقاً. فالبرنامج يقدم نقداً اجتماعياً فكاهياً لا أرى فيه ما يحرم بثه أو مشاهدته».
والحال أن مسلسل «طاش ما طاش»، الذي يدخل عامه الثاني عشر، ذاع صيته في الأوساط الشعبية لدى السعوديين، بعدما استطاع تقديم صياغة درامية لقضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، فناقش قضايا المرأة، والتعليم والقطاعات الحكومية.. وغيرها. وفي تطور لاحق لتواصل المسلسل مع أفراد المجتمع، أتاح إمكانية كتابة الحلقات والتفكير في موضوعاتها من قبل المشاهدين مقابل مكافآت مالية.
ويقول القصبي «التفاعل الاجتماعي اللافت مع طاش، دليل على أن الحلقات المعروضة أصبحت تهزه وتُحرضه، وهذا تأكيد لقوة حضور المسلسل.. خصوصاً في مجتمع لا يبدو أنه متعود على التصادم بهذا القدر».
«طاش ما طاش» يرى له البعض دوراً أعمق في رفع سقف حرية النقاش حول قضايا كان مسكوت عنها. ولكن البعض الآخر يرى في البرنامج تراجعاً في حجم جراءته في السنوات الأخيرة، وهي التي كانت لافتة في بداياته.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب السعودي قينان الغامدي أن«البرنامج جيد ولا شك، ولكن جرأته تراجعت عن بدايته الحيوية. وأنا لا أستطيع أن أجزم بأنه ساهم بشكل فاعل في رفع سقف الحرية لوسائل الإعلام المحلية».
والمسلسل مثير للجدل بامتياز، ولم يعد محط أنظار السعوديين وحدهم، بل أضحى محط اهتمام وسائل إعلام عربية وعالمية، فتناوبت على بثه أكثر القنوات التلفزيونية منذ شهرين معتمدة على حلقاته القديمة. يذكر أن الكونغرس الاميركي طلب في العام الماضي من القائمين على المسلسل حلقات سابقة للإطلاع عليها. وما يراه القصبي «دافعا أكبر لضخ مزيد من الحرية في حلقات البرنامج، كجزء من السعي نحو الأفضل ومواكبة للتغيرات الاجتماعية الحاصلة آخيراً.
وهذا متوقف على دعم وزارة الثقافة والإعلام التي قدمت لنا دعما جيدا، نطمح لأن يكون أفضل».
ووعد المشاهدين لـ«طاش 12» بأنه سيكون أقوى «طاش» منذ 11 عاماً، «إذا سمحت الوزارة ببث حلقاته كاملة من دون حذف».
يقول الفنان ناصر القصبي «هذه الضجة المثارة حول «طاش 12» حتى من قبل أن يبدأ، جزء من الحراك الذي يسببه المسلسل كل عام في أكثر من اتجاه». ويضيف القصبي «الفتاوى التي يُرشق بها «طاش» وأبطاله، أضفت شرعية أكبر على الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن والدراما السعودية، ودليل توظيفها بشكل لائق كوسيلة للتوجيه الجماعي».
وهذا ما يؤيده المستشار في وزارة العدل السعودية الشيخ عبد المحسن العبيكان لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «طاش برنامج نافع رغم كل ما أثير حوله من نقد ديني وفتاوى ومحاضرات دينية. فهجوم المشايخ والدعاة على البرنامج والمطالبة بالغائه غير مفهوم». ويضيف العبيكان «التعامل بهذا الشكل غير لائق، فإن كانت هناك أخطاء في البرنامج تعالج، ولكن ليس بهذه الطريقة، وهذا الزخم من الهجوم بأشنع الأوصاف على العاملين في المسلسل لا يؤدي دوراً ايجابياً مطلقاً. فالبرنامج يقدم نقداً اجتماعياً فكاهياً لا أرى فيه ما يحرم بثه أو مشاهدته».
والحال أن مسلسل «طاش ما طاش»، الذي يدخل عامه الثاني عشر، ذاع صيته في الأوساط الشعبية لدى السعوديين، بعدما استطاع تقديم صياغة درامية لقضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، فناقش قضايا المرأة، والتعليم والقطاعات الحكومية.. وغيرها. وفي تطور لاحق لتواصل المسلسل مع أفراد المجتمع، أتاح إمكانية كتابة الحلقات والتفكير في موضوعاتها من قبل المشاهدين مقابل مكافآت مالية.
ويقول القصبي «التفاعل الاجتماعي اللافت مع طاش، دليل على أن الحلقات المعروضة أصبحت تهزه وتُحرضه، وهذا تأكيد لقوة حضور المسلسل.. خصوصاً في مجتمع لا يبدو أنه متعود على التصادم بهذا القدر».
«طاش ما طاش» يرى له البعض دوراً أعمق في رفع سقف حرية النقاش حول قضايا كان مسكوت عنها. ولكن البعض الآخر يرى في البرنامج تراجعاً في حجم جراءته في السنوات الأخيرة، وهي التي كانت لافتة في بداياته.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب السعودي قينان الغامدي أن«البرنامج جيد ولا شك، ولكن جرأته تراجعت عن بدايته الحيوية. وأنا لا أستطيع أن أجزم بأنه ساهم بشكل فاعل في رفع سقف الحرية لوسائل الإعلام المحلية».
والمسلسل مثير للجدل بامتياز، ولم يعد محط أنظار السعوديين وحدهم، بل أضحى محط اهتمام وسائل إعلام عربية وعالمية، فتناوبت على بثه أكثر القنوات التلفزيونية منذ شهرين معتمدة على حلقاته القديمة. يذكر أن الكونغرس الاميركي طلب في العام الماضي من القائمين على المسلسل حلقات سابقة للإطلاع عليها. وما يراه القصبي «دافعا أكبر لضخ مزيد من الحرية في حلقات البرنامج، كجزء من السعي نحو الأفضل ومواكبة للتغيرات الاجتماعية الحاصلة آخيراً.
وهذا متوقف على دعم وزارة الثقافة والإعلام التي قدمت لنا دعما جيدا، نطمح لأن يكون أفضل».
ووعد المشاهدين لـ«طاش 12» بأنه سيكون أقوى «طاش» منذ 11 عاماً، «إذا سمحت الوزارة ببث حلقاته كاملة من دون حذف».