المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيش المصري ينفذ نصف انقلاب ومبارك يفوِّض صلاحياته متفادياً التنحي



دشتى
02-11-2011, 07:19 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2011/02/11/195686_11111_small.jpg

مبارك ملقياً كلمته من قصر الرئاسة في القاهرة امس (رويترز)




سليمان لـ شباب مصر: عودوا إلى دياركم ولا تصغوا إلى الفضائيات المغرضة


القاهرة - رامي إبراهيم

تمسك الرئيس المصري حسني مبارك مجدداً باستمراره في منصبه مع نقله صلاحياته الدستورية إلى نائبه عمر سليمان رغم انحياز الجيش إلى 'المطالب المشروعة' للشعب وإصداره 'البيان رقم واحد' مؤكداً أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حال انعقاد دائم.

ونفذ الجيش 'نصف انقلاب' بعقد اجتماع للمجلس الأعلى دون أن يدعو مبارك إلى المشاركة. وإذ اتضح ان الجيش قرر ملء الفراغ، فانه لم يتضح هل يقف على مسافة واحدة من الشارع من جهة ومن الثنائي مبارك-سليمان من جهة اخرى، وهل يعطي فرصة للطرفين ام يغطي طرفاً منهما في انتظار لحظة حاسمة. وقال البيان رقم واحد الذي تلاه المتحدث باسم القوات المسلحة إنه 'انطلاقاً من مسؤولية القوات المسلحة والتزاماً بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه وحرصاً على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته، وتأكيداً وتعزيزاً لمطالب الشعب المشروعة انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة وزير الدفاع لبحث تطورات الموقف وقرر الاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل لحماية مكتسبات وطموحات شعب مصر'.

واستقبل أكثر من مليون متظاهر في ميدان التحرير تدخل الجيش بفرحة كبيرة، وتعالت الهتافات الحماسية والأغاني الوطنية، وظل نحو مليوني متظاهر في الميدان ساهرين ينتظرون خطاب الرئيس الذي توقع كثيرون في العالم أنه سيعلن فيه تنحيه عن موقعه، لكنهم فوجئوا بأن مبارك مازال رافضاً مغادرة منصبه، ما جعلهم يرفعون أحذيتهم في مواجهة الشاشة التي كانت تعرض الخطاب.

وقدم مبارك اعتذاره عن مقتل الشهداء واعداً بمحاسبة المسؤولين، وقال: 'إنني كرئيس للجمهورية لا أجد حرجاً في الاستماع للشعب، ولكني لا أستمع لإملاءات تأتي من الخارج أياً كان مصدرها'. وذكر مبارك أنه تقدم بطلب تعديل ست مواد من الدستور بناء على توصية اللجنة التي عينت قبل أيام للنظر في هذه المسائل، وبينها المواد التي تيسر شروط الترشح للرئاسة، وتلك التي 'تفتح الباب لإلغاء قانون الطوارئ'.

وبعد تأكيده أنه مستمر حتى تسليم السلطة في سبتمبر المقبل أعلن مبارك أنه قرر 'تفويض نائب الرئيس في اختصاصات رئيس الجمهورية على النحو الذي يحدده الدستور' دون إشارة إلى نقل كل صلاحياته إليه.

وبُعَيد إذاعة كلمة مبارك أذيعت كلمة لعمر سليمان أكد فيها تعهداته وتعهدات الرئيس، مخاطباً المتظاهرين بالقول: 'يا شباب مصر عودوا إلى دياركم وأعمالكم ولا تنصتوا إلى الإذاعات والفضائيات المغرضة'.

وكان لافتاً أن مبارك اجتمع بعد صدور البيان رقم واحد مع سليمان ثم مع رئيس الحكومة أحمد شفيق، في وقت لم يحدث اجتماع معلن مع قادة الجيش.

وجاء قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ساعات قليلة من توجيه 'ائتلاف شباب الثورة' رسالة إلى الجيش في بيان أصدره أمس، قال فيها: 'نحن أحرص الناس على وحدتكم وتماسككم وعلى احترام تقاليدكم العسكرية العريقة، نخاطبكم وأنتم حماة الوطن والشعب والشرعية، ونقول لكم إننا ما تركنا بيوتنا وضحينا بأرواحنا رخيصة إلا فداء لهذا الوطن، ونقول لكم إننا نحترم الدولة ومؤسساتها ولا نسعى إلى تفكيكها أو إضعافها، ولكن نسعى إلى تخليصها من نظام فقد شرعيته باستبداده وقمعه وفساده'.

وناشد البيان الجيش أن يحمي ثورة الشباب، قائلاً: 'ها أنتم رأيتم أبناء مصر يخرجون إلى الشوارع كي يسقطوا شرعية زائفة ويثبتوا شرعية لم يبق دونها إلا أن تحموها وتعززوها، فخذوا جانبهم ولا تخذلوهم، فهؤلاء ينتظرون منكم موقفاً مشرفاً منحازاً إلى إرادة الشعب وهو ما عهدناه فيكم دائماً'.

وأكد البيان أن 'النظام الفاقد الشرعية مستمر في تحدي إرادة الشعب برسائل سِمتها الاستعلاء والتهديد والتخوين والالتفاف حول مطالبه تؤكد أنه لا يؤتمن على إدارة مرحلة انتقالية لعملية التحول الديمقراطي، مما يزيدنا إصراراً على المطالبة بإسقاطه'.

وأضاف أن 'رهانات النظام المستمرة على خلخلة صف الثوار وبث روح اليأس في نفوس الجماهير الملتفة حولهم إنما هي رهان خاسر أمام إرادة وإصرار الشباب، لهذا فليس أمام النظام إلا أن يستجيب لهذه المطالب كاملة إذا كان لديه أدنى حرص على حماية استقرار هذا الوطن ودماء أبنائه'.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الفترة بين بيان قيادة الجيش وخطاب مبارك إن 'الشيء الواضح هو أننا نشاهد التاريخ.

هذه لحظة تحوّل، وهي تتم لأن شعب مصر يطالب بالتغيير. لقد خرجوا بأعداد كبيرة من كل الفئات ولكن الشباب كانوا في الطليعة (...) إن أميركا ستفعل كل ما تستطيعه لدعم انتقال منظم وحقيقي للديمقراطية في مصر'.

وسادت الساعات التي سبقت خطاب مبارك تصريحات متضاربة، إذ أكد أمين عام الحزب 'الوطني' حسام بدراوي أن 'الرئيس سيتنحى الليلة وسأتفاجأ إذا لم يفعل' بينما قال رئيس الوزراء أحمد شفيق 'إن كل الأمور مازالت بيد الرئيس مبارك' ونفى وزير الإعلام أنس الفقي أن يكون مبارك بصدد التنحي عن الحكم.