نجم سهيل
02-10-2011, 11:51 AM
2011-02-09
لندن ـ 'القدس العربي': حثت الدول العربية في المنطقة مع اسرائيل الولايات المتحدة على عدم التخلي عن الرئيس المصري حسني مبارك الذي يواجه موجة من الغضب الشعبي تطالب برحيله ودخلت يومها السادس عشر. فقد دعت كل من الاردن والسعودية والامارات العربية واسرائيل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لعدم التعجل والقاء ثقلها وراء الجماعات المطالبة بالتغيير الديمقراطي في البلاد مما سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية. ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' الامريكية عن دبلوماسي من المنطقة قال انه قضى 12 ساعة من يوم وهو يهاتف الادارة الامريكية ويتحدث مع مسؤوليها.
وترى الصحيفة ان الضغوط التي قامت بها الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة ادت الى تغير في الوجهة الامريكية، فبعد ان طالبت الادارة بتغيير مباشر للسلطة عادت وقالت انها تريد نقلا منظما للسلطة يقوم به نائب الرئيس المصري عمر سليمان، فيما قالت هيلاري كلينتون ان رحيلا سريعا لمبارك سيؤدي الى تعقيد العملية الديمقراطية بدلا من تعبيد الطريق امامها في ضوء ما يقره الدستور المصري. ونقلت عن الدبلوماسي الذي لم تكشف عن هويته قوله ان هناك عملية تفكير من جانب الادارة الامريكية وان هناك 'احساسا بان الرسالة بدأت تصل'.
وجاء قلق دول ما يعرف بمحور الاعتدال العربي اضافة الى اسرائيل ان اي تغيير للسلطة عبر ثورة شعبية قد يؤدي الى ادخال المنطقة في مرحلة من الفوضى والاضطراب مع ان كل بلد له خصوصيته ومشاكله. ويخشى ان تؤدي الثورة الى التأثير على وضعية الحكام في هذه البلاد وكلهم من حلفاء امريكا التقليديين. ومع ان جيران مصر هم قطاع على امريكا ان تأخذ مواقفه بعين الحسبان الا ان ليس مهما اهمية القرار تجاه الحكومة المصرية او المتظاهرين الذين يملكون مصير مصر.
نصائح الحلفاء مفيدة
وعليه يرى مسؤولون امريكيون ان نصائح الحلفاء مهمة خاصة ان بعضهم مهم جدا في تأمين النفط مثل السعودية والبعض الاخر له تأثير مهم داخل الادارة نفسها - اسرائيل. وكانت كلينتون قد اشارت الى مخاوف الدول الجارة لمصر، حيث قالت انها تتفهم قلق الجميع في المنطقة وانها تحادثت مع الملك عبدالله الثاني - ملك الاردن عبر الهاتف، فيما قام الرئيس باراك اوباما بسلسلة من المكالمات الهاتفية مع عدد من حكام المنطقة. ونقلت 'نيويورك تايمز' عن مسؤول امريكي قوله ان القلق خف في عدد من هذه الدول بعد ان تبنت الادارة موقفا لا يدعو الرئيس مبارك للرحيل مباشرة. ولكنها اظهرت قبل يومين قدرا من التشدد في مطالبتها نائب الرئيس المصري بالاسراع باتخاذ اجراءات منها رفع قوانين الطوارئ. وانتقد المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس تصريحات سليمان التي قال فيها ان مصر غير مهيأة في المرحلة الحالية للديمقراطية ووصفها بانها لا تساعد على تخفيف الازمة. ويتهم المتظاهرون والمتعاطفون معهم في خارج مصر الادارة بالتناقض في تصريحاتها، في وقت وجه فيه عدد من الباحثين والاكاديميين من مختلف المشارب نصائح للرئيس اوباما بعدم التأخر في اتخاذ قرار ودعم القوى الديمقراطية في البلاد. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قد طلب الاجتماع بوزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس وهو الاول منذ اندلاع الانتفاضة المصرية.
اسرائيل الاكثر قلقا
ويرى الاسرائيليون الذين يعتبرون اكثر الاطراف قلقا في المنطقة خاصة انهم وضعوا ثقتهم بالرئيس المصري ونائبه، واكدوا للادارة انهم يدعون الى 'التدرج' في التحول وليس الثورة. ويرون ضرورة احداث تغييرات في النظام كشرط للتغيير بدلا من تغيير النظام كله والانتظار على امل حدوث تغيير وذلك نقلا عن مسؤول اسرائيلي بارز. وكشفت وثائق ويكيليكس عن ان اسرائيل عبرت عن تفضيلها سليمان الذي تربطه علاقات وثيقة مع اسرائيل كخليفة لمبارك. ومع الرسائل الاسرائيلية الداعية الى دعم 'الاستقرار' في مصر اي النظام الحالي تواترت الدعوات من محور الاعتدال العربي، حيث انتقد مسؤولون عرب لهجة اوباما الاسبوع الماضي وقالوا انه ذهب بعيدا في مطالبته الرئيس مبارك البدء 'حالا' في عملية انتقاد السلطة.
اصرار عربي على دعم مبارك
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي قوله ان الانظمة العربية كانت عنيدة في اصرارها على ان ازاحة مبارك تحمل معها مخاطر عدم الاستقرار. وحضر الاخوان المسلمون وخطر اختطافهم للثورة التي بدأت على الانترنت والفيسبوك والتويتر في احاديث المسؤولين العرب مع الادارة الامريكية. وكانت التظاهرات قد توسعت في القطر المصري وخرجت لاول مرة من ساحة التحرير لتحاصر البرلمان المصري. مع ان الحكومة الجديدة عولت على امكانية احتواء الازمة من خلال التعويل على ضجر المتظاهرين وتأكيد وضع عودة الاوضاع الى حالتها الطبيعية، وهو ما رآه بعض المسؤولين العرب الذين شبهوا اندلاع التظاهرات بانها قطار وقوده الطلاب وفي النهاية سينتهي الوقود ويذهب الطلاب لمدارسهم ومعهم دعاة الديمقراطية واخر من يضجر هم الاخوان المسلمون وسيرميهم القطار.
وعود سليمان الفارغة
وخصصت صحيفة 'نيويورك تايمز' افتتاحيتها لما اسمته 'وعود سليمان الفارغة'. وقالت 'اننا بعيدون عن معرفة الكيفية التي ستؤول اليها الامور في مصر'، فالحكومة المصرية تقوم باستخدام كل ما لديها بما في ذلك زيادة الرواتب بنسبة 15 بالمئة من اجل البقاء في السلطة. فيما يقوم المعارضون وبشجاعة بالدفع اكثرـ مشيرة الى تظاهرة الثلاثاء التي جمعت فيها الالاف المحتجين. وتقول ان امريكا وحلفائها الاوروبيين ربما لم يكونوا قادرين على دفع مبارك للخروج من السلطة لكنهم اساءوا التقدير عندما قاموا بدعم عمر سليمان كنائب له ولكي يقود عملية التحول الديمقراطي.
وقالت ان سليمان ربما كان قادرا على الحديث الحلو ـ المعسول مع واشنطن وبروكسل ولكنه يبدو مهتما اكثر بالحفاظ قدر ما يستطيع على النظام القمعي. وقال ان هذا 'غير مقبول للشعب المصري ويجب ان لا يقبله حلفاء مصر الغربيون'.
وقالت ان اوباما عمل الصواب عندما طالب بالاصلاح 'حالا' حيث قامت كلينتون فيما بعد بتخفيف حدة الضغط على النظام عندما قالت ان التغيير قد يحتاج لوقت. وطالبت الصحيفة ادارة اوباما باستعادة المبادرة والضغط على سليمان لاتخاذ اجراءات تغيير سريعة او ترك الساحة. ومع اعترافها ان المتظاهرين قد حققوا الكثير من المطالب المتعلقة بولاية الرئيس ونائبه والوراثة واجتماعات مع المعارضة الا ان العملية الاصلاحية التي وعد بها الجماهير لم يتم التعامل معها بجدية.
وفي الوقت الذي بدت فيه لهجة سليمان في الايام الاولى تصالحية الا ان تصريحاته الاخيرة كانت مثيرة للخوف، مشيرة الى رفضه رفع قوانين الطوارئ، وقوله ان 'ثقافة البلد' ليست مهيأة بعد للتحول الديمقراطي. واكدت ان سليمان لن يكون قادرا على تحقيق المطلوب بنفسه وعليه فيجب على الولايات المتحدة وحلفائها تحديد خطوات واضحة من اجل انتخابات نزيهة ولبناء الديمقراطية.
واكدت ان الحكومة المصرية لا يحق لها اختيار الوقت الذي يجب ان تبدأ فيه الاصلاحات وانه يجب اشراك المعارضة في كل خطوة اصلاحية، كما ويجب الغاء قوانين الطوارئ، ومن المصريين الحق في التعبير وانشاء الجماعات واطلاق سراح كل المعتقلين من المحتجين. ويجب محاكمة كل من قام بالاعتداء على المتظاهرين من قوى الامن.
ودعت الصحيفة الحكومة والمعارضة الاتفاق على موعد لاجراء الانتخابات وانشاء لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات والاشراف عليها ويتم من خلالها السماح للمراقبين الدوليين لمراقبة مسار الانتخابات وعد الاصوات. كما وطالبت اخيرا الحكومة والمعارضة للاتفاق على معايير حول انشاء وتسجيل الاحزاب وفتح المجال لها لكي تعلن عن نفسها من خلال التلفزيون والاخبار.
مشاكل دستورية وراء دعم اوباما لمبارك
ومع ان الصحيفة ترى انه من خلال تحقيق هذه المطالب فان النقاش حول مستقبل مصر سيبدأ الا ان تقريرا في صحيفة 'واشنطون بوست' شكك من امكانية عقد انتخابات حرة ونزيهة بحلول ايلول (سبتمبر). ونقلت عن ناشطين قولهم ان هذا قد يؤثر على حركات المطالبة بالاصلاح. واشارت الى ان سنوات القمع والتهميش التي مارسها النظام المصري ضد حركات المعارضة يجعل من تهيئة الاجواء لعقد انتخابات حرة امرا صعبا ويحتاج لشهور ان لم يحتج الى سنة.
وقالت الصحيفة ان تقييم المسؤولين الامريكيين لمخاطر عقد الانتخابات هو في قلب نقاشات اوباما مع مساعديه وقرار الاستمرار في دعم محاولات مبارك التمسك بالسلطة. والمشكلة دستورية لانه في حالة اجبار مبارك على الرحيل فيجب عقد الانتخابات في غضون شهرين من رحيله ولن يكون اي من احزاب المعارضة قادرا على الترشيح باستثناء مرشحي الحزب الوطني. وحتى الذين يدفعون باتجاه رحيل مبارك يعترفون بحجم المشكلة ويرون ان البلد لن يكون جاهزا للانتخابات ولهذا يقترحون حكومة انتقالية تتولى السلطة لمدة عام وتحضر للانتخابات التي ستعقد في العام القادم.
وتقول الصحيفة انه لا توجد ضمانات لتحقيق ما تطمح اليه المعارضة في ظل عدم وجود دستوري ديمقراطي، وذكرت في انتخابات افغانستان المزورة، والاشهر التي اخذها العراقيون لتشكيل الحكومة. ونقلت عن هالة مصطفى الباحثة في الشؤون السياسية قولها ان البلاد بحاجة الى دستور جديد، وعلى الحزب الوطني وبقية الاحزاب الخروج من اللعبة لانها لا تمثل احدا. وفي غياب الاجهزة الضرورية لاجراء انتخابات حرة: احزاب سياسية، قوانين للترشيح، ومؤسسة قضائية مستقلة اضافة لوجود ثقافة لحرية التعبير، وكلها ليست موجودة فان امريكا توصلت الى نتيجة وهي ترك مبارك يتم ولايته بدلا من عقد انتخابات سريعة.
وفي الوقت الذي يتهم فيه المحتجون ادارة اوباما بالسذاجة مشككين في امكانية تحول مبارك بين ليلة وضحايا لداعم للحرية الا ان هناك نوع الخلاف حول من سيقود المرحلة الانتقالية وكيفية اختيارهم.
ويعتقد المحللون انه من اجل تحقيق انتخابات حرة فيجب نزع كل المعوقات التي تقف امامها ومن هنا جاءت دعوة المسؤولين الامريكيين لسليمان لالغاء قوانين الطوارئ المعمول بها منذ 30 عاما. وفي الوقت الحالي يصر محتجو ميدان التحرير على ثورة كاملة وليست ناقصة.
لندن ـ 'القدس العربي': حثت الدول العربية في المنطقة مع اسرائيل الولايات المتحدة على عدم التخلي عن الرئيس المصري حسني مبارك الذي يواجه موجة من الغضب الشعبي تطالب برحيله ودخلت يومها السادس عشر. فقد دعت كل من الاردن والسعودية والامارات العربية واسرائيل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لعدم التعجل والقاء ثقلها وراء الجماعات المطالبة بالتغيير الديمقراطي في البلاد مما سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية. ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' الامريكية عن دبلوماسي من المنطقة قال انه قضى 12 ساعة من يوم وهو يهاتف الادارة الامريكية ويتحدث مع مسؤوليها.
وترى الصحيفة ان الضغوط التي قامت بها الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة ادت الى تغير في الوجهة الامريكية، فبعد ان طالبت الادارة بتغيير مباشر للسلطة عادت وقالت انها تريد نقلا منظما للسلطة يقوم به نائب الرئيس المصري عمر سليمان، فيما قالت هيلاري كلينتون ان رحيلا سريعا لمبارك سيؤدي الى تعقيد العملية الديمقراطية بدلا من تعبيد الطريق امامها في ضوء ما يقره الدستور المصري. ونقلت عن الدبلوماسي الذي لم تكشف عن هويته قوله ان هناك عملية تفكير من جانب الادارة الامريكية وان هناك 'احساسا بان الرسالة بدأت تصل'.
وجاء قلق دول ما يعرف بمحور الاعتدال العربي اضافة الى اسرائيل ان اي تغيير للسلطة عبر ثورة شعبية قد يؤدي الى ادخال المنطقة في مرحلة من الفوضى والاضطراب مع ان كل بلد له خصوصيته ومشاكله. ويخشى ان تؤدي الثورة الى التأثير على وضعية الحكام في هذه البلاد وكلهم من حلفاء امريكا التقليديين. ومع ان جيران مصر هم قطاع على امريكا ان تأخذ مواقفه بعين الحسبان الا ان ليس مهما اهمية القرار تجاه الحكومة المصرية او المتظاهرين الذين يملكون مصير مصر.
نصائح الحلفاء مفيدة
وعليه يرى مسؤولون امريكيون ان نصائح الحلفاء مهمة خاصة ان بعضهم مهم جدا في تأمين النفط مثل السعودية والبعض الاخر له تأثير مهم داخل الادارة نفسها - اسرائيل. وكانت كلينتون قد اشارت الى مخاوف الدول الجارة لمصر، حيث قالت انها تتفهم قلق الجميع في المنطقة وانها تحادثت مع الملك عبدالله الثاني - ملك الاردن عبر الهاتف، فيما قام الرئيس باراك اوباما بسلسلة من المكالمات الهاتفية مع عدد من حكام المنطقة. ونقلت 'نيويورك تايمز' عن مسؤول امريكي قوله ان القلق خف في عدد من هذه الدول بعد ان تبنت الادارة موقفا لا يدعو الرئيس مبارك للرحيل مباشرة. ولكنها اظهرت قبل يومين قدرا من التشدد في مطالبتها نائب الرئيس المصري بالاسراع باتخاذ اجراءات منها رفع قوانين الطوارئ. وانتقد المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس تصريحات سليمان التي قال فيها ان مصر غير مهيأة في المرحلة الحالية للديمقراطية ووصفها بانها لا تساعد على تخفيف الازمة. ويتهم المتظاهرون والمتعاطفون معهم في خارج مصر الادارة بالتناقض في تصريحاتها، في وقت وجه فيه عدد من الباحثين والاكاديميين من مختلف المشارب نصائح للرئيس اوباما بعدم التأخر في اتخاذ قرار ودعم القوى الديمقراطية في البلاد. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قد طلب الاجتماع بوزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس وهو الاول منذ اندلاع الانتفاضة المصرية.
اسرائيل الاكثر قلقا
ويرى الاسرائيليون الذين يعتبرون اكثر الاطراف قلقا في المنطقة خاصة انهم وضعوا ثقتهم بالرئيس المصري ونائبه، واكدوا للادارة انهم يدعون الى 'التدرج' في التحول وليس الثورة. ويرون ضرورة احداث تغييرات في النظام كشرط للتغيير بدلا من تغيير النظام كله والانتظار على امل حدوث تغيير وذلك نقلا عن مسؤول اسرائيلي بارز. وكشفت وثائق ويكيليكس عن ان اسرائيل عبرت عن تفضيلها سليمان الذي تربطه علاقات وثيقة مع اسرائيل كخليفة لمبارك. ومع الرسائل الاسرائيلية الداعية الى دعم 'الاستقرار' في مصر اي النظام الحالي تواترت الدعوات من محور الاعتدال العربي، حيث انتقد مسؤولون عرب لهجة اوباما الاسبوع الماضي وقالوا انه ذهب بعيدا في مطالبته الرئيس مبارك البدء 'حالا' في عملية انتقاد السلطة.
اصرار عربي على دعم مبارك
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي قوله ان الانظمة العربية كانت عنيدة في اصرارها على ان ازاحة مبارك تحمل معها مخاطر عدم الاستقرار. وحضر الاخوان المسلمون وخطر اختطافهم للثورة التي بدأت على الانترنت والفيسبوك والتويتر في احاديث المسؤولين العرب مع الادارة الامريكية. وكانت التظاهرات قد توسعت في القطر المصري وخرجت لاول مرة من ساحة التحرير لتحاصر البرلمان المصري. مع ان الحكومة الجديدة عولت على امكانية احتواء الازمة من خلال التعويل على ضجر المتظاهرين وتأكيد وضع عودة الاوضاع الى حالتها الطبيعية، وهو ما رآه بعض المسؤولين العرب الذين شبهوا اندلاع التظاهرات بانها قطار وقوده الطلاب وفي النهاية سينتهي الوقود ويذهب الطلاب لمدارسهم ومعهم دعاة الديمقراطية واخر من يضجر هم الاخوان المسلمون وسيرميهم القطار.
وعود سليمان الفارغة
وخصصت صحيفة 'نيويورك تايمز' افتتاحيتها لما اسمته 'وعود سليمان الفارغة'. وقالت 'اننا بعيدون عن معرفة الكيفية التي ستؤول اليها الامور في مصر'، فالحكومة المصرية تقوم باستخدام كل ما لديها بما في ذلك زيادة الرواتب بنسبة 15 بالمئة من اجل البقاء في السلطة. فيما يقوم المعارضون وبشجاعة بالدفع اكثرـ مشيرة الى تظاهرة الثلاثاء التي جمعت فيها الالاف المحتجين. وتقول ان امريكا وحلفائها الاوروبيين ربما لم يكونوا قادرين على دفع مبارك للخروج من السلطة لكنهم اساءوا التقدير عندما قاموا بدعم عمر سليمان كنائب له ولكي يقود عملية التحول الديمقراطي.
وقالت ان سليمان ربما كان قادرا على الحديث الحلو ـ المعسول مع واشنطن وبروكسل ولكنه يبدو مهتما اكثر بالحفاظ قدر ما يستطيع على النظام القمعي. وقال ان هذا 'غير مقبول للشعب المصري ويجب ان لا يقبله حلفاء مصر الغربيون'.
وقالت ان اوباما عمل الصواب عندما طالب بالاصلاح 'حالا' حيث قامت كلينتون فيما بعد بتخفيف حدة الضغط على النظام عندما قالت ان التغيير قد يحتاج لوقت. وطالبت الصحيفة ادارة اوباما باستعادة المبادرة والضغط على سليمان لاتخاذ اجراءات تغيير سريعة او ترك الساحة. ومع اعترافها ان المتظاهرين قد حققوا الكثير من المطالب المتعلقة بولاية الرئيس ونائبه والوراثة واجتماعات مع المعارضة الا ان العملية الاصلاحية التي وعد بها الجماهير لم يتم التعامل معها بجدية.
وفي الوقت الذي بدت فيه لهجة سليمان في الايام الاولى تصالحية الا ان تصريحاته الاخيرة كانت مثيرة للخوف، مشيرة الى رفضه رفع قوانين الطوارئ، وقوله ان 'ثقافة البلد' ليست مهيأة بعد للتحول الديمقراطي. واكدت ان سليمان لن يكون قادرا على تحقيق المطلوب بنفسه وعليه فيجب على الولايات المتحدة وحلفائها تحديد خطوات واضحة من اجل انتخابات نزيهة ولبناء الديمقراطية.
واكدت ان الحكومة المصرية لا يحق لها اختيار الوقت الذي يجب ان تبدأ فيه الاصلاحات وانه يجب اشراك المعارضة في كل خطوة اصلاحية، كما ويجب الغاء قوانين الطوارئ، ومن المصريين الحق في التعبير وانشاء الجماعات واطلاق سراح كل المعتقلين من المحتجين. ويجب محاكمة كل من قام بالاعتداء على المتظاهرين من قوى الامن.
ودعت الصحيفة الحكومة والمعارضة الاتفاق على موعد لاجراء الانتخابات وانشاء لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات والاشراف عليها ويتم من خلالها السماح للمراقبين الدوليين لمراقبة مسار الانتخابات وعد الاصوات. كما وطالبت اخيرا الحكومة والمعارضة للاتفاق على معايير حول انشاء وتسجيل الاحزاب وفتح المجال لها لكي تعلن عن نفسها من خلال التلفزيون والاخبار.
مشاكل دستورية وراء دعم اوباما لمبارك
ومع ان الصحيفة ترى انه من خلال تحقيق هذه المطالب فان النقاش حول مستقبل مصر سيبدأ الا ان تقريرا في صحيفة 'واشنطون بوست' شكك من امكانية عقد انتخابات حرة ونزيهة بحلول ايلول (سبتمبر). ونقلت عن ناشطين قولهم ان هذا قد يؤثر على حركات المطالبة بالاصلاح. واشارت الى ان سنوات القمع والتهميش التي مارسها النظام المصري ضد حركات المعارضة يجعل من تهيئة الاجواء لعقد انتخابات حرة امرا صعبا ويحتاج لشهور ان لم يحتج الى سنة.
وقالت الصحيفة ان تقييم المسؤولين الامريكيين لمخاطر عقد الانتخابات هو في قلب نقاشات اوباما مع مساعديه وقرار الاستمرار في دعم محاولات مبارك التمسك بالسلطة. والمشكلة دستورية لانه في حالة اجبار مبارك على الرحيل فيجب عقد الانتخابات في غضون شهرين من رحيله ولن يكون اي من احزاب المعارضة قادرا على الترشيح باستثناء مرشحي الحزب الوطني. وحتى الذين يدفعون باتجاه رحيل مبارك يعترفون بحجم المشكلة ويرون ان البلد لن يكون جاهزا للانتخابات ولهذا يقترحون حكومة انتقالية تتولى السلطة لمدة عام وتحضر للانتخابات التي ستعقد في العام القادم.
وتقول الصحيفة انه لا توجد ضمانات لتحقيق ما تطمح اليه المعارضة في ظل عدم وجود دستوري ديمقراطي، وذكرت في انتخابات افغانستان المزورة، والاشهر التي اخذها العراقيون لتشكيل الحكومة. ونقلت عن هالة مصطفى الباحثة في الشؤون السياسية قولها ان البلاد بحاجة الى دستور جديد، وعلى الحزب الوطني وبقية الاحزاب الخروج من اللعبة لانها لا تمثل احدا. وفي غياب الاجهزة الضرورية لاجراء انتخابات حرة: احزاب سياسية، قوانين للترشيح، ومؤسسة قضائية مستقلة اضافة لوجود ثقافة لحرية التعبير، وكلها ليست موجودة فان امريكا توصلت الى نتيجة وهي ترك مبارك يتم ولايته بدلا من عقد انتخابات سريعة.
وفي الوقت الذي يتهم فيه المحتجون ادارة اوباما بالسذاجة مشككين في امكانية تحول مبارك بين ليلة وضحايا لداعم للحرية الا ان هناك نوع الخلاف حول من سيقود المرحلة الانتقالية وكيفية اختيارهم.
ويعتقد المحللون انه من اجل تحقيق انتخابات حرة فيجب نزع كل المعوقات التي تقف امامها ومن هنا جاءت دعوة المسؤولين الامريكيين لسليمان لالغاء قوانين الطوارئ المعمول بها منذ 30 عاما. وفي الوقت الحالي يصر محتجو ميدان التحرير على ثورة كاملة وليست ناقصة.