المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة قرأت لك - قصة : جمجمة الموعظة



ولد الدسمة
05-16-2003, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

خلال حديث سماحة الشيخ الشهيد مرتضى مطهري في كتابه الملحمة الحسينية .. حول الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. يذكر بعض القصص التي لم يحسن فيها الداعية الاسلوب المناسب لهداية الناس .. و منها هذه القصة التي وردت في ص363 من الكتاب :

لقد قرأت في إحدى المجلات الأجنبية قصة مفادها : إن بنتاً متدينة جداً ، كانت تعيش هناك في بلاد الغرب ، و كان هناك أمير من الأمراء ، قد وقع في حبها ، و صار يتردد عليها ، حتى يجعل منها عشيقة له ، و كان ذلك الأمير مشهوراً بفسقه و فجوره ، و حياته المتهورة المتهتكة .

و لكن لما كانت هذه البنت من أهل العفة ، و النجابة ، و الشرف ، كانت ترده باستمرار ، و ترفض الاستسلام إليه ، مهما كلف الثمن .

و بعد أن استخدم الأمير كل الطرق الممكنة لخداعها ، و إيقاعها طعمة لأحابيله ، و فشل بعد جهد طويل ، قرر التراجع عن محاولاته ، و تركها و شأنها .

و مرت الأيام إلى أن حدث أن قررت البنت أن ترسل برسول منها إلى الأمير الشاب ، تدعوه إلى زيارتها ، و تعلمه بموافقتها على العيش معه ، و أن تكون عشيقةً مطيعةً له .

و لم يصدق الأمير لأول وهلة إلى أن ذهب إليها ، و وجد أنها بالفعل جاهزة لمثل هذه العشرة ، و أراد أن يعرف سر هذا التحول في حياة البنت ، و بعد أن حقق فيب الأمر وجد أن قسيساً من الكنيسة ، كان قد سمع عن قصة هذه البنت المؤمنة ، و التزامها الديني العميق ، فأراد أن يجعل منها أكثر التزاماً و تعمقاً في الحياة الدينية .

و قرر زيارتها يوماً ، و قد حمل معه هدية لعرضها عليها في تلك الزيارة ، و قد وضع هديته على طبق كبير ، و غطى الطبق بقطعة من القماش ، و بعد أن جلس يحدثها عن الدين و ضرورة أخذ العبرة من هذه الجياة الفانية ، رفع الغطاء عن ذلك الطبق و إذا بجمجمة ميت من أهل القبور ، أتى بها القس من المقبرة ، و صار يردد أمامها القول بـنه - أي القس - إنما أتى بهذه الجمجمة ليثبت لها أن هذه الدنيا الفانية ليست وفية لأحد ، و أن مصير الإنسان إلى ما حالت إليه هذه الجمجمة التي أمامها ، و ينبغي بالتالي أن تكون عبرة كافية لها لمزيد من الالتزام الديني .

لكن هذا القس في الواقع بعمله ذلك ، ليس فقط لم يخدم تلك البنت ، و لم يدفعها إلى مزيد من الالتزام الديني ، بل إنه جعلها تفر من هذه الحياة السخيفة بنظرها ، و التي نهايتها كما عرضها عليها ذلك القس ، و بالتالي قررت أن تهرب من هذا الواقع العبثي ، و تلجأ إلى ذلك الأمير الفاسق و الفاجر ، لتقضي أياماً في التهتك بالفساد ، قبل أن تنهي عمرها .

و هذا أيضاً يمكن أن يصطلح عليه البعض نوعاً من الموعظة و النصح ، و صدقوني إن كثيراً مما نسميه اليوم موعظةً و نصحاً ، أو أمراً بالمعروف ، و نهياً عن المنكر هو في الواقع منكر .

دشتى
05-16-2003, 09:33 PM
قصة فيها عبرة ودفعتنى للتفكير فى كثير من المعميين الذين ما أن يجدوا مجموعة من الناس تستمع إليهم حتى يبدأوا بتخويفهم من رحمة الله ، وبدلا من ترغيبهم بالدين يبدأ التنفير والقصص كثيرة .