مقاتل
02-07-2011, 09:07 PM
عاجل ... عاجل ... عاجل ... ليث شبيلات ينشر وصيته ( لانه يتوقع اغتياله ) بعد نشر رسالته الى الملك الاردني والتي طالبه فيها برد الاراضي والاموال التي اخذها الملك وزوجته من الاردنيين
February 07 2011 09 http://www.arabtimes.com/portal/news/00007778.jpeg
عرب تايمز - خاص
كانت عرب تايمز قد نشرت بيان الزعيم السياسي الاردني البارز ليث شبيلات التي كشف فيها النقاب عن رسالة قال انه بعث بها الى الملك واشترط على القصر العمل بما فيها والا فانه سيضطر الى نشرها على الملأ وامره الى الله ... وهذا هور رابط لهذه الرسالة
http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm?Action=&Preview=No&nid=7697&a= (http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm?Action=&Preview=No&nid=7697&a=1)
القصر لم يعمل بهذه النصيحة لذا وزع شبيلات رسالته السرية الى الملك على الاردنيين وضمنها وصيته لاهله لانه توقع ان يتم اغتياله من قبل القصر بعد نشر الرسالة.... وكان شبيلات قد تعرض لاعتداء قبل فترة في وسط عمان
انقر هنا
http://www.youtube.com/watch?v=BiePyYHUI2U
عرب تايمز حصلت على النص الكامل للرسالة التي وجهها شبيلات للملك ..... وهذا نصها
المحرر
نصيحة أرسلت قبل بدء الثورة المصرية المباركة.
هكذا نحافظ على عرش يحتاجه الأردن لاستقراره.
لقد أقسمت اليمين عندما كنت نائباً. وأؤكد أن يميني ما زال قائماً لا أحنث فيه. وأتحدى المسؤولين ومدراء المخابرات أن يرقوا في إخلاصهم لليمين الذي أقسموه إلى الإخلاص الوارد في هذه الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من : المهندس ليث فرحان الشبيلات
إلى: الأخ ناصر أحمد اللوزي رئيس الديوان الملكي المحترم 24 -1 - 2011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، مكتوم بشرطه
تمهيد
لولا أن الله أمرني بالنصيحة لقول حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم :"الدين النصيحة" قالوا لمن يا رسول الله قال:" لله ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم لما وصلك كتابي هذا. ولما كان الملك الذي أقسمت ، وأنا من قبلك ،اليمين على الإخلاص له مقصوداً بالحديث المذكور ، فإن مضمون رسالتي هذه ليس إلا اتقاء لمصير اخروي . وأنا أدرك بأن مسيرتي السابقة التي كنت أطمح أن يشاركني في تحمل مسؤولياتها آخرون دون جدوى أبقتني فردياً لا لنرجسية كما يزعمون بل لأن معظم الآخرين خافوا من نتيجة توجيه النقد الحميد حيث يجب ورضوا بالتكنية دون التصريح. فلو كانت فرديتي تجلب المغانم فإنهم يكونون قد صدقوا أما وأنها فردية لا تجلب سوى البلاء والابتلاء لصاحبها فإنها فردية شهامة نأى معظم المتنطعين للشأن العام بأنفسهم عن شرفها. قيل للإمام ابن حنبل رضي الله عنه في فتنة خلق القرآن : "ورِّ يا إمام!" من أجل أن يحمي نفسه من الخليفة بالتقية فقال:"مثلنا لا يورِّي! إن الآلاف من أهل المدينة المنورة ينتظرون قولي! وأنا لا أضلهم!".
لذلك أدرك تماماً بأنني قد أكون وصلت في نهاية الطريق الذي قد يفضي إلى اغتيالي على يد سلطة سياسية استمرأت البطش والفساد، وقد حاربتني بكل الوسائل الدنيئة من تزوير واعتداء وتهديد رغم أني اعتزلت إلا من الرأي، مع أنني لا أطالب بتغييرها بل بتغيير أخلاقها وأخلاقياتها وتصرفات القائمين عليها فقط! إذ أوصلت البلاد إلى حافة الافلاس ناهيك عن تسليم مقاديرها لليهود والأمريكان مديرة الظهر للعرب وثورتهم التي لنا فيها كلام.
لذا، فبعد بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد الصلاة والسلام على سيد الهاشميين سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خير ما أبدأ به رسالتي هذه قول شاعرنا العظيم:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصــــديـــق وإما ممـات يغيــظ الـــعدى
ونفس الشريف لها غايتــان ورود المنايا ونيل المـــنى
وما العيش؟ لا عشت إن لم أكن مخوف الجناب حرام الحمى
وأبين أن هذه الرسالة مكتومة بشروطها لأن غايتها الفائدة وليست غايتها الفضيحة ولا النرجسية المزعومة. مكتومة حتى يُرى مقدار التجاوب معها ، أهو الاهمال؟ أم إنه العدوان؟ فكلا الأمرين إيذان بالنشر والتعميم . عسى أن أساهم في استقرار عرش يحتاجه الأردن وتنفلت الأمور بفقدانه. فإن تم التجاوب فبه ونعمت وأنا أسعد الناس بذلك قابعاً في بيتي معتزلاً الناس! وبقيت هذه الرسالة للتاريخ لا نريد من ورائها سوى رضى ربنا. أما إذا كرر المنصوح تهديداته التي وصلتني عبر عشرات الطرق غير المباشرة، ثم وصلتني بدايات تنفيذها تصعيدا ً منذ الاعتداء على منزلي على يد رجاله عام 2001 مرورا بتهديد (حاميها..) بشير المجالي مدير الشرطة لي : "في المرة القادمة سنكسر رأسك!" إلى أن جاءت تلك "المرة القادمة" بالاعتداء الشخصي علي بالضرب عام 2009 على يد رجال ذلك العسكري التافه غالب (نسيت اسم عائلته ،والذي يحقق معه اليوم في دائرة مكافحة الفساد في سرقات "الموارد") . أقول إذا أراد أن يتصرف بما سربه لي عبر عشرات الطرق غير المباشرة ومفاده (فليعلم بأنني لست مثل أبي ! أنا لا أسجن ! أنا أقتل) فإن أية حادثة تصيبني بعد اليوم ستكون إذناً لجهات وفية مسؤولة أمينة ائتمنتها داخل وخارج الأردن لنشرهاعلى الملأ لتعلم الأمة العربية جمعاء من هو قاتلي أو ساجني. فأنا أولى من أي مواطن مثل شهيد "سيدي بو زيد" بتقديم التضحية ولا أعتقد بأن أي أمني يفهم نبض الشارع يرغب بالدخول في مغامرة اعتداء تفجر الأمر بالطريقة التونسية التي تحاول هذه الرسالة التي قد تكون على الأغلب يتيمة في بلد نامت نواطيره عن ثعالبها أن تجنبه وعرشه من مصير تلك الفوضى .
بالاضافة فإنني أسلم نسخة من هذه الرسالة إلى مدير المخابرات العامة الحالي عسى أن يصحو من رقاده وإلى عدة مديرين سابقين للمخابرات أذكرهم ذيله، اختلفت معهم فيما سبق ولكنني لا أشك في وطنية بعضهم ممن أعتب على مستوى تدخلهم بالنصح الصريح .. إذ أن هؤلاء جميعاً خيَّرَهم وسيئَهم هم أمنيون يفترض بأنهم حريصون على العرش . ويحضرني في هذا المجال قصة معبرة يوم ذهابي لعند سميح بينو مطلع نيسان 2003 من أجل التوقيع على مذكرة ال99 الشهيرة الموجهة إلى المقام السامي (كلهم من الموالين) فقال لي مبتسماً: أعتقد أنك أخطأت العنوان ! إنك تريد سعيد بينو بكل تأكيد وليس أنا! أليس كذلك؟ فقلت له: بل إياك أريد! فعندما كنت في المخابرات كم من شخص عذبت دفاعاً عن النظام؟ فابتسم فأكملت "أليس النظام الذي دافعت عنه في خطر اليوم بالموقف من غزو العراق والسماح للأمريكان بتنفيذ عمليات من الأراضي الأردنية؟ فسكت؛ فقلت له : وقع ! فوقع.
إن الأمر جلل وقد تعدى حدود المعارضة المزعومة وموالاة الذين يمر ولاؤهم للأردن عبر جيوبهم . فالأردن في خطر سياسياً واقتصادياً اجتماعياً وبالتالي أمنياً. وكما نبهت عشرات المرات بعد اعتزالي الأطر السياسية احتجاجاً على عدم وجود معارضين جادين صلبين : "يا ناس! خافوا الله! إن الفوضى قادمة! لست أدري متى! ولن يستطيع أحد بما فيهم أنا من إنقاذ الوضع إذا وصل التذمر إلى الشارع!. ومن وقت إلى آخر كانت تضطرني حسن المواطنة للتدخل كذهابي لزيارة زيد الرفاعي رئيس الأعيان قائلاً له : "إن علياً ابن أبو الراغب قد وضع هو ونائبه فارس ابن سليمان النابلسي لغماً تحت العرش!. أنا لن يسمعوا لي لأني معارض غير مؤتمن عندهم ! أما أنت فخادمهم المطيع ولا يستطيعون التشكيك في ولائك !
ألا ترى خطورة الأمر على العرش؟ أليس من واجبك نصيحة الملك بإعادة الأراضي وبمحاكمة علي انقاذاً للعرش وللمملكة من غضبة جياع سيحركهم الحرمان والجوع يوماً ليس ببعيد؟ فما كان منه ،"لا فض فوه"، إلا أن قال إنكم لا تفهمون عن سيدنا إلخ إلخ من كلام كاد أن يخرجني من ثيابي . فأيقنت بأننا نسير بثبات نحو فوضى ستندلع يوماً ما ، بوجود مثل هؤلاء الموالين وبمثل المعارضة التافهة الرافضة للتضحية أمام صدور أبناء شعبها بل تنتظر تضحيات الشعب لكي تعرض نفسها في سوق الإنقاذ. وكان نفسه قد قال للملك عند اجتماعه برؤساء الوزارات بعد انتفاضة معان المغدورة في نيسان 1989 وتوجههم نحو انتخابات نزيهة شفافة : هل تريد مجلساً فيه أمثال رياض النوايسة وليث الشبيلات يا سيدي؟. فقال له مضر: "ومالهم هؤلاء؟ لو استمعت لنصائحهم لما أفلست الخزينة ولما ثار الشعب"!
وإذا سؤلت لماذا اخترت حصر نسخ من هذه الرسالة في مديري المخابرات: والجواب بسيط! فهو للأسباب التالية:
1. هؤلاء هم أعلى من ائتمنه النظام على أمنه أولاً وغيرهم كان ديكوراً. وهم الذين كانوا بعد الملك الحكام الحقيقيين ويعرفون صحة كل كلمة أقولها ! منهم من لا أشك بوطنيته رغم اختلافي معهم جميعاً عندما كانوا في المسؤولية ومنهم من رتع وخرب. وإرسالي نسخاً لهم تحد أدخل نفسي فيه في" بطن الغول" الذي لن يستطيع أن يأكلني. ثم إنهم بلا شك كـتـومون لا يمكن أن تتسرب هذه الرسالة من واحد فيهم شماتة بنظرائه (فالآخرون من رؤساء ووزراء وأمنيون وعسكريون سابقون "معارضون موسميون" لا يصدقون أن يقع بين أيديهم ما يشمتون فيه بأصحاب الكراسي الحاليين) وأنا لا أريد أن تصل هذه النصائح إلى الشارع قبل أوانها، وبالذات في هذه الأيام التي يغلي فيها الشارع رغم أن كل ما أتحدث عنه قد قلته في مناسبات عديدة وحتى على الفضائيات من وقت إلى آخر! فأنا ما زلت مصراً على محاولة أخيرة لإصلاحات هادئة محترمة تجنبنا فوضى تطالب بالإصلاحات: فوضى ستوردنا المهالك لغياب أطر موثوقة يأمنها الشعب على حمل شعاراته. فالأمر أكبر من :"علي وعلى أعدائي يا رب".
2. عندي من الثقة في المنطق الذي أبذل ما يجعلني واثقاً من أن أي واحد من هؤلاء لا يملك حجة تخالفني سوى أن يقول للملك عندما يستنصحه في أمر الرسالة : "يا سيدي هذا الرجل يتكلم الصحيح وقد برهن رغماً عنا بأنه أغير على العرش منا رغم ما بينكما من جفاء".
3. إذا لم يستنصحهم الملك فعليهم هم وكل من يزعم أنه محب للوطن ومخلص للعرش أن يبادروا إلى النصيحة وأن لا يتركوني لوحدي مخاطراً بحياتي دفاعاً عن بلد يزعمون أنهم يحبونه وعن عرش قلبه رؤساء ووزراء وقضاة وأمنيون وعسكريون إلى صنم للأسف! قد يكون في قلوبهم مثل صنم عمر ابن الخطاب في الجاهلية ! صنم من تمر! أكله هو نفسه عندما جاع!.
4. قال لي مضر بدران قبل خمس عشرة سنة عندما أصدرت بياني" الثابت والمتغير" : يا أبو فرحان إن كل ما أوردته صحيح ولكن ألا تريد أن يسمعك اللي فوق؟ فأجبته: كلا! قد قطعت الأمل! وتقصيركم هو السبب ! فسألني كيف؟ فقلت دعني أدلك على طريقة تخرسني بها أنت ونظراؤك وليس غيركم! فوالله لأسكتن إن أنت عقدت في منزلك لقاء اسبوعياً تدعو إليه نخبة من الذين يحبون الوطن حباً لا يمر عن طريق جيوبهم يتداولون في كل صغيرة وكبيرة من شؤون البلد ! فينتبه النظام إلى ضرورة إجراء الإصلاحات التي تنقذه. طبعاً شرط أن لا تدعو للاجتماع من يريدون القفز إلى المناصب.
أخي ناصر
أعانك الله على المسؤولية التي أوقظك عليها! إذ أنك قبلت أن تكون أحد أمناء الملك الذين لا يخفون عليه شيء، فليس لك أن تأكل خيرها اليوم ثم ترمي بشرها غداً على من كتمته النصيحة، وحتى لا تكون سبباً لا سمح الله ولا قدر في أن نسمع يوماً ما قاله بن علي : (أنا فهمتكم اليوم! أنا فهمتكم اليوم! وهنالك من كانوا يحجبون المعلومات عني وسأقدمهم للمحاكمة).
عندما استقبلني الملك الراحل بعد مهزلة النفير قلت له فيما قلت : يا سيدي إنه لشرف عظيم لي أن أكون مستشاراً لجلالة الملك، ولكن بشرط ! فقال لي متعجباً : وكيف ذلك؟ فقلت : الشرط أن لا أقبض على الاستشارة فلساً واحداً والشرط الآخر أن لا توكل إلى من تشرفهم بمقام الاستشارة أية مسؤولية تنفيذية . فهذه شروط المستشار الأمين إن كنت أنا أو غيري. وأكملت قائلاً فلو كنت مستشارك المفتوحة أمامه أبواب المناصب وأطمع في إزاحة وزير أو رئيس لأحل مكانه فإن قربي من أذنك يجعلني أنا الملك في تلك المسألة المحدودة لأنك ستنفذ ما أزينه لك. ألم يصلكم ما قاله الملك المؤسس لرئيس ديوانه فرحان الشبيلات : إن أكثر شخص أحذر منه هو خادمي الذي يلبسني الجبة، إذ يمكنه عند إلباسي الجبة الهمس في أذني بيا سيدي فلان كذا وفلان كذا، فانهره ! ولكن الضرر يكون قد وقع! إذ إن ما ألقاه في أذني لا يمكن إخراجه! فأخرج على الناس وأنا غير سليم الصدر! وأكملت : ألا يكفيني ذلك الشرف العظيم بكون الملك يلتقي بي بين فترة وأخرى لأخبره حقيقة آراء الناس التي لا يجرؤ مديرو المخابرات على مصارحته بها؟ ماذا أريد أكثر من ذلك؟". إنهم يخافون إغضابه وليسوا كفرحان الشبيلات وزملائه! فعندما تشكلت حكومة سعيد المفتي بغير ما اتفق عليه مع فرحان وآخرين هزؤ الآخرون من فرحان عندما قال سأوقف هذا التلاعب وبقوا في فندق فيلادلفيا حيث كانت تتشكل الحكومات ينتظرون، فذهب إلى المقر واستقبل على الدرج بمبروك باشا وزارة المعارف فقال: فشرتم! وزارتي هي الدفاع، وكانت الوزارة الأهم المقدمة على الوزارات السيادية الأخرى . وكان الموظف يطبع الإرادة الملكية على الآلة الكاتبة فطلب مقابلة الملك فقال له سعيد باشا لكن سيدنا مبسوط من التشكيلة فقال له أريد أن أراه. فقال له ولكنه مبسوط جداّ فصرخ فيه فرحان : فليزعل اليوم خير له من أن يغضب غداً! فدخل سعيد إلى مكتب الملك وأخبره بطلب فرحان المقابلة فقال لا داعي! افعلوا ما يريده فرحان فعادت التشكيلة إلى ما كانوا متفقين عليه في فيلادلفيا.
لم يشأ الملك الراحل أن يأخذ عرضي الاستشارة المجانية المشروطة بعدم تولي أية مسؤولية محمل الجد وبقي على مستشاريه الذين يسمعونه رأيه هو وليس رأيهم أو رأي الناس. فجاءت المحنة الثانية وسجنت بعد أن كان قد حذرني بحضور خالد الكركي بقوله : هل تريد أن يحدث لك ما حدث سابقاً ولا أستطيع التدخل هذه المرة ؟ كان ذلك عندما تصدرت مظاهرة على باب السفارة العراقية احتجاحاً على قصف الولايات المتحدة بغداد بالصواريخ بعد ساعات من التقاء الملك بكلينتون إذ قلت فيها كيف توجه أمريكا الاهانة إلينا وإلى ملكنا بقصف بلد عربي وهو عندهم. فطلبني فور نزول طائرته في عمان بعد أيام وقال لي : ولكنني تركت مايو وسافرت فقلت له : ولكن حكومتك يا سيدي لم تستنكر واكتفت بتعزية أهالي المصابين! وقد حدث لي ما حذرني منه ولكن إرادة الله سبحانه وسماحة الملك جعلته يتدخل ! وكيف؟ لقد تدخل بشخصه الكريم رحمه الله ! وعندما شرف سجن سواقة لإخراجي سألني بالانكليزية : where do we go from here? فقلت له : يبدو يا سيدي أنكم ما زلتم لا تفهمونني! لقد أوصاني والدي كما حدثتك سابقاً بأن لا أقرب السياسة لأنها لا تطعم خبزاً (لا يعرف الأردن أي وزير اغتنى قبل السبعينيات) وقد ابتليت نفسك يا سيدي كما ابتليتني بتعييني في المجلس الوطني الاستشاري للمساهمة في تعزيز شرعية منقوصة عند المجلس بتعيين بعض المنتخبين من نقباء وغيرهم! فرفضت التعيين حتى جاءني المرحومان سليمان عرار وجودت السبول ليقنعاني بأن هذا غير لائق معك فقبلت على مضض ، وحتى أقوم بواجبي قمت بقراءة الدستور لأول مرة في حياتي وأنا وقتها ابن الأربعين وبدأت بسذاجة "غوارية" بتطبيقه كما تفترض بي أمانة المسؤولية وأمانة القسم فاكتشفت أن دستورك هذا غير قابل للتطبيق! وأنت يا سيدي ما زلت لا تفهمني مع أنك تعرف بأن مشربي صوفي، ونحن الصوفية نعتبر شيعة أهل السنة والجماعة لما لآل البيت عندنا من مكانة عظيمة وتوقير لقوله سبحانه وتعالى :" قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". فقال لي رحمه الله :"شكراً" فأجبته:" لا يا سيدي! أنا لا أتذبذب لك! إنما أخبرك عن شأن من شؤون المعتقد عندي". وأكملت قائلاً: " وقد أمرني الذي أوصى بكم والذي لا أعصيه فيكم ولا في غيركم بواجب النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين الذين أنت منهم ولعامتهم. لذلك يا سيدي عندما كنت أنصح!..... وعندما سوف أنصح.." فقاطعني طيب الله ثراه قائلاً :"كمان! كمان ! ما خلصنا؟"
من أجل ذلك بقيت عند من لا يفهمون "ناكراً للجميل" رغم أنني عندما سئلت على الفضائيات في الأيام التالية عن علاقتي بالملك الذي تكرم بالافراج عني ألهمني الله الأدب دون التنازل عن مطالبي بقولي : "لولا أنني أستند إلى جبل من مبادئ لأغرقني في بحر لطفه". هذا هو "ناكر الجميل" "المغرض المندس المدفوع من الخارج". وكأن مصلحة شعبنا وبلدنا واستقرار العرش ليست دافعاً كافياً!
تابع ....
February 07 2011 09 http://www.arabtimes.com/portal/news/00007778.jpeg
عرب تايمز - خاص
كانت عرب تايمز قد نشرت بيان الزعيم السياسي الاردني البارز ليث شبيلات التي كشف فيها النقاب عن رسالة قال انه بعث بها الى الملك واشترط على القصر العمل بما فيها والا فانه سيضطر الى نشرها على الملأ وامره الى الله ... وهذا هور رابط لهذه الرسالة
http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm?Action=&Preview=No&nid=7697&a= (http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm?Action=&Preview=No&nid=7697&a=1)
القصر لم يعمل بهذه النصيحة لذا وزع شبيلات رسالته السرية الى الملك على الاردنيين وضمنها وصيته لاهله لانه توقع ان يتم اغتياله من قبل القصر بعد نشر الرسالة.... وكان شبيلات قد تعرض لاعتداء قبل فترة في وسط عمان
انقر هنا
http://www.youtube.com/watch?v=BiePyYHUI2U
عرب تايمز حصلت على النص الكامل للرسالة التي وجهها شبيلات للملك ..... وهذا نصها
المحرر
نصيحة أرسلت قبل بدء الثورة المصرية المباركة.
هكذا نحافظ على عرش يحتاجه الأردن لاستقراره.
لقد أقسمت اليمين عندما كنت نائباً. وأؤكد أن يميني ما زال قائماً لا أحنث فيه. وأتحدى المسؤولين ومدراء المخابرات أن يرقوا في إخلاصهم لليمين الذي أقسموه إلى الإخلاص الوارد في هذه الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من : المهندس ليث فرحان الشبيلات
إلى: الأخ ناصر أحمد اللوزي رئيس الديوان الملكي المحترم 24 -1 - 2011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، مكتوم بشرطه
تمهيد
لولا أن الله أمرني بالنصيحة لقول حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم :"الدين النصيحة" قالوا لمن يا رسول الله قال:" لله ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم لما وصلك كتابي هذا. ولما كان الملك الذي أقسمت ، وأنا من قبلك ،اليمين على الإخلاص له مقصوداً بالحديث المذكور ، فإن مضمون رسالتي هذه ليس إلا اتقاء لمصير اخروي . وأنا أدرك بأن مسيرتي السابقة التي كنت أطمح أن يشاركني في تحمل مسؤولياتها آخرون دون جدوى أبقتني فردياً لا لنرجسية كما يزعمون بل لأن معظم الآخرين خافوا من نتيجة توجيه النقد الحميد حيث يجب ورضوا بالتكنية دون التصريح. فلو كانت فرديتي تجلب المغانم فإنهم يكونون قد صدقوا أما وأنها فردية لا تجلب سوى البلاء والابتلاء لصاحبها فإنها فردية شهامة نأى معظم المتنطعين للشأن العام بأنفسهم عن شرفها. قيل للإمام ابن حنبل رضي الله عنه في فتنة خلق القرآن : "ورِّ يا إمام!" من أجل أن يحمي نفسه من الخليفة بالتقية فقال:"مثلنا لا يورِّي! إن الآلاف من أهل المدينة المنورة ينتظرون قولي! وأنا لا أضلهم!".
لذلك أدرك تماماً بأنني قد أكون وصلت في نهاية الطريق الذي قد يفضي إلى اغتيالي على يد سلطة سياسية استمرأت البطش والفساد، وقد حاربتني بكل الوسائل الدنيئة من تزوير واعتداء وتهديد رغم أني اعتزلت إلا من الرأي، مع أنني لا أطالب بتغييرها بل بتغيير أخلاقها وأخلاقياتها وتصرفات القائمين عليها فقط! إذ أوصلت البلاد إلى حافة الافلاس ناهيك عن تسليم مقاديرها لليهود والأمريكان مديرة الظهر للعرب وثورتهم التي لنا فيها كلام.
لذا، فبعد بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد الصلاة والسلام على سيد الهاشميين سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خير ما أبدأ به رسالتي هذه قول شاعرنا العظيم:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصــــديـــق وإما ممـات يغيــظ الـــعدى
ونفس الشريف لها غايتــان ورود المنايا ونيل المـــنى
وما العيش؟ لا عشت إن لم أكن مخوف الجناب حرام الحمى
وأبين أن هذه الرسالة مكتومة بشروطها لأن غايتها الفائدة وليست غايتها الفضيحة ولا النرجسية المزعومة. مكتومة حتى يُرى مقدار التجاوب معها ، أهو الاهمال؟ أم إنه العدوان؟ فكلا الأمرين إيذان بالنشر والتعميم . عسى أن أساهم في استقرار عرش يحتاجه الأردن وتنفلت الأمور بفقدانه. فإن تم التجاوب فبه ونعمت وأنا أسعد الناس بذلك قابعاً في بيتي معتزلاً الناس! وبقيت هذه الرسالة للتاريخ لا نريد من ورائها سوى رضى ربنا. أما إذا كرر المنصوح تهديداته التي وصلتني عبر عشرات الطرق غير المباشرة، ثم وصلتني بدايات تنفيذها تصعيدا ً منذ الاعتداء على منزلي على يد رجاله عام 2001 مرورا بتهديد (حاميها..) بشير المجالي مدير الشرطة لي : "في المرة القادمة سنكسر رأسك!" إلى أن جاءت تلك "المرة القادمة" بالاعتداء الشخصي علي بالضرب عام 2009 على يد رجال ذلك العسكري التافه غالب (نسيت اسم عائلته ،والذي يحقق معه اليوم في دائرة مكافحة الفساد في سرقات "الموارد") . أقول إذا أراد أن يتصرف بما سربه لي عبر عشرات الطرق غير المباشرة ومفاده (فليعلم بأنني لست مثل أبي ! أنا لا أسجن ! أنا أقتل) فإن أية حادثة تصيبني بعد اليوم ستكون إذناً لجهات وفية مسؤولة أمينة ائتمنتها داخل وخارج الأردن لنشرهاعلى الملأ لتعلم الأمة العربية جمعاء من هو قاتلي أو ساجني. فأنا أولى من أي مواطن مثل شهيد "سيدي بو زيد" بتقديم التضحية ولا أعتقد بأن أي أمني يفهم نبض الشارع يرغب بالدخول في مغامرة اعتداء تفجر الأمر بالطريقة التونسية التي تحاول هذه الرسالة التي قد تكون على الأغلب يتيمة في بلد نامت نواطيره عن ثعالبها أن تجنبه وعرشه من مصير تلك الفوضى .
بالاضافة فإنني أسلم نسخة من هذه الرسالة إلى مدير المخابرات العامة الحالي عسى أن يصحو من رقاده وإلى عدة مديرين سابقين للمخابرات أذكرهم ذيله، اختلفت معهم فيما سبق ولكنني لا أشك في وطنية بعضهم ممن أعتب على مستوى تدخلهم بالنصح الصريح .. إذ أن هؤلاء جميعاً خيَّرَهم وسيئَهم هم أمنيون يفترض بأنهم حريصون على العرش . ويحضرني في هذا المجال قصة معبرة يوم ذهابي لعند سميح بينو مطلع نيسان 2003 من أجل التوقيع على مذكرة ال99 الشهيرة الموجهة إلى المقام السامي (كلهم من الموالين) فقال لي مبتسماً: أعتقد أنك أخطأت العنوان ! إنك تريد سعيد بينو بكل تأكيد وليس أنا! أليس كذلك؟ فقلت له: بل إياك أريد! فعندما كنت في المخابرات كم من شخص عذبت دفاعاً عن النظام؟ فابتسم فأكملت "أليس النظام الذي دافعت عنه في خطر اليوم بالموقف من غزو العراق والسماح للأمريكان بتنفيذ عمليات من الأراضي الأردنية؟ فسكت؛ فقلت له : وقع ! فوقع.
إن الأمر جلل وقد تعدى حدود المعارضة المزعومة وموالاة الذين يمر ولاؤهم للأردن عبر جيوبهم . فالأردن في خطر سياسياً واقتصادياً اجتماعياً وبالتالي أمنياً. وكما نبهت عشرات المرات بعد اعتزالي الأطر السياسية احتجاجاً على عدم وجود معارضين جادين صلبين : "يا ناس! خافوا الله! إن الفوضى قادمة! لست أدري متى! ولن يستطيع أحد بما فيهم أنا من إنقاذ الوضع إذا وصل التذمر إلى الشارع!. ومن وقت إلى آخر كانت تضطرني حسن المواطنة للتدخل كذهابي لزيارة زيد الرفاعي رئيس الأعيان قائلاً له : "إن علياً ابن أبو الراغب قد وضع هو ونائبه فارس ابن سليمان النابلسي لغماً تحت العرش!. أنا لن يسمعوا لي لأني معارض غير مؤتمن عندهم ! أما أنت فخادمهم المطيع ولا يستطيعون التشكيك في ولائك !
ألا ترى خطورة الأمر على العرش؟ أليس من واجبك نصيحة الملك بإعادة الأراضي وبمحاكمة علي انقاذاً للعرش وللمملكة من غضبة جياع سيحركهم الحرمان والجوع يوماً ليس ببعيد؟ فما كان منه ،"لا فض فوه"، إلا أن قال إنكم لا تفهمون عن سيدنا إلخ إلخ من كلام كاد أن يخرجني من ثيابي . فأيقنت بأننا نسير بثبات نحو فوضى ستندلع يوماً ما ، بوجود مثل هؤلاء الموالين وبمثل المعارضة التافهة الرافضة للتضحية أمام صدور أبناء شعبها بل تنتظر تضحيات الشعب لكي تعرض نفسها في سوق الإنقاذ. وكان نفسه قد قال للملك عند اجتماعه برؤساء الوزارات بعد انتفاضة معان المغدورة في نيسان 1989 وتوجههم نحو انتخابات نزيهة شفافة : هل تريد مجلساً فيه أمثال رياض النوايسة وليث الشبيلات يا سيدي؟. فقال له مضر: "ومالهم هؤلاء؟ لو استمعت لنصائحهم لما أفلست الخزينة ولما ثار الشعب"!
وإذا سؤلت لماذا اخترت حصر نسخ من هذه الرسالة في مديري المخابرات: والجواب بسيط! فهو للأسباب التالية:
1. هؤلاء هم أعلى من ائتمنه النظام على أمنه أولاً وغيرهم كان ديكوراً. وهم الذين كانوا بعد الملك الحكام الحقيقيين ويعرفون صحة كل كلمة أقولها ! منهم من لا أشك بوطنيته رغم اختلافي معهم جميعاً عندما كانوا في المسؤولية ومنهم من رتع وخرب. وإرسالي نسخاً لهم تحد أدخل نفسي فيه في" بطن الغول" الذي لن يستطيع أن يأكلني. ثم إنهم بلا شك كـتـومون لا يمكن أن تتسرب هذه الرسالة من واحد فيهم شماتة بنظرائه (فالآخرون من رؤساء ووزراء وأمنيون وعسكريون سابقون "معارضون موسميون" لا يصدقون أن يقع بين أيديهم ما يشمتون فيه بأصحاب الكراسي الحاليين) وأنا لا أريد أن تصل هذه النصائح إلى الشارع قبل أوانها، وبالذات في هذه الأيام التي يغلي فيها الشارع رغم أن كل ما أتحدث عنه قد قلته في مناسبات عديدة وحتى على الفضائيات من وقت إلى آخر! فأنا ما زلت مصراً على محاولة أخيرة لإصلاحات هادئة محترمة تجنبنا فوضى تطالب بالإصلاحات: فوضى ستوردنا المهالك لغياب أطر موثوقة يأمنها الشعب على حمل شعاراته. فالأمر أكبر من :"علي وعلى أعدائي يا رب".
2. عندي من الثقة في المنطق الذي أبذل ما يجعلني واثقاً من أن أي واحد من هؤلاء لا يملك حجة تخالفني سوى أن يقول للملك عندما يستنصحه في أمر الرسالة : "يا سيدي هذا الرجل يتكلم الصحيح وقد برهن رغماً عنا بأنه أغير على العرش منا رغم ما بينكما من جفاء".
3. إذا لم يستنصحهم الملك فعليهم هم وكل من يزعم أنه محب للوطن ومخلص للعرش أن يبادروا إلى النصيحة وأن لا يتركوني لوحدي مخاطراً بحياتي دفاعاً عن بلد يزعمون أنهم يحبونه وعن عرش قلبه رؤساء ووزراء وقضاة وأمنيون وعسكريون إلى صنم للأسف! قد يكون في قلوبهم مثل صنم عمر ابن الخطاب في الجاهلية ! صنم من تمر! أكله هو نفسه عندما جاع!.
4. قال لي مضر بدران قبل خمس عشرة سنة عندما أصدرت بياني" الثابت والمتغير" : يا أبو فرحان إن كل ما أوردته صحيح ولكن ألا تريد أن يسمعك اللي فوق؟ فأجبته: كلا! قد قطعت الأمل! وتقصيركم هو السبب ! فسألني كيف؟ فقلت دعني أدلك على طريقة تخرسني بها أنت ونظراؤك وليس غيركم! فوالله لأسكتن إن أنت عقدت في منزلك لقاء اسبوعياً تدعو إليه نخبة من الذين يحبون الوطن حباً لا يمر عن طريق جيوبهم يتداولون في كل صغيرة وكبيرة من شؤون البلد ! فينتبه النظام إلى ضرورة إجراء الإصلاحات التي تنقذه. طبعاً شرط أن لا تدعو للاجتماع من يريدون القفز إلى المناصب.
أخي ناصر
أعانك الله على المسؤولية التي أوقظك عليها! إذ أنك قبلت أن تكون أحد أمناء الملك الذين لا يخفون عليه شيء، فليس لك أن تأكل خيرها اليوم ثم ترمي بشرها غداً على من كتمته النصيحة، وحتى لا تكون سبباً لا سمح الله ولا قدر في أن نسمع يوماً ما قاله بن علي : (أنا فهمتكم اليوم! أنا فهمتكم اليوم! وهنالك من كانوا يحجبون المعلومات عني وسأقدمهم للمحاكمة).
عندما استقبلني الملك الراحل بعد مهزلة النفير قلت له فيما قلت : يا سيدي إنه لشرف عظيم لي أن أكون مستشاراً لجلالة الملك، ولكن بشرط ! فقال لي متعجباً : وكيف ذلك؟ فقلت : الشرط أن لا أقبض على الاستشارة فلساً واحداً والشرط الآخر أن لا توكل إلى من تشرفهم بمقام الاستشارة أية مسؤولية تنفيذية . فهذه شروط المستشار الأمين إن كنت أنا أو غيري. وأكملت قائلاً فلو كنت مستشارك المفتوحة أمامه أبواب المناصب وأطمع في إزاحة وزير أو رئيس لأحل مكانه فإن قربي من أذنك يجعلني أنا الملك في تلك المسألة المحدودة لأنك ستنفذ ما أزينه لك. ألم يصلكم ما قاله الملك المؤسس لرئيس ديوانه فرحان الشبيلات : إن أكثر شخص أحذر منه هو خادمي الذي يلبسني الجبة، إذ يمكنه عند إلباسي الجبة الهمس في أذني بيا سيدي فلان كذا وفلان كذا، فانهره ! ولكن الضرر يكون قد وقع! إذ إن ما ألقاه في أذني لا يمكن إخراجه! فأخرج على الناس وأنا غير سليم الصدر! وأكملت : ألا يكفيني ذلك الشرف العظيم بكون الملك يلتقي بي بين فترة وأخرى لأخبره حقيقة آراء الناس التي لا يجرؤ مديرو المخابرات على مصارحته بها؟ ماذا أريد أكثر من ذلك؟". إنهم يخافون إغضابه وليسوا كفرحان الشبيلات وزملائه! فعندما تشكلت حكومة سعيد المفتي بغير ما اتفق عليه مع فرحان وآخرين هزؤ الآخرون من فرحان عندما قال سأوقف هذا التلاعب وبقوا في فندق فيلادلفيا حيث كانت تتشكل الحكومات ينتظرون، فذهب إلى المقر واستقبل على الدرج بمبروك باشا وزارة المعارف فقال: فشرتم! وزارتي هي الدفاع، وكانت الوزارة الأهم المقدمة على الوزارات السيادية الأخرى . وكان الموظف يطبع الإرادة الملكية على الآلة الكاتبة فطلب مقابلة الملك فقال له سعيد باشا لكن سيدنا مبسوط من التشكيلة فقال له أريد أن أراه. فقال له ولكنه مبسوط جداّ فصرخ فيه فرحان : فليزعل اليوم خير له من أن يغضب غداً! فدخل سعيد إلى مكتب الملك وأخبره بطلب فرحان المقابلة فقال لا داعي! افعلوا ما يريده فرحان فعادت التشكيلة إلى ما كانوا متفقين عليه في فيلادلفيا.
لم يشأ الملك الراحل أن يأخذ عرضي الاستشارة المجانية المشروطة بعدم تولي أية مسؤولية محمل الجد وبقي على مستشاريه الذين يسمعونه رأيه هو وليس رأيهم أو رأي الناس. فجاءت المحنة الثانية وسجنت بعد أن كان قد حذرني بحضور خالد الكركي بقوله : هل تريد أن يحدث لك ما حدث سابقاً ولا أستطيع التدخل هذه المرة ؟ كان ذلك عندما تصدرت مظاهرة على باب السفارة العراقية احتجاحاً على قصف الولايات المتحدة بغداد بالصواريخ بعد ساعات من التقاء الملك بكلينتون إذ قلت فيها كيف توجه أمريكا الاهانة إلينا وإلى ملكنا بقصف بلد عربي وهو عندهم. فطلبني فور نزول طائرته في عمان بعد أيام وقال لي : ولكنني تركت مايو وسافرت فقلت له : ولكن حكومتك يا سيدي لم تستنكر واكتفت بتعزية أهالي المصابين! وقد حدث لي ما حذرني منه ولكن إرادة الله سبحانه وسماحة الملك جعلته يتدخل ! وكيف؟ لقد تدخل بشخصه الكريم رحمه الله ! وعندما شرف سجن سواقة لإخراجي سألني بالانكليزية : where do we go from here? فقلت له : يبدو يا سيدي أنكم ما زلتم لا تفهمونني! لقد أوصاني والدي كما حدثتك سابقاً بأن لا أقرب السياسة لأنها لا تطعم خبزاً (لا يعرف الأردن أي وزير اغتنى قبل السبعينيات) وقد ابتليت نفسك يا سيدي كما ابتليتني بتعييني في المجلس الوطني الاستشاري للمساهمة في تعزيز شرعية منقوصة عند المجلس بتعيين بعض المنتخبين من نقباء وغيرهم! فرفضت التعيين حتى جاءني المرحومان سليمان عرار وجودت السبول ليقنعاني بأن هذا غير لائق معك فقبلت على مضض ، وحتى أقوم بواجبي قمت بقراءة الدستور لأول مرة في حياتي وأنا وقتها ابن الأربعين وبدأت بسذاجة "غوارية" بتطبيقه كما تفترض بي أمانة المسؤولية وأمانة القسم فاكتشفت أن دستورك هذا غير قابل للتطبيق! وأنت يا سيدي ما زلت لا تفهمني مع أنك تعرف بأن مشربي صوفي، ونحن الصوفية نعتبر شيعة أهل السنة والجماعة لما لآل البيت عندنا من مكانة عظيمة وتوقير لقوله سبحانه وتعالى :" قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". فقال لي رحمه الله :"شكراً" فأجبته:" لا يا سيدي! أنا لا أتذبذب لك! إنما أخبرك عن شأن من شؤون المعتقد عندي". وأكملت قائلاً: " وقد أمرني الذي أوصى بكم والذي لا أعصيه فيكم ولا في غيركم بواجب النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين الذين أنت منهم ولعامتهم. لذلك يا سيدي عندما كنت أنصح!..... وعندما سوف أنصح.." فقاطعني طيب الله ثراه قائلاً :"كمان! كمان ! ما خلصنا؟"
من أجل ذلك بقيت عند من لا يفهمون "ناكراً للجميل" رغم أنني عندما سئلت على الفضائيات في الأيام التالية عن علاقتي بالملك الذي تكرم بالافراج عني ألهمني الله الأدب دون التنازل عن مطالبي بقولي : "لولا أنني أستند إلى جبل من مبادئ لأغرقني في بحر لطفه". هذا هو "ناكر الجميل" "المغرض المندس المدفوع من الخارج". وكأن مصلحة شعبنا وبلدنا واستقرار العرش ليست دافعاً كافياً!
تابع ....