بركان
02-07-2011, 07:47 AM
ظاهر الشاهر: الدار
• ترسيم حدود الدول الجديدة ضرورة ملحة لشركات التنفيذ
• ابن سعود يفرض حظراًَ على التجار عجزت المفاوضات عن حله
• اكتشاف النفط فرصة التمتع بالمصالح الاقتصادية لبريطانيا
• عبدالله السالم يمسك بزمام الحكم حتى وصول أحمد الجابر
• انتدب مفاوضاً لإزالة سوء التفاهم مع سلطان نجد
• الشيخ أحمد الجابر يزور جورج الخامس في لندن
في هذا اليوم الأغر من ايام وطننا المحبوب، في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة الى مرحلة اخرى من مراحل التاريخ، ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية.. والتي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة.
بهذه المقدمة استهل المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت الراحل، ابو الاستقلال والدستور، كلمته السامية لمخاطبة الشعب الكويتي بمناسبة توقيع اتفاقية الاستقلال واعلان الكويت دولة مستقلة في 19/6/1961م.
وبعد مضي خمسين عاما من هذه الكلمات الخالدة، تحتفل الكويت اليوم «باليوبيل الذهبي» للاستقلال، فرغم كل التحديات والصعاب والاطماع والمؤامرات تبقى الكويت صامدة قوية بعزيمة اهلها وحكمة حكوماتها المتعاقبة منذ الامارة حتى الدولة والاستقلال والانطلاق الى العالم الخارجي.. وما كانت عليه وما وصلت اليه.. وكيفية المحافظة عليها وسط كل تلك الصراعات.. عزيزي القارئ من خلال هذا الباب سنتطرق لتوضيح مسيرة الاستقلال منذ البدايات الاولى للدولة وفق وثائق وأدلة دامغة ومواقف معتمدة ومدونة..
توفي الشيخ سالم المبارك الصباح في الخامس عشر من جمادي الاخر سنة 1339هـ، الموافق شهر يناير عام 1921م، وبعد وفاته اختير للحكم الشيخ احمد الجابر الصباح.
لندن
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى أنابه عمه المغفور له الشيخ سالم المبارك لزيارة ملك انجلترا جورج الخامس في لندن، فسافر من الكويت الى الهند على باخرة حربية (طراد انجليزي)، ومنها على باخرة تجارية الى لندن على نفقة الحكومة البريطانية.
الرياض
وفي اوائل شهر جمادي الأول الموافق يناير عام 1921م، انتدبه عمه الشيخ سالم المبارك الصباح للمفاوضة مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود (سلطان نجد) في ازالة سوء التفاهم الذي سبب الاحداث التي حصلت بين الكويت ونجد، من حركات أثارها الاخوان النجديون كان نتيجتها وقعة «حمض» ثم وقعة «الجهراء» الداميتين، فسافر بحرا وبصحبته كاسب بن خزعل بن مرداو، ، حاكم الاهواز، على يخت خاص بالشيخ خزعل الى البحرين ثم الى العقير ومنها برا الى الرياض.
عزاء .. وإمارة
وفي جو تسوده المحبة تفاوضا واتفقا على ما ارض الطرفين، وفي اثناء رجوعه مشيعا من قبل العاهل السعودي، وفي محل من اطراف الاحساء فوجئ ببرقية صادرة من البحرين تنعى الشيخ سالم الصباح حاكم الكويت، عندها التقت الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى سمو الامير احمد الجابر فعزاه بعمه، وهنأه بالامارة.
عبدالله السالم
رجع المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح الى الكويت، وتقلد الحكم وكان ذلك في 13 جمادي الاخر عام 1339هـ، الموافق 21/2/1924م، وكان الاخذ بزمام الحكم منذ وفاة سلفه الى يوم وصوله، ولي عهده ابن عمه المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح.
النفط
ان النفوذ البريطاني في الخليج قد اتسع ولم تعد تواجهه اي تحديات او قوى، خاصة بعد هزيمة المانيا وانهيار الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى، واحتمالات اكتشاف النفط فتحت امام بريطانيا فرصة التمتع بمصالح اقتصادية مباشرة في المنطقة، وفي اطار ذلك صار ترسيم حدود الدول الجديدة في العراق والكويت ونجد ضرورة ملحة، ويعود ذلك الى ضرورة تحديد وتقرير الدولة او الجهة التي لها السيادة على مناطق الامتيازات التي جرى تأجيرها الى شركات التنقيب عن النفط حين برز ونما اهتمامها بمنطقة شرق الجزيرة العربية.
الخط الأخضر
ترأس السير بيرسي كوكس المفاوضات حول حدود الكويت الجنوبية، وقد ظهر عدد كبير من التقارير والروايات حول المؤتمر المشهور الذي انعقد في ميناء العقير بمنطقة الاحساء عام 1922م بين كوكس والامير عبدالعزيز بن سعود، وافضى الى قيام كوكس بمنح الامير ابن سعود رقعة كبيرة من الاراضي الواقعة داخل «حدود الأخضر» والتي كانت القبائل القاطنة بها تعتبر في عام 1913م تحت سيادة الشيخ مبارك الصباح، وبطبيعة الحال شعر الشيخ احمد الجابر بالظلم من هذا الاتفاق، لكنه اضطر لقبول الامر الواقع الذي لامناص منه، وكما قال كوكس: «انه لو لم يكن قد تنازل عن الاراضي المعنية لتمكن الامير ابن سعود ان يأخذها بنفسه بسهولة».
لقد كانت هذه هي مقتضيات السياسة الواقعية ونتيجة لها اتخذت الكويت شكلها الذي تظهر به على الخرائط
حتى يومنا هذا.
أبو النفط
كان من بين الذين حضروا مؤتمر العقير عام 1922 الميجور فرانك هولمز مهندس التعدين المتحمس الذي لايزال يعرف منطقة الخليج باسم «ابو النفط» وبعد المؤتمر بفترة وجيزة تفاوض فرانك هولمز مع الامير ابن سعود على امتياز الاحساء الذي اعطى النقابة الشرقية العامة وهي شركة مقرها في لندن حق التنقيب عن النفط في معظم المنطقة المعروفة اليوم باسم المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وكانت نتيجة لنجاح هولمز في الحصول على الامتيازات ان جاء الجيولوجي ارنولد هايمز الى الكويت عام 1924 لاجراء عمليات الاستكشاف المبدئية في اراضي الكويت والاحساء والبحرين بحثا عن النفط.
انشطة التنقيب
خلال عقد العشرينات من القرن الماضي واصلت شركة النفط الانجلوفارسية التي تحول اسمها فيما بعد الى بريتيش بتروليوم، انشطة التنقيب بعد ان كانت تنتج النفط بكميات تجارية قبل الحرب العالمية الاولى وكان ارنولد ولسون الذي خدم تحت رئاسة كوكس وشغل لبعض الوقت منصب المفوض المدني في العراق يحتل منذ عام 1923 منصب المدير العام لشركة ابوك في المحمرة عبدان، وزار الكويت ذلك العام لتقديم مقترحات هولمز لقد كان ولسون رجلا حظيت همته وقدراته التنظيمية بشهرة اسطورية.
العشرينات
لم يكتب لمبادرات شركة النفط المبكرة تجاه الكويت ان تصل الى نتائج فورية بل دامت المفاوضات البطيئة حول الامتيازات حتى عام 1934 ومن اهم التطورات التاريخية في عشرينات القرن الماضي هي تلك التي تتعلق بالعلاقات مع الامير عبدالعزيز بن سعود الذي اصبح سلطان نجد وملحقاتها وكذلك العلاقات مع الاخوان.
حظر ورسوم
كانت الرسوم الجمركية في الكويت هي المشكلة فابن سعود طالب بان تدفع له الرسوم على البضائع التي يشتريها بدو نجد في حال مرور هذه البضائع عبر الكويت قبل دخوله اراضيه وفي انتظار تسويه المسألة فرض الامير ابن سعود عام 1923 حظرا على التجار بين البلدين وعجزت المفاوضات عن حل المشكلة وظل الحظر مطبقا الى ان نجح البريطانيون في ازالته في نهاية المطاف عام 1937 ومن الطبيعي ان الحظر ادى ان تعرض الكويت لمصاعب شديدة واشتد البلاء على البلاد مع حلول الكساد العالمي الكبير عام 1929 وكذلك الكساد الذي ألم بتجارة اللؤلؤ في الثلاثينات بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان.
ثورة الإخوان
يضاف الى ذلك ثورة الاخوان في الاعوام 1927-1930 شكلت خطورة على الكويت بمقدار خطورتها على الدولة السعودية الناشئة فالاخوان اعتبروا ان الحدود الجديدة التي توصلت اليها المفاوضات هي اخلال بحرية البدو التقليدية للتجول سعيا وراء المراعي كما اعترضوا على الحدود والقيود الجغرافية التي فرضت على نطاق غاراتهم والتهديد الذي تعرضت له الكويت في اطار هذه الاحداث ادى الى تدخل بريطانيا عام 1928 حين لعبت سفينة البحرية الملكية امرالد الدور المفصل ادناه ولم يتجاوب الشيخ احمد الجابر رحمه الله مع مبادرات قادة الاخوان الذين اعتزموا اقامة دولة مستقلة في شمال الجزيرة العربية وفي النهاية تم حل الازمة حين قام الملك عبدالعزيز ال سعود بقمع حركة الاخوان عسكريا وهو حل مهد الطريق امام اعلان قيام المملكة العربية السعودية.
أحمد الجابر أول من سافر إلى الغرب
يمتاز عصر الشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر، بانطلاقة الكويت وخروجها من عزلتها، واتصالها بالعالم الخارجي. فالشيخ احمد الجابر الصباح رحمه الله هو اول من سافر الى بلاد الغرب، سواء من الامراء او الاهالي، فكانت هذه السفرة عنوانا لهذه الانطلاقة، وايذانا بخروج الكويت من عزلتها.
سافر الى لندن مبعوثا من قبل عمه الامير سالم المبارك الصباح، على رأس وفد يتكون اعضاؤه من السادة: جاسم محمد اليعقوب، احمد العبد الجليل، سلطان بن كاسب، ليقوم بتقديم تهنئة امير الكويت الى الملك جورج الخامس، بمناسبة انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الاولى. وقد انضم الى الوفد الكويتي، المعتمد السياسي البريطاني في الكويت: المستر «مكلم» وزوجته، وكان في لندن عند وصول الوفد، وقابل الوفد جلالة الملك البريطاني جورج الخامس والملكه ماري، وبقية أفراد الاسرة الحاكمة في قصر بكنجهام، وقدم رئيس الوفد هدايا امير الكويت التي هي عبارة عن: حصان اصيل وسيف مذهب ومرصع بالاحجار الكريمة، وحضر الوفد احدى جلسات مجلس العموم البريطاني واستمع الى بعض المناقشات الحادة بين اعضائه، وكان محل الوفد بارزا في المجلس ثم عاد الوفد الى ارض الوطن عن طريق السويس.
• ترسيم حدود الدول الجديدة ضرورة ملحة لشركات التنفيذ
• ابن سعود يفرض حظراًَ على التجار عجزت المفاوضات عن حله
• اكتشاف النفط فرصة التمتع بالمصالح الاقتصادية لبريطانيا
• عبدالله السالم يمسك بزمام الحكم حتى وصول أحمد الجابر
• انتدب مفاوضاً لإزالة سوء التفاهم مع سلطان نجد
• الشيخ أحمد الجابر يزور جورج الخامس في لندن
في هذا اليوم الأغر من ايام وطننا المحبوب، في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة الى مرحلة اخرى من مراحل التاريخ، ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية.. والتي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة.
بهذه المقدمة استهل المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت الراحل، ابو الاستقلال والدستور، كلمته السامية لمخاطبة الشعب الكويتي بمناسبة توقيع اتفاقية الاستقلال واعلان الكويت دولة مستقلة في 19/6/1961م.
وبعد مضي خمسين عاما من هذه الكلمات الخالدة، تحتفل الكويت اليوم «باليوبيل الذهبي» للاستقلال، فرغم كل التحديات والصعاب والاطماع والمؤامرات تبقى الكويت صامدة قوية بعزيمة اهلها وحكمة حكوماتها المتعاقبة منذ الامارة حتى الدولة والاستقلال والانطلاق الى العالم الخارجي.. وما كانت عليه وما وصلت اليه.. وكيفية المحافظة عليها وسط كل تلك الصراعات.. عزيزي القارئ من خلال هذا الباب سنتطرق لتوضيح مسيرة الاستقلال منذ البدايات الاولى للدولة وفق وثائق وأدلة دامغة ومواقف معتمدة ومدونة..
توفي الشيخ سالم المبارك الصباح في الخامس عشر من جمادي الاخر سنة 1339هـ، الموافق شهر يناير عام 1921م، وبعد وفاته اختير للحكم الشيخ احمد الجابر الصباح.
لندن
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى أنابه عمه المغفور له الشيخ سالم المبارك لزيارة ملك انجلترا جورج الخامس في لندن، فسافر من الكويت الى الهند على باخرة حربية (طراد انجليزي)، ومنها على باخرة تجارية الى لندن على نفقة الحكومة البريطانية.
الرياض
وفي اوائل شهر جمادي الأول الموافق يناير عام 1921م، انتدبه عمه الشيخ سالم المبارك الصباح للمفاوضة مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود (سلطان نجد) في ازالة سوء التفاهم الذي سبب الاحداث التي حصلت بين الكويت ونجد، من حركات أثارها الاخوان النجديون كان نتيجتها وقعة «حمض» ثم وقعة «الجهراء» الداميتين، فسافر بحرا وبصحبته كاسب بن خزعل بن مرداو، ، حاكم الاهواز، على يخت خاص بالشيخ خزعل الى البحرين ثم الى العقير ومنها برا الى الرياض.
عزاء .. وإمارة
وفي جو تسوده المحبة تفاوضا واتفقا على ما ارض الطرفين، وفي اثناء رجوعه مشيعا من قبل العاهل السعودي، وفي محل من اطراف الاحساء فوجئ ببرقية صادرة من البحرين تنعى الشيخ سالم الصباح حاكم الكويت، عندها التقت الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى سمو الامير احمد الجابر فعزاه بعمه، وهنأه بالامارة.
عبدالله السالم
رجع المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح الى الكويت، وتقلد الحكم وكان ذلك في 13 جمادي الاخر عام 1339هـ، الموافق 21/2/1924م، وكان الاخذ بزمام الحكم منذ وفاة سلفه الى يوم وصوله، ولي عهده ابن عمه المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح.
النفط
ان النفوذ البريطاني في الخليج قد اتسع ولم تعد تواجهه اي تحديات او قوى، خاصة بعد هزيمة المانيا وانهيار الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى، واحتمالات اكتشاف النفط فتحت امام بريطانيا فرصة التمتع بمصالح اقتصادية مباشرة في المنطقة، وفي اطار ذلك صار ترسيم حدود الدول الجديدة في العراق والكويت ونجد ضرورة ملحة، ويعود ذلك الى ضرورة تحديد وتقرير الدولة او الجهة التي لها السيادة على مناطق الامتيازات التي جرى تأجيرها الى شركات التنقيب عن النفط حين برز ونما اهتمامها بمنطقة شرق الجزيرة العربية.
الخط الأخضر
ترأس السير بيرسي كوكس المفاوضات حول حدود الكويت الجنوبية، وقد ظهر عدد كبير من التقارير والروايات حول المؤتمر المشهور الذي انعقد في ميناء العقير بمنطقة الاحساء عام 1922م بين كوكس والامير عبدالعزيز بن سعود، وافضى الى قيام كوكس بمنح الامير ابن سعود رقعة كبيرة من الاراضي الواقعة داخل «حدود الأخضر» والتي كانت القبائل القاطنة بها تعتبر في عام 1913م تحت سيادة الشيخ مبارك الصباح، وبطبيعة الحال شعر الشيخ احمد الجابر بالظلم من هذا الاتفاق، لكنه اضطر لقبول الامر الواقع الذي لامناص منه، وكما قال كوكس: «انه لو لم يكن قد تنازل عن الاراضي المعنية لتمكن الامير ابن سعود ان يأخذها بنفسه بسهولة».
لقد كانت هذه هي مقتضيات السياسة الواقعية ونتيجة لها اتخذت الكويت شكلها الذي تظهر به على الخرائط
حتى يومنا هذا.
أبو النفط
كان من بين الذين حضروا مؤتمر العقير عام 1922 الميجور فرانك هولمز مهندس التعدين المتحمس الذي لايزال يعرف منطقة الخليج باسم «ابو النفط» وبعد المؤتمر بفترة وجيزة تفاوض فرانك هولمز مع الامير ابن سعود على امتياز الاحساء الذي اعطى النقابة الشرقية العامة وهي شركة مقرها في لندن حق التنقيب عن النفط في معظم المنطقة المعروفة اليوم باسم المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وكانت نتيجة لنجاح هولمز في الحصول على الامتيازات ان جاء الجيولوجي ارنولد هايمز الى الكويت عام 1924 لاجراء عمليات الاستكشاف المبدئية في اراضي الكويت والاحساء والبحرين بحثا عن النفط.
انشطة التنقيب
خلال عقد العشرينات من القرن الماضي واصلت شركة النفط الانجلوفارسية التي تحول اسمها فيما بعد الى بريتيش بتروليوم، انشطة التنقيب بعد ان كانت تنتج النفط بكميات تجارية قبل الحرب العالمية الاولى وكان ارنولد ولسون الذي خدم تحت رئاسة كوكس وشغل لبعض الوقت منصب المفوض المدني في العراق يحتل منذ عام 1923 منصب المدير العام لشركة ابوك في المحمرة عبدان، وزار الكويت ذلك العام لتقديم مقترحات هولمز لقد كان ولسون رجلا حظيت همته وقدراته التنظيمية بشهرة اسطورية.
العشرينات
لم يكتب لمبادرات شركة النفط المبكرة تجاه الكويت ان تصل الى نتائج فورية بل دامت المفاوضات البطيئة حول الامتيازات حتى عام 1934 ومن اهم التطورات التاريخية في عشرينات القرن الماضي هي تلك التي تتعلق بالعلاقات مع الامير عبدالعزيز بن سعود الذي اصبح سلطان نجد وملحقاتها وكذلك العلاقات مع الاخوان.
حظر ورسوم
كانت الرسوم الجمركية في الكويت هي المشكلة فابن سعود طالب بان تدفع له الرسوم على البضائع التي يشتريها بدو نجد في حال مرور هذه البضائع عبر الكويت قبل دخوله اراضيه وفي انتظار تسويه المسألة فرض الامير ابن سعود عام 1923 حظرا على التجار بين البلدين وعجزت المفاوضات عن حل المشكلة وظل الحظر مطبقا الى ان نجح البريطانيون في ازالته في نهاية المطاف عام 1937 ومن الطبيعي ان الحظر ادى ان تعرض الكويت لمصاعب شديدة واشتد البلاء على البلاد مع حلول الكساد العالمي الكبير عام 1929 وكذلك الكساد الذي ألم بتجارة اللؤلؤ في الثلاثينات بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان.
ثورة الإخوان
يضاف الى ذلك ثورة الاخوان في الاعوام 1927-1930 شكلت خطورة على الكويت بمقدار خطورتها على الدولة السعودية الناشئة فالاخوان اعتبروا ان الحدود الجديدة التي توصلت اليها المفاوضات هي اخلال بحرية البدو التقليدية للتجول سعيا وراء المراعي كما اعترضوا على الحدود والقيود الجغرافية التي فرضت على نطاق غاراتهم والتهديد الذي تعرضت له الكويت في اطار هذه الاحداث ادى الى تدخل بريطانيا عام 1928 حين لعبت سفينة البحرية الملكية امرالد الدور المفصل ادناه ولم يتجاوب الشيخ احمد الجابر رحمه الله مع مبادرات قادة الاخوان الذين اعتزموا اقامة دولة مستقلة في شمال الجزيرة العربية وفي النهاية تم حل الازمة حين قام الملك عبدالعزيز ال سعود بقمع حركة الاخوان عسكريا وهو حل مهد الطريق امام اعلان قيام المملكة العربية السعودية.
أحمد الجابر أول من سافر إلى الغرب
يمتاز عصر الشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر، بانطلاقة الكويت وخروجها من عزلتها، واتصالها بالعالم الخارجي. فالشيخ احمد الجابر الصباح رحمه الله هو اول من سافر الى بلاد الغرب، سواء من الامراء او الاهالي، فكانت هذه السفرة عنوانا لهذه الانطلاقة، وايذانا بخروج الكويت من عزلتها.
سافر الى لندن مبعوثا من قبل عمه الامير سالم المبارك الصباح، على رأس وفد يتكون اعضاؤه من السادة: جاسم محمد اليعقوب، احمد العبد الجليل، سلطان بن كاسب، ليقوم بتقديم تهنئة امير الكويت الى الملك جورج الخامس، بمناسبة انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الاولى. وقد انضم الى الوفد الكويتي، المعتمد السياسي البريطاني في الكويت: المستر «مكلم» وزوجته، وكان في لندن عند وصول الوفد، وقابل الوفد جلالة الملك البريطاني جورج الخامس والملكه ماري، وبقية أفراد الاسرة الحاكمة في قصر بكنجهام، وقدم رئيس الوفد هدايا امير الكويت التي هي عبارة عن: حصان اصيل وسيف مذهب ومرصع بالاحجار الكريمة، وحضر الوفد احدى جلسات مجلس العموم البريطاني واستمع الى بعض المناقشات الحادة بين اعضائه، وكان محل الوفد بارزا في المجلس ثم عاد الوفد الى ارض الوطن عن طريق السويس.